ذوو إعاقة

مع ساعات الفجر الأولى تستيقظ سارة العنانزة كل يوم لتستعد لمشوارها الطويل نحو مدرستها التي تقع على بعد أكثر من سبعين كيلومترًا من محافظة عجلون حيث تسكن مع عائلتها.

ترافق سارة والدها كل يوم إلى العاصمة عّمان لتتمكن من متابعة دراستها في مدرسة عبدالله بن أم مكتوم المخصصة للطلبة من ذوي الإعاقة البصرية.

ساعتان ونصف تمضيها سارة في الطريق كل يوم بعد أن رفضت المدرسة استمرار التحاقها بالسكن الداخلي التابع للمدرسة، وفقا لتعليمات وزارة التربية والتعليم، لتعود في ساعات المساء بعد يوم شاق بين الدراسة والانتظار.

تنتظر سارة والدها في المدرسة حتى ينهي عمله، الأمر الذي يشكل عبئًا نفسيًا وجسديًا عليها، ففي الوقت الذي يحظى فيه أقرانها بقسط من الراحة في منازلهم ويستعدون ليوم دراسي جديد، تبقى سارة قيد الانتظار داخل مبنى المدرسة.

خياران أحلاهما مر

تواجه سارة بعد دخولها الصف السابع تحدي الاستمرار في التعليم إذ عليها القدوم من عجلون إلى عمّان خمسة أيام في الأسبوع. تقول سارة "في الصف السابع مافي سكن وصرت كل يوم أروح وأرجع من عجلون، وهذه الشغلة متعبة علي وعلى أهلي".

تقع مدرسة عبدالله بن أم مكتوم وسط العاصمة عمان، وهي تعد المدرسة الحكومية الوحيدة في الأردن المهيأة لطلبة ذوي الإعاقة البصرية من ضعاف البصر والمكفوفين، ولا يتمكن طلبة من المحافظات البعيدة من الالتحاق بالمدرسة، بسبب غياب المواصلات وعدم قبول من أنهوا الصف السادس في السكن الداخلي .

يواجه محمود العنانزه (والد سارة) تحديًا كبيرًا في استمرار تلقي ابنته تعليمها في المدرسة المهيأة لذوي الإعاقة البصرية، والتي التحقت فيها منذ الصف الأول.

ليس الوقت والمجهود البدني وحده الذي يتحمله الطلبة وذووهم؛ يتكبد العنانزة 300 دينار أردني شهريًا هي تكلفة المواصلات بين محافظته ومدرسة ابنته في عمّان، في ظل عدم تأمين المدرسة مواصلات إلى المحافظات البعيدة، وفقًا للعنانزة .

لا يبدو والد سارة متيقنًا من قدرته على الاستمرار على هذا النحو حاله حال أولياء أمور آخرين واجهوا المشكلة ذاتها، "فيه بنات بصف سارة فصلوهم أهاليهم وروحوهم على الدور"، يقول العنانزة.

مطالبًا بإيجاد حل للطلبة من المناطق البعيدة ليتمكنوا من متابعة دراستهم في المدرسة، " غير هيك نحن بنفكر نفصلهم من المدرسة، بطلنا نتحمل"، يقول والدة الطالبة.

يشكل ضعاف البصر النسبة الأكبر من طلبة المدرسة


المصدر: بيانات حصلت عليها معدة القصة من إدارة مدرسة عبدالله بن أم مكتوم للمكفوفين

آية شقير طالبة من ذوي الإعاقة البصرية تدرس في الصف الثامن في مدرسة حكومية، وهي تواجه صعوبات في الدراسة، حسب ما أوضح والدها عصام شقير، "بتدرس سماعي. في الواجبات والحل؛ أختها بتساعدها"، يقول شقير .

لم تكن آية محظوظة مثل سارة، إذ حرمت من استكمال الدراسة في مدرسة عبد الله بن أم مكتوم بعد إن أنهت الصف السادس، لعدم السماح لها من الاستفادة من السكن الداخلي بعد تلك المرحلة.

تسكن آية في محافظة إربد الواقعة أقصى شمال البلاد. يقول والد الفتاة "بعد السادس بدها تظل يومي تروح وتيجي، وهذا بده مال ووقت وجهد".

توجه شقير إلى مدرسة حكومية قريبة من المنزل لتسجيل ابنته فيها، إلا أن ذلك لم يكن بالأمر السهل بسبب ممانعة المديرة هناك، الأمر الذي انتهى بتقدم شقير بشكوى، لتلتحق ابنته بعدها بتلك المدرسة، وفقًا لما أوضح.

يتركز ذوو الإعاقة البصرية للفئة 5- 19 عامًا في العاصمة عمّان

يقطن في إربد نحو خُمس الأشخاص من تلك الفئة

icon

مرر المؤشر على المحافظة لمشاهدة النسب

0%
100%


المصدر : تستند البيانات إلى النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن 2015

أحلام ضائعة

ابني كان مبسوطا في المدرسة..، وكان حلمي أنه يكمل فيها للتوجيهي"

"ابني كان مبسوطا في المدرسة..، وكان حلمي أنه يكمل فيها للتوجيهي"، تقول أم عمر بمرارة بعد أن وجدت نفسها مضطرة للبحث عن مدرسة أخرى لولدها عمر عقب أن أنهى دراسة الصف السادس العام الدراسي الماضي في مدرسة عبدالله بن أم مكتوم.

تسكن أم عمر مع ولديها في محافظة إربد، ويشكل غياب المواصلات المؤمنة للطلبة من محافظتها عائقًا أمام استكمال ولدها تعليمه في المدرسة.

الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها والدة عمر عقب انفصالها عن زوجها وغيابه، تزيد من معاناتها في توفير رسوم مدرسة خاصة تراعي احتياجات ولدها، في حين تتساءل عن مدى ملائمة التعليم الدامج في المدارس الحكومية لولدها بعد أن أمضى ثلاث سنوات في مدرسة مخصصة لذوي الإعاقة البصرية.

لا يبدو خيار الاستمرار في مدرسة عبد الله بن أم مكتوم ممكنًا بالنسبة لعُمَر، فالقدوم كل يوم من مدينة إربد التي تبعد نحو 90 كيلومترا عن عمّان ، يجعل متابعة الدراسة في المدرسة أمرًا صعبًا، فضلًا عن تكبد تكاليف مالية،" المشكلة المواصلات، يعني لو ابني بده يروح ويجي بشكل يومي، يحتاج مبلغ "، تقول والدته.

مؤكدة أن توفير المواصلات لن يقلل من صعوبة الحضور يوميًا إلى العاصمة من مناطق بعيدة، إذ يشكل توفير المدارس المهيأة الحل من وجهة نظرها.

يتصدر إقليم الشمال بعدد الطلبة من ذوي الإعاقة البصرية في المدارس الحكومية


المصدر: بيانات حصلت عليها معدة القصة من مديرية برامج الطلبة ذوي الإعاقة - وزارة التربية والتعليم الأردنية

أما فرح فتختلف معاناتها عن بقية زملائها في مدرسة عبدالله بن أم مكتوم، إذ حرمت من متابعة الدراسة بسبب غياب مواصلات ملائمة، حسب ما أوضحت والدتها.

تقول والدة فرح إنه كان يتم توصيل ابنتها إلى ميدان رئيسي في منطقة سكنها خارج العاصمة، حيث يُطلب إلى ذويها إحضارها من هناك يوميًا، بسبب عدم موافقة المدرسة على إيصالها من وإلى المنزل.

توقفت فرح عن الدراسة منذ ثلاثة أعوام، مع أنها من الطالبات المتميزات في المدرسة، حسب ما أوضحت والدتها.

لم تتمكن الفتاة من متابعة تعليمها في مدرسة قريبة من المنزل، بعد أن رفضت المديرة هناك التحاقها بصفوف المدرسة، مبررة ذلك بإمكانية تعرضها للحوادث السقوط أو الارتطام كونها من الطالبات الكفيفات، وفق ما أشارت إليه والدة فرح.

ليست فرح الوحيدة التي حرمت من التعليم. يواجه الأردن مشكلة في وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات التعليمية، إذ لا تتجاوز نسبة الطلبة ذوي الإعاقة 2% من إجمالي الطلبة الذين يتلقون خدمات تعليمية في البلاد، في حين يفترض أن تكون النسبة 10 في المائة، حسب ما تشير الاستراتيجية العشرية للتعليم الدامج.

مشروع ضخم وفائدة محدودة

يتلقى طلبة من ذوي الإعاقة البصرية من المكفوفين وضعاف البصر تعليمهم في مدرسة عبد الله بن أم مكتوم الواقعة شمال العاصمة عمان.

تمتد المدرسة على مساحة عشر دونمات، وتحوي قسمًا للسكن الداخلي يوجه خدماته للطلبة حتى الصف السادس، حسب ما أوضحت مديرة المدرسة نجاح الخلايلة .

تضم المدرسة 30 شعبة صفية، ومع ذلك لا يتجاوز عدد طلبتها الثلاثمائة، في حين لا يستفيد من السكن الداخلي في المدرسة سوى 11 طالبًا وطالبة.

يتوفر لدى المدرسة 25 حافلة لنقل الطلبة من مناطق مختلفة تقع ضمن حدود إقليم الوسط بإشراف مرافقات، حسب مديرة المدرسة.

تقطن الغالبية العظمى من طلبة المدرسة في إقليم الوسط


المصدر: بيانات حصلت عليها معدة القصة من إدارة مدرسة عبدالله بن أم مكتوم للمكفوفين

كما يضم المبنى مرافق تقدم خدمات متخصصة للطلبة في مجال التأهيل (الفحص) البصري وصعوبات التعلم، بالإضافة إلى النطق لمن يعانون من مشاكل في النطق والسمع، والتدريب على مهارات حياتية تتصل بالتنقل في بيئة مشابهة لبيئة المنزل، وفقًا للخلايلة.

حلول مقترحة

يعتبر الناشط في مجال حقوق ذوي الإعاقة البصرية الدكتور أحمد اللوزي أن تأسيس مدرسة مخصصة للمكفوفين يتنافى مع مبدأ التعليم الدامج.

ويرى اللوزي، وهو من ذوي الإعاقة البصرية ويترأس جمعية الصداقة للمكفوفين، أن الحل يكمن في تطبيق سياسة الدمج، عن طريق تأهيل مدارس حكومية قائمة بالفعل من مختلف المحافظات، تعمل على توفير مناهج بلغة برايل ولديها كوادر مدربة للتعامل مع هؤلاء الطلبة.

ويلفت الناشط إلى أن حضور طلبة ذوي الإعاقة البصرية من المحافظات البعيدة، هو أمر شاق لا طاقة لأحد به.

يدرس في مدارس وزارة التربية والتعليم نحو 1100 طالب وطالبة ، يتلقى نصفهم تقريبًا تعليمه في إقليم الشمال، في حين يتوزع النصف الآخر على إقليم الوسط وإقليم الجنوب، حسب بيانات حصلت عليها معدة القصة من مديرية برامج الطلبة ذوي الإعاقة بوزارة التربية والتعليم.

يوضح المدير السابق لإدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم سامي محاسيس أن مدرسة عبدالله بن أم مكتوم تتسع لألفي طالب، في حين لا يتجاوز عدد المستفيدين منها 300 طالبة وطالبة.

ويؤكد محاسيس أهمية إنشاء مدارس أخرى مهيأة للطلبة المكفوفين في الشمال والجنوب، ليتمكن هؤلاء الطلبة من الاستمرار في تلقي تعليمهم، مع توفير وسيلة نقل بما لا يستدعي إقامة الطلبة في سكن داخلي.

لافتًا إلى المشقة الكبيرة التي يتكبدها أولياء الأمور في نقل أبنائهم الطلبة من المحافظات البعيدة إلى العاصمة عمان ليتمكنوا من إيصال أبنائهم إلى مدرسة المكفوفين.

كما يرى أنه بالإمكان دمج الطلبة في مدارس حكومية مع تأهيل المعلمين وتدريبهم على لغة برايل والاستعانة بالمناهج المطبوعة بتلك اللغة في تدريس هؤلاء الطلبة، حسب ما أشار محاسيس.

يتعلم الطلبة في مرحلة ما قبل الصف السادس الكتابة بلغة برايل

توضح الرئيسة التنفيذية لمنظمة نقطة ضوء لتعليم ذوي الإعاقة البصرية فيروز عمرو أن الدستور الأردني كفل للجميع الحق في التعليم.

وأشارت عمرو وهي ناشطة حقوقية إلى أن قانون الأشخاص ذوي الإعاقة رقم ٢٠ لسنة ٢٠١٧ يحظر استبعاد أي شخص من أي مؤسسة تعليمية على أساس الإعاقة أو بسببها.

كما نص القانون على أنه إذا تعذر التحاق الشخص ذي الإعاقة بالمؤسسة التعليمية لعدم توافر الترتيبات التيسيرية المعقولة أو الأشكال الميسرة أو إمكانية الوصول، فعلى وزارة التربية والتعليم إيجاد البدائل المناسبة بما في ذلك ضمان التحاق الشخص بمؤسسة تعليمية أخرى، حسب ما أوضحت عمرو.

يبرر مدير برامج الطلبة ذوي الإعاقة في وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد الرحامنة عدم قبول الطلبة في مرحلة ما بعد الصف السادس في السكن الداخلي، بما يحدث من تغير في الخصائص السيكولوجية والخصائص الفسيولوجية للطلبة في هذا المرحلة، حيث يفضل الفصل بين الفئات العمرية، وفقًا لما أوضح.

يقول الرحامنة أن الطلبة بعد هذه المرحلة يحتاجون إلى بيئة اجتماعية مناسبة لهم وهي الأسرة والبيئة المحيطة، بعد أن اكتسبوا ما يحتاجونه من مهارات.

أما الطلبة في مرحلة ما قبل الصف السادس فهم يحتاجون إلى خدمات مكثفة يقدمها أخصائيون لترسيخ بعض المهارات اللازمة ومنها؛ استخدام طريقة برايل في القراءة، ومهارات تتعلق بتحسين البنية المعرفية للطالب وتلبية خصائصه النمائية في صفوف مبكرة، حسب ما أشار الرحامنة.

تكشف بيانات الطلبة المسجلين في مدرسة عبد الله بن أم مكتوم عن أن أكثر من نصف الطلبة المستفيدين من الخدمات التعليمية في المنشأة أنهوا الصف السادس، في حين لا تتجاوز نسبة الطلبة من الصفوف الثلاثة الأولى 14 في المائة.

أكثر من نصف الطلبة في المدرسة أنهوا الصف السادس

يشكل طلبة الصفوف الثلاثة الأولى نسبة بسيطة من المستفيدين من الخدمات التعليمية في المدرسة

icon

مرر المؤشر على الصف لمشاهدة النسب

مرحلة الأول - السادس

%10 الصف الرابع
%11 الصف السادس
%5 الصف الاول
%3 الصف الثالث
%8 الصف الخامس
%6 الصف الثاني

مرحلة ما بعد السادس

%11 الصف العاشر
%10 الصف التاسع
%12 الصف الحادي عشر
%6 الصف الثاني عشر
%8 الصف الثامن
%9 الصف السابع

المصدر: بيانات حصلت عليها معدة القصة من إدارة مدرسة عبدالله بن أم مكتوم للمكفوفين

يقر الرحامنة أن تخصيص مدرسة للمكفوفين يعد أحد أشكال الفصل الذي يتنافى مع الخطة العشرية للدمج، الأمر الذي دفع الوزارة إلى التفكير في عملية دمج عكسي بإلحاق طلبة من غير ذوي الإعاقة بالمدرسة.

أطلقت وزارة التربية والتعليم في عام 2020 "الاستراتيجية العشرية للتعليم الدامج" ، بالتعاون مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

تتضمن الخطة تأهيل الكوادر التعليمية العاملة ومواءمة المناهج بأشكال ميسرة، وتهيئة مرافق ومباني المدارس، لتحقيق دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع التعليم ووصولهم الى المرافق والخدمات على أساس المساواة مع الآخرين .

يتلقى الطلبة التدريب في المدرسة على مهارات التنقل

الدمج المدروس

يقول الرحامنة "لدينا طلاب التحقوا بالمدارس الحكومية ونلبي متطلبات الطلبة المكفوفين في المدارس الدامجة قدر المستطاع" . مؤكدًا أهمية تأهيل المعلمين ليتمكنوا من تدريس هؤلاء الطلبة، وتوفير التسهيلات البيئية داخل المدرسة لتمكن الطلبة من التنقل، وهو ما تم تطبيقه في مدرسة بمحافظة الكرك، حسب إيضاحه.

توضح أخصائية التربية الخاصة إسراء داوود أن مهارات طلبة ذوي الإعاقة البصرية في استخدام لغة برايل تتفاوت مع نهاية الصف السادس، فبعضهم لا يكون مستعدًا للانتقال إلى مدرسة حكومية غير مهيأة.

وترى داوود وهي أم لطالب من ذوي الإعاقة البصرية أن دمج هؤلاء الطلبة مع أقرانهم يشكل الحل الأمثل، على أن يراعى تأمين الكتب الخاصة بهم وتأهيل الكادر التعليمي والإداري فضلًا عن تهيئة المبنى. تقول داوود:"الدمج ليس فقط إلحاق الطلبة بمدرسة، هذا تحطيم وليس دمج".

موضحة أن الطلبة في المدارس غير المهيأة يتلقون التعليم سماعيًا وشفاهيًا، ولا يتعلمون القراءة والكتابة بلغة برايل.

غياب الخدمات دفع داوود إلى تأسيس جمعية مع مجموعة من أولياء أمور طلبة ذوي إعاقة بصرية، بهدف عقد دورات برايل والتشبيك مع أخصائيين في هذا المجال.

تقول داوود إن الطالب المكفوف يختلف عن بقية الطلبة ذوي الإعاقة، فهو يحتاج فقط إلى بدائل تربوية؛ بتعليمه القراءة والكتابة بلغة برايل وتدريبه على مهارات الحركة والتنقل ليكون معتمدًا على نفسه.

عند نشر هذه القصة كانت سارة العنانزة تستقبل عامها الدراسي الجديد لكنها التحقت هذا العام بالسكن الداخلي للمدرسة، بعد محاولات عديدة قام بها والدها لإقناع إدارة المدرسة. أما البقية من زملائها فلا يزالون يبحثون عن تعليم مهيأ في مناطقهم البعيدة عن العاصمة.



أنتجت هذه القصة بدعم من سفارة مملكة هولندا - 100واط