تجربة التدريب والعمل من المنزل: رتب أولوياتك، خذ وقتك، وتسامح مع نفسك

نستضيف في هذا العدد مجموعة من الزملاء الذين شاركوا في ورشات أكاديمية أريج للتحدث عن تجاربهم في التدريب والعمل من البيت خلال أزمة كورونا..


كيف كانت تجربة التدريب من المنزل خلال ورشة أريج؟ 

ياسمين بو الجدري – صحفية جزائرية

خضت لأول مرة تجربة التدريب من المنزل مع شبكة “أريج” خلال ورشة أساسيات الصحافة الاستقصائية لدول المغرب العربي. عندما قرأت أجندة الورشة الرقمية تخوفت في البداية، لسببين، أولهما ضعف شبكة الأنترنت، وثانيهما كثافة البرنامج لأنني كنت ملزمة بمواصلة العمل في الوقت نفسه، لكن لحسن حظي حصلت انقطاعات قليلة في الأنترنت، كما استطعت إدارة الوقت وأعتقد أن هذا الجانب كان من أهم المهارات التي تعلمتها في ورشة أريج. اكتشفت أن الأمر أكثر بساطة مما كنت أتصور، وبأننا من نتحكم في الوقت وليس هو من يتحكم فينا. ما نحتاجه فقط هو الانضباط!



ما هي إيجابيات وسلبيات التدريب من المنزل؟

نجلاء بن صالح- صحفية تونسية

خضت عدة دورات تدريبية عن بعد لكن تبقى تجربة التدريب عبر تطبيقات زوم او جيتسي وغيرها محاكية الى حد كبير التدريب في قاعة درس أو اجتماع. فخاصية تلك التطبيقات انها تعطي هوامش كبيرة للتفاعل تماما مثل التدريب داخل قاعة كما أنها تتيح للمدربين او للمشرفين على الدورة التدريبية التحكم في إدارة التدريب والنقاش. ويمكن التدريب عبر التطبيقات المختلفة من ربح وقت كبير، إذ يمكن ربح الوقت المخصص لراحة القهوة التي غالبا ما تصل الى ربع ساعة في التدريب العادي اضافة الى وقت الغداء الذي يمكن أن يدوم ساعتين في التدريب العادي.


في المقابل، يجب أن تتوفر شروط صارمة للاستفادة بشكل جيد من التدريب في المنزل مثل إعداد فضاء ملائم وهادئ في المنزل وهو ما لا يتوفر دائما طيلة ساعات طويلة خاصة في فترة الحظر الصحي حيث تلزم كل العائلات منازلها. واحيانا لا تتوفر خدمة انترنت عالية التدفق أو يتسبب انقطاع التيار الكهربائي في حرمان عدد من الصحفيين من متابعة الدورة والتفاعل مع محاورها المشاركة وهو ما حصل نوعا ما في الدورة الاخيرة التي نظمتها اريج حيث لم يحصل بعض الزملاء على فرص مماثلة لبقية المشاركين في التفاعل والنقاش بسبب ضعف تدفق الانترنت او انقطاع التيار الكهربائي.


من خلال تجربتك خلال الحظر والعمل من المنزل، كيف يمكن التواصل مع المصادر عند العمل من المنزل؟ وماهي التحديات؟ وكيف يمكن تجاوزها؟

نور الهدى فرج- صحفية عراقية

العمل من المنزل تحد نفسي ومهني في الوقت نفسه.

بالنسبة للتحدي المهني، يجب عليك ان ترتب افكارك اكثر قبل التحدث الى الزملاء او المصادر وان تفكر في كيفية شرح اسئلتك وافكارك لان التواصل عبر الهاتف أو الشاشة اقل قدرة على نقل الافكار والانفعالات.


لدى الغالبية العظمى من الناس المزيد من الوقت لأنهم متواجدون في المنزل لهذا على الارجح ان يكون لديك وصول أفضل للأفراد، في حين يجب عليك ان تكون اكثر صبرا إذا كنت ترغب بالتواصل مع المؤسسات ولا سيما الحكومية منها، فهي تتعامل مع تحدياتها الخاصة الآن.


ايضا ضع قائمة بالبدائل في حال استمرت الازمة لفترة اطول من توقعاتك، مصادر بديلة أكثر احتمالية للوصول اليها عبر الانترنت، أساليب عرض بديلة بدلا من مقابلات الفيديو التي تتطلب تواجدك مع المصدر ..الخ.


الحجر الصحي فترة ملائمة للتعلم وللبحث العميق ولكن انتبه.. لا تحاول ان تطارد كل الفرص التعليمية فقط لانها اصبحت متاحة في هذه الفترة، سيقودك ذلك إلى التشتت والقلق، رتب أولوياتك، خذ وقتك، وتسامح مع نفسك.


كيف يمكن اختيار أفكارا للعمل عليها خلال عملك من المنزل؟

أمجد ياغي- صحفي فلسطيني

كون عملي كصحفي مستقل يعتمد على الميدان ومتابعة أحوال الناس والقضايا المتداولة بينهم،  ضَعُف انتاجي للمواد خلال الازمة داخل فلسطين، ولكن بعد وقت قصير تغير الحال .


وجدت أن العديد من افكار المواد الصحفية يمكن إنتاجها من المنزل وتتوافق مع حاجة الجمهور مع الازمة من خلال مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي والمحيط الذي تعيش فيه والتوسع لمراقبة فئات العمال وغيرهم، مثلاً وجدت بالصدفة شابة تقوم بعمل ارشادات للغة الاشارة لفئة الصم للوقاية من الفيروس، أنتجت قصة رقمية عنها. وجدت مبادرات نوعية وانسانية انتجتها وتقارير تبعث الحياة والامل مثل رب اسرة يستغل فترة الحجر المنزلي ويعلم ابنائه العزف على الآلات الموسيقية، وهناك العديد من القصص التي قد تكون سلبية ايضًا على الحالات المرضية الصعبة او فريق الأطباء او العاملون في ظل الأزمة.