أريج تختتم مؤتمرها السنوي بإطلاق أول مساق جامعي في صحافة الاستقصاء

2013/12/12
التاريخ : 12/12/2013

خلود الاردن  –  اختتمت في عمان مساء الأحد فعاليات مؤتمر أريج السنوي السادس الذي استمر ثلاثة أيام تحت شعار “دور الإعلاميين العرب في مرحلة التغيير… من حليف للسلطة إلى رقيب عليها” بإطلاق أول مساق تدريسي في صحافة الاستقصاء مخصص لطلبة الجامعات بواقع ثلاث ساعات معتمدة.

ووفق مؤلف الدليل وعضو مجلس إدارة أريج مارك هنتر فإن الكتاب سيرى النور خلال الأشهر الأولى من العام المقبل 2014 فيما سيقسم إلى جزئين سيتطرق أولهما الى الخلفية التاريخية والحيثيات القانونية والأخلاقية للصحافة الإستقصائية بالوطن العربي.

هنتر، أستاذ الصحافة في معهد إنسياد الفرنسي أوضح أن الجزء الثاني سيخصص لعرض منهجية الاستقصاء المبني على الفرضية والمستوحاة من دليل اريج للصحافة الإستقصائية (على درب الحقيقة)، مع عرض لأهم المصادر المفتوحة المتوفره في كل دوله عربية على حده جنبا إلى جنب مع شرح مفصل لسبعة نماذج لأعمال استقصائية نفذها أريجيون على مدار الست سنوات الماضية من عمر الشبكة.

كان المؤتمر قد التأم بمشاركة 350 صحافيا و30 خبيرا عربيا وأجنبيا التقوا ضمن 35 جلسة بين ورشة تدريب وحلقة نقاشية.

وعالجت الجلسات مختلف جوانب العمل الاستقصائي من حماية المصادر والبيانات من الاختراق في عصر المعلوماتية، الحفاظ على استقلالية المهنة في ظل هيمنة رأس المال وحماية قارعي الناقوس whistle-blowers

وجرى مناقشة “واقع الإعلام العربي في طور التغيير” ضمن جلسة توافق فيها صحافيون وخبراء عرب على أن الإعلام العربي ما يزال بعيدا عن لعب دوره المرسوم في مراقبة أداء السلطات، كما انتقدوا حال الاستقطاب والتحشيد التي تمارسها وسائط إعلام بعضها يشكّل “واجهات لتحالف السلطة والمال”.

وفي اليوم الثاني ناقش مشرعون، صحافيون وخبراء تشريع واقع قوانين حق الحصول على المعلومات في الدول العربية التي أقرت هكذا تشريعات وهي: الأردن، اليمن وتونس.

وخلصوا إلى أن مثل تلك القوانين تعاني من غياب الأدوات الكفيلة بتفعيل دورها في خدمة الصحفيين بالحصول على المعلومات المهمة لتحقيقاتهم خصوصا في ظل “ثقافة محافظة تميل نحو السرية”.

الصحافي الأميركي رئيس شبكة الاخبار الاستقصائية Investigative news network برانت هيوستن كان قدم عرضا مفصلا لأهمية المنظمات الصحافية غير الربحية في دعم العمل الاستقصائي العابر للحدود لكشف الفساد والجريمة المنظمة ، للإفلات من قبضة السلطات وسياسات تكميم الأفواه لا سيما في دول العالم الثالث.

وفي الختام اكد الصحافي الفرنسي إدوي بلينيل إمكانية تأسيس مشاريع صحفية مربحة ومتحررة من ثنائية رأس المال والسلطة في آن معا. ذلك ما تلخصه تجربة صحيفة “ميديابارت” الالكترونية التي أسسها بلينيل بعيد استقالته من رئاسة تحرير جريدة لوموند.

وتمثل ميديا بارت تجربة ناجحة لأول صحيفة تعتمد كليا على اشتراكات القراء في جني الأرباح بدل الإعلانات التجارية.

وأتيح للزملاء أيضا فرصة الاستفادة من خبرة مذيع بي بي سي ومقدم برنامجها الحواري “كلام قاس” تيم سيباستيان في كيفية انتزاع المعلومات من السياسيين وصناع القرار خلال المقابلات الصحفية.

فيما قدمت الخبيرة ومنسقة مشروع قارعي الناقوس العالمية whistle blower international network WIN آنا مايرز نصائح للصحفين في كيفية التعامل مع قارعي الناقوس ممن يقررون قول الحقيقة وكشف الفساد في المؤسسات التي يعملون فيها، مشيرة الى ان قارع الجرس قد يتعرض للإحباط بسبب تقليل الصحافيين من أهمية المعلومات التي بحوزته.

وطرح محرر أشهر برنامج استقصائي على التلفزيون السويدي نيلز هانسن، على المشاركين في الحلقة النقاشية فكرة “محامي الشيطان”، وهو عضو في الفريق الاستقصائي مهمته الشك في منهجية التحقيق والبحث عن السلبيات ومواضع الخلل في العمل، من أجل رفع سويته. “لأن من أكبر المخاطر التي تواجه العمل الاستقصائي هو أن يؤمن الصحافيون تماما بفكرة التحقيق فلا يعودوا قادرين على رؤية نقاط الضعف فيها”.

وعرض صحفيون لتجارب استقصاء نفذوها بدعم من أريج على امتداد العام الماضي، عارضين لمنهجيتهم في العمل، والصعوبات التي واجهتهم وكيف تغلبوا عليها والردود والأفعال التي أحدثتها أعمالهم.

وأتيح للمشاركين الاستفادة أيضا من ورش عمل مكثفة في مجال استخدام الحاسوب في العمل الصحفي، وتوظيف وسائل الاتصال الاجتماعي في تتبع الأفراد والنفاد الى شبكات علاقاتهم في العمل الاستقصائي وحماية البيانات الالكترونية من الاختراق.

وفي ورشة تدريبية استعرض خبير أمن المعلومات رعد نشيوات أساليب التصفح الآمن لمواقع الإنترنت للإفلات من التجسس والرقابة.

أخبار ذات صله