ضيف العدد- جبريال حنا ماكين
ما هي أهم التحديات التي تواجهها الصحافة الاستقصائية؟
عدم وجود بيئة مشجعة على فنون الاستقصاء إلى جانب غياب المعلومات وحجب الوثائق في ظل عدم وجود قانون لحرية تداول المعلومات في غالبية الدول العربية باستثناء تونس، الأردن واليمن. أضف إلى ذلك عدم تعاون المسؤولين مع الصحافي بشكل عام والصحافي الاستقصائي خصوصا.
ضعف تأثير الصحافي في الرأي العام من خلال ممارسة دوره الرقابي كحارس على مصالح المجتمع بسبب ضيق المساحات المتاحة لهذا الشكل الاستقصائي في وسائل الإعلام العربية الخاصة والعامة. كما أن عدداً من الصحافيين بات يخلط بين مهمته الأصلية بسبب قربه من أصحاب القرار والمتنفذين؛ فتتداخل الأدوار.
هل ترى أن الصحافة الاستقصائية ترف أم ضرورة؟
الصحافة الاستقصائية ضرورة لأنها جزء من عمل رقابي يمكن أن يصنع رأيا عاما بين الجمهور، بخاصة إذا تبنت ثماره بعض الجهات السياسية ووسائل الإعلام. اليوم، تكشف الصحافة الاستقصاء جرائم، فضائح وفساد ساسة ومسؤولين، كما أنها أداة للوصول للحقيقة وفهم الأحداث وسط هذا الكم من الشائعات والتضارب في المعلومات.
الاستقصاء بوابة مهمة تجبر أحياناً أجهزة الدولة على فتح تحقيقات في جرائم استحواذ على المال العام وسوء إدارة، لذا فهي تمثل صحافة العمق، أي مستقبل الصحافة الحية الناجحة المؤثرة مع تغيّر توجهات الناس وتطلعاتهم لأشكال مختلفة من الإعلام.
كيف تساهم الصحافة الاستقصائية في تعزيز السلطة الرابعة؟
أن يُنجز الصحافي تحقيقات استقصائية في المعمق يحسّن من واقع المجتمعات ويعزز مفهوم الحكم الراشد، كا يفعّل دور الإعلام كسلطة رابعة. ويلفت أيضا نظر المواطنين إلى قصور الحكومات في تنفيذ مهامها وأداء دورها حين تؤشر إلى مواطن التقصير والفساد والإهمال.
الصفات الواجب توافرها في الصحفي الاستقصائي؟
التحلي بالصبر وطول البال والدقة والاستماع إلى الجميع وتقدير المواقف.
في الصحافة الاستقصائية، لا يمكن نشر المعلومات التي تم جمعها إلا إذا تم التأكد من ترابطها واكتمالها ودقتها. ويتواصل البحث إلى أن يتم إثبات الفرضية أو دحضها، وقد يستمر ذلك بعد نشرها.
ما هي خشبة الخلاص للإعلام العربي؟
المهنية وضمير الصحفي والإعلاء من شأن المصلحة العامة.
بماذا تنصح زملاءك الصحفيين؟
التروي في مجال التحقيقات الاستقصائية حتى تصل الى ما تريده من أهداف، وعدم البحث عن قصص ضخمة، فقصة بسيطة قد تكون أقوى تأثيرا وأكثر قربا للقارئ أو المشاهد. قصة تمس حياة الناس وتكشف تدني خدمات صحية بسبب هدر أموال أو تباطؤ المسؤولين قد يكون لها وقع أكبر من تحقيق يكشف فساد متنفذ بملايين الدولارات.