التداول المنفلت للبضائع المقلّدة في الأسواق اليمنية، يفصح عن مدى الانفلات الرقابي الذي يترافق مع الواقع الذي أفرزته الحرب الدائرة في البلاد منذ مارس/آذار 2015، وهو ما يُقرّ به عبد الله شرف مدير عام مكتب نائب وزير الصناعة والتجارة بصنعاء، كما يقرّ بوجود "تَرَخُّص" من قِبَل الموظفين في الوزارة إزاء تسجيل بعض العلامات التجارية رغم تشابهها مع علامات أخرى، نظير مقابل يحصل عليه الموظف "من تحت الطاولة".
في ذات الوقت، يرى شرف أنّه من غير المنصف النظر إلى ما يحصل من تجاوزات دون الأخذ بالاعتبار انقطاع مرتبات الموظفين في القطاع العام (منذ أغسطس 2016)، وغياب الميزانية التي توفر للموظف مقابلاً مريحاً، يعصمه من اللجوء إلى قبول الرشوة تحت ضغط الحاجة.
"لو أردنا حلّ المشكلة بالشكل الصحيح، ينبغي منع تسجيل أيّ علامة تحمل حتى نسبة 1% من التشابه، لكن ليس من المنطق أن تطلب من موظف أن يداوم في المكتب طوال اليوم دون مستحقات؛ هو يحتاج في المتوسط إلى سبعة آلاف ريال يمني، في اليوم، في حين أنّ المقابل الرسمي المخصص له أقلّ من خمسمئة ريال يمني".
المشكلة ذاتها تنسحب على مندوبي النزول الرقابي، إذْ إنّ مهمة إيفادهم إلى الأسواق تقتضي -بحسب شرف- دفع مستحقاتهم، بينما لا تتوفر لدى الوزارة الميزانية الكافية "نحن مثلاً في الإدارة الجديدة مرّت علينا أربعة أشهر دون أيّ مستحقات، وأغلب الإيرادات التي نعتمد عليها تأتي من المجلة (مجلة التجارة)، الممولة من رسوم مسجلي العلامات".