جزيرة سيدنا الولي.. 5 آلاف مصري خارج التغطية

7 مارس 2017

تقرير: سامح اللبودي

أصوات مصرية– تقف شيماء العزبي على شاطئ آخر جزر بحيرة المنزلة شمال القاهرة، تدفع مع زوجها قاربه الصغير نحو البحيرة حتى يبدأ يومه في العمل (صيد السمك). 

تعود شيماء (21 ربيعاً) إلى منزلها القريب من الشاطئ لتوقظ ابنتها ذي الست سنوات لتذهب إلى مدرسة الجزيرة، حالها كحال 10 مليون تلميذ مقيد في التعليم الأساسي في مصر- بحسب بيانات وزارة التربية والتعليم.

على جزيرة أطلق عليها أهلها “سيدنا الولي العزبي”، تعيش شيماء مع خمس آلاف مواطن آخرين خارج تغطية الخدمات الحكومية، بلا شبكات مياه أو كهرباء أو صرف صحي. حياة متوقفة إلا من الصيد الذي يعتمد عليه أهالي الجزيرة كمصدر للرزق.

بحسب الحدود الجغرافية للمدن والقرى التي حددتها هيئة المساحة التابعة لوزارة الري، فإن “سيدنا الولي” الجزيرة الحدودية، تتقاذف كل من محافظتي دمياط والدقهلية مسؤولية الإشراف عليها خدمياً، وهي من بين تسعة قرى حدودية حالها كحال هذه الجزيرة. إذ تبعد عن دمياط نحو 40 كيلو متر، وستة كيلو مترات عن مدينة الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية. غير أن أقرب شاطئ للجزيرة وهو “الجمالية” يبعد عنها قرابة الساعة ونصف بقارب قوته “10 حصان”.

يقول جهاد العزبي أحد سكان الجزيرة عن هذه المسافة “لما حد يمرض فجأة في الجزيرة وحالته صعبة بيموت لأننا ما بنلحقش ننقله لأقرب مستشفى، بنقعد ساعة ونص في البحر لحد ما نوصل لأقرب مستشفى”.

بجانب افتقاد الأهالي للخدمات بالجزيرة، يتقاعس الأهالي عن تسجيل أبناءهم في سجلات المواليد، بسبب بعد أقرب مكتب صحة عنهم ما يقارب 20 كم بالقارب. حتى أن أغلب أهالي الجزيرة أضحوا بلا هوية.

كل صباح، تقف شيماء العزبي مع جيرانها هالة وماجدة وآخرين من أهالي الجزيرة، في انتظار عودة أبناءهم من منزل “العمدة” حمدان الولي، الذي خصصت وزارة التربية والتعليم فصلاً دراسياً بمنزله دون أن تخصص له مدرسين ليكون هذا الفصل بديلاً عن المدرسة. وبسبب ذلك يعود الأطفال كل يوم كما ذهبوا ليضطروا إلى العمل مع أبائهم في الصيد بالبحيرة.  

يعود زوج شيماء العزبي آخر اليوم إلى منزله، يشكي قلة الصيد، بعدما تأثرت ثروة البحيرة السمكية من صرف أهالي جزر بحيرة المنزلة رمي مخلفاتهم العضوية فيها، بجانب فرض الثروة السمكية شروطا صارمة على الصيادين تحظر عليهم الصيد بمراكب غير مرخصة. 

ويقول عمدة الجزيرة حمدان الولي :”الدولة رافعة إيدها عننا، وعايشين من غير نور ولا ميه ولا كهربا. لكن أهم حاجه غايبة هنا التعليم. مفيش تعليم وكل جيل بيطلع زي اللي قبله مش متعلم ولا بيعرف يفك الخط. احنا بقينا خارج التغطية في كل حاجه”.

“هذا التقرير من مخرجات برنامج أريج لصحافة الموبايل”


تعليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *