ضيف العدد : سامح اللبودي

سامح اللبودي، صحفي وأكاديمي مصري، بدأ العمل الصحفي عام 2005 بمؤسسة جود نيوز في صحيفتي العالم اليوم ونهضة مصر، ثم انتقل للعمل بقناة ONtv ومنها إلى قناة CBC ثم مسؤولا عن قسم الأخبار بوكالة أنباء NA. أنتج العام الماضي مع أريج تحقيق تلفزيوني “ختم النسر“، وحصل على الجائزة الأولى في مهرجان أريج 2015 ضمن فئة الأفلام القصيرة.
ما هي أبرز ردود الأفعال على تحقيقك الأخير مع أريج “تتبع مسارات الموت للاجئين السوريين في صحراء افريقيا” والذي نشر على فضائية دويتشيه فيليه؟

ردود فعل السوريين أنفسهم هو أكثر ما لفت نظري، لم أكن أتخيل وأنا صحفي مصري أستطيع إيصال رسالة عن مجتمع عربي آخر وأعبر بصدق عن “التغريبة السورية”.
لكن كان أحد أهم أهداف التحقيق هو أن يتراجع الاتحاد الأوروبي عن قراراته هذا العام بشأن اللاجئين التي من بينها تأجيل الحصول على الإقامة ولم الشمل، ومنذ ثلاثة أيام أعلنت ألمانيا أنها تبحث قراراتها الأخيرة بتأجيل الحق في لم الشمل لمدة عامين . وإذا تراجعت ألمانيا عن هذا القرار سيكون مكسب كبير للاجئين في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي، ومكسب أيضًا لتحقيق باب شرق الذي عرض الأزمة .
ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء إنجازك للتحقيق وكيف تجاوزتها؟

أهم ما كان يميز تحقيق “باب شرق ” هو رصده الحي لهجرات سوريين من “لحم ودم” يخوضون فعلاً تجربة الموت للعبور إلى أوروبا من أبعد الطرق وأشدها خطورة. لكنّ هذه الميزة وضعت أمامي صعوبات كثيرة خاصة في إقناع سوريين برصد رحلتهم ، وتسجيل اتفاقهم مع المهربين في أربع دول. من السهل على أي صحفي أن يتواصل مع مهرب باعتباره سوري يرغب في السفر ، ومن السهل أيضًا أن يخوض التجربة بنفسه، لكن من الصعب أن يتتبع مع مهاجرين لمدة ستة أشهر هجرتهم من سوريا إلى أوروبا.
ومن بين الصعوبات أيضًا هو العمل على تحقيق داخل أربع دول في ثلاث قارات مختلفة ، حيث تم تنفيذ التحقيق في اليونان وتركيا والسودان ومصر ، وإيجاد قصص مترابطة بين هذه البلاد كان بالغ الصعوبة.
في النهاية أُنجز التحقيق بفضل فريق عمل وزملاء ساهموا بشكل كبير في إنجاحه.
ثلاثة نصائح تقدمها لصحفي في بداية مشواره المهني؟

في الحقيقة ، المُحافظ على قواعد المهنة الآن في الوطن العربي كالقابض على الجمر، وأنا أكثر مَن يحتاج إلى نصائح لكي أضمن لنفسي الاستمرار في هذه المهنة. لكن على أية حال، فإن أهم ما يحتاجه الصحفي هو ألا يتعجل حصاد ما كتب، وبالأحرى لاينتظر جائزة أو إشادة. ما ينتظره الصحفي فقط هو أن يصب ما كتبه في صالح مَن كتب عنهم. وعلى الصحفي أن يتوقف فورًا إذا شعر أن التحقيق الذي يعمل على إنجازه ربما يُدين بريء .
أيضًا الصحافة الاستقصائية تحديدًا تحتاج إلى ما يُسمى حساب المخاطر ، ليس من الطبيعي أن تخاطر بحياتك من أجل نشر موضوع صحفي ، بل يجب أن تحسب كل خطوة في عملك الصحفي . أنت في النهاية تكتب لكي تنفع الناس لا لتضر نفسك .
أخيرًا ، ما ينفعُ الناسَ يمكثُ في الأرض . إبحث عن مادة صحفية تكتبها تنفع الناس . وحدد لنفسك قواعد للعمل إذا خالفتها يومًا فاعلم أنك تسير في الطريق الخطأ.

برأيك ما هي أهم التحديات التي تواجه الصحفي الاستقصائي في العالم العربي ؟

غياب حرية نقل وتداول المعلومات، بجانب افتقاد الصدق في نقل المعلومة وعرضها .
للأسف الشديد في دول كثيرة من العالم العربي تحَكَم رأس المال والسلطة في العمل الصحفي ، وأصبح الصحفي بين مطرقة السلطة وسندان رأس المال ، والتحدي الأكبر الآن أمام الصحفي هو ألا يتلوث برأس المال ولا يتورط بالعمل لصالح سلطة . وهي مهمة سهلة إذا آمن الصحفي بقواعد المهنة وحافظ عليها .

كيف ترى أريج اليوم، وما الذي تتوقع أن تكون عليه بعد خمسة أعوام من الآن ؟
أريج لها الفضل الأول في تدريبي على الصحافة الاستقصائية، وأعتقد أنها، بفضل فريق عمل متميز في الشبكة، حققت خلال العامين الماضيين نتائج مهمة في إنتاج تحقيقات متلفزة، وأتمنى أن تستغل هذا النجاح بتدريب أكبر عدد من الأجيال الصحفية الجديدة في الوطن العربي لتخريج دفعات من الأريجيين يساهمون في إنجاح منصة إعلامية تؤسسها أريج وتكون البوابة الرئيسية للصحفيين لنشر التحقيقات الاستقصائية .