تونس تشهد إطلاق أول برنامج ماجستير في صحافة الاستقصاء في العالم العربي

2013/10/6
التاريخ : 06/10/2013

تونس- اكتوبر 2013 – أطلق معهد الصحافة وعلوم الأخبار التابع لجامعة منوبة في العاصمة تونس برنامج ماجستير مهني تفاعلي في صحافة الاستقصاء في العالم العربي، بالتعاون مع شركاء عرب وأجانب، من بينهم شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) ومقرها عمان.

وفي حفل الافتتاح يوم الأربعاء، قال د. شكري المبخوت رئيس جامعة منوبة  إن هذا البرنامج الأكاديمي الجديد الداعم لمسار الديمقراطية يكتسب أهمية متزايدة “مع التهديد الجديد لحرية التعبير في تونس”، بما فيها عدم تفعيل المراسيم التي تمنع حبس الصحافي في قضية رأي واستمرار “إلقاء القبض على بعض الفنانين والمبدعين”.

وأضاف المبخوت أمام الحضور – بمشاركة طلابه العشرين- أن “معركة الحرية وحرية التعبير لم تبدأ بعد، وتوجد نوعيات استبدادية يجب أن تقاوم”. كما أنه “بدون حق النفاذ الى المعلومات لا صحافة استقصاء… ولا بد للإعلام من توثيق الفساد وليس فقط نقل الشائعات، ذلك أن الصحافة الإستقصائية هي علم المهنية والموضوعية والحياد”، على ما أكد.

من جانبه، شدّد مدير الصحافة وعلوم الأخبار د. توفيق يعقوب على أن برنامج الاستقصاء جاء كثمرة تعاون بين المعهد – المؤسسة العمومية الوحيدة في تونس التي تخرّج صحافيين منذ ستينيات القرن الماضي وجامعة نيويورك/ ألباني ومشروع تقصي الجريمة المنظمة والفساد.

ووصف د. يعقوب برنامج الماجستير بأنه يجسد التجارب الغربية في هذا مضمار صحافة الاستقصاء، بما فيها المدرسة “الانجلوساكسونية” و”الفرانكوفونية” بموازاة تجارب عربية أخرى مثل أريج. كذلك يعتمد البرنامج الأسلوب التشاركي في مناقشة برنامج عمل الماجستير بشقيه النظري والتطبيقي.

د. حميدة البور منسقة البرنامج ورئيس قسم الصحافة في المعهد أشادت بجهود شبكة أريج، التي ساندت هذا المشروع الريادي خلال العامين الماضيين من خلال تنظيم ورشتي “تكوين (تأهيل) لأساتذة المعهد وبعض طلبته” على استخدام منهجية دليل أريج التدريبي “على درب الحقيقة” بإشراف مؤلف الدليل د. مارك هنتر ومشاركة زملاء عرب وأجانب.

وعبرت د. البور عن أملها في أن يضطلع الإعلام بدوره الرقابي في تونس ما بعد الثورة من خلال تكريس حق المواطن في المعلومة في كنف احترام أخلاقيات المهنة ومعايير الصحافة الحرفية لدعم التحولات العميقة. “قبل الثورة لم يتسن لوسائل الإعلام توفير محتوى صحفي نقدي ولم يسمح المناخ السياسي العام السائد بوجود نفس استقصائي في الانتاج الاعلامي بمختلف محامله”، على ما أوضحت. لافتة إلى “التحقيقات الاستقصائية المفترض ان تضع الأصبع على مواضع الخلل كانت بسبب التسلط مغيّبة (في الداخل)، إذ تابعها الجمهور في تونس من خلال ما تنتجه وسائل الإعلام الأجنبية”.

الزميلة رنا الصباغ، المدير التنفيذي لأريج أكدت من جانبها أن الشبّكة تعوّل على نجاح مشروع تونس الريادي لتشجيع الجامعات العربية على استحداث برامج ماجستير مشابهة لدعم التحول صوب الديمقراطية في دول المنطقة، التي ضربتها رياح التغيير منذ مطلع 2011.

وأكدت الصباغ أنه “آن الأوان لأن يمارس الإعلاميون دورهم كسلطة رابعة ذات صدقية ويتحولوا من حليف للسلطة إلى رقيب عليها”، من خلال البحث عن المعلومة وتوثيقها وتغطية الرأي والرأي الآخر بهدف تحقيق الشفافية والحاكمية الراشدة والخروج من دائرة الاستقطاب والتخندق والتجهيل والإثارة واغتيال الشخصية.

شبكة أريج هي أول مؤسسة دعم إعلامي تنشط في تسع دول عربية منذ 2006 لتشجيع هذا الضرب المتخصص من الإعلامي، الذي ما يزال نادرا في غالبية غرف الأخبار وكليات الإعلام في المنطقة لأسباب سياسية، قانونية، مهنية ومجتمعية.

وتعكف الشبكة على إعداد اول دليل إرشادي لأساتذة الإعلام كساعات معتمدة ضمن برنامج البكالوريوس، ذلك أن غالبية المعاهد تدرس صحافة الاستقصاء ضمن مساق التقارير الإخبارية ما يخلق لبسا لدى الجيل الجديد من الإعلاميين.

أخبار ذات صله