تسع شركات عربية تتورط بغسل 10 ملايين دولار في المغسلة الروسية

23 يناير 2018

تحقيق: مريم الناصري

تنشر شبكة أريج ثمانية تحقيقات ذات أبعاد دولية هي عصارة تقصّي ثمانية صحفيين أريجيين في إطار تحقيقات دولية شارك فيها عشرات الصحفيين من 32 دولة  لكشف مسارات تبييض مليارات الدولارات من روسيا الاتحادية إلى بنوك وشركات في أرجاء العالم، في ما بات يعرف بأضخم عملية غسل أموال مكتشفة.

أنجز هذه التحقيقات أريجيون من مصر، ليبيا، تونس، الجزائر وسوريا والعراق بعد تتبع أنشطة وصفقات 71 شركة عربية في الإمارات، السعودية، مصر وتونس لها ارتباطات تجارية ومالية بما تعرف ب”المغسلة الروسية”. وتقدر حصّة الشركات والمصارف العربية بنصف مليار دولار من بين عمليات تبييض 20 مليار و800 مليون دولار على مستوى العالم.

عمليات التقصّي وتحليل البيانات جرت بالتعاون مع مصدري الوثائق، الذي كشف أبعاد “المغسلة الروسية” عام 2014؛ وهو مشروع التحقيقات الصحفية حول الجريمة المنظمة والفساد OCCRP وصحيفة نوفا غازيتا الروسية.

تفجّرت الفضيحة الكونية حين أطلق OCCRP أولى التحقيقات التي كشفت ملف غسل أموال مصدرها شخصيات مهمّة في روسيا. في البدء، بدا هذا الملف محدوداً وكان مقتصراً في تلك الفترة على شركتين أوف شور مسجلتين في بريطانيا انخرطتا في تلك العملية عام 2011.

ثم كشفت الوثائق لاحقا أن رأس جبل الجليد يخفي تورط 21 شركة يديرها ظاهريا (بروكسيس) أي وكلاء مدراء في الظاهر هم في الغالب أشخاص فقراء من أوكرانيا يعملون في روسيا.   OCCRP واجهت عائلاتهم، فأبدت اندهاشها حيال المعطيات ولم تتمكن من الاتصال بأبنائها.

وفي 2016، تكشّفت معلومات أكبر بعد تسرب وثائق مهمة من أحد المصارف المتورطة في هذا الملف، ليتبين أن حجم هذه العمليات يقترب من  20.8 مليار دولار. وتم الكشف عن 21 شركة أوف شور أضيفت إلى الشركتين السابقتين المتورطتين في الفضيحة، وكانت هذه الشركات مسجلة في بريطانيا، قبرص ونيوزيلاندا.

بعد نشر سلسلة تحقيقات صحفية قادتها OCCRP، فتحت السلطات تحقيقا في لاتفيا وروسيا، وتم تحويل 14 قاضياً في لاتفيا للتحقيق بتهمة التورط في تسهيل نقل أموال فاسدة (من مخدرات ورشاوى) من روسيا إلى أوروبا وسائر العالم.

وكشفت التحقيقات تورط رجال أعمال روس كبار منهم: أليكسي كربيفين Alexey Krapivin وهو من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و كذلك جورجي جينز Georgy Gens وهو رجل أعمال روسي كبير يمتلك مجموعة Lanit group، الموزع الرئيس لشركة آبل في روسيا. كما وصلت أموال مشبوهة الى شركة Trident International Corp التي يمتلكها رجل الأعمال الروسي بافل سمينوفيتش فليدر  Pavel Semenovich Flider، الحاصل على الجنسية الأميركية. وقد ورد اسمه عام 2015 بين المتورطين في صفقة تهريب أجهزة تكنولوجيا محظورة من أميركا إلى شركة متخصصة بأجهزة تكنولوجيا عسكرية في روسيا.

كما كان البنك العقاري الروسي مسؤولاً عن تحويل 9.7 مليار دولار ضمن هذه الفضيحة إلى مولدوفا بنك، علماً أن البنك العقاري الروسي بإدارة ايغور بوتين، ابن خال الرئيس الروسي.

نقل الأموال القذرة من روسيا إلى أوروبا والعالم يتم وفق خطّة تقضي بأن توقع اثنتان من الشركات الـ 21 المتورطة عقد اقتراض تتلقى بموجبه من الشركة الأخرى ملايين الدولارات. بموجب العقد، يحدّد كفيل للقرض من الشركات الروسية ورجال أعمال في لاتفيا، يلتزمون بتسديد قيمة القرض بعد أن “يتعثر” المقترض عن السداد. كما بينت الوثائق اكتمال حلقة غسيل الأموال بتصريف أموال مشبوهة عبر شراء بضائع بفواتير وهمية لتدوير الأموال وإعادتها نظيفة. شملت شبكة مسارات الأموال 732 مصرفا و5140 شركة في 96 بلداً، من بينها 167 شركة عربية. وهي تتوزع على النحو التالي: 150 شركة مسجلة في الإمارات، ست في مصر، اثنتان في السعودية، أربع في تونس وثلاث عمانية، واحدة أردنية وواحدة بحرينية.

خلال متابعتنا للشركات العربية التي ورد اسمها، كمتلق لهذه الأموال ومتورطة ولو عن غير قصد، بحثنا وتواصلنا مع الشركات لنتبين إن كانت على علم أم لا، وماذا تصرفت بعد أن عرفت بتورطها؟ كانت لدينا شبهات حول شركات تلقّت تحويلات مالية من الشركات المدانة تشير الوثائق أنها لغايات شراء سلع معينة بينما كان نشاط الشركة مختلفاً تماماً. كما كشفنا عن وجود صلات بين بعض هذه الشركات العربية وشركات روسية أو شخصيات روسية.

فإلى التفاصيل

بدأت القصة بشركتين مسجلتين في بريطانيا، ثم توسعت إلى 21 شركة مسجلة في بريطانيا ونيوزلاندا وقبرص تبين أنها تقود عمليات غسيل أموال تعتبر هي الأكبر الذي تم اكتشافه في التاريخ.

ثم يظهر تورط شركات عربية ناهز الـ 167 شركة تورطت عن قصد أو غير قصد في هذه “المغسلة الروسية”.

وبعد نشر سلسلة تحقيقات صحفية قادتها مشروع التحقيقات الصحفية حول الجريمة المنظمة والفساد OCCRP بالتعاون مع مع صحيفة نوفا غازيتا الروسية منذ عام 2014 وحتى العام الماضي 2016،

بدأت امبراطوريات المال تتكشف وتنهار، وبدأت الأسماء تظهر لمن يقفون خلف هذه الشركات التي سجلت بأسماء وهمية.

أدت التحقيقات الصحفية حتى الآن إلى إغلاق البنك الرئيسي المتورط ترستا كومرسا بنك في لاتفيا والتحقيق الشامل مع مولدوفا بنك في مولدوفا، وتم تحويل 14 قاضياً في لاتفيا للتحقيق بتهمة التورط في تسهيل نقل الأموال الفاسدة (من مخدرات ورشاورى) من روسيا إلى أوروبا والعالم.

وقد كنا من بين أكثر من ثلاثين صحفياً حول العالم باشروا التحقيق في وثائق جديدة تسربت مؤخراً، حيث تبين وفقاً للوثائق الجديدة أنه بين عامي 2011 و 2014 تم تحويل مبالغ من ترستا كومرسا بنك في لاتفيا ومولدوفا بنك في مولدوفا إلى 5140 شركة حول العالم عبر عمليات شراء لبضائع كثير منها وهمي وبعدد تعاملات وصل إلى أكثر من 27 ألف عملية تحويل شارك بها أكثر من 700 بنك حول العالم.

وقد قدنا عبر هذا التحقيق وكجزء من الملف العالمي، عبر وثائق حصلنا عليها عبر شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) ومن مصدرها في OCCRP و صحيفة “نوفا غازيتا”، بهدف التقصي في تسع شركات عربية تبين أنها تلقت نحو عشرة ملايين دولار من هذه الأموال القذرة. حيث وجدنا لدى هذه الشركات الكثير مما يثير الشكوك حول الحوالات المالية التي تلقتها والتي تبين في معظمها أنها كانت لغايات مختلفة عن طبيعة عمل الشركات، كما تبين أن معظم هذه الشركات كانت خفية ولا تكشف عن تفاصيل مالكيها ونشاطاتها، إضافة لارتباط بعضها بشراكات وعلاقات مع شخصيات وشركات روسية.

وهمي

من بين تلك الشركات، شركة أرومبا تريدينغ Armuba Trading LLC مسجلة في المنطقة الحرة بدبي في الإمارات العربية المتحدة، مختصة في صناعة أجهزة الكبيوتر.  تلقت أموالاً على تسع دفعات من الشركة البريطانية المتورطة في ملف غسيل الأموال الروسية سيبون ليمتد SEABON LIMITED على رقم حساب الشركة في بنك الإمارات دبي الوطني. وقد بلغ مجموع الأموال التي تلقتها نحو 4.5 مليون دولار عام 2013. وقد تم التحويل عبر البنك الملدوفي المتورط بالمغسلة بنك مولدينكو بنك BC MOLDINDCONBANK S.A.

كانت الدفعة الأولى قيمتها 698,000 دولار أمريكي بتاريخ 23/7/2013. والثانية قيمتها 643,880 دولار أمريكي بتاريخ 17/8/2013. وكانت بقية الدفعات منفصلة لكن في ذات اليوم وهي على التوالي: الدفعة الثالثة 389,297 دولار، والرابعة 108,000 دولار، والخامسة قيمتها 325,000 دولار، والسادسة 651,465 دولار أمريكي، والدفعة السابعة قيمتها 230,000 دولار، ثم الثامنة بقيمة 1,411,802 دولار. وكانت الدفعة التاسعة بقيمة 97263 دولار أمريكي.

ورغم أن شركة سيبون المتورطة بتحويل هذه الأموال تم حلّها في 9 فبراير 2016، بناء على نتائج المحاكمة في مولدوفا، والتي كشفت ديونا وهمية مستخدمة لغسيل الأموال بلغت 700 مليون دولار، دفعتها خمس شركات روسية.

ومع التقصي الذي قمنا به تبين أن شركة أرومبا خفية لا تمتلك أي سجلات علنية للتواصل ولاموقعاً إلكترونياً رسمياً، ولا يوجد لها سوى رقم هاتفي تبين لنا من خلال التواصل أنه وهمي.

آسيان وشركاتها

تتبعنا أيضاً شركة إماراتية أخرى تلقت أموالاً عبر المغسلة الروسية، هي شركة آسيان بوليفوليس ASIAN POLYFILS FZE، وهي شركة مسجلة في دبي. وقد ورد في موقعها الإلكتروني على أنّها شركة مختصة في توريد البلاستيك والحديد من جميع أنحاء العالم، بالشراكة مع بعض الشركات والمصنعين في هذه الصناعة.

تلقت أموالاً بقيمة 100,000 دولار من الشركة المتورطة المذكورة سابقاً سيبون ليمتد بتاريخ 19/9/2013 على الحساب البنكي في بنك الإمارات دبي الوطني وقد تم التحويل عبر البنك الملدوفي المتورط بالمغسلة مولدينكو بنك.

كما تلقت أموالاً أخرى بقيمة 150,000 دولار من قبل شركة قبرصية متورطة في هذه غسيل الأموال الروسية تدعى كريستال لوردCRYSTALORD LIMITED بتاريخ 14/11/2013. وقد تم التحويل عبر البنك الرئيسي الذي أدار عمليات غسيل الأموال وهو بنك ترستا كومرسا في لاتفيا TRASTA KOMERCBANKA.

وبعد تتبعنا لشركة آسيان بوليفوليس، تبين أن أحد الشركات التابعة لها هي شركة راسال الروسية RUSAL وهي شركة عاقبتها أوكرانيا في أكتوبر 2016، وقررت تجميد أصولها ومنعها من التعاقد في أوكرانيا نظراً “لتهديدها الأمن القومي وقيامها بأدوار سياسية” بحسب القرار.

ومن شركاء شركة آسيان المسجلة في الإمارات شركة آسيان فايبرز  Asian Fibres، وهي الأخرى شركة مسجلة في دبي. وورد في موقعها الالكتروني أنّها شركة تنتمي إلى  مجموعة الاستثمار الآسيوية AIG. وأنّها شركة منتجة ومزودة لألياف البوليستر المعاد إنتاجها التي تنتج من الزجاجات البلاستيكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تقع مرافق الإنتاج في حديقة الغيل الصناعية، رأس الخيمة، الإمارات العربية المتحدة.

وقد أعلنت شركة آسيان فايبرز في العام 2014 أي بعد تلقي الأموال عن خطط لاستثمار 100 مليون دولار على منشأة إنتاج تبلغ مساحتها 860,000 قدم مربع في رأس الخيمة. ليكون هذا المشروع هو الأكبر لإعادة التدوير الأخضر واحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ورغم التواصل عبر البريد الإلكتروني للشركة وعبر الهاتف، إلاّ أننا لم نتلق أي رد رسمي يوضح موقف الشركة، وفيما إذا كانت على علم بتورطها في ملف لغسيل الأموال الروسية المشبوهة، ماذا تصرفت حيال ذلك.

رغم ازدياد شبهاتنا بعد اكتشافنا أن شركة آسيان بوليفوليس تتبع لها شركة أخرى في دبي هي شركة فورإيست For Est متخصصة في الفلل الفاخرة، وممتلكات الأراضي، والصفقات الكبيرة في تلال الإمارات، وأن من بين الأسماء التي تديرها شخصيات روسية منها  مكسيم توغشوف Maksim Tuguchev وهو روسي عمل كمحام في بلده الأصلي لروسيا قبل أن ينتقل إلى دبي، وكذلك إيغور مازانوف Igor Mazanov وهو روسي حاصل على دراسات الكمبيوتر وإدارة الأعمال من لندن.

وقد تواصلنا مع الأشخاص الذين تم ذكرهم لكن لم نحصل على أي رد.

ساعات فاخرة

شركة أخرى بحثنا عنها هي شركة أصيل الرافدين ASSEL AL RAFEDEEN GENERAL وهي شركة مسجلة لدى غرفة تجارة الكويت ومرخصة لمزاولة أعمال التجارة العامة والمقاولات. كما أنّها مسجلة في دبي في المناطق الحرة وتمتلك ماركة ليدي كوليكشن وهي علامة تجارية روسية.

تلقت أموالا بقيمة  58,000 دولار أمريكي من قبل واحدة من الشركات الرئيسية في ملف غسيل الأموال هي كاسيدا ليمتد KEDASSIA LIMITED بتاريخ 27/9/2013.

كما تلقت أموالا أخرى على نفس الحساب بقيمة 50,000 دولار أمريكي في تاريخ 9/10/2013 من قبل شركة كاسيدا ذاتها.

وكان سبب الدفعات وفعاً للوثائق التي حصلنا عليها هو شراء “ساعات” وهي من المنتجات ذات الأسعار المرتفعة والتي تستخدم عادة في ملفات غسيل الأموال.

ولم ترد هذه الشركة على محاولات الاتصالات المتكررة على الرقم الوحيد الذكور ضمن معلومات الشركة.

معدات بناء ومجوهرات

من بين الشركات الأخرى التي بحثنا عنها شركة أتلانتيس كابيتال ATLANTIS CAPITAL GENERAL TRADING LLC، وهي شركة مسجلة في دبي، وتعمل الشركة في تجارة المجوهرات، ويمتلك شخص يدعى يوسف داود طاهر نسبة  51 ٪ من أسهمها وهو غير معروف كرجل أعمال، كما لم تكشف الوثائق التي حصلنا عليها من سجلات الشركات اسم المالك الآخر.

تلقت هذه الشركة أموالاً بقيمة 945,890 دولار أمريكي من قبل شركة متورطة مباشرة في ملف المغسلة الروسية وهي الشركة المسجلة في بريطانيا بي آرفيرت سيستم ليمتيد PR-VERT SYSTEM LIMITED، كما تلقت أتلانتيس كابيتال تمويلات بقيمة 985,485 دولار أمريكي من قبل شركة بريطانية أخرى متورطة هي دنسن ليمتد DENISON LIMITED. وقد تم التحويل عبر البنك المتورط تراستا كومرسا، ووصلت لحساب الشركة في بنك برودا الهندي الإماراتي. وبحسب الفواتير التي اطلعنا عليها كانت الدفعات تدّعي تسديد ثمن “معدات بناء”، فيما تختص الشركة ببيع المجوهرات كما أسلفنا وهو مايثير الشكوك حول السبب الحقيقي للتحويل. وقد أرسلنا إيميلات لمعرفة تعليق البنك على ورود اسمه في هذا الملف إلى أربعة مسؤولين في البنك كان بريدهم الإلكتروني مبرزاً على موقع البنك وهم (مدير العمليات، مدير الائتمان، مدير مكتب الهند، مدير الحوالات) لكنهم لم يجيبوا، رغم مرور اسبوع على المهلة الممنوحة لهم للإجابة.

موبايل ومعدات مخالفة

وبحسب الوثائق التي حصلنا عليها، تلقت شركة أطلس موبايل ATLAS MOBILE PHONES TRADING LLC هي الأخرى دفعات مالية تجاوزت المليون نصف المليون دولار في إطار شراء بضائع مزعومة، علماً أن الشركة لا تمتلك أية سجلات علنية أو موقع إلكتروني. وقد تلقت تمويلات بقيمة 763,352 دولار أمريكي من قبل الشركة المتورطة بي آرفيرت سيستم ليمتيد وعبر البنك المتورط تراستا كومرسا، ووصلت الدفعات عبر بنك الإمارات دبي الوطني.

كما تلقت دفعة ثانية بقيمة 145,850 دولار أمريكي على نفس الحساب من نفس الشركة. ثم دفعة ثالثة بقيمة 368,029 دولار أمريكي من نفس الشركة.

كما تلقت تحويلاً مالياً بقيمة 314,743 دولار أمريكي بتاريخ 4/4/2013 على نفس الحساب لكن هذه المرة من شركة تدعى غولد هولدينغ ليميتد CALDON HOLDINGS LIMITED وهي شركة متورطة في الملف مسجلة في بريطانيا، وقد أغلقت في شباط فبراير العام 2015، بعد تسرب وثائق الفضيحة.

وقد كان مبرر الدفعات التي تلقتها شركة أطلس هو تصدير مواد بناء ومعدات كمبيوتر، علماً أن الشركة متخصصة في الهواتف.

وقد تواصلنا مع الشركة، لتوضيح وجهة نظرها حول تعاملها وتلقيها أموالاً من شركات متورطة في المغسلة الروسية، لكننا لم نتلق أي رد.

قطع تبديل

كما بحثنا حول شركة وجود اسم شركة أوتو شوك Autoshok Fzc وهي شركة روسية لديها فرع مسجل في الشارقة، وتعمل في تجارة قطع تبديل للسيارات، وهي تعمل في سوق قطع غيار السيارات منذ عام 2004. وتقدم مجموعة واسعة من مختلف قطع غيار السيارات والاكسسوارات للسيارات اليابانية والألمانية: أجزاء الجسم والبصريات والشاسيه والزجاج والمواد الاستهلاكية.

تلقت تحويلات مالية من الشركات المشبوهة تجاوزت 1.6 مليون دولار، منها دفعة بقيمة 132,290 بتاريخ 14/11/2013 من قبل شركة غريدين ديفولبمبانت GRIDEN DEVELOPMENTS LIMITED، وهي شركة متورطة في المغسلة الروسية ومسجلة في بريطانيا لكنها أغلقت في مارس آذار عام 2015، بعد تسرب أوراق الفضيحة.

كما تلقت شركة أوتو شوك أربع دفعات أخرى من قبل الشركة ذاتها، دفعة بقيمة 166,790 دولار أمريكي، وثانية بقيمة 134,765 دولار أمريكي، ودفعة ثالثة بقيمة 166,450 دولار أمريكي في اليوم نفسه. ودفعة أخرى في نفس التاريخ بقيمة 130,600 دولار أمريكي.

على صعيد آخر تلقت شركة أوتو شوك  أموالاً بقيمة 286,512  دولار في تاريخ 20/9/2013، كما تلقت دفعة أخرى بقيمة 186900 دولار أمريكي بتاريخ 28/9/2013، من قبل شركة أخرى متورطة تدعى سيبون ليميتد SEABON LIMITED، وهي شركة بريطانية أغلقت في شباط فبراير العام 2016 بعد انتشار فضيحة المغسلة الروسية وثبوت تورطها. والغريب أن الدفعات التي تلقتها كان مبررها حسب الفواتير تصدير معدات كمبيوتر، فيما تتاجر الشركة بقطع تبديل السيارات وليس أجهزة الكمبيوتر، وهو مايبرر الشكوك بالفواتير.

القابضة

كما بحثنا في شركة  شركة آفا كوميرشال جروب  AVA COMMERCIAL GROUP LTD فمقرها روسيا. وهي جزء من مجموعة أفا القابضة وتعمل في مجال الاستيراد والتصدير في بلدان آسيا الوسطى والشرق الأوسط وروسيا والصين. بدأت مجموعة أفا القابضة أنشطتها في مجال التجارة الإلكترونية وتكنولوجيات الإنترنت الجديدة في عام 2005. ومع تطور الأعمال، اتخذت مجموعة أفا قرارا بإنشاء شركة للعمل في مجال التجارة والتصدير والاستيراد. ووفق ما صدر في موقع الشركة ففي الوقت الحاضر النشاط الرئيسي للشركة هو استيراد المنتجات الزراعية والفواكه المجففة ومواد البناء وغيرها من السلع من الشرق الأوسط إلى روسيا. تصدير الخشب والبصريات وغيرها من السلع من روسيا إلى الشرق الأوسط، وكذلك استيراد السلع من الصين. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة أفا غروب هولدينغ في مجال النقل الدولي وتقدم الاستشارات بشأن الخدمات الجمركية.

تلقت شركة AVA COMMERCIAL GROUP LTD تمويلات بقيمة 170,000 دولار أمريكي بتاريخ 20/9/2013 من قبل الشركة SEABON LIMITED. كما تلقت من نفس الشركة ونفس التاريخ دفعة ثانية بقيمة 100,000 دولار على نفس الحساب. وقد تم التواصل مع الشركة، دون تلقي أي رد.

المخاطرة

كما ورد اسم شركة شركة بكة القابضة المحدودة BAKA LIMITED في دبي ويمتلكها رجل الأعمال السعودي منصور العثيمين. وهي مؤسسة لرأسمال المخاطرة والنيابة عن المستثمرين في شراء عقارات.

تلقت تمويلات بررتها الفواتير لتسديد ثمن أجهزة كمبيوتر بقيمة 202,618 دولار أمريكي بتاريخ 11/12/2013 على حسابها في بنك ستاندرد تشارترد من قبل الشركة المتورطة ويست بورن انتربرايز ليمتد WESTBURN ENTERPRISES LIMITED، وهي شركة بريطانيا توقفت في فبراير شباط 2016، بعد انتشار وثائق تورطها.

تمويلات فاخرة

شركة إماراتية أخرى متخصصة في المجوهرات تسمى باريشيللو للساعات والمجوهرات BARRIECHELLO WATCHES AND JEWELLERY L.L.C، تلقت تحويلات مالية بقيمة 190,000 دولار أمريكي بتاريخ 18/3/2013 من قبل الشركة المتورطة غولدن هولدينغ. ودفعة أخرى بقيمة 69,910 دولار أمريكي بتاريخ 9/9/2013 من قبل شركة بريطانية متورطة عي كاسيدا ليمتد KEDASSIA LIMITED.

وتلقت الشركة تمويلات بقيمة 110,000 دولار أمريكي بتاريخ 25/3/2013 الشركة المتورطة سيبون ليمتد، كما تلقت من الشركة نفسها بتاريخ 14/4/2013 تحويلاً مالياً بقيمة 109,700 دولار أمريكي.

وكان اللافت أن مبرر الدفعات وكالعادة هو ليس فقط شراء ساعات بل أجهزة كمبيوتر من شركة متخصصة في المجوهرات. ولم يتوفر أي طريقة للتواصل مع شركة باريشيللو بسبب عدم توفر موقع إلكتروني أو طريقة للتواصل.

أنجز هذا التحقيق بدعم شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) www.arij.net ومشروع التحقيقات الاستقصائية في الجريمة المنظمة والفسادOCCRP www.occrp.org/en -Organised Crime and – ضمن مشروع The Russian Laundromat.


تعليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *