الأريجيون والعمل من المنزل

محمد بسيكي، مؤسس وحدة الصحافة الاستقصائية السورية (سراج) وصحفي سوري

هل تعتقد أن التكنولوحيا ساعدت في مواصلة العمل الصحفي في هذه الأزمة؟

بالتأكيد، جعلت التكنولوجيا مناخات العمل اكثر راحة للصحفيين، وذلك بالتزامن مع انتشار كوفيد 19.

لقد ساهم انتشار الجائحة وفرض الحجر المنزلي في زيادة اعتماد الصحفيين والموظفين في مختلف القطاعات على وسائل التواصل للاستمرار في العمل. واللافت بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام بروز الحاجة الى تعلم أدوات جديدة في زمن الحجر فأصبحنا نشاهد تكثيفا في عقد ورشات العمل والمحاضرات التعليمية عن بعد. هنا يمكن أن نلاحظ كيف زادت فرص التعلم وتطوير المهارات اونلاين، وكيف وجد الصحفيون من خلالها أنفسهم في دورة عمل جديدة وتعلم جديدة بأدوات مختلفة..

أحمد عاشور، صحفي مصري


هل أعاق العمل من المنزل انتاجيتك أم كان فرصة للإبداع؟

لم يعق انتاجيتي بل كان فرصة للاستفادة بالشكل الأمثل من المصادر المفتوحة التي طالما تجاهلنا فاعليتها. وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية يتجلى الإبداع في إيجاد فرضيات، ومحاولات إثباتها بالاعتماد بشكل أساسي على قواعد البيانات المحلية والدولية والمحتوى الذي ينتجه المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي.


سجى مرتضى، صحفية لبنانية

في الظروف الحالية، هل العمل من المنزل يتناسب مع كل أشكال العمل الصحفي؟

الأمر يعتمد على طبيعة العمل الصحفي الذي تقوم به. إذا كنت صحفي أونلاين وتعمل في موقع الكتروني، أو صحفي سوشيل ميديا، يمكنك العمل من المنزل بشكل كامل، والأمر نفسه ينطبق على الممنتج، المصمم، والمبرمج الصحفي أو المشرف الصحفي وغيره. إن كنت صحفي بيانات أو صحفي استقصائي يمكنك إنجاز مهمة البحث وإيجاد المصادر والتواصل معها كاملة من المنزل قبل الانتقال الى الميدان لإجراء بعض المقابلات والمواجهة. أمّا الصحفي الذي يصعب عليه العمل من المنزل فهو المراسل الميداني الذي يضطر الى التواجد على الأرض معظم الوقت. لكن في كل الأحوال هناك جزء من العمل يمكن إتمامه من المنزل ببساطة، خاصة مرحلة البحث والتواصل مع المصادر وإجراء المقابلات، فالتطوّر التكنولوجي أتاح لنا كل ذلك بسهولة. لذا لا يمكننا أن نعتبر أن العمل من المنزل يعيق العمل الصحفي لأنه في الكثير من الحالات يمكن أن يكون مجالاً للإبداع أكثر والقراءة وإيجاد الأفكار المميزة وتطوير المهارات الصحفية، ولا يمكننا في الوقت نفسه أن نعتبر أنه يناسب العمل الصحفي بشكل كامل خاصة عندها يتعلّق الأمر بالميدان.

الخلاصة، أن العمل الصحفي يمكن أن يُنجز ويُستكمل أينما كان في ظل التطوّر التكنولوجي أولاً، ومع وجود الإرادة والاصرار على العمل الجاد وعلى ابتداع الطرق والأساليب والحلول والأفكار التي يمكن العمل بها في المنزل، خاصة في مجالي البحث الإعلامي وصحافة البيانات.


ما هي الصعوبات التي واجهتك كصحفي خلال العمل من المنزل؟

أصيل سارية، صحفي يمني

العمل المنزلي في زمن الكورونا جديد بالنسبة لنا خصوصا اننا نعمل على انتاج تحقيقات استقصائية تتطلب العمل الميداني المستمر ولقاء المصادر وجها لوجه حتى نستطيع بناء الثقة اكثر واكثر لنحصل على المعلومات الأكيدة ونتأكد منها.

من المنزل العمل اكثر امانا ولكن يتطلب مهارات أكبر في التواصل عن بعد، وقدرة كبيرة للتأكد من المعلومات التي نحصل عليها قبل نشرها وتدقيقها اكثر واكثر وهو ما كان يوفره لنا العمل الميداني لذلك علينا الانتباه الى ذلك.

وفي اليمن ظروف العمل المنزلي ربما تكون أكثر تعقيدا في ظل ظروف الحرب وضعف الإنترنت الذي كان يعوضه العمل الميداني أكثر.