بسهولة الشاحنة تطيرك لأنّ الدرّاجة خفيفة، ففي كلّ مرّة أذهب للتمرين أفكّر بالإصابات ومن يقوم بعلاجها، لأنّي تعرّضت لإصابات والاتحاد ما عالجني وكنت اشوف حوادث لزملائي وأحس إنّي ممكن أفقد حياتي بأيّ لحظة".
انضمّ يوسف البارودي للاتحاد عام 2011 وانسحب بعد أربعة أعوام. كان يتدرّب أربع ساعات في اليوم وثماني ساعات نهاية الأسبوع. قرّر الانسحاب تجنباً للخطر على حياته أثناء التدريب، إذ كان يتدرّب في الشوارع العامة بلا سيارات إشراف تسير إلى جانب الدرّاجين، الذين يخرجون أحياناً من دون مُشرف.
حالة يوسف كحال سمر الخب التي انضمّت للاتحاد عام 2007 وانسحبت عام 2012. كانت تقطع عشرات الكيلومترات بين الشاحنات في نزول العدسية وحول المدينة الرياضية، من دون وجود مسارب خاصة بالدرّاجات، مروراً بالحُفَر والمطبّات والمناهل، وتقول "بسهولة الشاحنة تطيرك لأنّ الدرّاجة خفيفة، ففي كلّ مرة أذهب للتمرين أفكر بالإصابات ومن يقوم بعلاجها، لأنّي تعرضت لإصابات والاتحاد ما عالجني وكنت اشوف حوادث لزملائي وأحس إني ممكن أفقد حياتي بأي لحظة".
تتبع الاتحادات للجنة الأولمبية الأردنية، ويقتصر دور وزارة الشباب على الأندية التابعة للاتحادات، لذا ليس من واجبات الوزارة تشجيع الشباب على رياضات معينة، أو التدخل في حالة الانسحابات، إنّما يقتصر دورها على معالجة شكاوى أو مخالفات الأنظمة والتعليمات، خصوصاً أنّ معظم الاتحادات تأخذ مقرّاتها وتمارس رياضاتها داخل منشآت وملاعب وزارة الشباب، بحسب أمين عام الوزارة حسين الجبور. وتخصّص الوزارة 1.2 مليون دينار أردني (1.69 مليون دولار) كمصاريف لـ 400 نادٍ تُشرف عليها مجالس المحافظات.
أما الاتحاد الأردني للعلاج الرياضي فمهمّته حماية اللاعبين من الإصابات، من خلال عمل تحليل طبي كامل للاعبي الأداء العالي، ولاعبي المنتخبات الوطنية قبل مشاركتهم في المنافسات. كما ينفّذ الاتحاد تدريبات لتخريج المعالجين الرياضيين وتمكينهم من التعامل مع الإصابات.
اللجنة الأولمبية لا تملك أيّ صلاحية للتدخل بالشأن الفني للاتحادات الرياضية، وتقول -ردّاً على كتاب حقّ الحصول على المعلومة الموجه لها- إنّ "الاتحادات الرياضية تمتلك الصلاحية الكاملة في تشكيل الفرق ورصد لاعبي المنتخبات الوطنية ضمن خطة سنوية معتمدة من قبل اللجان الفنية".
في ظلّ كلّ هذه المعطيات، يُنكر الاتحاد الأردني للدرّاجات الهوائية على لسان رئيسه خلف العشوش -استلم منصبه بداية هذا العام خلفاً لجمال الفاعوري الذي ترأس الاتحاد لمدة 25 عاماً- وجود أيّ انسحابات من الاتحاد. ويقول حرفياً "الأمور ماشية تمام، لا يوجد أيّ إجراءات لدينا لانسحابات اللاعبين".