تشخيص واهم

16 يونيو 2019

“أصحاب كرامات” يحرمون زبائنهم من فرصة العلاج

لم يمنع ضيق ذات اليد فاطمة سعيد من تدبير 100 ألف أوقية موريتانية (300 دولار) لصاحب مركز رقّية شرعية استعد لعلاج طفلتها المومنة محمود من وجع مزمن في رأسها، بعد أن ادّعى أن سببه “مس من الجن يتطلب علاجه شهرا”. إلا أن حال طفلتها تفاقمت في غياب العلاج الحقيقي، لمرض “استسقاء الرأس”، كان شخّصه أطباء مستشفى الصداقة بنواكشوط بتاريخ 12 آذار/ مارس 2018؛ بـ “تجمّع مياه في الدماغ يتسبب في خلل للجهاز العصبي المركزي”.

“قضيت شهرًا ترددت خلاله أربع مرات على مركز الرقية الشرعية، أملًا في شفاء طفلتي لكن دون جدوى”، حسبما تستعيد فاطمة رحلة عذاب عائلتها. “كل ما تغيّر أنني خسرت أموالي التي دفعتها بالتقسيط على مرتين، وتراجع وضع طفلتي من سيئ إلى أسوأ”، تقول فاطمة لمعد التحقيق الذي التقاها بمركز الرقية الشرعية أواخر فبراير/ شباط الماضي.

“العلاج” الذي وفّره صاحب مركز أحباب الرسول للرقية الشرعية كان على شكل “قراءة القرآن على طفلتي”، حسبما تشرح فاطمة، مستذكرة كيف ” أنه سيزودها أيضا بعبوات ماء مقروء عليها آيات ضد السحر من القرآن، بجانب بعض الأعشاب التى اكتشفت فيما بعد أنها لم تغير حالة ابنتها”.

عثمان حسن* طبيب تحاليل بمصحة الشفاء – عرض عليه معد التحقيق فحوص المومنة ابنة فاطمة، فقال إنها كانت بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة لسحب مياه متراكمة في الرأس، وبالتالي يحذّر من أن بقاء الطفلة فترة طويلة دون متابعة الأطباء يزيد أمور الجراحة تعقيدا وقلّل فرص نجاحها.



تستجيب آلاف العائلات الموريتانية لإعلانات مراكز رقية شرعية تدعي قدرتها على ‘كشف أعراض الأمراض، فك السحر ودرء عين الحسد وعلاج الأمراض المستعصية’، وذلك في غياب رقابة وزارتي الصحة والشؤون الإسلامية، وتلكوئهما في تطبيق قانون يجرّم الشعوذة صدر عام 1983.


تعليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *