اليونان

الزعيم

كانت خيوط القصة تشير إلى اليونان، حيث مناقشات البرلمان في جمهورية الجبل الأسود بخصوص إنتاج السجائر في مصنع بودغوريتسا تصف الشركة بـ"الشريك اليوناني”. حاولنا الحصول على بيانات تسجيل شركة "ليبرتي.إف.زد.إي" في اليونان، فاكتشفنا أنها مُسجَّلة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تفرض السرية على بيانات مثل هذه الشركات، كميزة إضافية ضمن عدد كبير من التسهيلات لجذب أكبر عدد ممكن من شركات "الأوف شور". لكن من خلال أدوات البحث، وصلنا إلى البيانات المسجلة في الإمارات وكانت تتضمن العنوان ورقم التسجيل كالتالي: الجزيرة الحمراء – رأس الخيمة، ورقم صندوق البريد 31291، ومرفق في بيانات التسجيل رقم هاتف محمول يبدأ بالمفتاح الدولي لليونان.

بتتبع رقم الهاتف اليوناني عبر تطبيق "تروكولر" الخاص بالكشف عن أسماء المتصلين ظهر أنه مسجل تحت اسم:"Cg Sekap Jan Kostas"، تبدو كلمة "Cg" اختصارًا لكلمة "Cigarettes" أي سجائر، بينما كلمة "Sekap" اسم لشركة التبغ اليونانية الشهيرة، في حين تبدو الكلمتان الأخيرتان اسم شخص، توصَّلنا إلى مالك الرقم وهو شخص يدعى "كونستانتينوس فيروجينس"، لنتأكد بعد حصولنا على وثيقة تأسيس الشركة أنه ممثل شركة "ليبرتي.إف.زد.إي" التي تأسست عام 2009.

لكن بالعودة إلي جمهورية الجبل الأسود، وفي مقابلة لنا مع مدير الموارد البشرية بالمصنع وقت عمليات الإنتاج "نيبوزا ستانكوفيتش"، قال إن رجل أعمال يونانيًا يدعى "ايوانيس زيناس" هو رئيس شركة "ليبرتي إف زد إي”.

أحد قيادات مصنع التبغ "دي.كيه.بي" -رفض ذكر اسمه- أكد أن "إيوانيس زيناس" هو الزعيم الفعلي لشركة "ليبرتي أف زد إي" والمشرف على عمليات إنتاج سجائر كليوباترا في المصنع، لكنه كان يرفض بشكل قاطع التوقيع على أي أوراق أو وثائق. بينما أكَّد أحد العمال -عرضنا عليه صور "فيروجينيس" و"زيناس"- أنه رأى الشخصين كثيرًا داخل المصنع، ذاكرًا أنهم يلقِّبون "زيناس" بـ”الزعيم".

وبالبحث في قواعد موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"إنستجرام" اكتشفنا أن الاثنين أصدقاء منذ الدراسة الجامعية، كما عثرنا على صور لهما خلال اجتماعهما مع المجموعة الرئيسية التي تُصنِّع سجائر كليوباترا في مصنع "دي كيه بي" في الجبل الأسود.

بدأنا رحلة البحث عن "إيوانيس زيناس" لنجد أنه كان يشغل منصب مدير التصدير بشركة "سيكاب" للتبغ، وهي أكبر شركة يونانية لإنتاج السجائر وتوزيعها، وسبق التحقيق معه بشأن تهريب السجائر داخل الاتحاد الأوروبي مستخدمًا مصر كـ"وجهة مزيفة"، حُكم عليه بأربع سنوات مع إيقاف التنفيذ عام ٢٠١٥، لكنه أُبرئ في فبراير ٢٠١٦ من محكمة أخرى، تلك المحكمة كانت قد أجرت تحقيقًا موازيًا مع زيناس في أثناء انعقاد المحكمة الأولى، وعلى هذا الأساس تمكن زيناس من الحصول على حكم بالبراءة، وفقًا للقوانين اليونانية التي تمنع محاكمة الشخص أمام محكمتين بالتهمة نفسها.

حتى عام 2012 كانت شركة "سيكاب" مملوكة للحكومة اليونانية، حتى قررت عرضها للبيع، وفقًا لوسائل إعلام يونانية، كان زيناس حينها من أهم الداعمين لرجل الأعمال الهندي "راجا بوميدالا" المدير التنفيذي لشركة "بي بي إم بوميدالا" للتبغ، في عرضه لشراء شركة "سيكاب"، ولكن الصفقة توقَّفت بعد دخول رجل أعمال (روسي - يوناني) "إيفان سافيديس" على الخط، واستحوذ على 82% من أسهم شركة "سيكاب" في بداية عام 2013.

ترك زيناس شركة "سيكاب"، ليظهر بعد ذلك في صورة نشرها عبر حسابه على فيس بوك وهو يرتدي بدلة عليها شعار شركة " بي بي إم بوميدالا" للتبغ، ضمن فاعليات معرض التبغ العالمي بالشرق الأوسط المُقام في الإمارات العربية المتحدة.



شركة "بي بي إم بوميدالا" للتبغ هي نفسها التي تُورِّد التبغ ومستلزمات التصنيع للعديد من شركات السجائر، ومنها شركة الشرقية للدخان المصرية "إيسترن كومباني"، لكن في ردها علينا نفت الشركة توظيف زيناس بأي شكل من جانبها، موضحة أنه تم التعاقد معه سابقًا كمستشار في المشروع الخاص بشراء شركة "سيكاب" اليونانية، ولكن المشروع توقف بعد سحب عرض الشراء.

ويُثبت موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وجود علاقات قوية لزيناس مع أصحاب شركات شحن وتخليص جمركي في مصر، ويدعوه أحدهم أيضا بـ"الزعيم"، إضافة إلي صورة له مع رئيس جمهورية الجبل الأسود "ميلو ديوكانوفيتش"، حاولنا التواصل مع زيناس للحصول على رد منه بخصوص استفساراتنا لكن دون جدوى.

لكن مكتب رئيس جمهورية الجبل الأسود في رده علينا نفي وجود أي صلة ل"ميلو ديوكانوفيتش" بهذا الموضوع، كما أنه لم تصله أي تنبيهات بخصوص عمليات إنتاج غير شرعية في الجبل الأسود، وأنه لو كان لديه علم بذلك، كان سيطلب من السلطات التحقيق في الموضوع.

وحول علاقته ب"زيناس" والصورة التي تجمعهما، جاء ردهم بأن الرئيس يعرف زيناس وتناول الطعام عدة مرات في مطعم زيناس في اليونان، لكنه لا يعرف شيئا عن أعماله في الجبل الأسود سواء كانت قانونية أم لا.

ترك زيناس شركة "سيكاب"، ليظهر بعد ذلك في صورة نشرها عبر حسابه على فيس بوك وهو يرتدي بدلة عليها شعار شركة " بي بي إم بوميدالا" للتبغ، ضمن فاعليات معرض التبغ العالمي بالشرق الأوسط المُقام في الإمارات العربية المتحدة.



شركة "بي بي إم بوميدالا" للتبغ هي نفسها التي تُورِّد التبغ ومستلزمات التصنيع للعديد من شركات السجائر، ومنها شركة الشرقية للدخان المصرية "إيسترن كومباني"، لكن في ردها علينا نفت الشركة توظيف زيناس بأي شكل من جانبها، موضحة أنه تم التعاقد معه سابقًا كمستشار في المشروع الخاص بشراء شركة "سيكاب" اليونانية، ولكن المشروع توقف بعد سحب عرض الشراء. ويُثبت موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وجود علاقات قوية لزيناس مع أصحاب شركات شحن وتخليص جمركي في مصر، ويدعوه أحدهم أيضا بـ"الزعيم"، إضافة إلي صورة له مع رئيس جمهورية الجبل الأسود "ميلو ديوكانوفيتش"، حاولنا التواصل مع زيناس للحصول على رد منه بخصوص استفساراتنا لكن دون جدوى.

لكن مكتب رئيس جمهورية الجبل الأسود في رده علينا نفي وجود أي صلة ل"ميلو ديوكانوفيتش" بهذا الموضوع، كما أنه لم تصله أي تنبيهات بخصوص عمليات إنتاج غير شرعية في الجبل الأسود، وأنه لو كان لديه علم بذلك، كان سيطلب من السلطات التحقيق في الموضوع.

وحول علاقته ب"زيناس" والصورة التي تجمعهما، جاء ردهم بأن الرئيس يعرف زيناس وتناول الطعام عدة مرات في مطعم زيناس في اليونان، لكنه لا يعرف شيئا عن أعماله في الجبل الأسود سواء كانت قانونية أم لا.

في يونيو 2015، أثناء محاكمة السلطات اليونانية شركة ليبرتي، بتهمة تهريب سجائر كليوباترا إلى اليونان، على خلفية الشحنة التي ضُبِطَت، استغلَّت الشركة الشرقية للدخان "إيسترن كومباني" الفرصة وسجَّلت أول إجراء قانوني ضد الشركات القائمة بعمليات التهريب المستمرة منذ عام 2012 بين الجبل الأسود وليبيا، إذ رفعت دعوى قضائية أمام السلطات اليونانية ضد شركة "ليبرتي.إف.زد.إي" بصفتها المصنعة والمصدرة، وضد شركة "الليبو" الليبية بصفتها المستورد للشحنة، طالبت الشركة المصرية بإعدام الشحنة التي ضُبِطت باليونان، في مارس 2015، ومنع الشركتين من التعامل داخل الأراضي اليونانية، وكذلك طالبت بتعويض منهما.

أعدمت السلطات اليونانية الشحنة في 2016، ولكن صدر قرار المحكمة في فبراير 2017، بتبرئة طاقم السفينة من تهمة التهريب، موضحة عدم وجود أدلة تفيد أن الشحنة كانت للتهريب إلى اليونان، إذ كانت في طريقها إلى ليبيا لا اليونان.

لكن شحنات سجائر كليوباترا كانت مستمرة في التدفق حتى فبراير 2017 بكميات أكبر بين الجبل الأسود وليبيا عبر شركتي ليبرتي والليبو طبقا لوثائق شحن جديدة حصلنا عليها.

لم تكن جمهورية الجبل الأسود الدولة الوحيدة التي تُنتَج فيها سجائر كليوباترا وتُهرَّب إلى ليبيا، فقد حصلنا على وثيقة من الجمارك البريطانية توضِّح أن مصنعًا لإنتاج كليوباترا يعمل في ألبانيا، ويرسل كامل إنتاجه إلى ليبيا.

فريق العمل
  • تحقيق

  • أحمد الشامي
  • بالتعاون مع

  • شبكة البلقان للتحقيقات الاستقصائية
  • شارك في التحقيق من الجبل الأسود

  • ماركو كوسيفيتش
  • إشراف تحريري

  • مصطفى المرصفاوي
  • إشراف عام

  • رنا الصباغ