مقزز

2012/05/16
التاريخ : 16/05/2012

 * حمدان الحاج – الدستور  الاساءات التي يتعرض لها اصحاب الاعاقات في بعض مراكز «قلة التربية» توضح المأزق الذي تعيشه هذه المراكز والعاملون فيها وكذلك الحالة المدمرة التي تنعكس على نفسيات «ذوي الاحتياجات الخاصة» الذين يرسل اباؤهم وامهاتهم بهم اليها حتى يقضوا اطول وقت ممكن خارج سجن البيت الى فسحات التعلم والتواصل واللعب داخل وخارج قاعات «متعة الضرب». مقزز هذا الذي يجري ومقزز اكثر هذا التضليل المبرمج الذي يقع ضحيته المعاقون الذين جارت عليهم اوضاعهم بحثوا عن امل او بعض ترفيه فاذا بهم يخضعون لغرف تعذيب وصفع وضرب و»خرمشة» وشغل شبيحة الجوار عندما تقوم المربية بالنطنطة على جسد الطفل وكل ذلك لتؤدبه، بينما يجد مفتشو وزارة التنمية الاجتماعية عندما يقومون بجولات على المراكز تلك الترحاب المصطنع والتهليل والغرف المضاءة والعصائر بانواعها وعندما يغادرون تضاء غرف التعذيب لاخذ الوجبة الحقيقية التي اعتاد الاطفال عليها او ادمنت اجسادهم عليها ولما يجن الليل تقل اعداد الموجودين وتقل الرقابة ويخف عدد الشهود «هذا اذا كان هناك شهود او خوف منهم»، عاملات ليس المطلوب منهن ان يشعلن اياديهن شموعا للطلاب ولكنهن يمعن في الاساءة الى هؤلاء النزلاء.. الاصل بناية وبعض موظفات وكراسي ورسومات واعلان فياتي الاهالي طلبا لتعليم ابنائهم ليخففوا مصابهم ومعاناتهم فاذا بهم يقعون ضحايا نفوس مريضة سقيمة معفنة قليلة الاحترام للنفس والانسانية فهل هذه مراكز للتربية والتوعية ام مراكز اعتقال وتعذيب وسجون للحصول على اعترافات منتسبيها عن اي شيء لان الضرب لا يستخدم الا في حالات قليلة ومنها الحصول على المعلومات ممن ينكرونها. ويجر الاطفال كالخراف التي تساق للذبح او لتشرب اخر قطرة من ماء قبل اتمام عملية الذبح ولكن هؤلاء النزلاء سيقوا من قبل مسؤولات عصبيات انطوائيات قليلات فهم وتدبير وحالات التعذيب والتعنيف والاهمال وسوء المعاملة مقرفة وكأن ذلك اصبح هواية عششت في قلوب وعقول هؤلاء النساء الى ان يصل الامر الى ان يمارس السائق «الحقير» الجنس مع قاصر في الباص. فهل بقي من انسانية بعد كل الذي يجري؟. انت تصاب بالغثاء عندما تسمع ان الضحك على العقول يصل الى مدى غير عادي حيث يتم ترتيب غرفة نموذجية لاستقبال النزلاء «الضحايا» فيتم استقبال الاهالي في هذه الغرفة النموذجية حيث التلفزيون والسرير والاهتمام البالغ والتشخيص المتواصل والعناية الدقيقة وعندها فقط يرتاح الاهل ان ابناءهم في ايدٍ امينة فاذا هي خائنة خائبة مزرية في عباراتها واستجوابها للاطفال ويقيدون الى الكراسي والاسرة التي يفترض بها ان تكون ملاذا لاجسادهم طلبا للراحة فاذا هي محطات متنقلة للتعذيب والاهانة والضرب المتكرر على الوجه والظهر والبطن والعين فلا مكان محرما. اما في الليل، فان الامور تختلف ويكون الحراك بشد الاذن ودفع النزلاء الى النوم بدون عشاء مع ان اهاليهم دفعوا اثمان هذه الوجبات مقدما لدرجة ان هؤلاء النزلاء لا يجدون ما ياكلونه من «فتافيت» الخبز حتى في سلال الزبالة فهل هناك اهانة وسرقة وخيانة وسوء طالع وسوء حال اكثر من ذلك؟ وهل بقي للمراكز ما تقوله سوى انها تبرر انحطاط القيم لانها بلا قيم ولا اخلاق؟. هي ليست مراكز تربية بل هي مراكز اعتقال حولت نفسيات المنتسبين اليها الى اناس شرسين انطوائيين عصبيين غير راغبين في التعامل مع الاخر حتى لو كان هؤلاء اباءهم فمن يعيد لهم اعاقاتهم بعيدا عن ضرب مشرفات المراكز؟

للإطلاع على التحقيق كاملا

أخبار ذات صله