مؤتمر أريج: "البحث عن الكنز الضائع"

2013/12/13
التاريخ : 13/12/2013

أصوات 2  –  خالد أبو الخير – شكل مؤتمر أريج السادس حول صحافة الاستقصاء فرصة لالتقاء الإعلاميين وتدارسهم في القضايا التي تعنى بالشأن الإعلامي في ظل التطورات السياسية الحاصلة في المنطقة ورياح الربيع العربي.

وكان واضحاً أن الوضع الإعلامي بشكل عام في الدول التي مرت بالربيع ما يزال دون المتوقع أو المأمول، فيما تراجعت الحريات الصحفية في دول أخرى، وما زالت الأساليب القديمة هي السائدة.

وتحت عنوان «واقع الإعلام العربي في طور التغيير»، ألقت د. حميده البور من تونس (صحافية مخضرمة ونائب مدير معهد الصحافة وعلوم الأخبار/ جامعة منوبا)، الضوء على الوقع الصحفي في هذا البلد، مشيرة الى ان الانتهاكات ضد الصحافيين الى ازدياد، في حين بين خالد الهروجي، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة، ناشر صحيفة الثورة اليمنية، أن النظام لم يتغير في اليمن، وإنما شخص الرئيس، مبينا ان النظام القديم الذي ما يزال يحكم هو الذي يملك وسائل الاعلام المؤثرة، والتي هي حتى أقوى من الاعلام الرسمي.

وعن الحقيقة الغائبة في سوريا حدثنا حمود المحمود رئيس تحرير صحيفة «الاقتصادي» السورية وأحد مشرفي «أريج»، رية، قائلاً :«إن الحقيقة أمست هي الضحية والقتيلة لأن الإعلام أصبح بيد ناس يفتقرون إلى المصداقية»

في كلمة الافتتاح، عبرت مديرة أريج التنفيذية رنا الصباغ عن الأسف لغياب أحد مشرفي أريج في مصر يحيى غانم، المقيم منذ ستة أشهر في واشنطن بعد أن صدر بحقه حكم بالحبس عامين في قضية ما يعرف بقضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني في بلاده.

يحيى حضر عبر «سكايب» يقول: هناك كابوس نعيشه جميعا يتمثل في أداء أحال الإعلام إلى سلاح قاتل بدل أن يعمل لحماية البشر، خصوصا في ظل افتقار الصحافة العربية لعناصر الاستقلال التي تمكنها من القيام بدورها بالمحاسبة والرقابة».

من جانبه انتقد الصحافي الاستقصائي المصري يسري فودة – عضو مجلس إدارة «أريج» ومقدم برنامج حواري «آخر كلام» عبر قناة (أون تي في) ما اسماه « انزلاق صحافيين نحو درك من «التطوعية» بيد السلطة للتحشيد وإقصاء الآخر».

ولم تكن الأوضاع في ليبيا أفضل حالاً، فالصحافيون الليبيون يجاهدون للعمل في بيئة غير ملائمة بل ومعادية، كما لمست شخصيا حين كنت في بعثة للتدريب هناك قبل فترة.

بالمحصلة تبدو التحديات أمام الإعلام كبيرة، خصوصا بعد توافق المحاضرين على ان الإعلام العربي ما يزال بعيدا عن لعب دوره المرسوم في مراقبة أداء السلطات، وانتقدوا حال الاستقطاب والتحشيد التي تمارسها وسائط إعلام، بعضها يشكّل واجهات لتحالف السلطة والمال.

مؤتمر أريج شكل فرصة لتدارس واقع الاعلام، ويتعين على الإعلاميين بعد ان وضعوا اصابعهم على المشكلات ان يبدؤوا رحلة البحث عن كنزهم الضائع « الاستقلالية»، في الطريق الشاقة والمليئة بالألغام والعقبات.

أخبار ذات صله