فريق" أريج" يشاركون في المؤتمر الدولي للتحقيقات الاستقصائية

2010/06/20
التاريخ : 20/06/2010

تورنتو – واحد اثنان ثلاثة…وينطلق الـ 500 صحفي، الذين قدموا من كافة أنحاء العالم في ضربة إيقاع واحدة إيذانا ببدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للصحافة الاستقصائية في تورنتو، كندا. ثم يتصاعد صوت الطبول ممسكاً ألحاناً متفرقة من الشرق والغرب ومن الشمال إلى الجنوب.. “عندما يعزف الصحفيون الذين ينتمون لثقافات وحضارات متنوعة نغماً واحداً، فإن أرواحهم تتوحّد خلف هدف واحد يجمع التحقيقات الصحفية (الاستقصائية) وهي الحقيقة”. هكذا اختار المنظمون، الجمعية الكندية للصحافة، افتتاح أعمال المؤتمر الذي عقد ما بين 24-28 أيار مايو 2007. شارك ممثلون عن شبكة إعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية (أريج)، من الدول العربية الثلاث التي تغطيها الشبكة: سورية والأردن ولبنان:  رنا الصباغ المديرة التنفيذية ل “أريج”، سعد حتّر أحد المدربين والمشرفين في الأردن، سوسن زايدة من راديو عمان نت وحمود المحمود من صحيفة تشرين السورية، وبيا ثوردسون رئيسة لجنة أريج للتحقيقات الصحفية وممثلة عن الجمعية الدنماركية للصحافة الاستقصائية. وقد شاركت الزميلة رنا الصباغ في لجنة تخصصت بعرض تجربة أريج، الأولى من نوعها في العالم العربي من حيث تقديم منح لصحفيين عرب من الدول الثلاث، لتغطية تكاليف التحقيق الاستقصائي الذي يودون إجراءه، إضافة إلى تدريبهم على أسس هذا النوع من الإعلام المتخصص الذي اشتهر في الغرب بعد فضيحة ووترغيت بداية السبعينيات، ومن ثم توفير مشرف يساعد كل صحافي على حدة، قبل عرض التحقيق النهائي على محام لأخذ الرأي القانوني تمهيدا لنشره في الوسيلة التي يعمل فيها المكلف وعلى موقع أريج الالكتروني لتعميم المنفعة. ثم تطرقت إلى قوانين الإعلام العربية وخصوصيات كل دولة على حدة، وتجربة الأردن كأول بلد عربي يقر قانوناً لحق الحصول على المعلومات – أساس عمل الصحافة الاستقصائية. ثم ناقشت بعض النقاط التي لازالت ملتبسة في هذا القانون والتي تتيح للسلطات المختصة حجب بعض المعلومات تحت ذرائع “الضرورات”، وغيرها من العبارات التي تحمل معاني وأوجهاً غير متفق على تفسيرها مما استدعى قيام بعض المنظمات الإعلامية وساسة مستقلين بانتقاد كثرة المحرمات. كما شاركت الزميلة الصباغ في جلسة عمل أخرى عن الصحافة الاستقصائية في دول ناشئة: تجارب من كولومبيا، والبيرو وكمبوديا، وكينيا، والأردن وسورية ولبنان. ترأست هذه الجلسة الزميلة ثوردسون. تم التركيز على أن سياسة شبكة أريج تقضي بتزويد صحفيي هذه الدول بالمنهجية المحترفة في إعداد التحقيقات الاستقصائية بدءاً بتحديد الفرضية (محور القصة المراد سبر غورها) وصولاً إلى التحرير النهائي للمادة الصحفية. كما أكدت الزميلة الصباغ على أنّ “أريج” تتجنّب الخوض في التحقيقات ذات الطبيعة الحساسة المتعلقة بالفساد السياسي، وغيره، حيث ان الهدف هو مساعدة الإعلاميين على الاقتراب من حياة الناس باختيار تحقيقات تتعلق بصحتهم ومعيشتهم اليومية من قضايا صحية واجتماعية واقتصادية، “لأن الهدف هو تكريس المنهجية الاحترافية المتبعة لتأكيد او نفي صحة الفرضية مثار التحقيق أولاً” كم قالت الزميلة الصباغ. وقالت أن الهدف الأكبر سيكون قد تحقق بالنسبة لمشروع أريج، “إذا استطعنا أن نؤهل في كل بلد من هذه البلدان الثلاث عددا من الصحفيين المحترفين ولو كانوا معدودين على أصابع اليد الواحدة، ليكونوا نواة تشجّع الآخرين على الاقتداء بهذه المعايير”. وفي لجنة أخرى شارك الزميل حمود المحمود من صحيفة تشرين السورية بعرض في لجنة التحقيقات البيئية الى جانب صحفيين استقصائيين مخضرمين — مارك شابيرو (أمريكا) وجيم ليبانز (كندا). حيث تحدّث عن التقنيات الاحترافية التي اكتسبها مع شبكة (أريج) المتخصصة في دعم التحقيقات الاستقصائية عبر تحقيقه حول واقع محارق مشاف سورية تنشر غازات سامة منها الديوكسين المسرطن بسبب أن عملية الاحتراق تتم تحت درجات معينة. وعرض جمع المعلومات من (7) محارق منتشرة في عدة محافظات سورية خلال مدة خمسة أشهر. كما تناول العرض بعض التجارب الخاصة بهذا التحقيق، منها اضطرار الزميل الصحفي لتناول أدوية خاصة وحبوب مضادة للأكسدة، قبل الدخول إلى محارق النفايات الطبية طيلة فترة التحقيق، وحصول التحقيق قبل نشره على تصديق من محام مختص يؤكد خلوّه من أية مخاطر تستدعي مقاضاة الصحيفة أو الصحفي. كما ناقش المشاركون في المؤتمر على مدى أيامه الأربع عدة محاور، منها ورشات عمل ناقشت التحقيقات التي تتناول قضايا فشل المحققون الجنائيون والمحاكم في الوصول إلى نتيجة حاسمة حولها، وكذلك القضايا التي أدين فيها بعض المتهمين بشكل خاطئ. وكذلك تمت مناقشة التحقيق في قضايا الإرهاب والجماعات المسلحة والمجتمعات المغلقة والجرائم المنظمة، واستعراض نماذج عن التحقيق في قضايا الفساد الحكومي ونشاطات الجمعيات الأهلية والشركات التجارية والدوائية. وقد خصص المؤتمر كذلك عدة جلسات لمناقشة تقنيات إعلامية محددة، أثناء التحقيق في الصحافة المطبوعة أو التلفزيون أو الإذاعة، منها: أساليب التفكير النقدي وتدقيق الوثائق، والحالات التي تتطلب دخول الصحفي متخفياً لكشف بعض الحقائق (undercover). وكذلك أسرار الحوارات الصحفية واستخلاص المعلومات، وإنجاز التحقيقات الصحفية عبر فرق من المحررين ضمن أكثر من دولة. ومن التقنيات التي واكبت المؤتمر ورشات عمل متخصصة وبإشراف خبراء، حول استخدام تقنيات الكمبيوتر والانترنت في التحقيقات الصحفية وتجاوز الأساليب التقليدية في الاعتماد على محركات البحث وأنظمة الإحصاء. نهاية جلسات المؤتمر كانت بإعلان موعد المؤتمر القادم في أوسلو، النرويج في عام 2008 ، حيث عقد  المؤتمران الأول والثاني في الدانمارك عامي 2001- 2003 ،كما عقد المؤتمر الثالث في هولندا عام 2005

أخبار ذات صله