فتاة بعمر الـ 15 عاماً (ف.ب)، كان يراودها حلم الالتحاق بالشرطة،
لكن سرعان ما تبخر حلمها بعد تعرضها "لاغتصاب متكرر"، أصبحت بعده
أُمّاً لطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات.
كانت (ف.ب) فتاة تحب الحياة والرياضة، تعيش بإقليم طاطا جنوب شرقي
المغرب، دفعها ذلك الحب للالتحاق بالنادي النسوي لكرة القدم، وهي
بعمر 13 عاماً. وبحكم ذلك النشاط الرياضي، تعرفت إلى مساعد المدرب
(أ.ن)، البالغ من العمر حينها 24 عاماً.
تقول (ف.ب) إنه ذات مرة، بعد انتهاء أحد التدريبات المسائية، اقترح
عليها (أ.ن) أن يقوم بتوصيلها إلى منزلها، فوافقت ظناً منها أنه
بدافع "الحرص والشهامة". وتضيف: "في الطريق، أقدم على اغتصابي،
فحاولت دفعه مرات عديدة؛ لكنّه نجح بالنهاية في تحقيق مراده، انهرت
حينها بالبكاء، فوعدني بالزواج شريطة ألا أخبر أحداً بما حدث".
ووفق (ف.ب)، تمادى الجاني في استغلالها؛ فإما أن ترضخ لرغباته
الجنسية المتكررة، أو يخبر أهلها بما حدث بينهما.
سرعان ما انتشرت أخبار العلاقة الجنسية بينها وبينه، خاصة بين
"الذكور" الذين استغلوا صغر سنها وضعف عائلتها؛ فالأم تعمل مساعدة في
البيوت لتعول أطفالها الأربعة، أما الأب فمصاب بمرض "عقلي". نتيجة
لهذا الوضع، تزايدت التهديدات على الفتاة الصغيرة، فبدأت تتلقى رسائل
من أشخاص آخرين يرغبون في ممارسة الجنس معها، مقابل "مبالغ مالية"،
أو إبلاغ والدتها بما تخفيه.
صُدمت والدتها بعد معرفتها أن "طفلتها الصغيرة" حامل في الشهر
السادس. رفعت الأم دعوى قضائية ضد مساعد المدرب وشخص آخر، وأسفرت
التحقيقات عن استدعاء ستة آخرين، من بينهم أحد الأقارب، متزوج ولديه
ثلاثة أبناء. وتم استبعاد اثنين منهم؛ الأول لوفاته والثاني لصغر
سنه، ثم قضت المحكمة الابتدائية بسجنهم جميعاً عاماً واحداً، وتم رفع
مدة الحبس خلال الاستئناف إلى أربع سنوات.
كما وثق التحقيق، تضارب الأقوال بين محضر الدرك وتصريحات الضحية
ووالدتها؛ إذ تصران على أن مساعد المدرب (أ.ن) هو مَن فضّ غشاء
بكارتها، لكنّه يُنكر هذه الاتهامات، رغم صدور حكم قضائي ضده.
تقول الأم إن الحكم لم يكن منصفاً، وأضافت: "أنا لا أقبل هذا الحكم،
لا أريد منهم أن يتزوجوا ابنتي ولا أيّ شيء، أريد فقط أن أضمن حقها
وأن نعرف أب الرضيعة حتى لا يضيع مستقبلها هي الأخرى".