حول حملة دعم الصحفيين والصحفيات في غزة

2024/04/2
التاريخ : 02/04/2024

رسالة من المديرة العامة لأريج روان الضامن


نعرب في أريج عن خالص تقديرنا لدعمكم/ ن السخي لزملائنا الصحفيين/ ات الفلسطينيين/ ات في غزة. لقد أحدثت إسهاماتكم الأخيرة، في حملتنا “حتى تستمر التغطية”، فرقاً ملموساً في مساعدة الصحفيين/ ات الفلسطينيين/ ات في غزة على توثيق ومشاركة الصور والفيديوهات والقصص من القطاع المحاصر، في وقت ما يزال فيه الصحفيون/ ات الأجانب ممنوعين من دخول غزة. كما أثمرت إسهاماتكم في مساعدة الصحفيين/ ات الفلسطينيين/ ات على الاستمرار في كسب لقمة العيش وإعالة أسرهم، في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار ونقص المواد الغذائية والإمدادات.


بفضل إسهاماتكم/ ن: تمكنّا من دعم أكثر من 90 صحفياً وصحفية بالمعدّات التي يحتاجونها، لاستئناف أو مواصلة العمل؛ بما في ذلك الكاميرات والعدسات والهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، ومزوّدات الطاقة والميكروفونات. كما استُخدمت التبرعات أيضاً في إنشاء مناطق عمل مشتركة، وتجهيزها بمحطات شحن الطاقة الشمسية والإنترنت والطاولات والكراسي وأسلاك التمديد، بالإضافة إلى تزويد الصحفيين/ ات بشرائح الاتصال الإلكترونية. ومن خلال برنامج المساعدات الطارئة، قدمنا أيضاً مساعدات إنسانية للصحفيين/ ات المحتاجين/ ات، بما في ذلك الخيام والفرش والأغطية والملابس والمواد الغذائية وحزم الرعاية للصحفيات.


كما نود أن نشكر شركاءنا على الأرض في غزة والمتطوعين/ ات هناك، الذين لم نكن لنتمكن من تقديم هذا الدعم الأساسي للصحفيين/ ات لولا عملهم وحماسهم.


لقد كان لسخائكم/ ن أثر كبير بالفعل. لكنّ رحلتنا لم تنتهِ بعد. فالوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، كما ترون في الأخبار. ويواصل صحفيو/ ات غزة تغطية هذه المأساة، وهم جزء منها. نحن بحاجة إلى المساعدة أكثر بكثير مما لدينا من أموال. لذلك نرجو منكم التبرع مرة أخرى إذا كنتم قادرين على ذلك. وساعدونا في نشر الخبر عن الحملة؛ حتى يتمكن الصحفيون/ ات في غزة من مواصلة عملهم الشجاع، في ظل هذه الظروف الاستثنائية.


نرجو مشاركة صفحة الحملة، فكل فعل إيجابي منكم، كبيراً كان أم صغيراً، له القدرة على إحداث فرق ملموس.


حصلنا على موافقة إحدى الصحفيات في غزة، رويدا عامر، لمشاركة قصتها.


كان جدي يكره الحروب


رويدة عامر- صحفية مستقلة من غزة


“أنا صحفية فلسطينية مستقلة، أبلغ من العمر 32 عاماً. كنت في الثامنة من عمري عندما بدأت أهتم بالصحافة. كان الجيش الإسرائيلي قد هدم منزلنا وكنت أشاهد الصحفيين وهم يتنقّلون في المكان. قررت أن أكون صحفية لتغطية قصص الناس. بدأت الكتابة عندما كان عمري سبعة عشر عاماً، ولكنّي كنت مهتمة أيضاً بالتعليم، وبالتطور المعرفي للطفل. أصبحت صحفية ومعلمة مدرسة. أحب المهنتيْن، لقد شكلتا شخصيتي، أحب طلابي وأفتقدهم. لقد قُتل بعضهم في هذه الحرب ودُمّرت مدرستي.


لقد كنت شاهدة على أكثر من مجزرة، وعلى القتل الجماعي للفلسطينيين في غزة. أحياء بأكملها سُحقت، وعائلات بأكملها أُبيدت، وأُسكتت بالأسلحة الإسرائيلية. في ضربة واحدة مدمرة، أُبيدت عائلة أعرفها جيداً -كانت تنبض بالحياة ذات يوم- تسعون روحاً أُزهقت.


شهد كانون الثاني/يناير 2024 ذكرى مرور عامين على وفاة جدي؛ وهو التاريخ ذاته الذي دنّس فيه الجيش الإسرائيلي قبره (أخفوا معالمه ودمروه)، لن نستطيع زيارة قبره الآن. لطالما كره جدي الحروب.


كصحفية في غزة الآن، لا يوجد لي أمان ولا حماية. وبينما تهتم بعض المنظمات بالصحفيين والصحفيات، إلّا أنّها لا تستطيع حمايتنا. الخسائر التي لحقت بمجتمعنا عميقة، لقد قتلت إسرائيل أكثر من مئة صحفي وصحفية. لا توجد طاقة لشحن أجهزتنا ولا إنترنت لمواصلة عملنا، ومن الصعب العثور على الطعام والماء. لقد تمّ تقطيع أوصال غزة إلى أجزاء مختلفة منفصلة الآن عن بعضها البعض، وأصبح من الصعب الوصول إلى العائلة والأصدقاء. الخطر يتربص بنا في كل زاوية، والحياة أصبحت مرهقة. الجزء الأصعب هو الخوف من القادم. كل ليلة أصعب من سابقتها… أشعر بعبء ثقيل على صدري. بالكاد أستطيع التنفس”.