الأسباب التي دعتني للعمل على التحقيق:

طال أمد الحرب السورية، التي بدأت تظهر نتائجها في العديد من جوانب الحياة، وفي تلك الفترة كان التركيز منصباً من قبل وسائل الإعلام على مجريات الحرب، مع إغفال العديد من الجوانب الهامة، كالإنسانية والبيئية والمجتمعية، التي تأثرت كثيراً دون أن تلقى من يهتم بها.

الثروة النباتي تعد من أهم مقومات الحياة وفي القدم كانت القبائل تهاجر إلى الأماكن التي فيها خضرة ومياه، لكن الحرب السورية أسهمت في القضاء على هذا الجانب، وعمل المشاركون بها على التزود منه لإمداد حربهم، حتى بات من أكثر جوانب الحياة خسارة في سورية.

كما أن إدلب تعد ثاني محافظة في سورية من حيث عدد الغابات والأشجار، وهذا سينعكس سلباً على كافة الأراضي السورية، كما أن ماتمت خسارته لايمكن تعويضه بمئات السنين بحسب الأخصائيين في المنطقة.

كل هذه الأسباب دفعتني للكتابة عن هذا الأمر الذي لم يكتب عنه خلال سنوات الحرب من قبل، كي أكون أول من يسلط الضوء على هذه الفاجعة التي حلت بالغابات السورية.

منهجية العمل:

عملت على:

1- إحصاء أعداد الأشجار المقطوعة ومعرفة مناطقها وأنواعها.

من خلال التواصل مع مديرية الزراعة والجمعيات الزراعية والأهالي ومهندسين زراعيين.

2- معرفة الضرر على الأهالي والبيئة وكميته.  البحث عن قصص عائلات تضررت من قطع الأشجار.

التواصل مع مهندسين واختصاصيين ومديرية الزراعة وعلماء مناخ لمعرفة الضرر الحاصل من قطع الأشجار على البيئة والثروة الحيوانية.

3- معرفة دور الفصائل والمتسببين بقطع الأشجارالبحث عن الجهات التي تقوم بقطع الأشجار ودوافعها وماذا تفعل بالعوائد.

التواصل مع عاملين في المجال ومعرفة إن كانوا يعملون لصالحهم الشخصي أو لصالح جهات أخرى.

4- من المسؤول عن حماية الثروة النباتية في المنطقة.

التواصل مع الفصائل العسكرية والجمعيات المختصة بالثروة النباتية ومديرية الزراعية لمعرفة قوانينها الناظمة حول قطع الأشجار ودورها وصلاحياتها في ذلك.

تحديد الأفكار والمصادر:

1- هل يوجد تحطيب عشوائي في الشمال السوري؟

– نعم يوجد قطع للأشجار الحراجية غير المثمرة- صور وفيديوهات وشهادات واحصائيات

2 – ماهي المناطق؟

– أرياف إدلب حلب- شهادات وصور من أحراش وغابات إدلب واللاذقية والفستق الحلبي في مورك

3 – ما هي الأضرار؟

– هنالك أضرار على البيئة وعلى بعض العائلات – إفادات خبراء ومسؤولين وأهالي

4 – كمية الأشجار المقطوعة؟

– 70 %- إفادة من مديرية الزراعة الحرة في إدلب

5 – من المتسبب؟

– فصائل عسكرية وتجار كبار- شهادات من قبل عمال يعملون بأجور يومية

6 – أسباب لجوء الناس لقطع الأشجار؟

– غلاء المحروقات وغياب السلطات

– دراسة بأسعار المحروقات واثبات عدم وجود قوانين ناظمة

7 – من المسؤول عن حماية الأشجار؟

– السلطات الحاكمة في المناطق المستهدفة- لأنه لايوجد سلطة غيرها وهي المتحكمة بكل شيء هناك

يومياتي مع المشرفين:

كنت على تواصل دائم مع المشرفين على عملية سير التحقيق الذين زودوني لكل وسائل التواصل الخاصة بهم وكانوا دائماً يردون على الاستفسارات والتساؤلات فور إرسالها.التعليقات التي كان يضيفها لي الأستاذ عماد عمر كانت قيمة جداً ولولا التواصل معه لكان التحقيق أخذ مني وقتاً مضاعفاً ووجدت أنني كلما التزمت بالملاحظات كنت أصل إلى النتائج أسرع.

الصعوبات التي واجهتني:

واجهت العديد من الصعوبات أثناء عملي على التحقيق لكنني سأركز على أبرزها التي تمثلت بصعوبة الوصول إلى مصادر المعلومات بسبب خوفهم من الكشف عن أنفسهم، وقلة وسائل الاتصال في المحافظة التي تقصف بكافة أنواع الأسلحة من قبل النظام وروسيا، والخوف من الاقتراب من المصادر أيضاً بسبب حمايتهم من قبل هيئة تحرير الشام، لكثرة حواجزها في الطرقات وتدقيقها على وسائل العمل الصحفي كالكاميرا واللابتوب.

الأدوات المستخدمة في إنجاز التحقيق:

استخدمت المستندات والخرائط من أدوات جوجل، كما استخدمت الفوتوشوب في إعداد الإنفوغراف، وموقع “Knight Lab” وخاصة أداة “story map”.