اقتصاد

يعتمد الأردن على المساعدات الخارجية في تمويل المشاريع الرأسمالية، فالإيرادات المحلية للدولة قاصرة عن تمويل مشاريع جديدة بسبب محدودية ما يتاح من حيز مالي.

يشكل الاقتراض من أجل تغطية النفقات الجارية أحد مواطن الخلل في السياسة المالية للأردن، إذ نادرا ما ُيقترض من أجل مشاريع رأسمالية ذات قيمة مضافة إنتاجية للاقتصاد الوطني، حسب تقرير حالة البلاد للعام 2021 الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأردن .

يكشف تحليل بيانات الموازنة العامة للفترة 2016-2021 عن فروق كبيرة في حجم القروض الخارجية الممولة للمشاريع الرأسمالية تبعًا للعام، مع تغير أولويات الإنفاق ضمن هذا البند.

وحسب بيانات الموازنة ُسجلت أعلى قيمة لإجمالي القروض الخارجية الممولة للمشاريع الرأسمالية في العام 2020 بمقدار 48,6 مليون دينار تقريبًا، ُقدمت معظمها من "الصندوق السعودي للتنمية" لغايات استكمال مشروع تأهيل الطريق الصحراوي. في حين لم يتجاوز إجمالي القروض الخارجية للمشاريع الرأسمالية أربعين ألف دينار أردني في العام 2018.

حازت سنة 2020 أعلى قيمة من القروض الخارجية للمشاريع الرأسمالية


قيمة القروض (دينار أردني)


المصدر: الموازنة العامة 2016-2021

تصدر "الصندوق السعودي للتنمية" قائمة الجهات المانحة للقروض الممولة للمشاريع الرأسمالية للفترة 2016-2021، بقيمة بلغت نحو 67,3 مليار دينار أردني وجهت بالكامل لتنفيذ مشروع تأهيل الطريق الصحراوي، لتشكل نحو 72 في المائة من إجمالي القروض في تلك الفترة.

اعتمد الأردن على القروض الخارجية في تمويل مشاريع رئيسة. تراوحت نسبة مساهمة القروض الخارجية في التمويل بين 67 و100 في المائة باستثناء مشروعين هما ؛ إنشاء 25 مدرسة في العام 2017 ومشروع تأهيل الطريق الصحراوي.

غطي قرض الصندوق السعودي نحو 50 في المائة من إجمالي تكلفة المشروع، في حين جرى تمويل النسبة المتبقية من خزينة الدولة .

حل البنك الدولي ثانيًا في قائمة الجهات الممولة لقروض المشاريع الرأسمالية بقيمة تصل إلى نحو 9,3 مليون دينار أردني، وجهت بشكل رئيسي إلى "تطوير التعليم نحو الاقتصاد المعرفي".

أما في عام 2021 فكان "الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية" الجهة الأبرز في قائمة المانحين لقروض ممولة للمشاريع الرأسمالية وبقيمة بلغت 7,5 مليون دينار أردني.

استحوذ مشروع تأهيل الطريق الصحراوي على معظم 2016-2021 قيمة القروض الخارجية


المصدر : قانون الموازنة العامة 2016-2021
* القروض الخارجية لتمويل المشاريع الرأسمالية

منح الصندوق السعودي للتنمية أعلى قيمة للقروض الممولة للمشاريع للفترة 2016-2021


إجمالي قيمة القروض
9,348,247
البنك الدولي
إجمالي قيمة القروض
9,030,643
الحكومة الالمانية
إجمالي قيمة القروض
1,849,000
صندوق ابو ظبي للتنمیة
إجمالي قيمة القروض
1,610,493
الصندوق الدولي للتنمية الزراعية
إجمالي قيمة القروض
443,359
منظمة الدول المصدرة للنفط
إجمالي قيمة القروض
591,087
البنك الاسلامي للتنمیة
إجمالي قيمة القروض
7,495,000
الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية
إجمالي قيمة القروض
67,261,750
الصندوق السعودي للتنمية

المصدر : الموازنة العامة الأردنية 2016-2020

تراجع الإنفاق على قطاع التعليم من القروض الخارجية الممولة للمشاريع الرأسمالية للفترة بين العام 2017 والعام 2020، بعد أن نال النصيب الأكبر من تلك القروض في العام 2016.

كما حاز القطاع الصحي نصيبًا من القروض الخارجية الممولة للمشاريع في العام 2016 لغايات إنشاء مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد ومشروع توسعة مستشفى البشير، لتختفي بعد ذلك مشاريع الصحة من قائمة المشاريع الرأسمالية الممولة بالقروض الخارجية وحتى نهاية عام 2020، حسب بيانات الموازنة العامة.

يرى الخبير الاقتصادي رعد التل أن الأردن يعاني سوء إدارة المنح والمساعدات والقروض الخارجية، إذ بلغ حجم المنح والقروض 26 مليار دينار للفترة بين عام 2009 و2019، ومع ذلك لا يُلمس أثرها بصورة مباشرة سواء ما يتعلق بالبنية التحتية أو قطاع الصحة أو التعليم أو شبكات الطرق، حسب رأيه.

وأشار الخبير إلى أن إدارة المنح والمساعدات والقروض تحكمها أيضًا عوامل خارجية؛ فالجهات التي تقوم بالإقراض قد تحدد مجال الإنفاق بما لا يسنجم مع الأولويات التي تفرضها الحاجة.

لم ينل القطاع الصحي نصيبًا من القروض الخارجية لتمويل المشاريع الرأسمالية للفترة 2017-2020

(حازت سنة 2020)

المصدر: الموازنة العامة 2016-2020

اعتمدت الحكومة الأردنية على القروض الخارجية لتمويل عدد من المشاريع في قطاعات مختلفة

قدم الصندوق الكويتي والصندوق السعودي الجزء الأكبر من القروض الموجهة لتمويل المشاريع الرأسمالية للعام 2021

المصدر: الموازنة العامة، تستند بيانات 2021 إلى قيم إعادة التقدير
* يقتصر التمويل على مشروع الطريق الصحراوي

تصدرت الحكومة الألمانية بعدد مرات التمويل للفترة 2016-2020


الحكومة الالمانية

السنة: 2017

فئة المشروع: تعليم

القيمة: 666,396 دينار اردني
بناء 25 مدرسة اساسية
السنة: 2016

فئة المشروع: تعليم

القيمة: 1,224,257 دينار اردني
بناء 25 مدرسة اساسية
السنة: 2016-2019-2020

فئة المشروع: مياه
تأهيل المآخذ الرئيسية و محطات ضخ مشروع ري تمديد(18كم)

عدد القروض: 5

الصندوق الدولي للتنمیة الزراعیة

المشروع: ادارة الموارد الطبيعية لمحافظتي الكرك والطفيلة--المرحلة الثانية

السنة: 2016

فئة المشروع: زراعة

القيمة: 145,884 دينار اردني
ادارة الموارد الطبيعية
السنة: 2018-2019-2020

فئة المشروع: زراعة
الاستثمار في المجترات الصغيرة وانتشال الأسر الريفية من الفقر

عدد القروض: 4

البنك الدولي

السنة: 2016-2017

فئة المشروع: تعليم
تطویر التعلیم نحو الاقتصاد المعرفي(المرحلة الثانیة)

عدد القروض: 2

الصندوق السعودي للتنمية

السنة: 2019-2020

فئة المشروع: طرق
الطريق الصحراوي

عدد القروض: 1

منظمة الدول المصدرة للنفط

المشروع: ادارة الموارد الطبيعية لمحافظتي الكرك والطفيلة--المرحلة الثانية

السنة: 2016

فئة المشروع: زراعة

القيمة: 443,359 دينار اردني
ادارة الموارد الطبيعية لمحافظتي الكرك

عدد القروض: 1

البنك الاسلامي للتنمیة

السنة: 2016

فئة المشروع: صحة

القيمة: 591,087 دينار اردني
مشروع مستشفى الزرقاء الجديد

عدد القروض: 1

صندوق ابو ظبي للتنمیة

السنة: 2016

فئة المشروع: صحة

القيمة: 1,848,545 دينار اردني
مشروع توسعة مستشفى البشير

عدد القروض: 1

المصدر: الموازنة العامة الأردنية 2016-2020

يعتبر خبراء اقتصاديون أن اعتماد الحكومات الأردنية على المساعدات الخارجية والقروض الميسرة والاستدانة داخليًا وخارجيًا لتمويل العجز والإنفاق على المشاريع الرأسمالية، يبرز أهمية إيجاد مصادر بديلة لتوفير التمويل، حسب تقرير صادر عن منتدى الاستراتيجيات الأردني في العام 2017.

ويقول الخبراء من المنتدى إنه من المثير للدهشة أن السندات المحلية التي أصدرتها الحكومة المركزية وهيئات حكومية لا يتم التعامل بها في السوق الثانوي .

يوضح الخبير التل أن سندات الخزينة هي أداة من أدوات الدين الحكومي، وهي تطرح لتتمكن الحكومة من الاستفادة منها في الإنفاق التشغيلي ومنه دفع الرواتب أو توجيهها نحو الإنفاق الرأسمالي كإنشاء المشاريع.

مؤكدًا أن طرح تلك السندات للتداول في السوق الثانوي قد يزيد من الإقبال عليها، لينعكس ذلك على قدرة الحكومة على تمويل المشاريع الرأسمالية. فكلما توسعت الخيارات وتنوعت أدوات الاقتراض، زادت القدرة على تحصيل مبالغ أكثر وبأسعار فائدة منافسة أقل، حسب ما أشار التل.

ولفت التل إلى أن عدم وجود سياسة سليمة لطرح تلك السندات، يزيد من اعتماد الحكومة على القروض الخارجية.