محمد السعيد - قرية في الدقهلية تتحول لبؤرة إنتاج أعلاف مغشوشة

2014/03/15
التاريخ : 15/03/2014

جاءت فكرة التحقيق بعد ملاحظة وجود عدد كبير من مصانع إنتاج الأعلاف بالقرية الصغيرة التي تقع شرقي محافظة الدقهلية، بدلتا النيل شمال مصر، خاصة وأن ثراءً ظاهراً بدا بوضوح على كل من عمل بهذه المصانع رغم إن أكثرهم كانوا معدمين، ما أثار شكوك كاتب التحقيق حول مدى مشروعية هذه المصانع.
كما لاحظ كاتب التحقيق أن انتشار ورش تصنيع البودرة انتشرت بكثرة في القرية وأصبحت على الطرق وحتى في أحواش المنازل، وبالسؤال حول هذه الورش اكتشفنا أنها غير مكلفة على افطلاق وأن ورش البودرة تدر دخلاً أعلى من مصانع إنتاج العلف نفسها.
بالطبع لم يكن الأمر سهلاً خاصة وأن كاتب التحقيق يسكن في هذه القرية، كما أن دخول المصنع وأخذ عينات والتقاط صور لعمليات غش العلف كان أمراً في غاية الصعوبة، وبالفعل تعرض المحقق لمطاردة العاملين بأحد المصانع حال محاولته الدخول.
العقبة الأكبر هي أن أصحاب هذه المصانع غير المرخصة والذين لا يهابون الدولة نفسها، يتعاملون بمنطق “عض يدي ولا تعض رغيفي” لذا كان الخوف، ولا يزال، من محاولة التعدي على المحقق، وهو ما حدث لكنه حتى الآن لفظيًا.
ومن بين العقبات التي اعترضتني أثناء إجراء التحقيق كان المعامل الحكومية في جامعة المنصورة، والتي ماطل أحدها لمدة شهرين وفي النهاية لم تخرج أي نتيجة ولم يظهر لي المعمل نتائج التحليل.
تم إنجاز التحقيق على مدار ستة أشهر، وبعد نشر التحقيق أعلنت مديرية الزراعة بالدقهلية تشديد الرقابة على هذه المصانع، واستجابة لما نشرته “ولاد البلد” قرر المهندس أنور سالم، وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية، تشكيل لجنة للرقابة على منتجات مصانع الأعلاف بقرية المحمودية، التابعة لمركز دكرنس، بمحافظة الدقهلية.
وقال سالم إن مديرية الزراعة بالدقهلية بصدد تشديد الرقابة على مصانع الأعلاف بقرية المحمودية، نظرًا لثبوت حالات غش بمنتجات العلف، وهو ما أثبتته “ولاد البلد” من خلال تحقيق استقصائي أجرته بالتعاون مع شبكة أريج.
كما كرمت وزارة البيئة ممثلة في جهاز شؤون البيئة بالدقهلية، الصحفي محمد السعيد، على تحقيقه الاستقصائي المعنون “قرية بالدقهلية تتحول لبؤرة إنتاج أعلاف مغشوشة”، وتعتبر وزارة البيئة إحدى الجهات المسؤولة عن التراخيص الخاصة بالمنشآت الصناعية، ومنها مصانع أعلاف الدواجن التي يلزم لإنشائها تراخيص من جهاز البيئة.
وشنت مديرية الزراعة ومباحث التموين بالدقهلية، حملة على مصانع أعلاف الدواجن غير المرخصة، ونتج عنها ضبط 290 طن أعلاف غير مطابقة للمواصفات.
وتلقى كاتب التحقيق اتصالا هاتفيا من محمد.ذ (33 سنة – تاجر أعلاف دواجن) أخبره فيه أنه قرر تصفية تجارته الخاصة بأعلاف الدواجن، وغلق مصنعه لإنتاج العلف، بعد التحقيق الاستقصائي الذي نشرته “ولاد البلد” بالتعاون مع “أريج” بعنوان قرية بالدقهلية بؤرة لصناعة أعلاف دواجن مغشوشة”.
وأشار التاجر إلى أن كل تجار أعلاف الدواجن متهمون بغش العلف، وأنه قرر تصفية أعماله وتغيير نشاطه التجاري من صناعة الأعلاف لتجارة أخرى لما يشوب صناعة الدواجن من فساد.


تليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *