فيتنام

الملكية

"شركة "فيناتابا - Vinataba" بفيتنام، منذ عام 2012 تصنع سجائر تُقلد منتجاتنا من صنف كليوباترا، تصدّرها إلى ليبيا ثم يعاد تهريبها وبيعها داخل السوق المصري".

هكذا ردّت الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني" في أبريل من 2015 على استفسار من مصلحة الجمارك المصرية بخصوص الإجراءات التي اتخذتها الشركة حيال مواقع إنتاج سجائر كليوباترا وتقليدها في الخارج.

بدأنا عملية البحث من خلال قواعد بيانات مكتب تسجيل حقوق الملكية والعلامات التجارية في فيتنام، لنحصل على وثيقة تفيد محاولة شركة "إيكوس هولدينج جروب" المسجّلة في جزر العذراء البريطانية، تسجيل علامة "كليوباترا" كملكية خاصة بها في سبتمبر عام 2012، وهي نفس الشركة التي تدير عمليات إنتاج سجائر كليوباترا وتهريبها في ألبانيا، والشركة مسجَّلة باسم رجل الأعمال العراقي "فارس الرفاعي".

رُفض طلب شركة "إيكوس" بسبب تسجيل مُسبق لعلامة كليوباترا باسم الشركة الشرقية للدخان المصرية، واستخدام العلامة في فيتنام آخر ٥ سنوات، لتقيم "إيكوس" دعوى في أغسطس 2013، أمام المكتب القومي للملكية الفكرية بفيتنام، لإسقاط تسجيل الشركة الشرقية للدخان لعلامة كليوباترا، وطلب تسجيلها باسمها.

دعمت الخطوة السابقة شركة "ورلد وايد سبريتس سابلاي" بصفتها مالك علامة كليوباترا التي سجَّلتها في الاتحاد الأوروبي في يونيو 2013، وراسلت مكتب الملكية الفكرية التابع للاتحاد الأوروبي، في سبتمبر 2013 أنهم بصدد إنتاج سجائر كليوباترا في فيتنام، وأن السلطات الفيتنامية تريد وثيقة رسمية من المكتب تؤكد أن الشركة هي المالك لعلامة كليوباترا.

إلا أن رد الشركة الشرقية "إيسترن كومباني" جاء هذه المرة سريعًا عكس سابق خطواتها، بعدها بشهر، فقط تعاقدت مع مكتب المحاماة "داي تان" الفيتنامي لإثبات ملكيتها لعلامة كليوباترا في فيتنام.

في لقائنا مع أحد محامي المكتب قال إن الشركة الشرقية للدخان قدمت أوراقًا تثبت تسجيلها للعلامة التجارية كليوباترا في فيتنام منذ عام 2000، بالإضافة لما يثبت استخدامها سجائر كليوباترا في فيتنام قبل 2013، لذلك نجحوا في يونيو 2014، في الحصول على قرار برفض دعوى شركة "إيكوس" لتسجيل علامة كليوباترا في فيتنام، والإبقاء على ملكية الشركة الشرقية للدخان لها.

كما أكَّد المحامي إن صدور القرار لا يعني بالضرورة وقف الإنتاج، موضحًا "استمرار شركة "إيكوس" ومصنع "فيناتابا" في عمليات إنتاج كليوباترا، يعطي الشركة الشرقية للدخان الحق في رفع دعوى أمام المحاكم الفيتنامية لغلق المصنع والمطالبة بتعويض”.

تشير الوثائق التي أرسلتها الشركة الشرقية "إيسترن كومباني" في ردّها علينا، إلى أنها أرسلت شكوى في خطابين إلى سفير مصر بفيتنام، أكتوبر 2012 ويونيو 2014، ليخاطب السلطات الفيتنامية لوقف الإنتاج، وجاء رد السفير في يونيو 2014، أنّه خاطب وزارة الصناعة والتجارة الفيتنامية التي ردّت عليه وأكدت أنهم سيتحققون من الأمر.

لكنّ في عدد مجلة "كليوباترا" السنوي الصادر عن الشركة الشرقية في أكتوبر 2017، ذكرت أن الجمارك المصرية نجحت في أكتوبر 2016 في إعدام شحنة سجائر كليوباترا قادمة من فيتنام تقدر قيمتها ب 30 مليون جنية وهو ما يؤكد أن الإنتاج ما زال مستمرًا هناك. حاولنا التواصل مع مسؤولي مصنع "فيناتابا" للتعقيب، ومع السلطات الفيتنامية لمعرفة هل توقف الإنتاج أم لا يزال مستمرًا، لكننا لم نحصل على رد.

لكن خطابات أخرى للشركة الشرقية للدخان المصرية كانت تشير إلى أن رجل الأعمال الأردني "عوني مطيع عيسى" هو مَن يقف وراء شبكات الإنتاج والتهريب في فيتنام وأماكن أخرى.

فريق العمل
  • تحقيق

  • أحمد الشامي
  • بالتعاون مع

  • شبكة البلقان للتحقيقات الاستقصائية
  • شارك في التحقيق من الجبل الأسود

  • ماركو كوسيفيتش
  • إشراف تحريري

  • مصطفى المرصفاوي
  • إشراف عام

  • رنا الصباغ