بدأت في دمشق أمس الاثنين 2 شباط، ورشة عمل حول أسس الصحافة الاستقصائية القائمة على توثيق المعلومات والحقائق بأتباع أسلوب منهجي وموضوعي تدخل في عمق قضايا تهم الرأي العام للمساهمة في تقديم حقائق تساعد متخذي القرار على أحداث تغيير للمنفعة العامة. يشارك في الورشة التي تنظمها شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) بالتعاون مع وزارة الإعلام وبدعم من السفارة البريطانية 18 إعلامية وإعلاميا في مجال الإعلام المرئي والمسموع من القطاعين العام والخاص بإشراف مجموعة من المدربين والصحافيين المحترفين العرب والأجانب. ويناقش على مدى أربعة أيام محاور عمل تؤدي إلى إنجاز تحقيقات استقصائية عن قضايا مجتمعية بمواصفات مهنية وعلمية في قضايا محورية كالتلوث البيئي وقضايا العنف الأسري، والأدوية المزيفة، وعمالة الأطفال. وقال السفير البريطاني سايمون كوليس أنّ السفارة البريطانية يسرها دعم مثل هذه الورشة التي تهتم بالبحث الاستقصائي، وتأتي في وقت ازدادت فيه أهمية هذا النوع من الإعلام المحترف على مستوى العالم. وأضاف أن بلاده تؤيد التعاون والتعامل بين صحافي المنطقة وخارجها، خاصة في ضوء التطورات الهائلة التي غيرت خارطة الإعلام مع انتشار الانترنت وظهور وسائل جديدة كالصحف الالكترونية والمدونات. وتابع قائلا: “وهذا التطور يتطلب تحديث أساليب عمل الصحافة والإعلام لتعزيز قدرتها على التواصل مع جمهورها من المتابعين”. من جهته أشار طالب قاضي أمين مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني العربي الذي يستضيف الورشة، إلى أهمية هذا النوع الإعلامي الجديد والواعد في سورية بعد أن بدأ كتقليد محترف في الغرب قبل عقود. ودعا شبكة أريج إلى تنظيم ورشات على مستوى عربي في هذا المركز الذي يتبع لجامعة الدول العربية. وقالت المديرة التنفيذية لشبكة أريج رنا الصباغ أن الشبكة الإقليمية ومقرها عمان هي أول منظمة في العالم العربي تقدم الدعم الفني لتعميق هذا النهج الإعلامي في غرف التحرير. وقالت الشبكة طورت خلال الأعوام الثلاث الماضية أسس لهذا العمل تزاوج بين أفضل الممارسات الغربية والعربية وما بين النظري والعملي في الصحافة الاستقصائية. حيث يتم تدريب الصحفيين على البحث العلمي وبإشراف مهني خلال فترة إجرائهم للبحوث المدعومة من الشبكة لتوجيههم ومساعدتهم على إزالة أية عقبات قد تعترض سبيلهم”. تغطي الشبكة سوريا ولبنان والأردن ومصر، كباكورة لنشاطها في العالم العربي. وتهدف (أريج) إلى مساعدة الصحفيين والمحررين والإعلاميين، من خلال العمل على بناء ثقافة الصحافة الاستقصائية المحترفة النابعة من سلوك مهني راق، قائم على الصدق، والموضوعية، والتوازن، والدقة الصارمة. توفر شبكة (أريج) منحا لمساعدة الصحفيين والمحررين المتحمسين لسبر أعماق بعض القضايا المجتمعية الهامة في مجال البيئة والصحة والدواء والتعليم لا يستطيعون استقصاءها بسبب صعوبات مالية لتغطية تكاليف العمل الميداني، أو عدم استطاعتهم الحصول على إجازة مدفوعة الأجر من عملهم لمتابعة هذا النوع من التحقيقات التي تتطلب تفرغا كاملا لأسابيع أو لأشهر
