زيادة في إنتاج الدواء المخدر
لم يكن ممكناً من خلال زيارات متعددة لمعامل الأدوية والمستودعات لإجراء التحقيق بالتعاون مع شبكة أريج – إعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية — معرفة أرقام ونسب بيع الأدوية.
إلا أن مسؤولاً في مديرية الصحة أوضح أن استهلاك مدينة دمشق من دواء بالتان (5 ملغ) بلغ ما يقارب 14400 علبة بين الشهر الأول و الشهر العاشر من عام 2006. أما استهلاك سيمو الأخضر فبلغ 7000 قطعة، وهذا الرقم هو ما يتم إدخاله نظامياً من المستودع إلى الصيدليات في منطقة دمشق.
وخلال البحث عن الأرقام الحقيقية لمبيعات أدوية سيمو الأخضر وبالتان، باءت أغلب المحاولات بالفشل.
حتى السؤال عن اسم المطبعة التي يطبع فيها كرتون الأدوية لمعرفة عدد النسخ التي تطبع لم يجدِ نفعاً لعدم توفر أي مصدر في تلك المطابع.
إلا أن توافر نسخة من الـ GMR الـ Global marketing research) ) ومقرها عمان، الأردن، ويحسب نسبة مبيع كل دواء بشكل وسطي. ساعد المرجع هذا في الحصول على أرقام تقريبية لإنتاج “سيمو” الأخضر وبالتان، علماً بأن هناك معادلات عديدة تستخدم في عملية الحساب وفقاً لهذا المرجع، منها مثلاً أخذ عينة من 200 صيدلية في دمشق وحساب مبيع الدواء في يوم واحد ضرب 1000 يعادل مبيع الدواء في سورية سنوياً.
بحسب المرجع، منذ الشهر العاشر من عام 2005 لغاية الشهر العاشر من عام 2006 بيع من دواء “سيمو الأخضر” 250 ألف قطعة، فيما بلغت مبيعات “سيمو” من دون كودائين 100 ألف قطعة أما بالنسبة لدواء “البالتان” 5 ملغ فبلغت مبيعاته في الفترة ذاتها 200 ألف قطعة. مع العلم بأن النسبة مقسمة على مناطق سورية كالتالي: 45% دمشق ، 35% محافظة حلب ، 20% باقي المحافظات .
في دمشق سبعة عشرة غرفة لعلاج 153 مدمنا؟
في ساحة العباسيين بدمشق، تطل على المارة لافتة كبيرة كتب عليها (الدار الوطنية لمعالجة الشباب من الإدمان) وهو بناء ضخم بجدران بيضاء عالية وأبواب حديدية محكمة الإغلاق. في سجل القبول تدون الكميات المتعاطاة والمنطقة، حيث تبين أن أكثر المناطق عرضة للتعاطي بحسب السجل، هي المناطق التي يعيش فيها الناس حول أحزمة أو خطوط الفقر، مثل أحياء المخيم و مساكن برزة.
و يظهر السجل أيضاً أن عدد حالات القبول في عام 2004 بلغ 744 منها 122 حالة إدمان دوائي. وفي عام 2005 كان العدد الكلي 573، أي أقل من العام السابق، لكن حالات الإدمان الدوائي ارتفعت إلى 153 حالة. كل ذلك في الوقت الذي تحتوي فيه الدار على سبعة عشر سريراً فقط لمعالجة هذه الحالات.
أدوية للمرضى ..وللمدمنين أيضا!
في هذا الاثناء، يستمر تحدي اساءة استعمال الادوية الطبية التي تحتوي على مواد مخدرة. مثل عالية، وهي فتاة جامعية تتعاطى الأدوية المخدرة. بدأت بتناول ثلاث حبات من دواء (بالتان) قبل دخولها الامتحان لأنه يعطيها “طاقة أكبر لتذكر كل شيء” حسب ما قالت.
عالية التي لم تتجاوز الـ23 عاما مقتنعة بجدوى تناول مثل هذا النوع من الدواء. في البداية كانت تتناول نصف حبة (بالتان) يوميا. الآن وبعد مرور ستة أشهر أصبحت تتناول ثلاث حبات كل ست ساعات، مع العلم أنها ايضا كانت تتناول قبل هذا الدواء، وبكميات متفاوتة، شراب السعال (سيمو) الأخضر وهو الدواء الأكثر شهرة لمدمني الادوية الطبية في سورية حيث لا يتجاوز سعره الخمسين ليرة سورية. وفي مرحلة لاحقة صارت عالية تخلط دواء سيمو مع حبوب بروكسيمول (مسكن ألم).
تحصل عالية على هذه الأنواع من الأدوية المخدرة رغم أن قوانين نقابة الصيادلة في دمشق تمنع بيعها إلا من خلال وصفات طبية.
وكانت بارعة في لعب دور الفتاة المسكينة التي غالبا ما “تنسى” الوصفة الطبية الخاصة “بأمها المريضة في البيت”، أو “تضيعها في الطريق أو تاكسي الأجرة” قبل وصولها إلى الصيدلية!!.
أنجز هذا التحقيق بدعم وإشراف شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) www.arij.net
اترك تعليقاً