معلومات مضللة حول مقتل الشاب الفلسطيني فادي أبو شمالة


نشرت صفحات إخبارية فلسطينية على “فيسبوك” بتاريخ 21 أغسطس 2022، ادعاءات عن مقتل طبيب فلسطيني من مخيم البريج في غزة بقصف روسيٍّ على أوكرانيا تحديداً في العاصمة كييف. ورد الادعاء عبر صفحات إخبارية تحظى بمتابعة واسعة منها صفحة العربية- فلسطين، وحصل على آلاف التفاعلات والتعليقات.



بالإضافة إلى صفحات إخبارية فلسطينية أخرى، منها الشرق- فلسطين التي ادّعت مصرعه بالعاصمة الأوكرانية كييف.



تبعتها صفحات إخبارية مختلفة مثل: راديو أجيال، حيث نُشرت صورة من عزاء الشاب أبو شمالة رافقها عنوان “بيت عزاء الشاب فادي أبو شمالة التي توفي بقصف روسي على أوكرانيا”، وصفحة بيروت بوست التي نعت الشاب أبو شمالة، مشيرةً إلى مقتله في شقته في أوكرانيا بقصف روسي، بالإضافة إلى صفحة اللجنة الأولمبية الفلسطينية-نشاطات المحافظة الجنوبية التي قدّمت التعزية بوفاته في أوكرانيا.



تحققنا من هذا الادعاء بمتابعة المواقع الروسية التي نشرت الخبر باعتبار أنّ أبو شمالة طبيب قتل بقصف روسي، ناسبةً الخبر إلى وكالة معاً الفلسطينية.


وبالتدقيق السابق والمتابعة الأولية للخبر، قامت وكالة معاً الفلسطينية بنشر خبر سابق بعنوان: “وفاة طبيب فلسطيني بقذيفة أوكرانية في جبهة لوغانسك”، ثم حذفت الخبر ونشرت الخبر المنسوب لها.



(صورة للخبر قبل الحذف بتاريخ 22 آب/أغسطس 2020)





(صورة تظهر حذف الوكالة للخبر السابق)


وبالبحث العكسي عن صور أبو شمالة، ظهرت من خلال محركات البحث صور الشاب الفلسطيني بزيٍّ عسكريّ، رافقها تعريف بالشاب على أنّه ملتحق بالجيش الروسي منذ عام 2014، بالإضافة إلى معلومات شخصية حول اسمه وجنسيته والجامعة التي درس فيها ورابط لحسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، واسم زوجته ورابط حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي.




وبعد متابعة معلوماته عبر المواقع الروسية ظهرت صفحته عبر فيسبوك، إلّا أنّ الصفحة متوقفة وخاصّة، فلم نتمكن من الحصول على أيّ معلومة منها، وبعد المتابعة أكثر تمّ الحصول على الحساب الخاص بأحد المصادر العائلية -رفض التصريح باسمه- (نملك توثيقاً له)، الذي صرّح بأنّ المعلومات المنشورة بشأن أبو شمالة مضللة، مؤكداً أنّه بدأ حياته العسكرية منذ 2014 متطوعاً في الجيش الروسي في إقليم دونباس برتبة رقيب.


أضاف المصدر أنّ فادي وقع تحت القصف بتاريخ 17 آب/أغسطس عام 2022، بصواريخ الفسفور هو و6 أشخاص معه، وأنّ المنطقة التي حدث بها القصف هي منطقة لوغانسك التابعة للجيش الروسي، ولم يتم العثور على جثته حتى الآن، وبالتالي لا يمكن الجزم بوفاته لعدم وجود الجثة، إذ من الممكن أن يكون قد وقع أسيراً، إلّا أنّ زملاءه ومسؤوله العسكري يقولون إنّه قد توفي.


وعند سؤال المصدر عن خدمته العسكرية مع الجيش الروسي مع أنّه يحمل شهادة الطب، أجاب بالنفي، وأكد أنّه لا يحمل شهادة الطب، بل شهادة البكالوريوس من جامعة لوغانسك بتخصص إدارة الأعمال.



بهذا، فإنّ الفلسطيني فادي أبو شمالة ليس طبيباً، ولكنّه جندي متطوع في الجيش الروسي، واختفى بعد قصف في منطقة لوغانسك التابعة للجيش الروسي، ولم يقتل جراء قصف أصاب شقته في أوكرانيا.