الدستور/عمار الصالح- لم يدر بخلد أحد أن تستعين وزارة الداخلية بكلية صيدلة جامعة البصرة لإعداد تقرير عن مادة سمية محظورة دوليا ومحليا منذ ثلاثة عقود، سيما أن كليات الصيدلة في بغداد أعرق منها وأقرب إلى الوزارة. كما أنها الأبعد عن شبح الموت الذي طال في تلك الفترة مدينة البصرة ثلاثة من عدة مصابين بالتسمم جرّاء استنشاق الثاليوم ، ومنهم عادل علي قاسم ألذي توفي في 28 أيلول الماضي عن 53 عاما بعد سنة على إصابته بهذه المادة السمية في ظروف غامضة، بحسب شهادة الوفاة الصادرة عن دائرة الطب العدلي بالبصرة ، والتي أرجعت الوفاة إلى ” احتشاء في عضلة القلب ناجم عن التسمم بمادة الثاليوم
“. حدث واحد وروايات مختلفة بدايات حالات التسمم المرصودة وقعت في البصرة خلال تشرين الأول 2009.وما تزال الروايات تختلف بشأن مسبباتها وعواقبها على الصحة . ففيما تتحدث دائرة صحة البصرة عن 16 مصاباً على لسان الدكتور عبد العباس ناصر، يجادل حمزة عباس الذي تعرّضت عائلته للتسمم، بأن العدد الحقيقي ضعف ما ذكر، كما لاحظ حين رافق أخته وابنتها في رحلة العلاج . أولى الوفيات وقعت في 20 تشرين الثاني 2009، بعد أن عانت من التسمم طيلة 28 يوما ، بمادة يرمز لها TI وهي من الفلزات الثقيلة والسامة جدا ، المرتبطة بالثاليوم ، والذي اعدت جامعة البصرة ، تقريراً بشأن مضاره ، واستخداماته وأعراض التسمم به، لم يتسن الحصول عليه، ربما بسبب مراعاة الجامعة الاعتبارية للمخاطبات الرسمية مع الجهة التي طلبت التقرير، وهذا على الرغم من اهمية مثل هذا التقرير في بلد يعاني من اضطرابات أمنية أعقبت ثلاثة حروب خلال ثلاثة عقود. السم في العسل قبل حادثة البصرة أواخر 2009، كان أعضاء من نادي فريق القوة الجوية ، تسمموا مع أسرهم بـ”مادة الثاليوم” خلال حفل أقامه النادي في بغداد في كانون الثاني/ يناير 2008 جرّاء تناولهم لقالب حلوى . في بيان أعقب تلك الحادثة، طالب مكتب النائب صفية السهيل ” وزارتي الدفاع والداخلية بالتدخل سريعا لإلقاء القبض على المتورطين بجريمة دس الثاليوم للفريق والسيطرة على منابع مادة الثاليوم الخطرة “.تلك الواقعة أسفرت عن وفاة ثلاثة أطفال، فيما نجا الباقون نتيجة قيام مختبر السموم البريطاني في برمنغهام بتزويدهم بالترياق المضاد بعد أن نقلتهم الحكومة العراقية إلى مستشفى في العاصمة الأردنية.
بعد أكثر من شهرين على تلك الحادثة ، أعلن مدير مستشفى الحسيني العام في كربلاء الدكتور علاء الأنصاري في (12/ 3/ 2008) عن رصد حالات تسمم لثلاثة أطفال , وعزا الطبيب الإصابات تلك إلى استنشاقهم الثاليوم أو تناوله.
تلك الحالتان لم تفعلا فعل الإصابات الأخيرة في 2009 . ذلك أن عدداً من المسؤولين انشغلوا بالتساؤل عن كيفية وصول هذه المادة الى منازل المواطنين ، خاصة أن استيرادها ممنوع منذ عام 1980. ومن هنا أحدث هذا الاهتمام ضجيجاً وتفسيرات متناقضة بدأت بإرجاع الإصابات إلى سوء استخدام المبيدات أو رش ّمبيدات “أوصلها فاعلون” ما يزالون مجهولين إلى منطقتي البكر والأحرار ، التي يقطنهما زهاء عشرة آلاف نسمة داخل عشوائيات متهالكة، في البصرة المقدر عدد سكانها بثلاثة ملايين نسمة. تضارب في التشخيص المسؤولون شبه متفقين على أن الإصابات حصلت نتيجة استخدام المواطنين لمبيدات قوارض موجودة في الأسواق وينفون أن ” تكون هنالك لجان قامت برش المبيدات “.غير ان ما يكشف خطأ هذه الرواية ، يتمثل بأن وجود مبيدات تحتوي على الثاليوم يتطلب رصد إصابات أخرى وفي مناطق متفرقة من محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد) . فكثير من المواطنين يستعملون المبيدات المتوافرة في الأسواق في منازلهم دون وقوع إصابات..جعفر صادق (41 سنة) ، المقيم في منطقة الاحرار والموظف في شركة ابن ماجد الحكومية، فقد زوجته فيما أصيب سائر أفراد عائلته الستة بفعل “مجهولين”. يروي هنا تفصيلات : ” بعد عودتي للبيت اخبرتني زوجتي بأن لجنة من دائرة الصحة زودتها بمبيدات للقضاء على القوارض وأنها رشتها في أرجاء البيت للتخلص من القوارض والحشرات التي نعاني منها” .ويضيف صادق ” بعد هذا بدأت تظهر أعراضً مرضية غريبة على زوجتي وابنتي تمثل بعضها بتساقط الشعر وصعوبة في الحركة , كما أصيب والدي بتلك الأعراض ” . وبعد تفاقم حالة العائلة ” بحثت عن العلاج والسبب لدى عدّة أطباء ومستشفى أهلي خاص في البصرة لكن دون جدوى ” . وأخيرا رقد أفراد العائلة في مستشفى الصدر التعليمي الحكومي في البصرة لعشرة أيام تمكن ” خلالها أحد الأطباء من تشخيص الأعراض بأنها حالة تسمم شديدة بمادة الثاليوم المحظور “. الطبيب المعالج محمد طالب القريني في مستشفى الصدر أكد لنا أن ” المصابين تعرضوا لحالة تسمم بالثاليوم ، بعضهم حالته خطيرة . وقد حد ّدنا الاصابات من خلال الأعراض التي بدت على المصابين بعد سحب عينات من الدم والادرار وارسالها الى مركز معالجة السموم في بغداد الذي اكد اصابتهم بالتسمم” . ولأنه لا تتوافر في مستشفى الصدر في البصرة مختبرات متخصصة ‘ فقد أرسلت عائلة صادق إلى بغداد ” لتلقي العلاج في مركز معالجة السموم ، حيث تم الاعتناء بهم حسب صادق الذي اضاف ان زوجته توفيت بعد نحو شهرين من إصابتها بالتسمم سائر أفراد العائلة ما يزالون يعانون من آثار السموم ، حسبما يؤكد ا لدكتور حسين علي راضي استاذ في كلية الصيدلة بجامعة البصرة . والذي يشرح مخاطر الثاليوم بقوله: “التسمم بالثاليوم ينتهي إما إلى الموت أو يؤدي إلى خلل دائم في الجهاز العصبي أو في القلب “..والشكوى من الاهمال الذي اعثب الاهتمام في البداية ، لا تقف عند حدود المصابين ، فمن جانبه، ينتقد رئيس المجلس البلدي في البكر والأحرار بالبصرة كريم ريس حمود “عدم اهتمام الجهات الحكومية بالمصابين بعد خروجهم من المستشفى “. صادق يعاني الآن شللا في الأطراف أقعده منزله التسمم بالثاليوم في البصرة سبب الذعر للمواطنين سيما وأن هذه المادة عديمة الطعم ، اللون والرائحة , وراح الأهالي يتحدثون عن فرق قالوا إنها تابعة للدولة تنشر المادة السامة بحجة أنها لمكافحة القوارض. وقالوا ايضا ان الفرق كانت ترتدي ملابس غير تلك التي ترتديها الفرق الصحية , وعلى الرغم من ان العديد من الجوامع في البصرة، اطلقت تحذيرات للأهالي من فرق توزع مواد سامة لقتل الأطفال ، الا ان المسؤلون في صحة البصرة ” نفوا وجود أي علاقة بين دائرتهم وفرق الرش” التي يتحدث عنها الأهالي..التحذيرات جاءت متأخرة, على ما يبدو وفرق الرش حقيقة ايضاً إذ يذكر حسام عبد الأمير (32 عاما)، الذي يعمل كاسبا في سوق البصرة، أن عائلته المؤلفة من أربعة أفراد تعرضت للتسمم بالثاليوم بعد أن ” رشّت فرقة مبيدات منزله حين كان وعائلته بالداخل بدعوى مكافحة القوارض، فأصيب ابنه بعد ايام بعجز في الحركة وتساقط شعره ثم انتقلت الأعراض ذاتها إلى زوجته، التي شخّصها ملاك المستشفى التعليمي في البصرة بعد ان رقدا فيه ” . عبد الامير اكد أن ماحصل ” كان بفعل الفرق التي عرفت نفسها بأنها من دائرة صحة البصرة، ورشّت المبيدات على بعض المنازل فيما جهّزت منازل اخرى بالمبيدات نفسها”. وأوضح ان ” اللجان التي زارتهم كانت تقلها سيارات حديثة لاتحمل أي أرقام تعريفية”.
مسؤولون محليون في البصرة عدوا ” الثاليوم هجوماً ارهابيا منظماً تولته جماعات تستهدف التخريب “. لكن مسؤولين آخرين اعتبروا أنه ” لا يزيد عن جهل المواطنين بهذه المادة ومن هنا أصيبوا بها جراء سوء استعمال المبيدات”.والمبيدات المستعملة في العراق لمكافحة القوارض والافات الزراعية والحشرات الضارة مقرر استيرادها جميعا من قبل وزارة الزراعة عدا 56 نوعا يمنع استيرادها , وحتى التي منع استيرادها لا تحتوي على الثاليوم وإنما حظرت بسبب احتوائها على سميات عالية أو لعدم ملائمتها للبيئة أو لكونها غير مفيدة عمليا . وبين اختلاف الروايات والاراء بشأن ما حصل يرجع نائب رئيس مجلس محافظة البصرة أحمد السليطي ، أسباب هذه الحوادث جزئيا “إلى الفوضى التي يعيشها البلد.. فوضى في كل شيء وخلل في عمل المؤسسات الحكومية وعدم تطبيق للقوانين . وهنالك تستر وتسامح وتواطؤ مع المخربين للبلد واقتصاده “.ورئيس المجلس البلدي في منطقة البكر والاحرار بالبصرة كريم ريس حمود يرى في حالات التسمم في منطقته “عملية إرهابية ضد المواطنين” . ويتساءل حمود: ” وإلا بماذا يفسر عبور مثل هذه المواد القاتلة من الحدود . وكيف يتم تداولها بين الناس الا اذا كانت عملية مقصودة”. إلى ذلك يؤكد أن المجلس البلدي “لم يبلغ بوجود حملات صحية لرش المبيدات خلال الفترة التي ظهرت بها اصابات تسمم في منطقة البكر والأحرار. ويشتكي حمود من أن ” دائرة صحة البصرة لم تتخذ إجراءات أخرى لتأمين المنطقة بعد معاينة الإصابات ونقل المصابين إلى المستشفيات الحكومية ، باستثناء عقد ندوة تثقيفية صحية لمواطني المنطقة حول خطورة مادة الثاليوم “. مسؤول لجنة الصحة في مجلس محافظة البصرة الدكتور منصور أمين له رأي مخالف. فهو يعتقد أن “الاصابات وقعت بعد شراء المواطنين لمبيدات متوفرة في الأسواق غير مسيطر عليها كما ينبغي” , ويتساءل منصور: “إذا استثنينا المبيدات كمصدر لانتشار الثاليوم فمن أين تأتي المادة السامة”؟ على أن إثبات ما ذهب اليه مسؤول لجنة الصحة، يتطلب وجود إصابات أخرى وفي مناطق متفرقة من المحافظة , فكثير من المواطنين يستعملون المبيدات المتوافرة في الأسواق في منازلهم دون وقوع إصابات. هذا ما يؤكده مسؤول قسم الصحة العامة في دائرة صحة البصرة الدكتور عبد العباس ناصر: ”لم تسجل أي اصابات تسمم بهذا المادة في البصرة قبل هذه الحادثة ولم تتبعها أية اصابات أخرى بمادة الثاليوم”. والإصابات التي تسجل لأول مرة في البصرة ..”تم الإخبار عنها بواسطة أحد أطباء مستشفى الصدر التعليمي ” ، حسبما يوضح ناصر، مسؤول القسم الذي يتولى عملية الرصد الوبائي بالمحافظة لجهة ظهور الامراض او الأوبئة . وبعد أن شكّل قسم الصحة العامة فريقا بإسناد الوزارة ، وأجرى تحريات عن الاصابات بحثا عن مصدر التسمم، “لم تعثر الفرق على أي شي لأن التحريات أجريت بعد شهرين على وقوع الحادث . المصابون يفندون بدورهم تفسيرات المسؤولين حول ” سوء استعمال المبيدات “. فها هو حسام عبد الامير الذي اصيبت عائلته بالثاليوم يقول: ” ليس من المعقول ان تتفق عدة عوائل رغم انها في المنطقة ذاتها على شراء مبيدات ورشها في منازلهم في الوقت ذاته, وتكون جميع هذه المبيدات حاوية لسموم قاتلة “. ويتهم الأمير حكومة البصرة المحلية ودائرة الصحة “بمحاولة التعتيم على هذا الأمر والادعاء بأن المواطنين في هذه المنطقة اصيبوا نتيجة الاستخدام الخاطئ للمبيدات ” .
قاتل مجهول واخفاق حكومي
مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة علي غانم ينفي من جانبه إجراء أي تحقيقات لتقصي حالات الثاليوم. ويقول:”لم تكن هنالك تحقيقات في هذا الموضوع انما كانت هنالك توجيهات إلى الدوائر المعنية لاتخاذ إجراءات قانونية كل حسب عملها”. ولم يثبت، بحسب غانم، ” بأن حالات التسمم ناجمة عن عمل إرهابي ، علما ” أن عملنا تضمن تشكيل لجنة من وزارة الصحة والجهات الأمنية ودائرة الزراعة لمتابعة هذه السموم في الأسواق ومصادرة بعض المبيدات الحشرية ومخاطبة المنافذ الحدودية للتأكد من سلامة المبيدات المستوردة”. تلك الإجراءات لم تتوصل إلى “معرفة مصدر الثاليوم” وحقيقة تداوله بين المواطنين رغم إجراء تحريات مطولة، على ما يقول مسؤول قسم الصحة العامة عبد العباس ناصر. و بينما لا يستبعد أن “تكون المبيدات بين الاحتمالات التي نتوقعها مصدراً للثاليوم” ، يوضح ناصر أن “هذه المادة بالذات لا يمكن الكشف عليها ومن الصعب توقع ظهورها. ومن المحتمل ان يستعملها ضعاف النفوس مرة أخرى”. دائرة صحة البصرة تعتمد عمال يوميين وقتيين في حملاتها لرش مبيدات القوارض ، كما يقول مدير الدائرة رياض عبد الامير الذي يضيف: ” أنهم يعملون باشراف كادر صحي و يدربون من قبل الكوادر الصحية. ويؤكد أن “أياً من العمّال الوقتيين لم يتعرضوا الى التسمم خلال ممارستهم عملهم ” . أحد هؤلاء العمال، علي قاسم يؤكد أنه “عمل في هذا المجال اكثر من مرة بعد اعلان دائرة الصحة حاجتها لعمال وقتيين لرش المبيدات ، دون أن يتعرض أي منا لإصابات أو حالات تسمم ” . من جانبه يؤكد مسؤول قسم الصحة العامة في دائرة صحة البصرة ان ” حملات رش المبيدات تسبقها عملية الكشف الموقعي على المنطقة. ويتم استخدام مبيدات مفحوصة من قبل وزارة الصحة خالية من مواد سمية خطرة ويتم اعلام المنطقة عن طريق المجلس البلدي”. إلى ذلك يؤكد أنه “في الوقت الذي ظهرت اصابات تسمم بالثاليوم في منطقة البكر والاحرار لم تكن هنالك حملة رش”. مسؤولان في وزارة الزراعة المعنية بتراخيص استيراد وتسويق المبيدات أكدا ان الوزارة حظرت في عام 2008 استيراد (56) نوعاً من المبيدات بسبب خطورتها ودرجة سميتّها العالية، لافتا إلى أن بعض الأنواع “تسبب التسرطنات”. سمير العبيدي مسؤول اعلام وزارة الزراعة يقول: “المحاجر الزراعية في المنافذ الحدودية تمنع ادخال أي مبيد اذا لم يكن معتمداً من اللجنة الوطنية لاعتماد المبيدات في وزارة الزراعة”. أما المبيدات المسموح باستيرادها “فيجب أن تكون مجربة لموسمين زراعيين في الأقل قبل منح اجازة استيرادها للتأكد من انها صديقة للبيئة ولا تحمل مواد سمية خطرة”. مدير قسم وقاية المزروعات في دائرة زراعة البصرة جبّار كاظم يؤكد من جانبه أن الوزارة اتصلت “بعد حادثة التسمم في البصرة بمركز السيطرة على المبيدات في بغداد وطلبنا منه التأكد فيما إذا كان هنالك أي مبيد زراعي نستخدمه يحتوي على مادة الثاليوم، فأكد أن جميعها خالية من هذه المادة بعد أن أجرى الفحوص اللازمة”.
خوف مستقبلي
معاناة الناجين من “هجمات” الثاليوم والإخفاق في تحديد منابعه في البصرة، تطارد سكان هذه المدينة الذين يخشون وقوع المزيد من الضحايا. يقول محمد عبد المنعم (معلم) من منطقة البكر والاحرار إن “الإجراءات الحكومية لم تكن بالمستوى المطلوب لتفادي وقوع مثل هذه الاعمال مستقبلا سواء في البصرة أو في سائر مدن العراق”. وطالب عبد المنعم مؤسسات الدولة بـ”استنفار جميع قواها للتعرف على الجهات التي أدخلت هذه السموم القاتلة ونشرتها بين المواطنين”. ويرى عارف موسى، موظف في شركة الموانئ، أن “السموم القاتلة كالثاليوم أكثر خطورة من الأحزمة الناسفة والسيارات الملغمة لأن استعمالها أسهل على الجماعات المخربة واضرارها أكثر تأثيرا”. ويدعو موسى “الجهات الأمنية إلى تأمين المنافذ الحدودية لمنع دخول مثل هذه المواد”.
Leave a Reply