"مافيا" التوجيهي

2012/08/5
التاريخ : 05/08/2012

الغد – جهاد المحيسن-

كانت عمان وباقي مناطق الأردن تئن تحت أزيز الرصاص، والمفرقعات النارية وزوامير النصر، والتشحيط والتفعيط على الدواوير والتقاطعات الحادة وغير الحادة المشهورة منها والمغمورة، والكل يشترك في التفحيط والطخ، بغض النظرعن المعدل سواء أكان تسعا وتسعين أم تسعا وخمسين!

في حالة التوجيهي عندنا قد تساوى الطالب الذي نجح بتعب وجد واجتهاد وسهر ليال ودفع وقته وماله كي يكتب اسمه بين الناجحين والمتفوقين، ونظيره الذي لم يقدم أي تعب أو جهد ونجح نتيجة لنفوذه المالي وسلطة والده، وبذلك السلوك المدان يسرق صاحب المال والنفوذ فرحة نجاح المجتهد ومستقبله أيضا ومستقبل الوطن بأسره فيما بعد. هذا السلوك الذي اعتدناه في الآونة الأخيرة بدأ يأتي أكله عندما لمسنا تراجع سمعة التعليم والصحة وغيرهما من القطاعات أمام ضربات الفساد القاتلة، ما يؤكد أن ثمة جهات وأفرادا ومؤسسات رسمية ومسؤولين يسعون إلى الغاء سنوات طويلة بناها الأردنيون لتحصين سمعتهم التعليمية والصحية وغيرها من المؤسسات، ليكتمل مسلسل  سرقات الوطن بكل مقدراته وتاريخه، ونخشى أننا أيضا سمحنا لهم بأن  يسرقوا مستقبل الوطن بأسره، أي نتائج  الثانوية العامة. ماذا ننتظر بعد هذا؟

التحقيق الذي أعده الزميل مصعب الشوابكة ونشرته الغد حول الغش في امتحان الثانوية العامة ومافيا الأسئلة هو فضيحة بكل المقاييس، وكلام خطير جدا يلغي مصداقية الامتحانات  والنتائج، وكان رد وزير التربية والتعليم  فايز السعودي على الأسئلة والاستفسارات يثير الاستغراب ويدفع الى الضحك في بعض المفاصل، فهو يقول إن كل ما جاء في التقرير معروف عند الوزارة مع أنه ذكر في  اللحظة ذاتها أنه الآن فقط شاهد التقرير!

طبعا يوجه معالي الوزير اللوم للزميل مصعب لأنه لم يقابل الوزير الذي لو قابله لجاد عليه بالكثير من المعلومات، رغم أن الوزير ذاته  كان قد رفض مقابلة الزميل مصعب الشوابكة والرد عن أسئلته واستفسارته، ورفض الوزير فكرة تشكيل لجنة تحقيق مشككاً في صحة المعلومات كالعادة، مع أن كل من يعمل في الميدان يدرك أن كل ما جاء في التقرير صحيح والمخفي أعظم!

لا يصح  أن نبقى في هذا الوطن  كالنعام ندفن رؤوسنا في الرمل، والحقيقة واضحة لا ينكرها إلا أعمى البصيرة؛ فالمجتمع ومؤسساته يتعرض للتخريب الممنهج.  لمصلحة من يتم ذلك، لا أستطيع أن أصل إلى اجابة محددة، لكن ثمة من يدفع نحو تخريب كل أشكال الدولة، وإنهاء مظاهر سلطتها وكيانها.

تخريب التعليم ونجاح البعض نتيجة للغش وشراء الأسئلة، يعيدنا للحديث عن العنف في الجامعات الذي يؤسس له مبكرا نتيجة لهذا التسيب والتخريب المتعمد للنظام التعليمي.

 النتائج في الثانوية العامة مؤشر على سوء السياسي في البلد وغياب سلطة الرقابة والاستهتار بكل قيمة فيها.

للإطلاع على التحقيق كاملا

أخبار ذات صله