حصار مجمع ناصر الطبي- فبراير، 2024
بداية الحرب 7 أكتوبر 2023 تواجدت داخل مستشفى ناصر .كنت أعمل هناك على مدار الساعة؛ بسبب الضغط الشديد وتكدس الحالات والإصابات الوافدة إلى المستشفى.
في تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينة خانيونس من الجهة الغربية، وتم حصار مدينة خانيونس بالكامل وفي تاريخ 2-14 أطبق الحصار على مستشفى ناصر ومحيطه واقتحمت جرافات دبابات الاحتلال وجنوده مستشفى ناصر وتم اعتقال نصف الطاقم الطبي المتواجد في ذلك الوقت داخل المستشفى. بعد ذلك تم إغماء عيوننا وتكبيل أيدينا بمرابط بلاستيكية من الخلف، ووضعنا في أحد المنازل المجاورة للمستشفى في الطابق الأرضي (جميع المتواجدين والمعتقلين في ذلك الوقت).
جميع من كان يتواجد في ذلك الوقت خضع لتحقيق ميداني من قبل ضباط الاستخبارات الإسرائيلية حيث تم التحقيق معي على مدار خمسة أيام، وكان ضابط الاستخبارات العسكرية يعرف نفسه بأنه ضابط يتبع الجيش الإسرائيلي وتم التحقيق معي بأسئلة جميعها تتعلق بعملي داخل مستشفى ناصر كأخصائي جراحة أثناء الحرب.
الحصار الثاني للمجمع- مارس، 2024
في 14-2 بعد اقتحام الجيش، خرج مستشفى ناصر عن الخدمة وتوقف تماماً بسبب تعطل الموتور الكهربائي والمولد الكهربائي وتعطل جميع الأجهزة الطبية الموجودة داخل المستشفى واضطررنا إلى نقل جميع المرضى الذين يحتاجون لرعاية طبية إلى المستشفيات خارج مدينة خان يونس إلى مدينة رفح ومدينة دير البلح وللمستشفيات الحكومية هناك.
وبعد ذلك مكثت داخل مستشفى ناصر على الرغم من الدمار الشديد الموجود وكان القرار بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي في شهر مارس هو إعادة فتح مستشفى ناصر من جديد.
قمنا بإعادة تنظيف وترتيب مستشفى بعد الدمار الهائل الذي حصل من اقتحام الجيش.
قمنا باستجلاب مولدات كهربائية لإعادة تشغيل المستشفى في تلك الأثناء كان عدد الطواقم الطبية 20 طبيباً وممرضاً وإدارياً، بالإضافة إلى قرابة المئة نازح من العائلات النازحة التي كانت بلا مأوى وكان استجلاب المولدات الكهربائية والعمل قد تم بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
فكانت كل المعطيات تعطي بالأمان لمدينة خان يونس ومستشفى ناصر والأمل لإعادة افتتاحه من جديد لكن للأسف فوجئنا في تاريخ 23 -3 2024 باقتحام مفاجئ للجيش الاسرائيلي من جديد لمدينة خانيونس كلية؛ بما يشمل مستشفى ناصر وتم محاصرة مستشفى ناصر على مدار يومين متواصلين.
في يوم 25 -3 تم اقتحام مستشفى ناصر من قبل الجيش الإسرائيلي وجنوده. وأجبرنا من خلال مكبرات الصوت المحمولة على طائرات الدرون ومن خلال إرسال بعض الأسرى الفلسطينيين الموجودين لدى الجيش الإسرائيلي لتحذيرنا وإخبارنا أن الجيش الإسرائيلي يأمركم بإخلاء مباني المستشفى فورا,
فقمنا بالخروج من مباني مستشفى ناصر باتجاه البوابة الشرقية حيث كان يتمركز الجيش الإسرائيلي بمدرعاته وجنوده، مصوبين علينا بنادقهم ومدافعهم. وأمرنا وقتها بخلع ملابسنا تماما، وتم اقتيادنا فرادى إلى حفرة تم إعدادها مسبقاً بجوار مستشفى ناصر من الجهة الشرقية، وتم وضعنا جميعاً من الطاقم الطبي والنازحين المتواجدين داخل المستشفى في تلك الحفرة. كان ذلك الوقت في شهر رمضان المبارك كانت الساعة قرابة الساعة الرابعة مساء كنا صياما. وضعنا لمدة 3-4 ساعات وتم إعطائنا أرقام وأخذ هوياتنا وأرقام هوياتنا للكشف علينا.
خضعت للتحقيق الميداني لمدة خمسة أيام داخل إحدى المباني.
الاعتقال 30 مارس، 2024
يوم 30 مارس بعد منتصف الليل تفاجأنا باقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي لمكان اعتقالنا والغرفة التي كنا معتقلين فيها، وتم المناداة على اسمي بالإضافة إلى اثنين من المعتقلين بجواري وبعدها تم اقتيادنا إلى خارج المبنى.
وتم إغماء عيوننا من جديد بصورة شديدة وأيضا تم تكبيل يدينا وأقدامنا بمرابط بلاستيكية بصورة شديدة ومؤلمة جداً، لدرجة أني طلبت من الجندي إرخاءها قليلاً وتهكم علي بأني طبيب وأعلم أن ساعة من الزمن لن تضر يدي وأنها فقط ستؤلمني.
وللأسف ظل الألم يصاحبني لمدة ثلاثة شهور من تلك الليلة ،وتم اقتيادنا من خلال عربة عسكرية تم رمينا داخل هذه العربة واقتيادنا باتجاه الحدود ما بين قطاع غزة وإسرائيل.
تم تسليمنا لفرقة النقل التابعة للسجون الإسرائيلية. طوال هذه الفترة أثناء نقلنا تعرضنا للضرب الشديد المبرح في جميع أنحاء الجسم.
تعرضت لكسور في الأضلع في الجهة اليمنى. أثرت علي لمدة ثلاثة وأربع شهور داخل الاعتقال. لم أستطع النوم على هذا الجانب البتة. لم أستطع التحرك بحرية بسبب الآلام التي صاحبت هذا الكسر. وتم تركي بعدها بدون أي رعاية صحية على الرغم من طلبي المتابعة من قبل الطبيب، على الأقل لنصور أشعة للاطمئنان. لكن للأسف تم التهكم عليه وتركي داخل المعتقل بدون أي رعاية صحية.
في تلك الليلة أثناء اعتقالي -[كنت] قد خضعت قبلها بأسبوع لعملية جراحية في فخذي ما سبب وجود التهابات شديدة وكنت بحاجة إلى رعاية طبية أيضاً لكن أثناء اعتقالي الميداني بجوار مستشفى ناصر وداخل السجن تم إهمال هذه النقطة ولم يتم إعطائي المتابعة العلاجية والجراحية المناسبة للعملية التي قمت أو خضعت لها.
تقريبا بعد ساعتين أو ثلاث من نقلي بالعربات العسكرية ومن الضرب المبرح الذي تعرضنا له وصلنا إلى السجن تم أخذ أرقامنا وأسمائنا وتم خلع جميع ملابسنا من جديد وإعطاؤنا ملابس جديدة للسجن وتم اقتيادنا مغميين الأعين ومكبلين الأيدي تم استبدالها بأصفاد معدنية وتم اقتيادنا إلى السجن عرفت فيما بعد أن هذا السجن هو سدي تيمان والمكون من أربع أقسام "ألف" "ب" "ج" و "د".
سجن سدي تيمان
عندما أوصف السجن، سدي تمان ليس بسجن ضخم أو بناء إسمنتي مغلق، عبارة عن ساحة فارغة تماما، مثل مخزن للبضائع، وسقف عالي جدا، إما من الإسمنت أو من الزينكو محاط من ثلاثة جوانب، وجانب واحد فقط مفتوح.
يتم إحاطة جميع المساجين بصور او سياج معدني، يعني كانوا موجودين في العراء و يوجد هناك ثلاثة جنود أمامنا جنديين مدججين بالسلاح و يوجهون السلاح دائما اتجاهنا حتى بدون اقتراف أي ذنب أو ارتكاب أي حركة ترعبهم كانوا متعودين هؤلاء الجنود أن يوجهوا السلاح كأنهم يقنصون او يوجهون اسلحتهم الى احد ما دخل السجن خوفا منه. اي شخص يحاول أن ينتبه أو يرفع لينظر من تحت الغمامة على عينيه أن يجد هذا الجندي موجها هذا السلاح، تجاهه.
تنام على فرشة ارتفاعها لا يتجاوز النصف سنتيمتر، لا تقيك من صلابة الأرض ولا من برودة الأرض. كنا نجلس طوال الوقت من الساعة الخامسة صباحاً حتى الساعة العاشرة مساءً بنفس الوضعية.
يمنع منعاً باتاً أن نتكلم مع من يجاورنا ويمنع منعا باتاً أن ننظر لأن طوال الوقت كنا مغميي الأعين ومكبلي الأيدي بأصفاد معدنية وكنا نحرم حتى من أن نجلس جلسة مريحة أو نريح ظهورنا من الجلسة المتعبة طوال الوقت.
ممنوع أن تتكلم مع الشخص الذي يجلس إلى جانبك ولا يفصلك عنه 20 سنتيمترا. فكان أيضا هذا أحد العذابات النفسية انك انت تبقى في مكانك. تتكلم مع أي أحد الرغم مع أنه سجن مليء بالمساجين.
تم وضعي أول ما وصلت السجن في قسم "ألف" كنا نسميه قسم المرضى.لأنه موجود فيه كثير من المصابين والمبتورين والخاضعين للعمليات لأنه يوجد بجوار مستشفى ميداني أقامه الجيش لمعالجة المصابين وللأسف المعالجات كانت بإهمال شديد بسبب التعذيب الذي يتعرض له المساجين داخل السجن.
تقريبا الساعة 3 الفجر وصلت لزنزانة وهي ليست زنزانة عبارة عن مكان مفتوح محاط بشباك معدنية يشبه بركس أو مخزن للبضائع مساحة مفتوحة تقارب ملعب كرة قدم صغير تم فصله إلى قسمين: قسم واحد وقسم اثنين. فأنا لما دخلت القسم تم تسليمي لأحد المساجين المسؤول عن ترتيب الأسرى وهو يتم انتدابه من قبل جنود الاحتلال لترتيب السجن من الداخل
يسمى شاويش وتم وضعي في مكان ضمن مجموعة من ما يقارب المئة أسير في نفس الساحة.
أذكر أحد المساجين، كان الجنود يتهكمون على شكله يشبهونه بأحد الحيوانات فكانوا ينهالون عليه بالإهانات والعقوبات فقط بسبب أن شكله -يظنون- أنه يشبه أحد الحيوانات بدون أي سابق إنذار، أو بدون أي مخالفة يقوم بها هذا الأسير. وأغلب الموجودين داخل السجن بعد فترة طويلة عبارة عن موظفين مدنيين يعملون بالحكومة التي كانت موجودة في غزة قبل 7 أكتوبر، منهم مدرسين منهم إيه البروفيسورات في الجامعات ناهيك عن الكثير من القصص التي يمكن أن أسردها بتفاصيلها.
في ثاني يوم من اعتقالي، تم أخذي إلى تحقيق ميداني يقوم به ضابط برتبة عالية من السجن. تم أخذ أقوالي، وكانت أقوالي كلها والأسئلة التي يقوم بها المحقق تتمحور حول عملي داخل وزارة الصحة أو داخل مستشفى ناصر أثناء الحرب. وللأسف لم يتعدى التحقيق خمس دقائق وهذا التحقيق تقريباً الوحيد الذي تعرضت له خلال أول ثلاثة شهور داخل السجن.
…كنت خلال أول أسبوعين من اعتقالي في حالة صدمة شديدة وعدم استيعاب للواقع وإنكار مطلق لوجودي داخل هذا السجن، وكنت أحاول أن أتجنب أي عقوبة يمكن أن تنهال علي من السجانين حتى لا أزيد على نفسي الإهانة والتعذيب النفسي الذي أتعرض له داخل السجن.
لكن للأسف في اليوم الثالث من اعتقالي على حين غرة اقتحمت السجن قوة تسمى قوة 100 اللي هي عبارة عن قوة قمع سجون. اقتحمت السجن بمجموعة من الكلاب والهراوات وانهالوا علينا عشوائيا. كانوا ينتقون المساجين، بعدها يأمروننا بأن نسلتقي على الأرض على بطوننا لا نشاهد شيئاً لا نستطيع أن نرى شيئاً. أي أحد يرفع رأسه يتعرض للضرب الشديد يتم اختيار المساجين الموجودين داخل السجن عشوائياً.
كنت تعرضت للضرب وأنا في مكاني… وكنت أسمع صراخ المساجين وهم يستفردون بهم تقريبا قوة مكونة من 20 شخص يستفردون بالأسير وينهالون عليه بالضرب بالهراوات المعدنية والهراوات البلاستيكية في كل مكان في جسمه كثير من الأسرى من خلال قوة القمع تعرض لأضرار وإعاقات دائمة.
أحد الأسرى، أذكر أنه تعرض للضرب في مناطق حساسة وأدى إلى وجود إعاقة دائمة عنده وهذا وفق تقرير للأطباء لأنه تم إرساله إلى المستشفى خارج السجن للكشف عليه بسبب الضرر الذي تعرض له وكثير من القصص الأخرى التي لا يسع المجال لأن أحكيها بتفاصيلها.
قسم "الجحيم"
من بداية اعتقالي حتى تاريخ 18 حزيران [قبل تاريخ نقله إلى سجن عوفر، تم نقلي بين أقسام سجن سيدي تيمان قسم "ألف" وقسم "ب" وقسم "دال" وللأسف جميع الأقسام بنفس الآلية.
لكن القسم "ب" كان معروفاً أنه قسم سيء السمعة، قسم الجحيم. يعني كل ما داخل السجن سيء بامتياز، أكثر ما يسيء في هذا القسم أن الضباط و الجنود المسؤولين عن إدارة السجن كانوا يتفننون يومياً في تعذيب المساجين وإهانتهم.
كان اسمه قسم الجحيم من كثر الاعتداءات التي عانى منها المساجين داخله. كانت فرقة القمع تدخل تقريباَ بشكل شبه يومي على المساجين لقمعهم وضربهم بصورة عشوائية.. كنا نتعرض لإهانات متواصلة ..السباب المتواصل بكل بساطة يقوم السجان على حسب مزاجيته باختيار أحد المساجين لتعذيبه وضربه خارج السجن والاستفراد به خارج الزنزانة.
فرقة القمع مسؤوليتها أن تدخل هذا القسم بالدروع البلاستيكية المستخدمة في فض النزاعات، وفي فض المشاغبات يدخلون برفقة كلبين كبيري الحجم يقومون بتعمد أنه يجعل كلبين ينبحان بصوت عالٍ جدا لتخويف المساجين، وقبل أن يصل هذا السجن يأمر المساجين بأن يكونوا على بطونهم حتى لا يروا شيئا زيادة في الرعب، ويختار من المساجين عشوائياً… واحداً تلو الآخر، ويستفردون بأحد المساجين، وينهالون عليه بالهراوات المعدنية أو البلاستيكية أو بعض الأحيان باستخدام غاز الفلفل، أو باستخدام مسدس للكهرباء.
كان المسؤولون -على غير باقي الأقسام- يأمرون أن يكون السجين بوضعية معينة، يجلس وهو مادد قدميه للأمام طول فترة وجوده في الفترة الصباحية، على مدار سبع عشر ساعة متواصلة، نفس الهيئة ونفس الجلسة. كانت جلسة متعبة.
نحاول أن نسترق بعض الراحة، لكن أي شخص يتم ملاحظته من قبل السجانين والحراس إنه يعدل جلسته، أو يحاول أن يحرك جسمه قليلاً، يتم عقابه وزيادة العقاب عليه من خلال كثير من الوسائل، منها الإهانات اللفظية، والنفسية، هؤلاء الجنود يتكلمون اللغة العبرية لكن يحفظون كثيراً من الشتائم والسباب العربية، محاولة التفنن في إهانة المساجين.
أقصد الشتائم التي تخوض بالأعراض وغيرها من الأشياء.
مثلا يقوم آمر السجون بأمر المسجون بالوقوف على قدميه لمدة ساعتين أو ستة ساعات بغض النظر عن عمره، سواء كان شيخاً كبيراً أو طفلاً، إن كان مريضاً أو سليماً، في بعض الأحيان، تتم معاقبة بعض المساجين وهم لا يستطيعون الوقوف بسبب وجود مرض في أقدامهم، أو حتى في بتر بأحد أقدامهم. تم معاقبتهم بالوقوف على قدم واحدة وباليد الأخرى بسياج السجن لمدة ساعة أو ساعتين حتى يفقد الوعي أو إذا لم يقم المسجون بتحمل هذه العقاب كان السجان يغير العقاب بأسلوب أسوأ.
يأمر السجين أن يقف على ركبتيه، وهو مجرد من الملابس. يقوم بتشمير قدميه، ويكون الجلد ملامس للأرضية الخشنة الصلبة، ويبقى على هذه الوضعية لمدة ساعتين تؤدي إلى تمزق بالقدم ونزيف من الجلد ويبقى السجين يعاني منها لمدة ايام مع بعضها.
أنا تعرضت لأكثر من مرة للعقاب وكان أبسط من هذا كله، لإني كنت جالساً أحاول أن أتجنب أي خطأ حتى لا أتعرض للضرب. من أبسط الأشياء التي تعرضت لها، غالبني النعاس وأنا جالس فقط هبط رأسي قليلاً. الحارس ناداني يعاقبني أني لم أتمالك نفسي، ولم أكن مستيقظا، رغماً عن نفسي يعني وأنا فقط إنه هبط رأسي قليلاً، فعاقبني على ذلك. ممنوع النوم قبل الساعة 10:00 قبل أن يقوم آمر السجن بأمر المساجين بين النوم وقت.
انتهاكات متعددة
"كانوا يتفننون في اختيار طبيعة التعذيب لنا جسدياً أو نفسياً"
" لم أتذكر يوما واحدا، إنه نمت أنا يعني ممتلئ أو نمت وأنا شبعان كانت الكمية لا تقي جوعا"
من الأشياء التي كنا ممنوعين من عملها داخل السجن، أن نتكلم.ممنوع أن تتكلم مع الشخص الذي يجلس إلى جانبك ولا يفصلك عنه 20 سنتيمترا. فكان ايضا هذا أحد العذابات النفسية انك انت تبقى في مكانك. تتكلم مع اي احد الرغم من انه سجن مليء بالمساجين.
أنا كنت في فترة من فترات سجن سيدي تيمان أشرف على المساجين، أنا أتكلم اللغة الإنكليزية، فكنت يعني أحاول أن أترجم ما بين السجانين وبين المساجين، في ذلك الوقت كنت أعرف بعض القصص، الشيء الثاني كنا يعني نسترق الكلام بعيداً عن عيون الجنود، أو نتكلم خلسة، لإنه أي شخص يتم الإمساك به وهو يتحدث يتم معاقبته، حتى إنه بعض المساجين، وكثير من المساجين تم عقابهم لأنه كان يدعي بينه وبين نفسه، حتى إنه كان يصلي، فكان يحرك شفتيه و السجان يبعد عنا قرابة الـ 30 م. لا يسمع الكلام، لكن إن شاهد الشفاه تتحرك يقوم بعقابه.
فكنت أحياناً أطلب من المساجين، أن يصلوا دون أن يحركوا شفاههم؛ خوفاً من العقاب من السجانين الموجودين.
من الاعتداءات الأخرى داخل السجن، عند بداية شهر الصيف، شهر ستة، وشهر خمسة مع بعد بداية الحر، قاموا بجلب خبز يتم تخزينه داخل خيم -كنا في صحراء النقب شمال بئر السبع- فمع شدة الحرارة كان يتعفن الخبز.
عندما يوزعون علينا وجبات الطعام كنا نقول للسجانين إن الطعام فاسد. فكثير من السجانين كانوا يأمروننا "إنه نتصرف"، هذا الموجود، لا يوجد بديل، ولم يتم إعطائنا بديل عنه. خبز كان متعفناً، كنا نجبر أن نأكل جزء منه، نحاول أن نتجنب الجزء المتعفن من الخبز.
كمية الطعام المتوفرة. لا تقي جوعا.
على مدار ستة شهور قضيتها داخل السجن لم أتذكر يوماً واحداً نمت وأنا ممتلئ أو نمت وأنا شبعان. كانت الكمية لا تقي جوعاً، وفوق ذلك كله، نقوم باقتصاص جزء من أكلنا لأنه باقي الأكل متعفن، كانوا يحضرون لنا جبنة هذه الجبنة أيضا في قوالب بلاستيكية، وبسبب الجو الحار تتعفن.
فكانوا يعلمون ذلك ويقولون إن هذا المتوفر لدينا. أجبرونا أن نأكلها أو نرميها.
بفترة من الفترات جلبوا لنا نوعاً من الخبز كنا نقول عنه بالعامية "القراقيش" هو عبارة عن خبز بدون ملح أو سكر فقط عجينة مع ماء وناشف جدا. كثير من المساجين وأنا معهم أيضا أصابني وجع في الأسنان، في فترة وجودي في السجن في سدي تيمان من بعد هذا الخبز.
لم يتم توفير بديل، على الرغم من الشكوى المستمرة من هذا الخبز وكثير من المساجين، عندما يشكي من الألم كانوا يهملون ذلك ونفس الجواب إنه "أنت قوي". حرفياً كان يقول لنا السجان "أنت قوي علاجك اشرب مية" بدون توفير أي مسكنات.
كثير من الليالي، والله أنا لم أنم من شدة الوجع وكنت أطلب مسكناً. كانوا يستهزئون بي، و يقولون هذا جزء من وجودك داخل السجن، أن تعاني من الألم.
كثير من الأحيان لم يتم توفير ملابس بديلة فكان الحمام أن تستحم وتلبس نفس الملابس المهترئة القديمة المتعفنة المليئة بالعرق والرائحة الكريهة.
بقينا مدة وجودي في سدي تيمان لم يتم توفير قصاصة أظافر!
وأذكر إنه لأول مرة أشاهد أظافر قدمي ويدي طويلة جداً لدرجة إنه السجانين أثناء نقلنا من سجن إلى آخر كانوا يشاهدون أقدامنا بأظافر طويلة وكانوا يتعمدون الضغط على أقدامنا حتى تنكسر الأظافر في أصابعنا، وينزل الدم وتبقى مؤلمة لمدة.
كانوا يتفننون ليختاروا طبيعة التعذيب لنا جسدياً أو نفسياً.
"أمرني الجندي أن أبتلع جميع الحبوب مرة واحدة، وكانت كمية كبيرة "
في إحدى الذكريات التي أذكرها وأنا في سجن سدي تمان في أول أسبوع لوصولي هناك، كنت أعاني من مضاعفات عملية جراحية في الفخذ بحاجة لرعاية جراحية. ما بعرف إذا ذكرتها في التسجيلات. كنت للأسف أحاول أن أهتم بها بنفسي لأنه لم يتم توفير أي أدوات جراحية للاهتمام بالجرح الذي كان موجوداً في ذلك الوقت، كنت أنا مكبل اليدين وكنت أحاول أن أهتم بجرحي حتى لا يفسد ولا يعطب ولا يحتاج إلى مضاعفات، يعني لا يلزمني مضاعفات أكثر وأنا داخل السجن.
فكانوا يعطوني شاشتين صغيرتين فقط للغيار مع مرهم بكمية قليلة جدا. كنت أضطر إلى خلع ملابسي بنطالي وملابسي أمام المساجين، وأمام الجنود والجميع، حتى أقوم بوضع المرهم والشاش على الجرح. كانت صورة مهينة لكن كنت مضطراً. غريزة البقاء والعيش. كانت أفضل وأقوى من أي غريزة أخرى، أو أي مشاعر أخرى.
…في إحدى اللحظات قام أحد الجنود وهو جندي متطوع في صفة "براميدك" داخل الجيش يقومون بتوزيع الأدوية وقاموا بإعطائي بعض المضادات الحيوية في بداية وصولي للسجن في أول أسبوع بالأسر.
عندما أعطاني ذاك الجندي الأدوية، كانت عبارة عن خمسة أو ستة حبوب أو مسكن، ومضاد حيوي ودواء المعدة فعندما أردت أن آخذها تباعاً، يعني كنت أريد أن آخذ حبتين حبتين، لكن للأسف، أمرني الجندي أن أبتلع جميع الحبوب مرة واحدة، وكانت كمية كبيرة عندما طلبت منه إنه أنا يعني ما بقدر لا أستطيع فعل ذلك، وأخذها تباعاً، أهانني وشتمني، فطلبت منه …إنه عرفت نفسي وقتها إنه أنا طبيب، يعني أعطيني بعض الاحترام على الأقل وشتمني بجميع الشتائم، بجميع الشتائم المهينة، الشتائم بالأعراض، و لم يبق أي شتيمة إلا شتمني إياها باللغة العربية والعبرية.
وكل مرة، كل يوم يمر على السجن حتى يعطيني الدواء، يقوم بشتمي.
كنت حتى في بعض الأحيان أتجنب عندما ينادي على رقمي، كنت أتجنب أن آخذ الدواء في بعض المرات عندما أشاهده وهو يقف بجوار السجن، حتى لا أتعرض للإهانة من طرفه. فلذلك التزمت بالصمت.
للأسف داخل السجن كانت هاي الشغلة يتم التعامل مع الجميع بنفس الدرجة من الإهانة والتعبير، أنت لا يسمح لك داخل السجن بالتعبير عن نفسك ولا حتى بتعريف نفسك كطبيب في أحد الذكريات اللي أذكرها وأنا في السجن،
كنت لا أعرف نفسي أني أنا طبيب إلا في أوقات نادرة جداً عندما يطلب مني ذلك؛ لأن فكرة أن التعامل معك يكون وفقاً لعملك أو حسب وظيفتك غير موجودة داخل السجن.
كان التعامل بنفس درجة الايذاء. محاولة تعريف نفسك أنك كطبيب كانت تعرضك للإهانة أكثر للأسف، لأن أغلب الجنود لا تتعدى أعمارهم الـ18 والـ19 سنة، يعني بمنظورنا أطفال وفعلياً لأني كنت أشرف على المساجين بترجمة الكلام ما بين السجانين و المساجين في ذلك الوقت كنت أشاهدهم كالأطفال يلعبون فيما بينهم، لكن عندما يتعاملون مع المساجين، يتعاملون بكل تقزز، بكل علو عنهم، كأنهم أقل من حيوانات موجودين أمامهم.
بعيدًا عن الأعين ..تهديدات واعتداءات جنسية
"أنت لا ترى شيئاً، ممنوع عليك أن ترى شيئاً"
في الاعتداءات الجنسية اللي أنا شاهدتها حكيت في خلال اقتحام فرقة القمع للسجن يتم إجبار جميع المساجين أن يكونوا على بطونهم والغمام على أعينهم لذلك أنت لا ترى شيئاَ، ممنوع عليك أن ترى شيئاَ، وهذا جزء من زيادة الرعب لدى المساجين،
لذلك أنا كنت أشهد بعض الاعتداءات الجنسية باستخدام الهراوات البلاستيكية أو المعدنية والاعتداء على أماكن حساسة للمساجين من خلال هذا الفلفل أو الصعق الكهربائي وبعض المساجين تم ضربه مباشرة على المنطقة الحساسة، أدى لوجود ضرر في احد خصيتيه وتم إهماله لمدة اسبوع، وبعدها تم نقله إلى المستشفى ولكن للأسف بدون أي فائدة لأنه حصل له يعني عاهة مستديمة بعد هذا الاعتداء عليه.
أنا كنت أعرف عن تلك الأمور لأن المساجين كانوا يلجأون لي بعد خروج شرطة القمع، أشخاص مرضى، أو أفحص المساجين بالخفاء بعيداً عن عيون الجنود، أحاول أتستر في الحمام أو مكان الحمام الخاص بنا لأشاهد مكان الاعتداء عليهم وأسمع منهم تفاصيل ما حدث منهم لكن في وقت دخول الجيش، كان ممنوعاً علينا أن ننظر للفرق هاي أو للجنود، أي أحد يرفع رأسه فوراً يتم أخذه للعقاب.
هذه تعتبر قشة بسيطة من الاعتداءات التي تحدث في قضية التحقيق، ما يسمى بالاستخبارات العسكرية، قسم 504.
في قسم التحقيق العسكري، هناك بعيدا عن أي أعين يتم الاعتداء جنسيا على كثير من الموجودين لإجبارهم على الإدلاء بشهادات تحت الإجبار والقهر والاعتداء الجنسي عليهم. أحد المساجين أخبرني بقصته إنه تم الاعتداء عليه داخل هذه لأنه لم يقم بالاعتراف في أول مرة انهالوا عليه بالضرب الشديد ورموه في غرفة تسمى غرفة الموسيقى، سأتحدث قليلا عن قسم الإستخبارات، وقسم الموسيقى كنا نسميه داخلياً ما بين ما بين المساجين…كنا نسميه قسم الديسكو. طوال الوقت يتم أخذ المعتقلين من الأقسام السابقة الذكر، ألف وباء وجيم ودال، يتم أخذ المساجين إلى غرفة التحقيق التي تسمى غرفة الديسكو عبارة عن غرفة من الزينكو، لا تقي برداً أو حراً يلقى فيها المساجين مكبلي الأيدي من خلفهم، ومغميين ويوجد ستيريو يغني موسيقى عالية جداً طوال الوقت على مدار 24 ساعة.
وأحيانا يتم بين الفترة والأخرى -داخل هذه الغرفة- يقومون بإلقاء المياه الباردة عليهم أو يتم اقتحام هذه الغرفة من قبل الجنود، وضرب المساجين الموجودين داخل هذه الغرفة ويتم ترك المساجين فيها لمدة خمسة أيام أو ستة أيام بعدها يتم أخذهم إلى ضابط التحقيق. في غرفة التحقيق، يضغط على المسجون حتى يقوم بالاعتراف بأي تهمة حتى لو كانت ملفقة إذا لم يعترف المسجون، يتم الإعتداء عليه من قبل أربع أو خمس رجال جنود ضرب مبرح، وإذا لم يقم بالاعتراف يتم أخذه إلى المرحلة الثانية من الإعتداءات. أحد المساجين قال لي أنه أنا أعرف أسماءهم شخصياً، لكن أتحفظ على قولها.
أحد المساجين قال لي إن الجندي في غرفة التحقيق قام بخلع بنطاله وملابسه الداخلية أمر بخلع هذه الملابس وأدخل عليه جندياً، وأعطاه قداحة وقام بحرق شعر المناطق الحساسة لديه وكان ممنوعاً عليه أن يتأوه، إذا تأوه أو تحرك بمكانه، ينهالوا عليه بالضرب.
مسجون آخر قال لي إنه حصل معه نفس الشيء. لكن لم يعترف لأن الاعتراف كان مرفقاً له، فأخذوه للمرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة حسب وصف السجين عبارة عن لوح خشب يكون مثبتاً عليه مع تثبيت يديه وقدميه حتى لا يتحرك المسجون ويقوم بخلع بنطاله و ملابسه الداخلية، وقام بأخذ أحد الهروات البلاستيكية ووضع عليها مادة لزجة مثل الفازلين.
وقام بتهديده إذا لم يقم بالاعتراف سيدخلها في مؤخرته حرفياً. السجين لم يعترف، قام الجندي بتنفيذ تهديده وثم أدخلها بعنف، وأدى إلى ضرر في المستقيم، عندما قال لي السجين روايته طلب مني أن أفحصه وفحصت. كانت آثار الإعتداء عليه في المنطقة الحساسة.
سجين آخر تم إدخال أحد الهراوات أيضا،ً لكن بعنف شديد أدى إلى تضرر وتمزق بالعضلات في فتحة الشرج، حتى الآن يعاني داخل المستشفى، وقمنا بإجراء عدة عمليات لكن بدون جدوى.
أحد المفرج عنهم تعرض لنفس طبيعة الاعتداء هذا.
أحكي عن مسجون آخر، قال لي إنه قاموا بالإعتداء عليه طويلا، كانوا يحرمونهم الطعام في غرفة الديسكو. إذا طلب طعام، كانوا يأتونه بقطعة صغيرة من الخبز. خبز الفينو وشوربة مياه، لا تتعدى غطاء القنينة. وإذا حاول السجين في الوقت الذي يحاول السجين وضع الطعام في فمه، كان يغلق الأنوار، ويقتحم الغرفة وينهال عليه بالضرر حتى لا يتجرأ أن يطلب طعام، أو أن يأكل، وبقي لمدة خمسة أيام على نفس الحال. لذلك أخذوه على غرفة التحقيق.
أحد المساجين كان معي في "قسم ألف" لما اقتحمت فرقة القمع لهذا القسم، استخدمت الصاعقة الكهربائية في الأماكن الحساسة لديه استخدم غاز الفلفل في نفس الوقت، وبصفتي طبيب وهو يعلم أني طبيب، لجأ إليّ ليسألني ماذا يفعل يعني بالوضع الموجود، لأنه كان الذهاب لدورة المياه لكن للأسف يتعمدون الإهمال الطبي حتى لا يتم تقديم خدمة طبية للمساجين في ذلك الوقت.
أذكر أن أحد الأشخاص أصيب بحمى شديدة .بقي مستلقيا على الأرض مدة يومين ثلاثة، بدون أن يتم إعطاؤه أي حبة دواء لتخفيف الحرارة أو بدون عرضه على أي طبيب، على الرغم من شكوانا المتواصلة، كان الرد المتواصل من قبل السجانين "أن هذا جزء من عقابكم داخل السجن".
في الفترة الأخيرة، تعرضت كثير من أقسام السجن لمرض سكايبيس هو باللغة العربية الجرب. فبعد استخدام العلاج لمدة ثلاث أيام، تعرضت لحساسية من الدواء. هذا الحساسية كانت شديدة جدا في مرفقي الأيسر، وحتى الآن أعاني من أعراضه، أدت إلى تمزق في الجلد ونزيف من الجلد كان يعني دائما في طوال الوقت يدي مليئة بالدماء، تقشر الجلد وانزلاق الجلد. حتى كان أي أحد من الجنود، عندما ينظر إليها، ينظر بتقزز من من مشهدها المؤذي .
على الرغم من ذلك بقيت لمدة 40 يوماً كنت شكل شبه يومي، أطلب استشاري الطبيب، أو على الأقل علاج بسيط. علاج هذا موجود في غزة بصورة مجانية و لا يكلف أكثر من دولار واحد، لكن هناك بقيت 40 يوماً أعاني،وعلى الرغم من ذلك تركوني، وكان الجواب كالتالي إنه هذا جزء جزء من وجودك في السجن، ومعاناتك داخل السجن، إن أنت تعاني من المرض حتى بدون أن يتم تقديم أي خدمة طبية.
الطريق إلى عوفر
كان هناك قرار يبدو داخل السجون خلال فترة، شهر ستة… تم إخبارنا إنه سيتم نقلنا وتفريغ هذه السجون إلى أقسام ثانية حسب وعودهم، إن هذه الأقسام لاقت ضجة إعلامية … سجن سدي تيمان، لذلك سيتم تفريقنا إلى سجون أخرى ستكون أفضل، لكن للأسف كانوا يقومون بنقل مئة أسير إلى سجن عوفر، او يعتبر معسكر عوفر التدريبي العسكري، هو سجن يسمى سجن بنيامين.
وهو سجن مستجد حديث يوجد في معسكر تدريب للجيش، في معسكر عوفر هذا السجن عرفنا وتأكدنا أنه سجن حديث لأن الأسرة التي كانت موجودة كانت يكتب عليها والجدران يكتب عليها تاريخ شهر واحد 2024 وهو تاريخ جديد جداً يعني السجن تم افتتاحه تقريباً في شهر فبراير عبارة عن غرف اسمنتية صلبة، لها منافذ عالية تشبه شبابيك لكنها منافذ لإدخال الضوء فقط وبوابة.
في الطريق إلى سجن عوفر -كان أسوأ كابوس بالنسبة للأسير هو أثناء نقله خارج السجن- كنا نخاف جدا من نقلنا من سجن لسجن. نخاف أن تقوم فرقة النقل بتعذيبنا أو ضربنا داخل الباصات، وهذا ما حدث معي أثناء نقلي إلى سجن عوفر.
في الفترة التي وصلت إليها، وصلت في يوم 18 حزيران، كنا في زنزانة، يتم رفع الغمامة عن عيوننا لأننا داخل غرف سمنتية، لكن للأسف يتم إبقاء الأصفاد المعدنية على أيدينا أثناء وجودنا داخل الغرف. لك أن تتخيلي أن هذه المعاناة التي لم أنا أذكرها عن سجن سدي تيمان، وظلت معنا في سجن عوفر، يعني تخيل إنه شخص يدخل الحمام، كيف يقوم بمساعدة نفسه بالأصفاد المعدنية للحفاظ على نظافته الشخصية، يعني أصفاد معدنية طوال الوقت.
إحنا في عنا 20 تقريبا ...20...أسير في كل غرفة. عشر غرف يعني ميتين أسير في القسم اللي أنا أكون فيه. في قسم "ب" في قسم آخر يوجد فيه قرابة ال16 أو ال18 غرفة، لكن كل غرفة فيها عشرة أسرى غرف أصغر من الغرفة اللي إحنا موجودين فيها. تقريبا فيها أيضا ميتين أسير، إحنا بنحكي عن أربع أقسام، "ألف" ب" "جيم" و"دال" فكل قسم فيه قرابة الميتين أسير يعني يقارب من ثمانمئة لألف أسير داخل معسكر عوفر.
خليني أوصف السجن أو القسم اللي أنا كنت فيه عشان تتخيلوا معي، كيف كان السجن، السجن عبارة عن اثني عشر غرفة.
اثني عشر غرفة مقابلة لبعض يعني ست غرف مقابل ست غرف، بينهما ممر هذا الممر، الغرف تفتح على هذا الممر بوابات معدنية، البوابة المعدنية فيها طاقة يعني زي شباك معدني
أسلاك معدنية متشابكة، وهناك أيضا نافذة صغيرة موجودة وفي منتصف الممر تفتح وتغلق من الخارج لإدخال الطعام من الخارج للمساجين. هذه الغرفة عبارة عن قوالب إسمنتية عريضة جدا يوجد بها أربع شبابيك أو منافذ تهوية ليست شبابيك لأنها صغيرة جدا. تقريبا 10 م *. 4 م
يوجد بها ثمن أسرة مجوز، يعني تقريبا ست عشر سرير كانت تحتوي كل غرفة على 21 أسير يعني حيكون في عنا إيه تقريبا من خمسة إلى ستة أسرى سينامون على الأرض الإسمنتية. داخل هذه الغرفة يوجد حمام، هذا الحمام عبارة عن سيفون ولوحين خشبيين حول هذا الحمام.
المعسكر عوفر في الغرف إللي إحنا كنا موجودين فيها عشر غرف للأسرى، بالإضافة إلى غرفتين، تعتبر غرف معدة لعقاب الأسرى أو المساجين.
في الغرفة التي كنت أنا موجود فيها 21 أسير. كان موجود عنا، حكيت ست عشر سرير كمان، أسرة مجوز، يعني ست عشر سرير، كان يتاح إلنا إنه يكون معنا فرشة، تعتبر فرشة تخييم تنفخ بالهواء مغطاة بالنايلون. لكن للأسف جميع الفرشات كانت معطبة. لذلك لا تقي من صلابة الأسرة المعدنية ابدا ولا حتى من الارض الصلبة. لأنه كما ذكرت نحن 21 أسيرا مقابل 16 سرير.
فكانت على الأرض بطانية صغيرة لا تقي البرد. عوفر تعتبر في منطقة جبلية قرب منطقة بيتونيا أو رام الله، وهي تعتبر منطقة جبلية باردة في الليل و لكل أسير لديه شبشب مطاطي؛ فكنا نستخدم الشبشب حتى ننام. نستخدمها كوسادة للأسف.
فك الأصفاد ووضع كاميرات المراقبة
فترة دخولنا إلى سجن عوفر، تم القرار، إنه سيتم رفع الأصفاد المعدنية عن بعض الغرف. لكن في المقابل، تم وضع كاميرات مراقبة داخل الغرف، هذا الكاميرتين مراقبة داخل الغرفة التي مساحتها 10 م ف4 م. يقوم السجان بمراقبة هذه الغرفة على مدار الساعة والتحكم من خلال الميكروفون ومكبر صوت طوال الوقت في الغرفة. وصارت الأمور داخل السجن للأسوأ تدريجيا.
يعني كنا في البداية أول ما وصلنا إلى السجن عوفر، كنا نأخذ راحتنا بالنوم، لأول مرة ننام براحتنا في سجن عوفر، لكن بعد أسبوع تم وضع الكاميرات وضعت في بداية شهر سبعة تقريبا.
تم أمرنا ممنوع النوم في الفترة النهارية أبدا و صارت تضيق. يزيد يوما بعد يوم وبعدها تم أمرنا انه فور استيقظنا من النوم الساعة 5:00 او 6:00 صباحا يتم أخذ جميع الفرشات ووضعها في زاوية الغرفة ويمنع استخدامها بتاتا، وأي شخص يقوم باستخدام الفرشة أو البطانية أثناء النهار، يتم معاقبة جميع الغرفة بأن يتم وقوفها على أقدامها لمدة ساعتين.
العقاب في سجن عوفر كان من نوع آخر، يعني كانت في سجن سدي تيمان العقاب بعيدا عن السجانين إنه يتم أمره بالوقوف أو الوقوف على قدميه أو حرمانه من بعض الشغلات، لكن في سجن عوفر، كان العقاب الجسدي أكبر من سجن سدي تيمان.
كما وصفت، في هناك نافذة أو طاقة صغيرة تفتح وتغلق من الخارج لإدخال الطعام. كان يؤمر المسجون أو الأسير، إنه يمد يديك من داخل هذه الطاقة ويقوم الجندي بالضرب على يديه بالهراوة البلاستيكية أو يقوم بلوي يديه ليشعره بالألم.
فأنا تعرضت كثيرا لهذا التعذيب وكانت الأمور بسيطة جدا، يعني التعذيب كان في يوم …مرة من المرات أنا قمت، قام الجندي بضربي لأنه لمحني إنه أبتسم في أحد المرات كنت أبتسم لأحد زملائي. فكان يعتبر إنه هذا شيء ممنوع، تماما أنت موجود هنا حتى تعذب أنت تنتهك أساسيات السجن، أنت هنا لتهان وتعذب طول الوقت
في مرة من المرات كنت أنا وزميلي في الزنزانة ونحن نتناول وجبة الغذاء. كنا نمازح بعضنا ونضحك أثناء تناول وجبة الغذاء، ف عندما شاهدنا الجنود على الكاميرات حضروا إلى الغرفة وقاموا بضربي.
إنه إنت ممنوع إنك تستمتع بوجبة الغداء… أو إنك تضحك أثناء الوجبة، لازم إنك تكون دائما حزين!
حاجات بسيطة جدا، كانوا يهتمون فيها حتى يزيدوا من عذاباتنا النفسية داخل الصدر.
أكون أنا مركز في جزئية البداية إنه تم منعنا من الفرشات ومن البطانيات، طوال فترة النهار تم منعنا، على الرغم من ذلك ننام على البلاط على الرغم من صلابته وبرودته. كنا نضع الشبشب تحت رؤوسنا مع إنه رفيع جدا، كنا نستخدمه، ويعتبر شبشب شاطئ يعني شي رفيع جدا، كنا نضعه تحت رؤوسنا وننام عليه من التعب. وبالرغم من ذلك، عندما شاهدونا على الكاميرا، تم أمرنا بإنه أي شخص يستلقي أو حتى يجلس بجلسة مريحة يعني يجعل يتكئ على يده، سيتم عقاب جميع الغرفة. فكان العقاب والعذابات يعني تتدرج شيئا بعد شيء للأسوأ في سجن عوفر.
الحمام والنظافة الشخصية
فيما يتعلق بالحمام والنظافة الشخصية ، يتم توفير لفة من ورق التواليت كل يومين، هذه لا تكفي العدد الموجود (21 أسير )طوالي اليوم ولا يوجد مياه داخل الحمام لاستخدامها للنظافة الشخصية فكنا يعني نبتدع أو نبتكر بعض الطرق لاستخدامها للنظافة كانوا يجلبون لنا أكياس الخبز عندما يناولونا الطعام، فقلنا تستخدم الأكياس المتبقية بعد تناول وجبة الطعام، نملأها بالمياه ونستخدمها للنظافة الشخصية داخل الحمام. لكن، للأسف، بعد فترة أسبوعين أو ثلاثة سحبت هذه الاكياس و اعتبرت من الأشياء الممنوعة داخل السجن وتم منع إدخال هذه الأكياس داخل الزنزانة وصار يتم اعطائنا الطعام بدون أي أكياس.
شيء ثاني، كنا نستخدم أكياس بلاستيكية كان يتم وضعها للصابون. هذا الصابون لتنظيف الأرضيات وتنظيف المكان. وللأسف، هذا الصابون لا يستخدم، يعني ليس الصابون يستخدم لنظافة اليدين، لإنه الصابون حارق، إذا إجا إذا لامس الأنسجة المخاطية زي العين والفم والأنف حارق جدا، فهذا فقط يستخدم لتنظيف الأرضيات، لكن كانوا يجلبوه إلنا لنستخدمه وحتى في الحمام أحيانا عند الاستحمام إذا لامس الأعين تبقى يومين أو ثلاثة وعينك ملتهبة ومتوهجة بسبب الاحتقان لإنه لم يتم توفير أي صابون خاص باليدين للنظافة الشخصية.
وعندما تم الطلب كان الجواب إنه إنتو ما بتستحقوا صابون ومش مهم كثير إنه يكون عندك صابونة، على الرغم من إنه شرحنا إنه لازم بهمنا لعبادتنا، ولصلاتنا ولحياتنا إنه نحافظ على نظافتنا الشخصية، لكن للأسف كانت الأجوبة مهينة أكثر من السؤال نفسه.
طب هذه الكاسات البلاستيكية، على الرغم أنهم كانوا يعطونا إياها. بعد اكتشاف أننا نستخدمها للنظافة الشخصية، نملأها بالمياه ونستخدمها داخل الحمام للنظافة الشخصية، على الرغم من ذلك تم إجبارنا بعدم إدخال هذه الكاسات داخل الغرف وكان يتم اقتحام الغرف برضه في هناك فرق قمع خاصة بسجن عوفر، تقتحم الغرف وتفتش الغرف وإذا وجدت أي أكياس بلاستيكية يتم معاقبة جميع الغرفة ويتم مصادرة جميع الكاسات.
في آخر شيء كنا نستخدمه هو الغطاء البلاستيكي للسيفون نملأه بالمياه بطريقة معينة، نستخدمه بالنظافة الشخصية، لأنه إحنا كأشخاص شرقيين ومسلمين، النظافة الشخصية، الأشياء المهمة واستخدام المياه في النظافة الشخصية، من الأشياء الأساسية في حياتنا، فكنا نبتكر الطرق، الطريقة بعد الأخرى كل مرة يتم التضييق علينا، نبتكر طريقة جديدة باستخدامها داخل الحمام
أنا خليني أحكي عن وضعية الاستحمام، حكيت عن النظافة الشخصية وحرماننا من أدوات الاستحمام، النظافة الشخصية داخل الغرفة، بالنسبة للاستحمام، الاستحمام يكون مرة واحدة في اليوم، مرة واحدة في الأسبوع، حتى في الشمس، حتى في أوقات الحر في أوقات الصيف، مرة واحدة في الأسبوع، يتم توفير ملابس مستهلكة. حتى الملابس أحيانا تفوت غير نظيفة. نضطر لاستبدال ملابسنا، لإنه ملابسنا أصلا أصبحت متعفنة ومتعرقة، ورائحتها كريهة من كثر استخدامها لمدة أسبوع كامل. يقومون بإخراجنا مجموعات عبارة عن أربع أسرى في كل مجموعة. أربع أسرى بكل مجموعة.
الحمام يبعد عنا تقريبا 20- 30 متراً. ويعطينا السجانون لمدة ثلاث دقائق، خلال 3 دقائق. ستقوم بالركض تجاه المكان والاستحمام، ولبس الملابس الأخرى البديلة ثم العودة بسرعة إلى مكان انطلاقك كلها خلال ثلاثة دقائق.
يعني كان مش حمام، كان عبارة عن إهانة لنا وكنا نستغلها إنه تعفنت أجسادنا وتعرقت أجسادنا في فترة الصيف. فأي شخص يتأخر عن 3 دقائق يقوم بإهانته ومعاقبته
يعني حتى في فترة الاستحمام كانت يعني لا نأخذ حريتنا داخل الحمام. وأي شخص يتأخر عن هذه يقومون بمعاقبته، إما بأمره أنه يقف لمدة ساعتين أو ثلاث على قدمي، أو يقوم بتضييق الكلابشات أو الأصفاد المعدنية على يديه حتى تؤلمه وتبقى كذلك لمدة يوم أو يومين. وإما بالجلوس على ركبتيه مدة 1/2 ساعة أو الوقوف رافعا يديه لمدة طويلة، أو يقومون بالدخول إلى الزنزانة، ويطلب من الأسير أن يمد يديه من نافذة الطعام، ويقومون بالضرب على يديه مباشرة.
الطعام/عوفر
"كل يومين يغيروا طبيعة الأكل. لكن للأسف كانت كمية قليلة ويتفننون في الإهانة"
إحنا وصلنا لمرحلة طبيعة الأكل في سجن عوفر .
طبيعة الأكل اللي كانت متوفرة عبارة عن وجبات قليلة جدا يعني، وللأسف أنا كنت أحكي إنه هاي الشغلات كانت تدريجيا تروح للأسوء، يعني كنا في البداية كانت طبيعة الأكل قليلة، لكن مع مرور الوقت كانوا يتفننون. كيف؟ يقللون الوجبة أكثر وأكثر. كان هناك ثلاث وجبات، كل وجبة عبارة عن ثلاث قطع من الخبز الصغيرة، معها جزء من حشوة من الطعام، إما عبارة عن لبنة أو مربى. جزء كبير جدا، بالإضافة إلى قطعة من الخضرة تكون عبارة عن خيار أو بندورة. كانت هي لا تقي جوعا لأنه صدقا في مجموعها حتى في مجموع سعرات حرارية حسبناهم، لا تكفي نصف ما يتطلبه الجسم من سعرات حرارية، في اليوم التالي بدأت تتغير طبيعة الأكل. كانوا يدخلون علينا بعض الوجبات المتنوعة. كل يومين يغيروا طبيعة الأكل. لكن للأسف كانت كمية قليلة ويتفننون في الإهانة.
يعني أحيانا يعطي للسجين حبة بطاطا مهروسة في يده. وقرصين من الفلافل في اليد الأخرى بدون أي خبز. وبدون أي شيء يقيها… لا يوجد هناك أي شيء نضع عليه الطعام إلى الأرضيات المتسخة المليئة بالغبار، فيضطر السجين إنه يأكل الأكل من يده مباشرة، يعني يتعاملوا معنا كالحيوانات.
إنه شخص يمسك الأكل المهروس بإيده، بطاطا مهروسة بإيده ويأكلها من يده مباشرة، لأنه لا يوجد أي مجال آخر لوضع الطعام عليه، لأنه حكيت مسبقا كانوا سحبوا جميع الأكياس التي كانت توضع فيها الخبز. إمعانا في الإهانة.
و أيضا، في إحدى المرات، كنا حتى نستمتع ببعض الوجبات، لأننا كنا نعلم إنه هذه الوجبة عندما يتم إحضارها سيتم تقليل حصة الخبز أو سيتم إحضارها بدون خبز، كنا نقتص من أكلنا القليل، أصلا يعني أنا كنت شخصيا أنا وزملائي نقتص من حصتنا في الأكل. على مدى يومين، نرفع رغيف صغير أو قطعة صغيرة من كل وجبة حتى نصل إلى وجبة متكاملة مرة أو مرتين في الأسبوع.
وبالرغم من ذلك كان الجنود يمعنون في إهانتنا أكثر، ويحرمونا حتى من أن نقوم بتوفير هذا الخبز أو الطعام. ، وإن وجدوا خبزاً، يعني قلنا لا يوجد مكان نخبئ فيه الخبز، نطرحه على الأرض أو على المكان السرير، لكن للأسف للأسف. ، كان الجنود يقتحمون الغرف بين الفينة والأخرى، أو إذا شاهدوا قطع الخبز موجودة على الأسرة، يقوموا بمصادرتها مباشرة. وإهانة السجناء أو معاقبتهم، إما بالضرب على الأيدي، أو بحرمانهم، أو بتقليل وجبة الطعام القادمة لهم حتى لا يقوم الأخير.بعمل هذا الشيء.
يعني إنه تقتص من طعامك القليل أصلا، حتى تجيك فرصة في مرة أو مرتين في الأسبوع إنك تاكل وجبة منيحة يعني في مرة من المرات تعرضت للضرب لأني كنت آكل الطعام واستمتعت، و أمازح صديقي الذي أو زميل الزنزانة، وعندما شاهدوني على الكاميرات اقتحموا السجن مباشرة. بالنداء عليه. أظن عاقبني وضربي على يدي، فقط لأننا كنا نمازح بعضنا ونضحك ونحن نأكل الطعام فقط.
الإهمال الطبي/عوفر
و شيء المهم جدا، والسيئ جدا في سجن عوفر، كان هو الإهمال الطبي.
أذكر في كثير من المرات. كان الجنود يأمرون في كل مرة يقومون بالدخول إلى ساحة السجن. يأمر جميع المساجين الموجودين في جميع الغرف أن يناموا على بطونهم، وأن لا ينظروا بإتجاه البوابة مطلقا. أي شخص ينظر باتجاه الشباك الموجود في باب الغرفة يقوموا في المعاقبة فورا بالضرب على يديه، فأن يقوموا بسحب يديه من الشباك الصغير الصعاب. ، حتى عندما كان يأتي يوميا فريق من ممكن نقول عنهم الممرضين لتوزيع الأدوية المزمنة على بعض المرضى. كانوا يحرمون من أنه نشكو بأي شكوى طبية، يعني أي شخص يعاني من أي مرض. ، لا يجد فرصة أن يتكلم إلى أحد يهتم به. وكانت الأجوبة كما قلت، إنه هذا جزء من وجودك في السجن.
أذكر أحد الأشخاص الذين كانوا موجودين داخل السجن معي في نفس الزنزانة، حدثت له حمى شديدة جدا لدرجة الإعياء، كان لا يقوى على القيام أبدا، على الرغم من ذلك كانوا يهينونه لأنه يأمروه في وقت العدد.
كان هناك أربع أوقات لعد الأسرى فترة الصباح، أول ما نستيقظ من النوم الساعة 5:00 أو أستاذة صباحا فترة الظهيرة، وفترة المغرب أو العصر وفترة الليل قبل النوم كانوا يأمرونه بالقيام ويجبرونه على القيام، على الرغم من أنهم يعلمون أنه مريض مصاب بحمى شريده. ولم يتم توفير أي علاج له لمدة أسبوع كامل. أنهك جسده، لم يقو على الأكل أو الشرب لمدة أسبوع، لم يتم توفير أي شيء إله.
ومرة أخرى، في أسير آخر حدث له وجود صديد. وألم شديد في جسده، وأصيب بألم شديد لا يقوى على الجلوس أو الوقوف منه. وتم إخبار السجانين بذلك، وتم إهماله تماما. قمت بمساعدة بعض المساجين بعمل فتحة صغيرة للجلد حتى نخرج الصديد من الجسم بأدوات بدائية بدون أي مواد للتعقيم لأنه كان زميلنا داخل الزنزانة يعاني بصورة شديدة جدا جدا، فاضطررت إني أتدخل لحتى أعالج بدون توفر أي أدوات مساعدة، للأسف.
أذكر إنه في تلك الفترة، إنه عانينا لمدة أسبوعين أو ثلاث أسابيع في داخل الغرفة من مرض سكايبس مرض الجرب. للأسف كان تعامل الجنود تجاهنا عدم الاقتراب من هذه الغرفة، عدم التعامل مع هذه الغرفة. حتى يحافظوا على أنفسهم، لكن في نفس الوقت، كنا طوال الليل لا ننام الليل من كثر الحكة الشديدة في جميع أنحاء الجسم، لدرجة إنه أحد زملائنا في أحد الأيام تم معاقبته. لأنه كان مستيقظا في الليل. ويعاني من مرض شديد في الجلد. وتم الإدعاء إنه هذا السجين يلمس جسمه بصورة سيئة.
يعني، دعيني أوصف الوصف الصحيح حتى تصل الصورة، يعني في الليل تقريبا الساعة 11:00 كنا نياما اقتحم السجن مجموعة من السجناء وكانوا يراقبون من خلال الشباك الصغير الموجود في البار، أي شخص يسيطر بمعاقبته، هذا الشخص كان لا يستطيع النوم لمدة أسبوع كامل، وهو يعني يتوسل للحراس أن يقدموا إله أي دواء حتى يستطيع أن ينام أو أن يستطيع أن يخفف من الحكة والألم الشديد.
كان عنده حكة في المناطق الحساسة بصورة شديدة جدا، لكن للأسف، بدل أن يقوموا بتقديم خدمة طبية، عندما شاهدوه يقوم بحك المناطق الحساسة لديه في الليل قاموا باتهامه بأنه يقوم بممارسة العادة السرية. للأسف، أخذوا رقمه على الرغم من أنه حاول إنه يثبت لهم، إنه يوميا، يوميا…تقريبا ثلاث أو أربع مرات، يقوم بالتواصل مع الجنود حتى يخبرهم بالمرض الذي لديه، لم يكترثوا بتبريره.
"أنت غير مصدق داخل السجن، طالما الحارس اتهمك بشيء، فأنت قد فعلته، حتى لو كنت لم تفعله. أنت لا تصدق أبدا بأي كلمة تقولها. أنت متهم"
وبعد خمسة أيام، اقتحمت قوة من القمع، السجن. وقاموا بإخراجنا جميعا من تلك الغرفة. كانت فرقة القمع تقف على الباب. وتأمرنا بالخروج بمجموعات مكونة من خمسة أشخاص.
فرقة القمع مكونة من 20 شخص يقومون بتفتيشنا، و يقومون بصرنا على الجدران، وتفتيش أجسادنا خوفا من إنه أن نخبئ أي شيء، مع العلم إنه كل شيء يدخل الزنزانة يكون مراقباً.
على مدار الساعة يقومون بتعنيفنا أثناء نقلنا وتفتيشنا، يعني ضربنا في أجسادنا، إهانتنا بألفاظ نابية. أمرنا بأن نهتف بمسبات نابية. كان الجنود في بعض الأحيان يقولون لي وأنا موجود في الساحة أثناء فترة القمع، أن أجلس على هيئة وضعية السجود وأنا مكبل اليدين، يأمرني بتقبيل الأرض، أو يأمرني بأن أقول عن نفسي إنه أنا حيوان أو أنا كلب. أن أشتم نفسي بشتائم متعددة.
وإذا قام الأسير باتباع تعليماتهم يهان، بالإضافة إلى ذلك بالضرب، وإذا لم يقم بإتباع تعليماتهم وسماع أوامرهم، ينهالون عليه بالضرب، وهذا ما كان يحدث معي بالضبط.
لأعود إلى زميلي في تلك الليلة، عندما قامت فرقة القمع في بداية شهر، شهر أغسطس/ آب تم اقتحام السجن، تم إخراجنا جميعا. وبقي هو في الزنزانة. أمروه أن يقف وحيدا داخل الزنزانة، تم إخراجنا من الزنزانة، غرفة رقم تسعة.
في ذلك القسم، وضعنا في غرفة العزل جميعا، وقام الجنود بالإستفراد بزميلنا. و تم أخذه من قبل 20 عنصر من عناصر فرقة القمع، وجنود وحراس السجن، و تم أخذه الى منطقة الاستحمام، كنا نسميه ما بيننا الـ shower.
لأن منطقة الاستحمام خالية من أي كاميرات مراقبة. في تلك الليلة، أخذوه لجميع العناصر و حاصروه داخل غرفة الاستحمام، وانهالوا عليه بالضرب الشديد المبرح وهددوه باغتصابه. وقاموا بخلع جميع ملابسه أمام جميع الجنود والجنديات المتواجدين، وأخذوا يضحكون عليه، ويسبونه ويشتمونه طوال الوقت.
هذه الشغلات...هذا الشيء لم يشاهده أحد إلا ذلك الشخص المعني بالضرب والإهانة، لأنه بعد عودتنا إلى زنزانتنا …لأنه فترة القمع تكون عبارة عن 20 دقيقة من الإهانات والضرب، ويتم إخراجنا مجموعات من الغرفة وبعد ذلك نعود إلى الغرفة من جديد.
بعد عودتنا إلى الغرفة، وجدنا زميلنا غير قادر على الحركة من شدة الضرب. علامات الازرقاق والتكدم في جميع أجزاء جسمه من صدره رقبته ورجله كان غير قادر على الحركة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام. .
صار يصرخ ويبكي بصورة هستيرية. حدثني أن الجنود هددوه حرفياً بالاغتصاب، إذا لم يقم بالاعتراف، إنه كان فعلا يمسك أعضاءه الحساسة و ينظر إلى الجندية. يعني هو اتهام ملفق له، ولكن كانوا يجبرونه على الاعتراف تحت الضرب والتهديد بالاغتصاب.
وضعه النفسي تدهور جداً، وبدلاً من التخفيف عنه وعرضه على طبيب نفسي قاموا بمعاقبته ونقله إلى غرفة ثانية، أنا في تلك الفترة كانت غرفتنا قاموا بخلع الأصفاد المعدنية عن أيدينا فنقلوه إلى غرفة أخرى فيها أصفاد معدنية إمعانا في إذلاله وإمعاناً بتعذيبه.
(يذكر هنا حادثة في سجن سدي تيمان) أذكر في إحدى المرات في السجن كان هناك شخص قاموا باتهامه بصورة باطلة أنه ينظر لأحد الجنديات. هو شيء عابر، الشخص لديه ألم في الرقبة، فقط لانه أمال رقبته قليلا اتهمته الجندية أنه نظر إليها كانت هذه بالنسبة لهم، بالنسبة لجنود تهمة فظيعة جداً. قاموا باقتياده خارج السجن، ووضعوه على بوابة السجن سجن سدي تيمان.
ورش علبة كاملة من غاز الفلفل على وجهه. وقتها. أتذكر إنه جميع من في القسم اختنقوا من الرائحة، وبعد أنه قاموا بضربه، ورفعه ، ورميه داخل السجن من جديد. تم تكبيل يديه وأقدامه بالأصفاد المعدنية تقريبا شهر كامل.
حتى حرم الأخير من أن يتناول أي وجبة طعام، أو أن يدخل الحمام، أو أنه يفكوا الأصفاد المعدنية حتى يدخل الحمام على الأقل. وتم حرمانه حتى من غسل وجهه من غاز الفلفل الموجود على وجهه.
من الأشياء إللي بيننا أيضا. في فترة شهر ثمانية وشهر تسعة، قاموا بعمل "تيول" (أو نزهة) أسبوعياً، مرة واحدة لكل غرفة من الغرف،"تيول" يسمى باللغة العبرية وهو عبارة عن مشي سريع أو مشي داخل ساحة السجن، لكن هذا المشي تمشي بحركة واحدة منتظمة بدون أي حركة فجائية.
يكون هناك جنديين مدججين بالسلاح يعتلون الغرف. ويصوبون السلاح تجاهك خبرات موجهة تجاهك، ممنوع أن تضحك، يمنع عليك أن تتكلم مع أي أحد خلال فترة المشي. يمنع عليك أن تنظر يمنى أو يسرى أو إلى الأعلى.
المشي عبارة عن... تمشي في شكل مستطيل طوله 30 م وعرضه 3 م. تمشي على محيط هذا المستطيل هي ساحة السجن بالأصل. أي شخص يلاحظ- وأنا قد حدثت معي شخصيا- لمحني الجندي وأنا أنظر إلى الأعلى قليلا، أحاول أن أرى السماء، لأنه كنا محرومين من أن نشاهدها من داخل الغرفة. قاموا بمعاقبتي بأن أجلس على ركبي، وأبقى جسمي، وأرفع يديك عاليا في السماء لمدة 1/2 ساعة.
ولم يقوموا بسماع تبريري إنه حتى لا يمكنك إنكار شيء، لأنه بالنهاية أنت غير مصدق داخل السجن، طالما الحارس اتهمك بشيء، فأنت قد فعلته، حتى لو كنت لم تفعله. أنت لا تصدق أبدا بأي كلمة تقولها. أنت متهم.
كانوا دائما في ذلك السجن كان هناك كثير من الجنود الموظفين داخل السجن، يتبعون الفئة العربية أو فئة الدروز وهي أقلية داخل دولة إسرائيل.
يتكلمون اللغة العربية، وهي لغتهم الأم، فكانوا يتفننون بالشتائم والسباب التي تنال من أعراض المساجين طوال الوقت. كانوا للأسف يكونون أشد قسوة من السجانين الذين لا ينطقون باللغة العربية. كانوا ينهالون بسباب وأشياء قادحة بالدين. كانوا يكفرون بالذات الإلهية أمامنا إهانة لنا. أي شخص يقوم بالرد عليهم ينهالون عليه بالسباب بصورة سيئة.
كانوا يتهموننا أننا إرهابيين، نحن من اغتصبنا النساء. نحن من قتلنا الأطفال، وهي تهم لتحفيز أنفسهم، أو للتبرير لأنفسهم، بأفعالهم الفظيعة التي يقومون بها تجاه من داخل السجناء.
لا أحد يسلم منهم
من المشاهد المحزنة داخل السجن..مشهد آخر لرجل كبير في السن. هذا السجين كان يعاني من الخرف والزهايمر تقريبا. ولم يتناول الطعام ولا الشراب لمدة أسبوع كامل.
كنا نحاول مساعدته…كان يرفض تماما.حتى أي شخص، أي شخص يحاول داخل السجن يتم نقله إلى قسم الجحيم. أقصد في تلك الفترة. هذا السجين بعد ذلك وصل لمرحلة من الجفاف الشديد وتوهان يعني كان لا يعرف اسمه ولا يعرف من حوله. كان غير عاقل أبدا في تلك الفترة، بسبب تدهور حالته الصحية والمرضية. كان يعرف بعض العبرية كان سابقا في أثناء فترة شبابه يبلغ من العمر 60 سنة، فترة شبابه كان يعمل داخل إسرائيل، يعني يعرف يتحدث اللغة العبرية نوعا ما.
للأسف، وبسبب ذلك، كان الجنود الموجودين داخل السجن، وهم جنود صغار في العمر، لا تتجاوز أعمارهم 19 عاماً أو 20 عاماً. يحاولون استفزازه ويسبون باللغة العبرية. كان يحاول أن يرد عليهم. كانوا يتهمونه بأنه يتهجم.
هو يعني شخص غير عاقل وهم يعلمون ذلك لكن للأسف قاموا بتهديده أكثر من مرة برش غاز الفلفل على وجهه.
في إحدى المرات عندما فقد أعصابه وهم يشتمونه باللغة العبرية. قاموا برش هذا الغاز على وجهه. وللأسف، قاموا بمعاقبته بوضع الأصفاد المعدنية على يديه من الخلف وعلى قدميه.
أتذكر كأني أراه الآن.. إنه هذا الشخص… هذه الأصفاد المعدنية بصورة شديدة جداً وضيقة. هذا الشخص بُنيته لا تسمح له في الحركة. كنت أحاول أن أضع بعض الوسائد أو بعض البطانية خلف ظهره حتى يستطيع أن يتكئ عليها؛ لأن كنا في سدي تمان نجلس طوال الفترة النهارية.
قامت الأصفاد المعدنية بسبب ضيقها..قاموا بوضعها خلف ظهره لمدة أربع أيام متواصلة قامت بأكل جلده ولحمه. وصلت إلى العظم.
كنت كل مرة أحاول أن أطلب من الجنود أنه هذا الشخص بحاجة إلى طبيب، كانوا يقومون بشتمي ورفض طلبي.
مرة من المرات استغليت وجود أحد الممرضين وقمت بإحضار هذا السجين قرب السياج حتى يشاهده الممرض من خلف السياج. عندما شاهد يديه، قام بإحضار الطبيب، كان في فترة بداية تعفن من الجلد الموجود للأنسجة الموجود حول الأصفاد المعدنية حول المعصمين.
تم نقل هذا الأخير مباشرة إلى السجن.أخذوا له عينات من الدم، وبعدها إلى السجن مباشرة، لا أعلم أي جهة تم توجيهه إليها. ولا أعلم حتى مصيرهم حتى الآن، يعني على حسب الوضع اللي أنا شاهدته في ذلك الوقت، تعفن في الجلد.
كان المريض تقريبا وصل لمرحلة متدهورة من الجفاف وسوء التغذية. الوضع إللي أنا شاهدته في ذلك الوقت من الناحية الصحية كان وضع مأساوي. كانت حياته مهددة بالخطر، لا أعلم مصيره حتى الآن. كان يمكن أن يتم تجنبه إذا تم الإهتمام به من البداية.
في إحدى المرات الأخرى وإحنا في سدي تيمان. أذكر في إحدى الليالي قاموا بجلب أسيرين جديدين من منطقة رفح وقت اقتحام الجيش لمنطقة رفح.
تفاجأت إنه هؤلاء شخصين، عبارة عن شخصين مختلين عقليا، يعني أنا أعلمهم جيدا حتى في فترة الدخول كانوا يأسرون الأشخاص المختلين عقليا الذين يجوبون الشوارع بدون هدف أو عقل.
للأسف عندما تم الدخول البري، الجميع غادر رفح. لم يبق في المدينة إلا هؤلاء الأشخاص. قاموا بجلبهم من مدينة رفح ووضعهم في السجن على الرغم من شرح وضع الأسيرين.
كانوا للأسف يعني أسير أو شخص مختل عقلياً كيف يقوم باتباع تعليمات صارمة؟ مثل أن يلتزم الجلوس ويمنع من التكلم ويمنع من أي طلب، على الرغم من علمهم بذلك، قاموا بإيذائهم أكثر.
الاثنين، قاموا بوضع الأصفاد المعدنية خلف ظهورهما طوال الفترة وكانوا يتعرضان للضرب الشديد من الموجودين. تعرضا لربط أرجلهما بالأصفاد وتم وضعهما في قفص صغير بشباك معدنية. ، كان حتى المختلين عقلياً لا يسلمون منهم، ولا يوجد لهم مبرر أن يرفقوا بحالتهم ولو قليلا. يعني هذه من المشاهد اللي أنا بذكرها داخل السجن في كله.
نقلي إلى المستشفى…
يعني دعيني أقول إنه أسوأ شيء داخل المعتقل هي أول شيء عدم وجود خدمة صحية كما حكيت إنه أي واحد يعاني، أنا حكيت مسبقا إنه أنا عانيت من التهاب بيدي ولم يتم عرضي على أي طبيب لمدة خمس أيام أو لمدة عشر أيام في سجن عوفر، عندما وصلت أخبرت الطبيب إنه أنا كان عندي تقرح في المعدة مسبقا، و يجب أن آخذ دواء للمعدة بشكل مستمر ومزمن.
بعد تقريبا 40 يوما، من حرماني من العلاج على الرغم من محاولاتي المتكررة لطلب هذا العلاج، هذا العلاج لا يكلف في غزة أكثر من دولار واحد، لكن للأسف لم يكترثوا لقولي وصلت معي لدرجة حدث معي نزيف من المعدة. تقريبا بعد 40 يوما من الوصول إلى سجن عوفر، وطلبت من السجانين أن أعرض على الطبيب، وتم إهمال شكواي.
وبعد تقريباً يومين، حضر ممرض وتم نقل شكواي إلى الطبيب. أمر الطبيب بنقلي إلى مستشفى قريب من السجن. أنا لم أعلم بذلك، لأنه بعد أن أخذ مشكلتي تقريباً بساعتين، اكتشفت أن الجنود اقتحموا السجن فجأة وأمروا جميع من السجن وجميع الغرف -وهذه هي طبيعتهم، عندما يقومون بدخول السجن لأخذ أي أحد من داخل السجن- يدخل السجان ويأمر الجميع بأن ينبطحوا على بطونهم وألا ينظروا إلى النوافذ الموجودة في الأبواب، و يقومون باستدعاء الشخص على حسب رقمه من الغرفة.
وللأسف، على الرغم من إنه أنا متوجه إلى المستشفى، إلا أني تعرضت للضرب والإهانة الشديدة قبل نقلي المستشفى.
تم نقلي من المدخل الباب حتى مدخل السيارة، وطوال الوقت يتم ضرب أنحاء جسدي وسبي وشتمي، حتى في داخل السيارة، كان الجندي يضغط على رقبتي بيده طوال الوقت، والسلاح موجه إلي طوال الوقت.
...مفروض أن السجين عندما ينقل إلى المستشفى على الأقل يتعاملون معه بلطف لأنه يعتبر مريضاً. قام بالتعنيف بشكل إضافي اتجاهي ووضع الكلبشات أو الأصفاد المعدنية خلف ظهري، وهو مخالف لبروتوكول النقل.
وكانت الأصفاد يوجد لها زر تأمين لم يقم بتأمينها متعمداً. إذا لم تؤمن هذه الأصفاد بأي حركة مفاجئة من يده، تقفل تدريجياً على يده، وتضغط عليها بصورة شديدة ومؤلمة، وهذا ما حدث معي طوال فترة، نقلي إلى السجن مدة 20 دقيقة. الرغم من محاولتي أن أتكلم مع الجندي، وأخبره بوضع يدي، لكن كان مستهتراً. ويضحك علي ويقوم بضربي طوال وجودي داخل السيارة.
التزمت الصمت المطلق طوال وجودي في السيارة؛ لأنه لا يوجد أي عنصر مراقبة داخل السيارة، والجندي من الممكن أن يفعل ما يشاء دون أي متابعة أو مراقبة. إذا كان الجنود يتجرأون علينا رغم وجود كاميرات المراقبة فتجرؤه علي داخل السيارة سيكون أسوأ؛ فلذلك التزمت الصمت داخل السيارة، على الرغم من ألمي الشديد في يدي. وسمعته يتكلم باللاسلكي، إنه هذا شخص إرهابي أو باللغة العبرية "ترورست" ولذلك، وضع الأصفاد خلف ظهري إمعانا في إيذائي.
عندما وصلت المستشفى، كنت لا أرى شيئاً، كانت عيناي مغميتين بكيس بلاستيكي وكمامة. الكمامة التي توضع على الأنف، وضعها على عيني وبعدها كيس بلاستيكي وبعدها وضع قطعة من القماش بالكاد أتنفس بسهولة، يعني كنت أحاول أن أبعد الكيس عن أنفي حتى أتنفس.
قاموا باقتيادي. وأنا لا أعرف أين أسير. سمعت أصوات الناس داخل المستشفى. شعرت إني دخل المستشفى. سمعت صوت المكبر، الصوت الذي ينادي على الأطباء والمرضى داخل مستشفى شعرت أني داخل المستشفى.
لكن انتظرت لمدة 3 ساعات تقريباً. رفضوا أن يرفعوا الكمامة عن عيني، رفضوا أن يفكوا الأصفاد في يدي.
وحتى عندما حضر الممرض أو الطبيب، رفض أن يرفع الغمامة عن عيني أبداً. وقاموا بعمل فحص في الدمبلي، وبعضها تم نقلي للسجن مرة أخرى، وبنفس السيناريو، الضرب والإهانة طوال الطريق، وطوال فترة نقلي إلى السجن. وللأسف، على الرغم من وصولي المستشفى بنزيف المعدة، تم إهمال إحضار دوائي لمدة أسبوع آخر.
هذه السياسة المتعمدة داخل السجن، الإهمال الطبي وجزء من بروتوكولاته والمعاملة الخاصة للسجناء داخل السجن.
عندما تكلمت، إنه تُركنا لمدة أسبوعين ثلاثة، ونحن نعاني من الحكاك الشديد بسبب وجود مرض السكابيس. كانوا يعلمون ماذا لدينا وكانوا قد شخصونا بهذا التشخيص، لذلك تركونا لمدة أسبوعين نعاني من المرض والأذى الشديد.
قاموا بجلب العلاج بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وعلى الرغم من حصول مضاعفات لي بسبب العلاج ، تم إهمال علاجي لمدة عشرة أيام.
أذكر أحد الأشخاص الذين كانوا موجودين داخل السجن معي في نفس الزنزانة، حدثت له حمى شديدة جدا لدرجة الإعياء، كان لا يقوى على القيام أبدا. على الرغم من ذلك كانوا يهينونه. كانوا يأمرونه في وقت العدد- كان هناك أربع أوقات لعد الأسرى فترة الصباح، أول ما نستيقظ من النوم الساعة 5:00 أو السادسة صباحا فترة الظهيرة، وفترة المغرب أو العصر وفترة الليل قبل النوم- كانوا يأمرونه بالقيام ويجبرونه على القيام، على الرغم من أنهم يعلمون أنه مريض مصاب بحمى شديدة. ولم يتم توفير أي علاج له لمدة أسبوع كامل.
أنهك جسده، لم يقو على الأكل أو الشرب لمدة أسبوع، لم يتم توفير أي شيء إله. ومرة أخرى، في أسير آخر حدث له وجود صديد. وألم شديد في جسده، وأصيب بألم شديد لا يقوى على الجلوس أو الوقوف منه. وتم إخبار السجانين بذلك، وتم إهماله تماما.
قمت بمساعدة بعض المساجين بعمل فتحة صغيرة للجلد حتى نخرج الصديد من الجسم بأدوات بدائية بدون أي مواد للتعقيم لأنه كان زميلنا داخل الزنزانة يعاني بصورة شديدة جدا جدا، فاضطررت إني أتدخل لحتى أعالج بدون توفر أي أدوات مساعدة، للأسف.
حرمان من النوم
"ونحاول أن نسترق ساعة أو سويعة من نوم حتى نريح أجسامنا، على الرغم من أنه ننام على أرض صلبة باردة جدا، لكن التعب كان ينهكنا لأنه كنا نحرم من نوم"
من الأشياء الأخرى اللي أنا ممكن أحكيها عن معاناتنا في سجن عوفر .عوفر كانت أسوأ على الرغم من إنه موجودين داخل الغرفة، كنت أحكي إنه صار هناك إمعان في إهانتنا والتحكم فينا داخل الغرف بوجود الكاميرات.
كانوا يأمروننا بعض الأحيان أن نستلقي على بطوننا بدون أي سبب. كانوا أنا حكيت بروتوكولاتهم باقتحام الجنود السجن وحارس السجن يأمر الجميع أن ينبطحوا على بطونها. لكن كان أحيانا، والجندي يتفرج على الكاميرات وهو مستمتع. يأمر الجميع بأن ينبطح على بطنه بالساعات بدون أي وجه حق بدون أي سبب.
كان الجو في شهر تسعة وشهر ثمانية كان الأسمنت بارد جدا. وكانوا يأمرون بسحب جميع البطانيات والفرشات، فكنا نضطر أن ننام على بطونا، على الأرضية الباردة جميعنا.
أذكر إنه في فترة أو فترة معينة، أصبنا بنزلات برد شديدة بسبب تعرض أجسادنا لبرودة الأرض. ، كنا مع التعب الشديد، على الرغم من ذلك، مع التعب الشديد، نضع حذائنا الرقيق جدا تحت وجوهنا، ونحاول أن نسترق ساعة أو سويعة من نوم حتى نريح أجسامنا، على الرغم من أنه ننام على أرض صلبة باردة جدا، لكن التعب كان ينهكنا لأنه كنا نحرم من نوم طوال الليل بصورة جيدة.
أحيانا كان يقتحم السجانون ساحة السجن في الليل يحدثون إزعاجات وأصوات عالية، خصوصا في أيام السبت، لأنها تعتبر إجازة لديهم يقومون بالسهر طوال الليل والسكر والعربدة والغناء، وكانوا يحرموننا من النوم في بعض الليالي وعلى الرغم من ذلك يأمروننا بعدم النوم أبداً خلال فترة النهار، وأي شخص يقوم بالنوم. يقومون بعقابه.
…يعني كان هذا النوم على البطن من أكثر الأشياء المتعبة لإلنا، لإنه كنا نقضي جميع طوال فترة النهار، ونحن مستلقين على بطونا، إذا كان هناك نقل لمساجين من الغرف أو إي إخراج لأحد المساجين من داخل الغرف، كنا نؤمر أن نبقى على بطولنا، إذا كان هناك قمع لأحد الغرف. جميع الغرف الأخرى يجب أن تبقى على بطونها. حتى أثناء فترة "التيول" اللي حكيت عنها فترة المشي تكون مرة أسبوعيا كانوا يأمرون أن نظل على بطونا طوال الفترة هذه.
معزولون تماماً
الشيء السيء جداً في سجن عوفر إنه إحنا معزولين تماماً تماماً عن العالم الخارجي. وهذا أسوأ ما فيه حتى السجانين والجنود يتعمدون عدم التكلم بالأخبار أمامنا، لإنه يعلمون أن بعضنا يتكلم اللغة العبرية.
نتشوق لأي خبر يأتينا من خارج الزنزانة. المدخل الوحيد الذي كان يأتينا بالأخبار هو دخول أي سجين جديد من غزة إلى السجن. فكنا نلتف حوله، نتأمل أن نسمع منه أي خبر. نطمئن على أحياء سكنية، على بيوتنا، على أهالينا. والمصدر الثاني كان زيارات المحامين إلى بعض السجناء. كنا نحاول أن نأخذ منهم بعض الأخبار، لكن للأسف المحامين تم تهديدهم -وصراحة نقلوا لنا ذلك- تم تهديدهم من قبل جهات السجن، عدم نقل أي أخبار من خارج السجن للسجناء داخل السجن. تم إعطاء تعليمات صارمة بذلك من قبل مصلحة السجون.
التحقيق
أي شخص يدخل السجن يعمل إفادة. هذه الإفادة أقوال بسيطة، لكن لا تعتبر تحقيق يعني أها هذا مكتوبة، "ما اسمك؟ رقم هويتك، معلومات أساسية، أين كنت تعمل؟" غير مبنية عن أي أحداث مسبقة، فقط مجرد أسئلة وأجوبة صحية، يعني لم تبنى عليها أي شيء إم حتى إنه أنا كانت الأسئلة الموجودة في المحكمة عملك، أو أين تم اعتقالك؟
لم يتم ذكر فيها أي تنظيم إرهابي أو أي عائق خارج عن عملك، طبيب، يعني فقط مجرد أسئلة عامة عن ظروف اعتقالي، لكن المحكمة كانت تحاكم للجميع حتى لدرجة إنه هناك للأسف بعض الأشخاص الذين تم اعتقالهم بعضهم كانوا من اللصوص وبعضهم من مدمني مخدرات، في النهاية، كان الجيش أي منطقة يقتحمها يقوم باعتقال الجميع بدون... بعشوائية، فهؤلاء الأشخاص تم محاكمتهم بالاحتمالات، وبين إرهابي أيضا يعني هذا يدل على إنه عشوائية القرار، أو إنه فقط مجرد تهم يريدون تسجيلها ضد المساجين كتبريرات قانونية لهم يعني للمستقبل.
تم التحقيق معي ثلاث مرات، لكن كل هذا صحيح، بدأ اول يوم ب 18 حزيران يوم دخلت سجن عوفر، تم التحقيق معي لمدة عشر أو 1/4 ساعة 10 دقائق أو خمس عشر دقيقة. والتحقيق التالي كان في شهر سبعة في سجن عوفر، والتحقيق. الثالث تم إعادتي تقريبا لمدة ساعتين كاملين لسجن سدي تيمان، أو في قسم الاستخبارات.
التحقيق كان على مدار اليوم تم نقلي في بداية الصباح كنت في الطريق لمدة ساعتين وبعد ساعتين تم إعادتي إلى سجن عوفر، يعني لم أمكث في سجن سدي تيمان، في التحقيق تم عرض علي خريطة لتحديد مكان منزلي ، لكن بس كانوا يريدون معرفة مكان منزلي وتحديده على الخرائط ، أنا غير هيك الشخصين، حتى الآن لم يتم الإفراج
الأشياء اللي أنا تم التحقيق معي فيها إنه موجود حساب إلي، كنت تنشر الحالات المرضية والإصابات إللي كانت تتوافد على مستشفى ناصر، أها اللحظات إللي كنا نعيشها داخل مستشفى ناصر، لحظات الفرح، اللحظات العصيبة، لحظات الحصار بالمستشفى، يعني كان هذه من الأشياء إللي كانوا يحققون معي فيها أثناء وجودي داخل السجن
زيارة المحامي
في شهر سبعة بدأت زيارات للسجن.
أنا شفت محامي في شهر سبعة تقريباً في سجن عوفر. حتى أذكر لك طبيعة رؤية المحامي يعني إنه يمكن في مخيلة المستمعين أو القراء إنه زيارة المحامي للسجن زي ما بيشوف بالأفلام. لكن المحامي لما يقوم بزيارتنا المحامي يجلس في غرفة. الغرفة عبارة عن مقسومة نصين يفصلها جدار. الجدار فيه نافذة صغيرة يجلسوا المحامي من طرف والسجين من طرف آخر.
عندما يأتي المحامي للزيارة يقوم بزيارة خمس أو ست سجناء في وقت واحد دفعة واحدة، وللأسف عندما يقوم المحامي بطلب زيارة الأسرى تأتي الموافقة عليه من طرف مصلحة السجون ومن طرف الآمرين للسجون. بعد شهرين أو ثلاث.
يعني أنا أتذكر بشهر أربعة أو خمسة قامت عائلتي بتوكيل محامي ليقوم بزيارتي والاطمئنان عن صحتي لحالي. وصلنا في شهر سبعة…
خلال الفترة الأولى من حبسي-للأسف- أهلي تم أخبارهم بصورة غير مباشرة، إنه أنا تم قتلي في المكان اللي انحبست فيه ميدانيا بجوار مستشفى ناصر، تم استهدافه من قبل المقاومة، وأصيب عدد كثير من الجنود وقتها. وكان هناك دماء الجنود حولي في المكان. وللأسف وقت فترة دخول الجيش وقت شهر مارس، كان هناك كثير من الجثث الموجودة في الشوارع بدون أي معالم، نهشتها الكلاب و القطط، لأنه تم استهدافهم مباشرة من قناصي جنود الجنود الإسرائيليين وألقوها في الشوارع للكلاب والقطط.
تم العثور على جثة بدون معالم، هيئتها تشبه هيئة جسمي، و تم إخبار أهلي بدايتها أنهم وجدوا جثة تشبه معالم خالد وأهلي كانوا في بداية أول شهرين من السجن، كانوا تقريبا بصورة نسبة 90 في المئة قد أيقنوا باستشهادي في تلك اللحظة.
إلا بعد وضلو تسريب، بعد خروج أحد السجناء من السجن، أخطر عائلتي أنه قد سمع اسمي داخل السجن، فبعدها عاد الأمل لأهلي أني موجود داخل السجن. أوكلوا محامي لزيارتي.
عندما يأتي المحامي نحن نكون داخل الغرفة. في الصباح المبكر، تقتحم فرقة السجناء السجن، وكالعادة، يأمر جميع المساجين بأن ينبطحوا على بطونهم، و يقوموا بالتوجه للغرفة التي يتواجد فيها الأخير.
يستدعونه ليحضر عند البوابة. يقوم بوضع الأصفاد المعدنية على يديه من الخلف. ووضع غمامة على عينيه. ويقوم باقتياده، وهو في وضعية الركوع. وكالعادة، طوال الطريق يقوم بالانهيال عليه في السباب والشتائم، والضرب والتعنيف. ويقوموا بجره مشيا على الأقدام مسافة قرابة الـ 40 ـ. 50 متراً بعدها يصلوا إلى منطقة مركزية في تجمع السجون، في ذلك السجن، ما حكيت، سجن، عوفر، أنا وجه موجود في قسم أو قسم بيت "باء"، لكن هناك أقسام أخرى، أي شخص يقوم بإخراجه من السجن يضعوه في منطقة التجمع.
منطقة التجمع عبارة عن قفص أو قفصين ملاصقين للباب، قفصين من شباك معدنية. وشباك شائكة، أرضية صلبة، إسمنتية، لا يوجد أي غطاء يحميك من الشمس.
بشهر سبعة. كان يعتبر شهر الصيف الحار في منطقتنا تم وضعي قرابة الساعتين أو 3 ساعات في ذلك القفص برفقة مجموعة من السجناء الآخرين. الوضعية التي كنا ننتظر وصول دورنا للمحامي. أنا لا أعرف إنه أين يتم اقتيادي وقتها يقوم بإخراجك، لا يسمح لك السؤال أين أنت متوجه؟ ماذا ستفعل؟ أي مصيرك؟ هل سيتم نقلك أو لأ؟ أنت فقط تطيع الأوامر وفقط، وإذا حاولت أن تستفسر عن أي شيء يقوم بضربك.
تم رميي داخل القفص في وضعية السجود. للأسف تخيلي إنه الإنسان يكون يده مكبلات خلف ظهره. وقدماه مكبلتين بالأصفاد المعدنية، ويتم وضعك في ذلك القفص وأنت في وضعية السجود لمدة ساعتين أو ثلاث تحت الشمس الحارقة، فقط حتى تشاهد المحامي لمدة نصف ساعة.
حتى عندما تم اقتيادي للمحامي، تم اقتيادي بتعنيف يعني حتى بإخراجك للمستشفى يقومون بتعنيفك وضربك وإهانتك. حتى عند وجود المحامي يقومون بتعنيفك وضربك وإهانتك.
لدرجة إنه نحن داخل السجن صار بالنسبة للأسرى الضرب الذي نتعرض له لا نعده ضرباً من كثر الضرب اللي إحنا وجدناه داخل السجن، إلا إذا قام بكسر ضلع من أضعك أو كسر رجلك أو يدك، من كثر الضرب الموجود، كنا نعتبره إنه هذا التصرف العادي للجنود تجاهنا وكل مرة تدخل قوات القمع السجن، أو أخذنا للمحامي كان هذا أسلوب التعامل بالنسبة إليهم. هذا بالنسبة للمحامي.
إجاني محامي من منظمة حقوق الإنسان، نسيت اسم المحامي إلى أجاني يومها. أيام اللقاء هناك مراقبة وتنصت داخل الغرفة. دائماً الجنود يقتحمون الغرف، وينظرون إلينا. يعني يحاولون إرهابنا حتى وإحنا موجودون يعني خوف من إنه المحامي أن يقول كلمة هنا أو هناك.
من خلال المحامي عرفت إنه أنا موجود في سجن اسمه معسكر عوفر سجن بن يمين.
أما سجن سدي تيمان، خلال فترة خروجي من السجن،صرت أعرف إنه إسم السجن سدي تمان، أنا ما كنت أعرف إسمه الحقيقي، تم تسريب إسمه من قبل أحد المحامين، لكن عرفت اسمه الحقيقي بعد خروجي من السجن صراحة.
بعض الأخبار تسربت لنا من بعض المحامين كانوا يقومون بزيارة الأسرى في ذلك الوقت و يخبرونهم عن بعض الاحتجاجات التي كانت تحصل داخل دولة إسرائيل عن بعض الإقتحامات داخل غزة.
كما قال الي المحامي وقال لجميع الأسرى، قال إلي إنت تم محاكمتك بصورة غير قانونية. إنت موجود بصورة غير قانونية التهمة اللي تم توجيهها للجميع هذا فترة وجودي في سجن عوفر لجميع الموجودين داخل السجن إنه حتى لو كان معتقل مدني أو إيش ما كان التهمة أنت مقاتل غير شرعي. تنتمي لتنظيم إرهابي، الحكم حبسك حتى نهاية الحرب، هذا حكم كان يطلق لأي شخص يدخل للسجن في تلك الفترة بغض النظر عن فترة وجوده، بغض النظر، ليس هناك أي تحقيق فعلي أو تحقيق حقيقي للأسرى كان هذا الحكم للجميع.
المحكمة…"موقوف حتى إشعار آخر"
كما قال الي المحامي وقال لجميع الأسرى، قال إلي إنت تم محاكمتك بصورة غير قانونية. إنت موجود بصورة غير قانونية التهمة اللي تم توجيهها للجميع هذا فترة وجودي في سجن عوفر لجميع الموجودين داخل السجن إنه حتى لو كان معتقل مدني أو إيش ما كان التهمة أنت مقاتل غير شرعي. تنتمي لتنظيم إرهابي، الحكم حبسك حتى نهاية الحرب، هذا حكم كان يطلق لأي شخص يدخل للسجن في تلك الفترة بغض النظر عن فترة وجوده، بغض النظر، ليس هناك أي تحقيق فعلي أو تحقيق حقيقي للأسرى كان هذا الحكم للجميع.
المحكمة…"موقوف حتى إشعار آخر"
المحكمة هاي عملوها لجميع المساجين الموجودين يعني بدأوا بعملها تقريباً في شهر خمسة، أي شخص دخل السجن بغض النظر عن وجوده، قاموا بتوجيه تهمة إله وإخضاعه للمحكمة.
أنا أول تحقيق فعلي كان في قسم المخابرات الإسرائيلية، لكن المحكمة كانت في شهر خمسة.
يعني أنا خضعت للمحاكمة بعد شهرين من اعتقالي بدون أي تحقيق. المحكمة عبارة عن محكمة داخل السجن كنت في سجن سدي تمان وقتها فيقوم الجنود بالنداء على رقمي أو على اسمي وبعد ذلك، يقومون بالمناداة على اسمي، واقتيادي خارج السجن.
يقتادوني خارج السجن لمكان يبعد عن بوابة السجن قرابة 10 مترا. يضعون كرسي بلاستيكي وأنت مغمض العينين ومكبل اليدين بأصفاد معدنية من خلف ظهرك ويجلسونك على الكرسي و تتفاجأ أنه يأتي جندي يضع جهاز هاتف أمامك و يرفع الغمامة عن عينيك، تتفاجأ إنه هذا عبارة عن "فيديو كول" و شخص أمامك يخبرك أنك أنت في محكمة.
يعني بدون أي سابق إنذار بدون أي شيء أنت في المحكمة. ويتكلم باللغة العربية. وعلمت أنه داخل الغرفة الذي يتكلم منها هذا الشخص وهناك شخص آخر يتكلم اللغة العبرية فقط.
أول شيء أنا حكيته ورديت على الشخص الذي يتكلم أنه لم يعرف بنفسه. لم يعرف ما اسمه أو السلطة القانونية التي يقوم… وما نوع المحكمة التي أتقدم إليها.
سألته أنه لم يعرض عليّ أي استشارة قانونية أو أي محامي. يعني كيف أنا أعرض على محكمة دون معرفة وضعي القانوني الخاص أو إعطائي حقي لأخذ استشارة قانونية.
تجاهل كلامي، وقرر طرح التهمة علي أني أنا أنتمي لتنظيم إرهابي. أنا أنكرت ذلك تماماً، وأكدت على وجودي كطبيب أعمل في المستشفى قبل فترة الاعتقال.
فأهمل حكيي وردي تماماً، وقام بإعطائي الحكم "موقوف حتى إشعار آخر". فوجئت وسألني "إنت فهمت شو حكمك؟" أنا رديت عليه إنه أنا فهمت إنه أنا معتقل لأني طبيب عملت في المستشفى خلال فترة الحرب داخل مستشفى ناصر كطبيب جراحة.
فجأة وجدت إنه الجوال مسكه الشخص الآخر الموجود داخل الغرفة، وانهال علي بالسباب والصوت العالي بلغة عبرية، ثم تم أخذ الجوال من أمامي، وتم جري بتعنيف ورميي داخل المعتقل من جديد.
وهذه هي المحاكمة المحاكمة عبارة عن 3 دقائق، لم تتعدى الخمس دقائق.
مرة واحدة قبل أسبوع قبل أن أخضع لأي تحقيق رسمي، تم وضعي داخل هذه الغرفة لأخضع لمحكمة. المحامي، عندما أخبرته عما حدث، قال لي هذه المحاكمة عبارة عن محاكم شكلية غير قانونية. لتسجيل الأحكام جزافاً للموجودين داخل السجن، ومحاولة لتبرير وجودهم.
وفعليا، لم يخضع أحد لمحكمة فعلية.
الأحكام الأخرى التي حدثت لمساجين آخرين تم توجيه نفس التهمة، مثل هذا التنظيم إرهابي، لكن الحكم كان إما حتى نهاية الحرب أو حتى إشعار آخر.
كثير من المحكومين، بما فيهم أنا خرجوا من السجن من خلال الفترة الماضية قبل حتى وقف إطلاق النار، وكانوا يأخذوا هذه الأحكام جزافا، وبعد ذلك يتم الإفراج عنهم، يعني كانت الأحكام فقط مجرد تسجيل الأعداد تحت أي تهم.
الإفراج
نحن في معبر كرم أبو سالم من الجهة الفلسطينية
"الشيء الوحيد اللي أنا أحلم فيه هو وقت الإفراج عني كيفية مقابلتي لأهلي، كنت أحاول أن أجعلها لحظة مميزة بمفاجأتهم بي، وصولي إليهم بصورة مفاجئة"
أنا كنت في زنزانة موجود في سجن عوفر نفس الغرفة إللي أنا دخلتها تقريبا في 18 حزيران في ذلك الوقت، تم اقتحام السجن من قبل فرقة النقل وتم النداء على اسمي.
كما ذكرت مسبقاً لا يتم أخبارك أنت وين متوجه. تم التأكد من رقم هويتي وتاريخ ميلادي، وبعدها تم أخذي خارج الزنزانة، ووضع الأصفاد المعدنية على يدي، وتم نقلي من غرفة الزنزانة اللي أنا متواجد فيها، نقلوني في نفس القسم إلى غرفة العزل.
غرفة العزل عبارة عن غرفة تقريبا 4 متر * 4 مترا. لا تتسع إلا لشخصين أو ثلاثة أشخاص، تم وضعي في ذلك الوقت وضعوا قرابة تسعة أشخاص في الزنزانة في الفترة المسائية.
والغرفة موجود فيها سرير مجوز سريرين فقط يعني وضعونا من دون إبداء أي أسباب، دون أن يخبرونا أي شيء وتركونا بدون أي غطاء، وبدون أي فرشة أو أي شيء يقينا البرد. طلبوا منا أن ننام في تلك الليلة في تلك الزنزانة.
للأسف طلبت أكثر من مرة غطاء حتى يقينا من البرد الموجود وطلب مننا أن ننام .مع التعب الجديد، بتنا ساعتين تقريبا فقط طول الليل؛ لأن هناكبرد شديد، والأرض صلبة جداً، ولا يوجد أي غطاء أو أي فرشة فقينا من صلابة الأرض أو برودة الجو. اتكأنا برؤوسنا على الشبشب كما ذكرت مسبقاً. نمنا عليه.
تقريباً الساعة 5:00 فجراً اقتحمت فرقة النقل. قاموا باقتيادنا سبعتنا بنفس الطريقة، مع تكبيل الأصفاد خلف ظهورنا، ونقلنا إلى منطقة التجمع التي تبعد عن قسمنا قرابة 50 متراً، خلونا ماشيين على الأقدام… نمسك بعضنا بعضاً….فرقة القمع حولنا الفرقة والجنود من حولنا، تم نقلنا إلى القفص المتواجد في منتصف السجون.
انتظرنا نصف ساعة بالبرد الشديد، بعدها حضرت الباصات. أو هو باص واحد تم إدخالنا داخل الباص.في داخل الباص وضعت الأصفاد المعدنية و بزيادة ذلك تم تكبيلنا بمرابط بلاستيكية إما بالشخص المجاور لنا، أو حتى بالكرسي الذي نجلس عليه والغمامة موجودة على أعيننا
انطلقوا من تلك الساعة تقريباً، أخذ الوقت معانا ساعتين أو 3 ساعات، إحنا نتحرك باتجاه غير معلوم، لا نعلم أين نتوجه، لم يتم إخبارنا عن مصيرنا أو عن الهدف الذي نسير إليه. طوال الفترة، الجنود كانوا يتهكمون علينا ويشتموننا. كانوا يغنون ويفرحون فيما بينهم، مع بعضهم البعض.
اكتشفنا إنه في تلك اللحظة كان هناك خبر استشهاد حسن نصر الله، فكان يعتري حكيهم وهمزاتهم وضحكهم كلمة نصر الله أو حزب الله، فشعرنا أنه هيك شيء حدث، لكن لا نعلم ما هو بالضبط، حتى قال لنا أحد الجنود إنه نصر الله قد مات وأمرنا بالهتاف وتحية ذلك الاستهداف واغتياله من قبل الإسرائيليين. أي شخص لم يهتف لإسرائيل في تلك اللحظة قاموا بضربه.
كنا في الباص قرابة تسعة أشخاص. بعد ساعتين توقفنا في أحد الأماكن، وانتظرنا قرابة الساعتين تلك اللحظة قاموا بإلحاق أسيرين أو ثلاثة أسرى آخرين معنا في نفس الباص.
بعد انتظار مدة ساعتين في منطقة واحدة لم نعلم ما هي…دأ يتحرك الباص عندها أخبرنا الجندي أنه نحن متجهون إلى غزة. كنا نبعد عن معبر كرم أبو سالم قرابة الـ5 دقائق فقط.
وقتها فقط علمنا إنه نحن متوجهون إلى غزة، قاموا بالتخلي عنا عند وصولنا إلى المعبر، توقف الباص على بعد 50 م تقريبا من البوابة الفلسطينية ومن الجهة الفلسطينية قاموا بخلع المرابط البلاستيكية والمرابط المعدنية عن أيدينا وأقدامنا وخلعوا عنا الغمامة عن عيوننا، وأمرونا بالركض باتجاه البوابة المقابلة لناحية الباص..
من شكله عرفناه إنه هذا الباص يتبع للجهة الفلسطينية، لأنه كان عليه كلام باللغة العربية، يتبع الشركة شركة نقل خاصة داخل قطاع غزة، الجميع يعلمها.
عندما وصلنا الباص تكلم معنا السائق بأنه نحن في معبر كرم أبو سالم من الجهة الفلسطينية، فعلمنا أن وصلنا إلى غزة وقتها.
بعدها تم أخذ أسمائنا من قبل العاملين داخل المعبر، وتم تسليمنا لباص آخر يتبع للصليب الأحمر الفلسطيني.
خلال ذلك الوقت، تم تسليمنا أكياس فيها أمانات .. أمانات كانت موجودة معنا عند دخولنا سجن، لكن للأسف كان معنا كثير من الأغراض مفقودة، يعني أنا دخلت السجن كان معي 1500 شيكل، خرجت بمئتين شيكل، كان معي مفاتيح كثيرة، و بطاقة هوية وهاتفي المحمول، وأغلب الظن إما تم سرقه من قبل الجنود أثناء نقله للسجن، أو تم رمي هذه الأغراض في الشارع أثناء نقلنا للسجن. كثير من الأشخاص فقدوا جوالاتهم المحمولة أيضا، و تفاجأوا بعدم حصولهم عليها عند الخروج.
بعد خروجنا من البوابة، واستلامنا من قبل الصليب الأحمر، عرضوا علينا أن يتم الاتصال بأي أحد من الأقارب؛ لإخباره بوجودنا. أخبرتهم، أنا وقتها كنت هاي الشغلة شيء خاص فيي إنه أنا كنت طوال فترة وجودي في السجن، الشيء الوحيد اللي أنا أحلم فيه هي وقت الإفراج عني كيفية مقابلتي لأهلي، كنت أحاول أن أجعلها لحظة مميزة بمفاجأتهم بي… وصولي إليهم بصورة مفاجئة. فأنا قررت إنه أترجل ما أتواصل مع حد من أقاربي حتى يقوم باستلامي. باصات الصليب توجهت من معبر كرم أبو سالم تجاه المستشفى الأوروبي.
عرضوا علينا أن يتم إدخالنا إلى داخل المستشفى الأوروبي للكشف علينا طبيا. لكن كان الجميع ... واقعنا …الجميع إنه لا يوجد هناك أي مرض طارئ سيقومون بمعالجته، هناك كثير من الأشخاص كان لديهم آلام شديدة وكسور قديمة تحتاج إلى متابعة، لكن كان الشوق والحنين لرؤية الأهالي أكبر من هذه الأشياء، فقررنا أن نسلك طريقنا إلى منازلنا. تم إنزالي بمنطقة قريبة جداً من بيتي -تقريباً تبعد كيلو أو 2 كيلومترا عن بيتي- منطقة تسمى شارع رقم خمسة في مدينة خان يونس، فنزلت مترجلاً ومشيت باتجاه منطقة سكني.
كان عندي يقين أن أهلي متواجدين فيه. طوال فترة وجودي في السجن، لم أكن أعلم بمصير أهلي داخل قطاع غزة، لأنهم نزحوا ثلاث مرات، نزحوا إلى رفح و إلى مواصي خان يونس، لكن عند وصولي… أخبرني إنه أهلي (غير واضح) في البيت اللى أنا أخذته قبل الحرب.
كان معي مئتين شيكل، قمت بشراء بعض الحلويات لأهلي. وتوجهت إلى منزلي.
فوقتها كانت المفاجأة الكبيرة، لأنه أنا فاجأت أهلي بوصولي للبيت، كان أبي يجلس على باب البيت أو بواقي البيت اللي كان موجود أخي كان يقف بجانبه فاجأت أبي وأخي، وفاجأت والدتي أيضا بوصولي إلى البيت.
تم تصوير تلك اللحظات
من قبل مصور كان يصور في المنطقة بصورة عفوية وقتها
ونشرت ذلك الفيديو على صفحة التواصل الإجتماعي، أيضا كانت الفرحة لا توصف، وصولي واستقبالي من قبل والدي وأمي وإخوتي. وكان الحمدلله مثل ما خططت إله، إنه الفرحة والصورة المفاجئة اللي أنا خططت لها خلال فترة وجودي داخل السجن، كل يوم كنت أحلم بهذا اليوم بتفاصيله وحققته، كما كما كنت أحلم فيه.
العودة
من الأشياء الصعبة كانت علي إنه أنا فعلا هاي الفكرة كانت مسيطرة علي داخل السجن، إنه طوال فترة وجودي في السجن كان أكبر إهانة نفسية لي أن يتم التعامل معنا بأقل من بشريين.
أنت لا يسمح لك بالحديث، لا يسمح لك حتى بالتعبير أقل من الحيوانات، حتى هذه الشغلة كانت الغصة الكبيرة داخل صدري.
الشيء الوحيد إللي كان ممكن إنه يعافيني من هذا الشيء -مع إنه لا يوجد شفاء ولا تعافي من أي ما حصل من ذكريات أو ذكريات ممكن غابت عن ذهني حاليا- كان أكبر شيء ممكن يسرع في التعافي تلك الفترة أن أرجع لعملي كطبيب، وأن أمارس عملي كطبيب بين أروقة المستشفى. أتعامل مع مرضى وأشعر بتقديري من جديد.
كإنسان كشخص إي كإنسان له حقوقه وله احترامه من ذاته من قبل الآخرين، أنا بعد تقريبا أربع أو خمس أيام أو أربع أيام بوجودي في البيت، توجهت للمستشفى الذي كنت أعمل فيه بمستشفى أخذ مني فترة طويلة بحياتي خصوصا داخل الحرب، داخل فترة الحرب، يعني عشت في أروقة مستشفى ناصر أكثر ما عشت في بيتي وبين أهلي إي أثناء فترة الحرب، لأنه كان الحاجة الملحة حاجة وجود الأطباء داخل المستشفيات، توجهت مباشرة لأسلم على جميع من نعرفهم داخل المستشفى من زملاء لي وجميع المتواجدين، كان هناك شوق كبير لهم ولملاقاتهم والعمل معهم من جديد.
تقريبا التحقت بالشغل بعد عشرة أيام من الإفراج عني من السجن التحقت رسمياً بالشغل بالمستشفى، كأخصائي جراحة داخل مستشفى ناصر.