يسري فودة أثناء الورشة
عمان، 9 أيار/مايو: اختتمت شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية “أريج” أمس الأحد ورشة مهارات التلفزيون المتقدمة، شارك فيها 11 صحفي من ست دول عربية، هي الأردن واليمن وتونس والعراق ومصر ولبنان.
تولّى التدريب في هذه الورشة رائد الصحافة الاستقصائية في الوطن العربي يسري فودة، الذي بدأ مسيرته المهنية كمراسل ميداني للبي بي سي، انتقل بعدها ليعد ويقدم البرنامج الاستقصائي الشهير على فضائية الجزيرة “سري للغاية”. وهو عضو سابق لمجلس إدارة أريج ومدرب منتظم، حيث درب المشاركين على مهارات إجراء المقابلات الصحفية، وتحديد جهات الاتصال، وتحديد مخاطر إنجاز تحقيق استقصائي في ظل الأزمات والظروف المالية المختلفة، كما تمت مناقشة فرضيات التحقيقات بشكل فردي من خلال جلسات نقاش مركزة بين كل صحفي ويسري فودة.
ويقول يسري فودة تأتي هذه الورشة ضمن مشروع التدريب المتقدم الذي تقدمه أريج، حيث يتم الاستثمار بالصحفيين الأريجيين عن طريق إشراكهم بعدة ورشات تدريبية، وإيصالهم إلى مراحل من الخبرة تؤهلهم للدخول في مستويات أكثر تعقيداً، وتدريبهم على مهارات متقدمة في الصحافة الاستقصائية“.
ويضيف إن هذه الوشة كانت مختلفة عن سابقاتها؛ إذ تمت مناقشة الأفكار والفرضيات مع كل مشارك على حدا للإحاطة بكل جوانب الفكرة وظروف إنجاز التحقيق المزمع، كما تم بناء مخطط عمل التحقيق وتحديد أوقات إنجازه، بمصطلح اتفقنا عليه وهو “الخط الميت” أي الترجمة الحرفية لكلمة “Deadline”، بمعنى أن الصحفي الذي لا يلتزم بالمواعيد النهائية لإنجاز التحقيقات أو التقارير هو فعلاً “بعداد الأموات”.
ومن المشاركين تقول نجوى الهمامي من قناة First TV التونسية إن “هذه الورشة كسرت حاجز الخوف الذي كان ينتابها من إنجاز تحقيق مشترك بين صحفيين من بلدين مختلفين، حيث كانت تعتقد أنها “مهمة مستحيلة” نظراً لاختلاف الأوضاع والقضايا في البلدان العربية، إلى أن أدركت في الورشة أن من ميزات العمل المشترك هو التفكير والآراء المختلفة”رأسين أفضل من رأس واحد”.
ويصف محمد بسيكي – صحفي سوري – الورشة بأنها معسكر إنتاج وليست ورشة تدريب فحسب، إذ أنها المرة الأولى التي تتاح لهم الفرصة للحديث مباشرة وطرح الفكرة ومناقشتها مع المدرب بشكل فردي، ففي التدريبات السابقة يتم عادة طرح الأفكار ولا تأخذ حقها بالمناقشة والطرح.
وأضاف أنه “قبل القدوم للورشة كانت الفرضيةالتي يعمل عليها مبهمة بعض الشيء وغير محددة المعالم، ولكن الآن وبعد عرضها على يسري فودة ومناقشتها، أصبحت واضحة بتحديد أركانها ومعالمها ومحاور العمل عليها وتقسيم الأدوار بيني وبين زميلي لإنجاز التحقيق”.
أما الصحفي أصيل سارية من اليمن، ويقول إن أهم ما يميز الورشة هو التدريب العملي، ويقول” خلال الورشة شاهدت فيديو لتحقيق تلفزيوني سبق وأن شاهدته عدة مرات من قبل إلا أنها المرة الأولى التي أتعرف فيها كيف بني التحقيق وكيف تمت المعالجة البصرية للموضوع.
منذ نشأتها أواخر 2005، دربت أريج نحو 1700 صحفي وأستاذ إعلام وطالب جامعي. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن، كما أشرفت على نشر/ بث قرابة 350 تحقيق استقصائي. كما تستخدم عدة كليات إعلام مساق “أريج” المبني على منهجيتها الميدانية في تدريس ثلاث ساعات معتمدة لطلبة البكالوريوس.
