في تموز/ يوليو 2021 وبعد مرور أكثر من عام على جائحة كوفيد-19 التي أدخلت غالبية دول العالم في حجر صحي إلزامي، كانت ليلى لا تزال تستمتع بكامل نشاطها. تصحو في السادسة صباحاً تتناول قهوتها وتغادر متحمسة إلى الجامعة حيث تعمل. وبعد انتهاء دوامها، تعود إلى منزلها لتناول وجبة الغداء مع أسرتها المكونة من زوج وثلاثة أبناء، وتعاود الاجتماع معهم في المساء للحديث عن تفاصيل يومها.
بين ليلة وضحاها، فقدت السيدة الخمسينية التونسية "لذة هذه الحياة الروتينية العادية"، عقب إصابة "مريرة" بكوفيد-19 أُدخلت على إثرها العناية المركزة لمدة أسبوعين، وتكهّن أطباء بأنها "لن تنجو" نظراً لـ"ضعف رئتيها وانخفاض نسبة الأكسجين في الجسم". بعد شهر ونصف الشهر في المستشفى، نصف المدة أمضتها في غرفة العناية المركزة موصولة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي، تحسنت حالة ليلى وعادت إلى منزلها. لكنها لم تكن تعلم أن "معاناتها لم تنته".
لأسابيع عقب مغادرة المستشفى، لم تكن ليلى (فضلت عدم ذكر اسم عائلتها)، تستطيع الوقوف على قدميها لفترة طويلة، أو المشي من دون مساعدة أحد أبنائها. وعانت لأشهر من ضيق تنفس وعدم اتزان وصداع شديد وآلام في المفاصل. خصوصا أنّها كانت تعاني من حساسية ومشاكل بالرئة وضيق تنفس قبل إصابتها بكورونا. واضطرت لأخذ إجازة من العمل خمسة أشهر، بسبب عجزها عن القيام بأبسط أمور الحياة.
"صار بإمكاني في الخطوة الأولى الجلوس على السرير بمفردي. ثم في الثانية استطعت الوقوف لكن لثوانٍ لتخذلني ساقاي ولا أستطيع الوقوف طيلة شهر من دون الاتكاء على الحائط أو الاستناد على شخص يساعدني على المشي. خطواتي ثقيلة جداً ولا أشعر حتى بقدميّ وهما على الأرض"، تقول وهي تسترجع ذكريات هذه التجربة العصيبة.
في ظل استمرار معاناتها، توجهت إلى طبيب خاص والذي شخّص إصابتها بـ"متلازمة ما بعد كورونا". والمعروفة أيضا باسم "كوفيد طويل الأمد" (بالإنجليزيّة Post-COVID syndrome أو Long COVID) وهي حالة مرضية تعرفها منظمة الصحّة العالميّة على أنّها "مجموعة الأعراض طويلة الأجل التي يعاني منها بعض الأفراد بعد إصابتهم بكوفيد-19"، و التي تتطور بعد شفائهم من الفيروس. ويمكن لهذه الأعراض أن "تظهر وتختفي ثم تعاود الظهور بمرور الوقت". كما يمكن أن "تؤثّر على قدرة الشخص على القيام بأنشطة يوميّة مثل العمل أو الشؤون المنزليّة".
في ظل استمرار معاناتها، توجهت إلى طبيب خاص والذي شخّص إصابتها بـ"متلازمة ما بعد كورونا". والمعروفة أيضا باسم "كوفيد طويل الأمد" (بالإنجليزيّة Post-COVID syndrome أو Long COVID) وهي حالة مرضية تعرفها منظمة الصحّة العالميّة على أنّها "مجموعة الأعراض طويلة الأجل التي يعاني منها بعض الأفراد بعد إصابتهم بكوفيد-19"، و التي تتطور بعد شفائهم من الفيروس. ويمكن لهذه الأعراض أن "تظهر وتختفي ثم تعاود الظهور بمرور الوقت". كما يمكن أن "تؤثّر على قدرة الشخص على القيام بأنشطة يوميّة مثل العمل أو الشؤون المنزليّة".
حدّدت الدراسات العلميّة أكثر من 200 عَرضْ للمتلازمة، وأكثرها شيوعاً هي صعوبات التنفس، والسعال المستمر، وتشوّه أو فقدان حاسّة الشم والتذوق، والإعياء الشديد، وألم في الصدر، ومشاكل الذاكرة والإدراك، والاكتئاب والقلق، وآلام المفاصل والعضلات.
إضافة إلى وجود أعراض أخرى منها اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا (CDC)، أو تساقط الشعر، بحسب دراسة نشرتها مجلة "Nature" العلميّة، أو مشاكل الكلى المزمنة، بحسب دراسة مجلة الجمعيّة الأمريكيّة لأمراض الكلى.
إلى ذلك، وبرغم الجهود البحثية الحثيثة التي تحاول رصد طبيعة المتلازمة، إلا أنها ما تزال غير قادرة على الإجابة عن أسئلة رئيسية تتعلق بأسباب الإصابة ومدّتها وطرق العلاج وإمكانية ظهور أعراض جديدة. وبحسب بعض الدراسات فهي تُصيب حتّى 30 في المئة من الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19. كما أنّ اللقاحات ضد كوفيد-19 لا تمنعها، لكنها تقلّل فرص الإصابة بها، بحسب دراسات عدّة، منها دراسة لوكالة الأمن الصحي البريطانيّة.
خط زمني لإكتشاف متلازمة ما بعد كورونا