رداءة دورات المياه في مدارس حكومية تنشر أمراضاً معدية تراشق اتهامات بين "التربية" و"الصحة" حول تحديد المسؤولية غياب الصيانة الدورية ونقص الأذنة وضعف الإشراف الطبي يفاقم المشكلة

18 يونيو 2009

صلاح العبّادي – لم يكن خليفة الفرجات، البالغ من العمر الآن 25 عاماً، الوحيد بين أقرانه الذي يعاني من سوء أداء وظائف كليتيه منذ أيام الدراسة، حين كان يضطر لحبس البول لفترات طويلة، حتى لا يرتاد حمامات المدرسة (الموبؤة). أنس الرواشدة، ابن الـ 22 عاماً، يعاني هو الآخر من اختلال في وظيفة إفراغ المثانة، نتج عن تكرار تجنبه استخدام حمامات مدرسته لحين عودته إلى المنزل. الفرجات والرواشدة لم يكونا يدركان مضار حبس البول داخل الجسم لأكثر من ست ساعات متواصلة. ويرجع أطباء هذه الحالة إلى التهاب حوض الكلية، نتيجة ارتفاع منسوب البول ولمدد طويلة، ما يؤدي إلى تقاطر التهابات ميكروبية، أضرت بنسيج حوض الكلية ونخاعها. رداءة حمامات المدارس وسوء صيانتها يؤثران على صحة أجيال متعاقبة وقدرتها على التركيز، حسبما يؤكد أطباء. الطفلة (ملاك خالد العدوان)، أصيبت بالتهاب الكبد الوبائي فئة (أ)، في مدرستها التي تعطلت حماماتها قبل أربعة أشهر؛ سبقها إلى الاعتلال ثلاثةٌ من أقرانها تباعاً خلال شهر واحد. العدوان ذات التسع شموع طالبة الصف الثالث الأساسي تلتحق، ضمن280 طالباً وطالبة بمدرسة السليحي الثانوية المختلطة، (محافظة البلقاء). سلامة بيئة ملاك في المنزل، لم تحصنها من انتقال العدوى إليها، حسبما تشتكي والدتها. لينا العطيات طالبة الصف الثامن في مدرسة البتراء المختلطة أصيبت بعدوى مماثلة من دون أفراد أسرتها. ذلك يعود إلى (اكتشاف إصابتها مبكراً، حسبما تشرح والدتها التي اتخذت إجراءات احترازية تمنع انتقاله إلى أي من أبناء جيلها). في تلك المدرسة أصيب الطلبة أسيل خلف وميس زكي ولؤي لبيب وبراءة وبيان أبو الحمص على نحو متتالٍ بمرض الجدري المائي خلال شهر واحد، مساعدة مديرة المدرسة هند الكردي ترى في ذلك مؤشراً على انتقال العدوى بين الطلبة باعتبارهم (يشتركون في بيئة صحية واحدة). وترجع هند الإصابة بالعدوى إلى محدودية عدد الحمامات. وهو ما تذهب إليه أيضاً سوسن محمد سليمان، معلمة الصحة المدرسية في تلك المدرسة، وتضيف أن ثلاث آذنات فقط يتولين تنظيف المدرسة، التي يتوافر فيها 18 حماماً داخل دورة المياه التي تخدم 1459طالباً وطالبة من الأول وحتى التاسع الأساسي. 10-14 إصابة بالتهاب الكبد أسبوعياً العدوى لم تتوقف عند مرضٍ واحد، ولم تنحصر داخل أسوار مدرسة واحدة؛ إذ سُجلت 11356 حالة جدري مائي خلال عام 2008، و464 حالة التهاب كبد وبائي (أ) و13 حالة من النوع (ب). منذ مطلع العام الحالي وحتى منتصف أيار 2009، سجلت 298 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، فضلاً عن رصد العشرات من حالات (حصر بول) والتهابات كلى. وبحسب معلومات مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة فإن معدل الحالات التي يتم الإبلاغ عن إصابتها بعدوى الكبد الوبائي يتراوح من 10 إلى14 حالة أسبوعياً، ترصد غالبيتها بين طلبة المدارس الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً. في نيسان 2008، كشفت تقارير مديرية صحة العاصمة، عن إصابة ستة طلاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع (أ) في مدرسة منشية حسبان. وفقا للتقارير الرسمية فإن العدوى انتقلت من شقيقين وابن عم لهما. وفي أيلول 2008 ظهر في مدرسة حسني فريز (البلقاء) أربع إصابات بالتهاب الكبد (أ). مصدر مسؤول في مديرية صحة محافظة البلقاء يؤكد أن الشهرين الماضيين شهدا انتشاراً لمرض الجدري المائي بين طلبة الكرامة في الشونة الجنوبية، حيث رصدت أزيد من 300 حالة جلها بين الأطفال. غالبية تلك الحالات سجلت في صفوف الأول الابتدائي، بحسب المصدر ذاته الذي يؤكد أن الطبيب المعالج منحهم استراحة خوفاً من انتقال العدوى إلى غيرهم من الطلبة. في حدود البحث عن أسباب الإصابة والعدوى بتلك الأمراض؛ جاء في مقدمتها عدم نظافة دورات المياه ومحدودية عددها، تلاه إهمال إجراءات الصيانة، حسب ما أظهرته مقابلات وجولات ميدانية لمعد هذا التحقيق لـ150 مدرسة حكومية، ذكوراً وإناثاً، في مناطق مختلفة. تقرير رسمي وجد أن 1677 من ما يزيد عن 3000 مدرسة حكومية تعاني من نواقص صحية (تهوية، عدم سلامة دورات مياه، ونقص المياه). كما أن المسح الصحي العالمي بالاعتماد على طلبة المدارس في الأردن للفئة العمرية (13-15) سنة لعام 2007 أظهر أن واحداً من كل ثلاثة تلاميذ ليس لديهم مصدر مياه نظيفة للشرب في المدرسة، وأن اثنين من كل ثلاثة يستخدمون حمامات ومراحيض غير نظيفة في المدرسة.تراشق اتهامات بين (التربية) و)الصحة) حول تحديد المسؤولية مسؤول في وزارة الصحة، فضّل عدم نشر اسمه، يؤكد أن مديرية الصحة المدرسية تجري فحوصاً دورية على طلبة مدارس المملكة كافة، وأيضا خزانات ودورات المياه، ثم تعد تقرير البيئة المدرسية الذي يحول إلى وزارة التربية والتعليم؛ لتصويب ما يرصد من أخطاء وسلبيات. المسؤول ذاته ينتقد جهود (التربية والتعليم) ويصفها بأنها متواضعة في معالجة الأخطاء والسلبيات التي ترصدها فرق الصحة المدرسية. مسؤولية مشتركة على أن مدير التعليم العام في وزارة التربية والتعليم محمد العكور يفند تلك الاتهامات مؤكداً أن أي تقرير يصل الوزارة (يؤخذ على محمل الجد، وبناء عليه تخاطب مديريات التربية لإجراء اللازم تجاه ما تضمن من ملاحظات تستدعي التدخل). ويقول العكور: (إن الاهتمام بنظافة دورات المياه في المدارس مسؤولية مشتركة بين أهالي الطلبة ووزارتي التربية والصحة)، قاصراً دور (التربية والتعليم) على رفع مستوى الوعي الصحي لدى الطلبة، وإكسابهم العادات الصحية التي تجنبهم الإصابة بالأمراض). على أنه يقر بأن عدوى الأمراض تنتقل داخل المدرسة في بعض الأحيان، مؤكداً أن أي إصابة تحول إلى المركز الصحي للمعالجة. ويؤكد العكور أن مراقبة الطلبة تتم من خلال مشرف الصحة المدرسية والمرشد التربوي، وفي حال اكتشاف مرض ما يتعين على مدير المدرسة إبلاغ الوزارة إذا كان معدياً. ويقول (إن إمكانية انتقال أي من الأمراض من طالب إلى آخر أمر وارد، خصوصاً بين الفئة العمرية تحت الـ 15 عاما)، بسبب عدم درايتهم بطرق انتقال الأمراض وكيفية المحافظة على صحة الجسم. العكور يؤكد وجود آذنين على الأقل لكل مدرسة، لافتاً إلى أن غياب بعضهم لأسباب طارئة يؤثر على النظافة. لكن بحسب مسؤول في وزارة التربية، يقتصر عدد الأذنة على 8594 في 5324 مدرسة، ينتسب إليها مليون و200 ألف طالب وطالبة، أي آذن واحد لكل 1396 طالباً وطالبة. ويقر المسؤول بأن واقع بعض المدارس غير مرض. ولنشر الوعي الصحي بين الطلبة أعدت الوزارة دليلاً عملياً للصحة وزعت منه حتى الآن 4500 نسخة حسب ما يقول العكور. مراحيض الفتيات أنظف ويؤكد العكور أن الوضع العام لدورات المياه في مدارس الإناث أكثر إرضاءً من الذكور ويقر أن (واقع بعضها غير مرض).التربية: لا وحدات صحية سيئة مدير الأبنية المدرسية في وزارة التربية والتعليم منصور العبّادي ينفي من جانبه وجود أي وحدات صحية (سيئة) في أي من مدارس المملكة، مؤكدا صلاحية الوحدات كافة، رغم أن عدداً منها شيّد قبل أكثر من خمسين عاماً. 7 ملايين دينار لصيانة 600 مدرسة ويؤكد العبادي أن المديرية أجرت خلال عام 2008 عمليات صيانة لنحو 600 مدرسة؛ بكلفة سبعة ملايين دينار، لافتاً إلى أن الوزارة خفّضت موازنة الصيانة لهذا العام إلى خمسة ملايين دينار فقط موزعة على 120 مدرسة، بما في ذلك دورات المياه. عدد المدارس التي أجريت لها أعمال الصيانة خلال الأعوام 2006 إلى 2008 بلغ نحو 2000 مدرسة يلتحق بها قرابة 100 ألف طالب وطالبة، بحسب العبادي. ويوضح أن إدارة الأبنية المدرسية تأخذ بالاعتبار عند بناء المدارس تخصيص حمام واحد لكل 40 طالباً. عبث بالصنابير إجراءات الصيانة بحسب العبادي تتم وفقاً لأولويات يحددها واقع المدرسة وما تتطلبه من صيانة مقارنة مع مدارس أخرى، كما تخضع طلبات الصيانة المقدمة من المدارس إلى دراسة مستفيضة من قبل لجنة فنية تقدر التكلفة وتحدد الأعمال التي تتطلب صيانة، ومدى أهمية إجرائها. مسؤول في مدرسة بيرين الثانوية الشاملة للبنين -طلب عدم نشر اسمه- يكشف من جانبه أنه قدم سنة طلبات منذ عام 2003 لدى مديرية التربية والتعليم الثانية في محافظة الزرقاء؛ لإجراء صيانة لمبنى المدرسة التي أسست عام 1986، وكانت الإجابة تأتيه: (الصيانة وفقاً لأولويات تحكمها الموارد المالية). ويبين المسؤول أن موازنة المدرسة التي تبلغ ألفي دينار تنفق على توفير القرطاسية وأعمال الصيانة الخفيفة الطارئة وتوفير مستلزمات المختبرات العلمية وإقامة الأنشطة المختلفة. هذه المدرسة تضم 420 طالباً يستخدمون دورة مياه واحدة تحتوي على ستة حمامات، يتولى نظافتها اثنان من الأذنة. عودة إلى العبادي الذي يؤكد أن صنابير شرب المياه مفصولة عن المستخدمة لغسل الأيدي في مباني المدارس المملوكة للوزارة على غرار المباني المستأجرة، باعتبارها شققاً تضم غرفاً مفتوحة على بعضها بعضاً، ويضيف أن الوزارة وضعت صناديق حديدية على الصنابير؛ لضمان عدم العبث فيها، بحسب العبادي الذي يلفت إلى مشكلة تكسير وسرقة صنابير على يد بعض الطلبة. ويؤكد المسؤول صعوبة صيانة دورات المياه في المدارس المستأجرة بسبب خطط لإخلائها قريباً، وهكذا انتظرت الوزارة حتى العام الماضي قبل أن تجري صيانة لمدارس مستأجرة. ويشير إلى أن 25% من المباني المدرسية مستأجرة، وأن (بعضها لا يفي بالبيئة التربوية المناسبة). متوالية الدومينو في المدارس أسامة نبيل شلباية، طالب الصف السابع في مدرسة حطين، يتمسك بنصيحة ذويه، إذ يمتنع عن استخدام دورات المياه داخل المدرسة، (تخوفاً من الإصابة بأمراض)، حسبما يقول؛ إذ يبلغ عددها 12 حماماً، تخدم 1180 طالباً أثناء استراحة مدتها عشرون دقيقة. ويوافقه الرأي زيد قاسم، طالب الصف السابع الأساسي الذي يفضل (حبس بوله داخل الجسم على أن يستخدم دورة المياه في المدرسة المكتظة). أدهم -طالب الصف الخامس في مدرسة حطين الثانوية- يعتقد أنه أصيب بالعدوى داخل المدرسة التي لا تراعى بها قواعد النظافة العامة، لافتا إلى أن أشقائه الخمسة لم يصابوا بالعدوى مع أنهم ينامون في غرفة واحدة. (ارتفاع في درجة الحرارة وألم عام في الجسم وفقدان الشهية واصفرار لون جفونه)، دفع والده لاصطحابه إلى الطبيب الذي كشف عن إصابته بالمرض، وبالتالي على الفور عزله عن سائر أخوته وعطَّله عن المدرسة ثلاثة أسابيع. مدير المدرسة عبد السلام الطوباسي يرى من جانبه أن دورة المياه تمثل بيئة صحية جيدة، مشيراً إلى أن (أحد الأذنة توكل إليه مهمة تنظيف دورة المياه في نهاية كل يوم دراسي استعداداً لليوم الذي يليه). ويؤكد الطوباسي وجود صنابير مخصصة لشرب المياه، خارج دورة المياه، لتجنب انتقال الأمراض بين الطلبة. إلا أن كاتب هذا التحقيق لاحظ لدى تفقد دورة المياه بأنها خالية من الصابون، وأكواب شرب المياه. في مدرسة التطبيقات الأساسية يستخدم 980 طالباً (15) حماماً، ضمن دورات مياه ثلاث، (تفتقر لأباريق أو خراطيم المياه، التي يمكن أن تستخدم لنظافة الجسم والمكان عقب الاستخدام)، حسب ما لاحظ كاتب هذه المادة. كما أن ثلاثة فقط من تسع مغاسل، تعمل بشكل جيد، وهو الأمر ذاته في مشارب المياه التي تعطلت غالبية صنابيرها دون أن تصان. طلبة من المدرسة يأكدون أنهم يعانون من (قصور نظافة دورات المياه وعدم توفير أباريق وخراطيم داخل الحمامات منذ بداية العام الدراسي). غير أن مدير المدرسة فرج طمبيزي يؤكد أن الإدارة زودت الحمامات بالأباريق في مطلع العام الدراسي، واتهم (طلبة بسرقتها). ويبرر طمبيزي غياب نظافة الحمامات، -حسب ما لاحظ كاتب هذه المادة عند زيارتها في الأول من نيسان 2009-، لـ (وجود أحد الأذنة في إجازة مرضية، خصوصاً وأن ثلاثة أذنة يتولون نظافة المدرسة، موزعون على طوابقها الثلاثة). ويؤكد إجراء (أعمال صيانة سنوية للمدرسة لضمان جاهزيتها قبيل بدء العام الدراسي ضمن إمكانيات المدرسة وموازنتها). مديرة مدرسة أروى بنت الحارث الأساسية ميسون التلهوني تشكو قلّة الكوادر المخصصة للنظافة؛ (إذ أن آذنة واحدة تتولى الاهتمام بنظافة المدرسة التي يلتحق بها 252 طالبة)، مبينة أن طالبات المدرسة يستخدمن 8 حمامات ضمن وحدتين، تقع كل واحدة منهما ضمن مبنى مستأجر، ويفصل بين الوحدتين شارع عام. التلهوني تقول: (تنتظر إجراء الصيانة للحمامات بعد أن تقدمت منذ مطلع العام الدراسي الحالي لدى مديرية التربية والتعليم بطلبٍ لإجراء الصيانة (. صالح يحيى عبد الله، طالب في الصف العاشر في مدرسة الكمشة الثانوية الشاملة، ينتقد ضعف إجراءات المعنيين في وزارة التربية، لعدم توافر حمامات تفي حاجة الطلبة، وأكواب لشرب المياه. ويرفض نايف وهيثم الزواهرة من المدرسة ذاتها استخدام دورات المياه خشية الإصابة بأمراض معدية، كون بعض الطلبة يستخدمون (الحنفيات) ذاتها لشرب المياه وغسل الأيدي في وقت واحد، بعيداً عن مراعاة شروط النظافة.رعد أحمد عبد الحافظ، طالب الصف العاشر في مدرسة أم رمانة الثانوية، يحمل إدارة المدرسة القصور في نظافة دورة المياه، الأمر الذي (يدفع طلبة لقضاء حاجتهم في غرف مهجورة تجاور المدرسة بدلاً من استخدام دورة المياه). كما أن محمود الخلايلة، ولي أمر الطالب يونس الذي يلتحق في الصف الثاني الثانوي في المدرسة ذاتها، يعبّر عن تخوفه على صحة ابنه من الإصابة بأمراض الكلى جراء حبس البول داخل جسمه لبضع ساعات، لحين العودة إلى المنزل، وهو ما يرجعه إلى انعدام نظافة دورة مياه المدرسة.

رأي الطب: الفتيات أكثـر تأثراً

الدكتور نور الدين علاونة، استشاري أول كلى ومسالك بولية وتناسلية، يقول (إن الحاجة للتبول يجب ألا تكبت وألا يحبس البول في المثانة؛ كونه سيؤدي إلى ما يسمى توتر أعصاب المثانة. وقد يؤدي أيضاً إلى احتباس البول داخل الحالبين والكليتين، ما يؤثر سلباً على عمل الكلية في البدايات، ومن ثم قصور عملها إذا استمر الحال). كذلك (يزيد من احتمال التهابات المثانة الانتانية (الجرثومية) لا سيما عند الإناث. ويؤكد علاونة أن كثيراً من الفتيان ما بين 9 و18 عاماً يراجعون الأطباء لهذا السبب. هلع الإصابة بالمرض أصاب ذوي طلاب (بيت راس الأساسية للذكور) التابعة لمديرية تربية اربد الأولى، لتخوفهم من انتقال عدوى التهاب الكبد الوبائي لأبنائهم، بعد إصابة اثنين من طلاب المدرسة بالمرض، الأمر ذاته كان حدث في محافظة المفرق، عندما أصيبت طالبة في مدرسة (حمامة العموش) المختلطة بالتهاب الكبد الوبائي فئة (أ)، في الوقت الذي كشف فيه قسم رصد الأمراض في مديرية صحة محافظة المفرق؛ عن إصابة شقيقتين لها بالمرض ذاته، رغم أن الفحوص التي أجريت لعينات مياه منزل ذويهن أثبت سلامتها.

رئيس قسم الرصد في مديرية الأمراض السارية الدكتور سلطان عبدالله يبيّن أن أعراض مرض الجدري المائي تظهر من خلال بثور حمراء تبرز على جسد المصاب متحولة لاحقاً إلى حويصلات، ومن ثم ندبات، يصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة، وألم في المفاصل وصعوبة في البلع أحياناً. ويشير عبد الله (مطعوما الكبد الوبائي (أ) وجدري الماء، لم يدرجا ضمن برنامج التطعيم الوطني)، لافتاً إلى أن كلفة المطعوم الواحد تصل إلى نحو عشرين ديناراً. ويقول (إن العدوى تنتقل من خلال الجهاز التنفسي في حال وجد شخص مصاب بين آخرين أصحاء)، لافتاً إلى أن المرض يختلف من شخص إلى آخر من حيث شدته.

ويؤكد أن المديرية رصدت أمراضاً معدية بين طلبة المدارس تمثلت في التهاب الكبد الوبائي فئة (أ)، وجدري الماء، والنكاف، مرجعاً انتقال عدوى مرضي الكبد الوبائي والتيفوئيد إلى سوء دورات المياه في المدارس، والطعام والماء الملوثين.

ويوضح ( أن قسم الرصد زار منازل طلبة أصيبوا بالتهاب الكبد الوبائي الذي يعد من الأمراض الواجب التبليغ عنها فور اكتشاف الإصابة بها؛ بغية الكشف على البيئة المنزلية للمصابين، ليتبين أنها ذات إصحاح بيئي جيد).

ويطالب إدارات المدارس بضمان توفير المياه دون انقطاع، وتوفير (أباريق أو خراطيم) للتمكن من استخدامها في دورات المياه، تجنباً لتفشي الأمراض.

ويؤكد أن عدوى التهاب الكبد الوبائي تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق شرب الماء الملوث بالفيروس وأكل الفاكهة والخضراوات الملوثة، أو تناول طعام معدٍ بواسطة شخص لامس الفضلات الملوثة ولم يغسل يديه جيداً، وعن طريق الحمامات في دورات المياه. ويخلص إلى القول (تعتبر الإصابة بفيروس التهاب الكبد من النوع (أ) من أهم مسببات التهاب الكبد الحاد).

في المحصلة سيبقى الطلبة معرضين للأوبئة والفيروسات جيلاً بعد جيل، إن لم تتحرك الحكومة لاحتواء أزمة النظافة الشخصية وتوفير بيئة مدرسية متكاملة.

 أعد بدعم شبكة (أريج) إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية www.arij.net وبإشراف الزميل  سعد حتر


تعليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *