دور الإعلاميين.. من حليف للسلطة إلى رقيب عليها

2013/12/14
التاريخ : 14/12/2013

جريدةالنور بقلم رهادةعبدوش – تحت شعار (حقّق، حلّل، حاسب) عقد مؤتمر أريج للصحافة الاستقصائية دورته السادسة في عمان، جامعاً صحفيين ومحررين وكتّاباً من مختلف دول العالم، في ظاهرة تتجدد كل عام بتحقيقات مميزة من مختلف دول الوطن العربي، لكن هذه المرّة جاء مؤكداً أن دور الإعلام قد تغيّر من حليف للسلطة إلى رقيب عليها، وذلك في ظل التغييرات القائمة في العالم العربي.

وقد تعرّف المشاركون في محاضرات ولقاءات وورش عمل، إلى المزيد من التجارب في الدول العربية، ومنها التحقيق المقدّم من الصحفي السوري أيمن مكيّة تحت عنوان (أطفال سورية يمتهنون نبش القمامة بإشراف مافيات)، وقد نشرها بالتعاون مع أريج في مجلة الاقتصادي، لتظهر مدى استغلال الأطفال ضمن عصابات منظّمة تمتهن نبش القمامة منتهكةً أبسط حقوق الإنسان والأطفال في استخدامهم في أسوأ أشكال العمالة.

وتحت عنوان (الإعلام التركي يجثو على ركبتيه تحت وطأة تحالف السلطة والمال) تحدث يافوس بيدر، وهو كاتب مقال وصحفي تركي، عن سيطرة المال على الإعلام في تركيا، مؤكداً أن صورة الإعلام والحريات الإعلامية في تركيا جيدة من الخارج، على أن السلطات الحاكمة تستخدم (وسائل بدائية ومعقدة في آن، دون خجل) لإخضاع الإعلام وتدجينه. وقال بيدر: (التعددية والاختلاف يبدوان عظيمين في تركيا، فهناك أكثر من 14 ألف صحافي مسجل وثماني صحف يومية. مشهد يبدو مثيراً للإعجاب، لكنه يصبح ضبابياً عندما ننظر إليه بعمق أكبر) و ملكية ثلاثة أرباع وسائل الإعلام تعود إلى مجموعات استثمارية ضخمة متداخلة مع السلطة، تبث (بروباغاندا) ممنهجة، وتسعى للاستحواذ على قطاع الإعلان الذي يقدر ب 5,4 مليارات دولار سنوياً.

وفي جلسة أخرى تحت عنوان (العنف ضد المرأة) عرضت العديد من التحقيقات الصحفية من عدد من الدول العربية مثل (زواج المسيار.. نساء بلا حقوق) للصحفية صبا أبو فرحة من الأردن، و(عقود زواج برّانية خارج سجلات المحاكم الشرعية تكبّل لاجئات سوريات في الأردن) ل عطاف الروضات من راديو البلد، الأردن، و(نساء يمنيات أسرى المرض النفسي والحجز داخل منازل ذويهن) من اليمن، تحقيق للصحفية إشراق دلال.. وغيرها من التحقيقات تظهر مدى انتهاك حقوق المرأة في عالمنا العربي.

وقدمت جلسات حوارية كثيرة حول تجارب صحفيين من مختلف أنحاء العالم وتحقيقاتهم الاستقصائية، وكيفية الوصول إلى المعلومات والمصادر، وبالتالي خصصت جلسات للحديث عن القوانين الإعلامية في الدول العربية وإعاقتها للصحفيين في الوصول بحرية إلى المعلومات وحمايتهم وتسهيل مهامهم..

وختمت الجلسات بالحلم بأن نلمس يوماً ما إعلاماً مستقلاً تحت عنوان (الإعلام المستقل: حلم مضلّل أم أمر محتمل).

أخبار ذات صله