نشر موقع ومؤسسة correctiv.org الألمانية (أول مؤسسة اعلامية غير ربحية متخصصة في الصحافة الاستقصائية) تحقيقاً استقصائياً مهماً عن شبكات السفن وشركات النقل البحري التي تنقل اللاجئين والمهاجرين لأوروبا، ويثبت التحقيق أن خلف هذه الشركات مافيات من مهربي المخدرات والأسلحة.
“أريج” إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية ساهمت في البحث المتعلق بهذا التحقيق كجزء من تحقيقاتها العابرة للحدود.
تاليا ملخص للتحقيق الأصلي بالتعاون بين “أريج” وموقع ومؤسسة “كوريكتيف”:
برلين – كوريكتيف للصحافة الاستقصائية
ظهر المهربون في البحر المتوسط منذ القدم. غير أن الطرق تغيرت في السنوات القليلة الماضية، كما تغيرت معها قواعد اللعبة مع انهيار ليبيا وحاجة المقاتلين في سوريا للتزود بالسلاح. حتى مهربو المخدرات باتوا يبحثون عن طرق جديدة بالتزامن مع تفكير مئات الآلاف من الناس النجاة بأرواحهم من خطر الحرب إلى القارة الأوروبية.
بداية الصيف الماضي، ظهرت فجأة سفن كبيرة تحمل لاجئين على امتداد سواحل القارة الأوروبية. وفي عام 2014 قبل ثلاثة أيام من عيد الميلاد، أوقف خفر السواحر الإيطالي سفينة تحمل 600 لاجئ قبالة سواحل صقلية.
في ليلة رأس السنة من عام 2015، رست سفينة ” ميكلور 1″ و “بلو سكاي إم” في ميناء غاليبولي على سواحل إيطالية محملةً بـ 800 لاجئ آخر. وفي الثاني من شهر يناير كانون الثاني في تمام الساعة 11 مساءً، وجه خفر السواحل الإيطالي سفينة “عز الدين” إلى ميناء كوريغاليانو كالابرو في جنوب إيطاليا، وكانت السفينة محملة ب 350 لاجئاً.
لم تكن ميركور1 وبلو سكاي إم وعز الدين قوارب مطاطية يمكن لأي شخص أن يتحكم بها ببساطة. بل هي ناقلات تابعة لأساطيل شركات شحن كبرى، اذ يبلغ طول سفن البضائع هذه من 60 إلى 100 متر. وكانت تبحر بين جبل طارق والبحر الاسود والمحيط الهندي وتحمل بضائعها المتنوعة ؛ من الأخشاب إلى الماشية والحبوب وحتى اللاجئين. تلك السفن بحاجة إلى مسؤولي حسابات لترتيب سجلاتها، وعمال ملاحة للتفريغ والتحميل، وميكانيكي لتشغيل المحركات وقباطنة للقيادة، لابد لهذا كله من عمل منظم يقف خلف هذه السفن.
سفينة شحن حملت ما يزيد على 800 لاجئ. مصدر الصورة AFP
أرادت غرفة الاستقصاء في “كوريكتيف” معرفة من يقف وراء سفن اللاجئين تلك حيث كان هناك ما لايقل عن 14 من هذه السفن تشق طريقها في البحر الأبيض المتوسط حاملة الاجئين؟ من يدير ويحمّل تلك السفن؟، من يشتري هذه السفن لتنفيذ الرحلة النهائية ونقل اللاجئين ليتم بعدها التخلص منها وإخفائها؟ ما هي المنظمات والشبكات والأشخاص الذين يقفون وراء ذلك؟ هل هناك علاقة بين مهربي الأسلحة وتجار المخدرات والذين ينقلون اللاجئين؟!. تقودنا الطريق الى عدد كبير من الدلائل والوثائق والسجلات. ترددات إشارات الرادار على متن تلك السفن تحدد مكانها بدقة. كذلك البيانات العامة حيث تعرف شركات الشحن مواقع سفنها. الحال نفسه بالنسبة لشركات التأمين ومكاتب الجمارك التي تحتفظ بالسجلات لعدة أشهر. حصرنا بحثنا بالمعلومات والسجلات المخزنة لبيانات تلك السفن التي أبحرت على طول الساحل السوري، واستطعنا رؤية أين ترسو هذه السفن، وأين تتحرك بلا وجهة محددة حول البحر، وكنا قادرين على تتبعها بين قناة السويس وموانئ السودان وعلى طول شواطئ إيران، حيث كانت تختفي فجأةً هناك وكأنها تغير تردداتها لتظهر مرة أخرى في وقت لاحق قبالة سواحل ليبيا والمغرب وإسبانيا .
على سبيل المثال، أبحرت سفينة الشحن أحمد برنس من نوفور وسيسك الميناء الروسي على البحر الأسود المعروف كنقطة عبور للأسلحة، باتجاه ميناء مدينة طرطوس السورية، معقل نظام الأسد حيث توجد القاعدة البحرية الروسية، وهي أهم قاعدة عسكرية في البحر المتوسط، وعلى بعد كيلو مترات منها تقع جزيرة أرواد الصغيرة التي تنحدر منها أسر معظم مالكي شركات السفن والملاحة البحرية. ولاتزال هذه المنطقة إحدى الدعامات الأساسية لسلطة الأسد.
ويتحدث خبراء عن “شبكة أوديسا” عند الإشارة إلى تهريب الأسلحة في البحر الأسود والبحر المتوسط،.و يكشف تقرير الخبراء عن مجموعة واسعة من شركات النقل البحري تعمل بين روسيا وأوكرانيا وسوريا، تحمل أسلحة وذخائر من روسيا إلى سوريا وإلى الميليشيات في ليبيا والصومال في طريق عودتها، وتنقل الذخيرة من المصانع السودانية إلى سوريا أيضاً منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك. لقد كانت سوقاً مربحة بالكاد يتم ملاحظتها.
مستودع الحشيش
في عام 2013 عمل ضباط مكافحة المخدرات الأسبان والإيطاليون على توحيد جهودهم، لملاحقة الاتجار بالحشيش على أراضيهم، فقد كانوا يأملون اعتراضه في عرض البحر. أطلقوا على عمليتهم هذه ” ماري ديفوندو ” أي” البحر العميق “، لكن سرعان ما لاحظوا تغيرا ملحوظاً في سلوك المهربين. فحتى عام 2013 كان معظم الحشيش يأتي على متن مراكب صغيرة كالطوافات القابلة للنفخ سهلة الحركة ومراكب الصيد التي يصعب رؤيتها. بعدها وفي تاريخ 18 نيسان 2013 ، صادرت السلطات الإيطالية 20 طناً من الحشيش دفعة واحدة على متن سفينة الشحن “آدم”، حيث تم ضبطها بالقرب من جزيرة بانتيليريا جنوب صقلية، في حين احتجزت وحدات خاصة من عملية ماري دي فوندو مايقارب 16 سفينة شحن كبيرة خلال عامين، على متنها نحو 250 طناً من الحشيش.
شركة الشحن اليونانية الغامضة IMS لديها مكتب في هذا المبنى في مدينة بيرايوس الساحلية اليونانية وترتبط الشركة بمهربين سوريين. مصدر الصورة :RTL/Nachtjournal
ينسق العقيد بينو كولون المهام الدولية لوحدة مكافحة المخدرات الإيطالية من وراء مكتبه الخشبي الفخم مرتديا بزة رمادية أنيقة. لعقود تعقب كولون رجل الإنجازات غاسلي أموال الجريمة المنظمة، وهو يرأس حالياً العمليات الإيطالية “ماري دي فوندو”.
لقد تغيرت طرق تهريب المخدرات منذ انهيار ليبيا بحسب ما يقول العقيد كولون. “المهربون حولوا ليبيا إلى مستودع للحشيش”. ويقدر كمية الحشيش المخزنة في ليبيا بنحو 1000 طن، تقدر قيمته بسعر الجملة نحو 700 يورو لكل كيلو غرام بقيمة إجمالية تبلغ 700 مليون يورو.
يضيف كولون: “شبكات التهريب حولت البحر المتوسط إلى طريق سريع لجميع أنواع السلع الغير مشروعة، إنها تحمل المخدرات والأسلحة واللاجئين، وربما أيضاً النفايات السامة وماشابه ذلك”.
سفينة آدم التي كشف فيها الحشيش لأول مرة بشكل رئيسي من قبل المحققون، عادت إلى الأضواء مرة أخرى بعد عام ونصف، هذه المرة كتب على هيكلها الصدئ اسم “زين”. في العاشر من ديسمبر عام 2014، تم سحبها من قبل خفر السواحل الإيطالية وعلى متنها 400 لاجئ.
من أصل 16 سفينة ضبطت في عملية ماري دي فوندو، يرتبط نصفها بشركات متهمة بتهريب الأسلحة واللاجئين. ويقول المحققون الإيطاليون أن بعض السفن تم شراؤها من شمال أوروبا وتم تجديد بعضها في ميناء هامبورغ لاستخدامها في التهريب قبالة سواحل شمال إفريقيا.
أربع سفن تتبع شركة نقل بحرية واحدة، ففي يوليو حزيران 2014 ضبطت سفينة الشحن “زاكمار” بالقريب من لامبيدوزا وعلى متنها سبعة أطنان من الحشيش. وفي منتصف شهر نوفمبر تشرين الثاني تم سحب سفينة الكابتن سامين إلى ميناء صقلية وعلى متنها حوالي 600 لاجئ، وفي سبتمبر 2015 أوقفت السفينة حداد 1 من قبل خفر السواحل الإيطالية قبالة سواحل جزيرة كريت وعلى متنها 5000 بندقية.
إجمالاً، فإن السفن الأربعة بما فيها السابقة الذكر “أحمد برنس”، أبحرت عبر ميناء أوديسا ويجمع بينها أمراً مشتركاً هو أنه تم تشغيلها من شركة أي أم اس هيلينيك اليونانية ، على الأقل هذا ماجاء في قاعدة بيانات الشحن.
من يملك في البحر؟
من يملك هذه الشركة؟ قد يعتقد البعض أنه سؤال بسيط، لكنه صعب حقيقة في عالم البحار، حيث تم تسجيل شركة أي ام اس هيلينيك اليونانية في جزر مارشال. في شهادة التسجيل المحلية سجلت السفينة على اسم رجل واجهة “بروكسي” على أنه المالك الحقيقي. ما هو متوفر من قاعدة بيانات الشركة العنوان التالي: Street Filellinon 9 in Piraeus 185 36.
منطقة متهالكة حيث المكبات المفتوحة والسيارات المركونة تغلق الأرصفة. في بهو المبنى يجلس رجل مسن وراء مكتب فارغ. له شعر رمادي قصير وكتفان منكمشتان تجعلان من أنفه الكبير يبدو أكبر. سألناه عن أي ام اس هيلنيك، أجابنا: “ليس هناك شركة بهذا الاسم هنا”.
انضم إلينا شاب يبدو أن لديه ما يود أن يقوله عن شركة أي ام اس هيلنيك. وكان يبدو أنه أكثر انفتاحاً، ثم حصل بعد ذلك مشادة كلامية بين الاثنين، حتى قال العجوز: “انتقلت تلك الشركة من هنا منذ تسعة أشهر”، كان واضحاً أن كلامه كان لصرف الانتباه، إذ لاتزال أي ام اس هيلنيك مدرجة على السجلات وفق ذلك العنوان، وطردنا.
عدنا مرة أخرى وقارنا أرقام الهواتف. كان رقم أي ام اس هيلينيك متطابق مع رقم مكتب رجل الأعمال اليوناني سمير موسى ولديه مكتب في نفس المبنى. هذه المرة لم يكن الحارس كئيب المظهر. صعدنا الدرج والممرات المتسخة، وكانت الأوراق متناثرة على الأرض، مكاتب صغيرة تتبع بعضها، يظهر على بعض هذه المكاتب أسماء الشركات. قمنا برن جرس مكتب سمير موسى للشحن لكن لا أحد يجيب، وصلنا من جديد إلى طريق مسدودة.
وجدنا دليلاً ثالثاً، في عام 2013، تم احتجاز السفينة “حسن القمر” في شمال إيطاليا لعدم امتثالها لمعايير السلامة، كانت يومها شركة الشحن اليونانية أي ام اس هيلينيك هي المسؤولة عن سلامتها بحسب الوثائق المقدمة لإدارة الميناء. وكان طلعت حجازي القادم من طرطوس التي تخضع لسيطرة نظام الأسد يتولى منصب المدير العام بحسب تلك الوثائق. العلاقة واضحة بين أي ام اس هيلينيك وطلعت حجازي، وعندما قام ذات مرة بتسجيل موقع الكتروني، أشار إلى الرقم نفسه الذي ينتمي رسمياً للشركة اليونانية أي ام اس هيلينيك في بيرايوس.
الملاذات الآمنة
هل تمثل شركة أي ام اس هيلنيك واجهة وغطاء قانوني لشبكة تهريب سورية تهرب المخدرات والأسلحة واللاجئين ومقرها الرسمي في بيرايوس في اليونان؟
المهربون سجلوا شركاتهم الوهمية في ملاذات ضريبية معروفة في بنما وجزر مارشال وولاية ديلاوير، هنا سيتمكنون وبسهولة من تسجيل الملكية بإسم مالك وهمي.
في استقصائنا اكتشفنا في “كوريكتيف” أن العشرات من هذه الشركات تسجل في بلاد الملاذات الضريبية حول العالم.، العديد من مالكي السفن ينشؤون شركة وهمية مختلفة لكل سفينة شحن و السفن تتغير باستمرار من شركة إلى أخرى حيث عادة ما يستهدف الادعاء العام طواقم السفن المحتجزين، وليس من يقفون وراء التهريب، وذلك لأن سلطة الادعاء العام تقتصر على مناطق تخضع لسيطرته. وفي الوقت الذي يتم الاستجابة لطلب المحققين في المساعدة من السلطات الخارجية، يكون المهربين قد قاموا بتأسيس شركات جديدة في ملاذات أخرى. يقول المحققون بأن بعض البلدان مثل لبنان لا تستجيب الى دعواتهم للمساعدة إطلاقاً.
بالإضافة إلى الملاذات الضريبية المعروفة، تلعب اليونان دوراً رئيسياً بحفظ الأسرار القذرة لقطاع النقل البحري وتحمي أصحاب السفن الأثرياء. فاليونان لا تطلب من شركات الشحن أن تكون مدرجة في السجل التجاري العام، وأي معلومات تطلب من وزراة النقل البحري في اليونان يتم رفضها.
التقصي في عالم السفن أمر شائك ومعقد، تتضمن كل سفينة ثلاثة أطراف على الأقل “مالك ومشغل وغيرهم من مقدمي الخدمات بما فيها أنظمة السلامة”. ومعرفة التفاصيل الدقيقة عن أي من هؤلاء الأطراف في عمليات التهريب، هو أمر صعب وبشكل خاص في سوريا، فشركات التأمين الدولية لم تعد تغطي الرحلات إلى الموانئ السورية بسبب العقوبات الدولية. وتقول شركات الشحن السورية “ذلك هو السبب وراء تحفظهم في الإفصاح عن ملكية سفنهم”. ويقولون انه طالما تعلق الأمر بسوريا فإن شركائهم التجاريون يضعون أقدامهم في مياه باردة. أنها تبدو كلعبة أطفال بالنسبة لهم وهم ينتقلون بسفنهم من شركة إلى أخرى.
فرق المخدرات الإيطالية أثناء صعودها على متن السفينة مريم في يونيو 2015. حينها ووجد الباحثون 12 طن من الحشيش على متنها.
بالإضافة إلى بيانات الأقمار الصناعية، اعتمدنا أيضاً على قائمة بيانات الشحن “ايكاوسيس”. فالعديد من السفن مملوكة من قبل أفراد في النهاية، وبالرغم من ذلك، فإن قائمة الشركات وكذلك مالكي السفن تتطلب وثائق رسمية، وبالتالي فإنّ قاعدة بيانات الشحن قد تختلف من السجلات التي تم العثور عليها على متن السفن المحتجزة.
تفحصت “كوريكتيف” بيانات وخط سير أكثر من مئة سفينة وشركة من أجل الكشف عن ملامح الشبكة، حتى لو لم يكن دائما واضحاً من يمتلك السفينة وفي أي وقت من الزمن. دلائل أخرى تشير إلى طرطوس التي تخضع لسيطرة نظام الأسد. فعندما تم تحميل اللاجئين على متن سفينة عز الدين من مرسين تم بيع تذاكر مرفقه بقيمة 5000 دولار إلى أوروبا من شقة بجواز مركز الشرطة. وكان واحداً من أولئك الذين نظموا عملية تهريب البشر يدعى رامز بهلوان. ووفقاً لأحد شهود العيان كان يوزع التذاكر ويختمها. وقتها لم تكن مساعدة السوريين في الخروج من تركيا تعتبر بالضرورة جريمة جنائية. ورامز من عائلات جزيرة آرواد التي لا تبعد عن طرطوس، وتخضع هي الأخرى لسيطرة نظام الأسد.
في نوفمبر 2013 قبالة سواحل رودس أوقف خفر السواحل اليوناني السفينة ” نور ام” ويفترض أنها كانت في طريقها من أوكرانيا باتجاه سوريا وعلى متنها 30 مليون طلقة ذخيرة. قائمة المالكين السابقين للسفينة بحسب قواعد بيانات الشحن هم مهربون سوريون وأحد الامثلة “محمد الخفاجي” الذي ضبطت له قبالة سواحل لبنان عام 2012 سفينة تحمل ترسانة كاملة من الأسلحة والمدافع والصواريخ والمتفجرات والألغام.
بالنسبة للسفينة “نور ام”، حصلت كوريكتيف على معلومات من سجلات البضائع وغيرها من الوثائق موجود في تقرير تفتيش ميناء رودس. تم ذكر اسم ماجد مرقبي كأحد مالكي السفينة. والمرقبي واحدة من العائلات المالكة للسفن من الساحل السوري، وطلعت حجازي على اتصال معهم ومع رجال أعمال أخرين في شبكات التواصل الاجتماعي.
شبكة المهربون السوريون المالكة للسفن والتي كشفت عنها كوريكتيف، تتألف من حوالي خمسة عائلات. تمتد اتصالاتها وشركاتها عبر شرق البحر المتوسط بين تركيا ولبنان ومصر وليبيا، وتصل إلى منطقة البحر الأسود. نشأ بعضها بالفعل في ميناء كونستانزا الروماني على البحر الاسود. كان للحرب الأهلية في سوريا أثر في تشتيتهم بكل الاتجاهات، وهم الان يقيمون في دبي والسويد وسافر بعضهم إلى ألمانيا.
ليست كل أعمالهم مخالفة للقانون، فهم ينقلون الأسمنت والقمح والآلات. لكنهم يسيطرون بشكل دقيق على القنوات الللوجستية التي يستخدمها المهربون أنفسهم.
إحدى شركاتهم الوهمية القانونية، او مكتبهم في الواجهة،هي أي ام اس هيلينيك اليونانية في بيرايوس. وهناك شركة وهمية مسجلة في جزر مارشال المرجانية في المحيط الهاديء. بهذه الطريقة يحمي المهربون أنفسهم من الملاحقة القانونية.
المواجهة
لم تعثر كوريكتيف على دليل مباشر على علاقة المهربين مع نظام الأسد. لكن وجودهم في الوقت ذاته في ميناء طرطوس الخاضع لسيطرة نظام الأسد، يشير إلى وجود تقارب أكيد. وكان البعض منهم قد أعلن تأييده ودعمه لنظام الأسد على صفحته على الفيس بوك .
الأنظمة الاستبدادية في الدول العربية، تحافظ دوماً على علاقتها بالشركات دون وجود دليل على امتلاكها لتلك الاستثمارات بشكل مباشر. حيث يسمحمون لرجال الأعمال القيام بمشاريع تجارية مقابل تقديم الولاء لهم والمساعدات المالية، بالإضافة لأعمال غير شرعية كنقل الأسلحة إلى داخل المنطقة واللاجئين خارج البلاد. وكل ذلك يخدم نظام الأسد في دمشق.
وفي اتصال هاتفي مع كوريكتيف رفض ماجد مرقبي التعليق على الاتهامات الموجهة إليه.
ونفى الآخرون التورط في عمليات التهريب. يقول محمد الخفاجي أنه لايعرف شيئاً عن الأسلحة التي ضبطت على متن سفينته بينما قال طلعت أنه لم يعد له علاقة بأي ام اس هيلينيك اليونانية. ورجل الأعمال سمير موسى ينفي أي علاقة مع الشركة أيضاً. زامز بهلوان رفض الاتهامات بعلاقته بتهريب البشر من تركيا أو معرفتة بماجد مرقبي، علماً أنهما صديقان على شبكات التواصل الاجتماعية.
وتزعم وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي “فرونتكس”، أنه لن يكون هناك في المستقبل أي سفن أخرى تنقل اللاجئين. وتضح الوكالة ان تركيا أهملت مراقبة سواحلها لعدة شهور لكن الأمور مختلفة الآن وأصبحت تحت السيطرة.
في الواقع لا شيء تحت السيطرة في البحر الأبيض المتوسط. شركات الشحن مثل أي ام اس هيلينيك لازالت تعمل بكامل أساطيلها بالخفاء. وشركات المهربين الوهمية ليست بمتناول الفرونتكس وليس لديهم خشية من الملاحقة القضائية، والطلب على بضائعهم كبير. مثلا ألف طن من الحشيش لازال ينتظر على سواحل ليبيا للعبور إلى أوروبا، وأصحاب السفن ينقلون الذخائر إلى الحرب الأهلية في سوريا، ويهربون اللاجئين من لبنان وتركيا.
لقراءة التحقيق الأصلي كاملاً على موقع كوريكتيف: اضغط هنا
Leave a Reply