شبكة "أريج" تحصد اثنتين من ثلاث جوائز بريطانية للصحافي المتقصي في العالم العربي لعام 2007

2010/06/20
التاريخ : 20/06/2010

عمّان (أريج) – حصدت صحافية لبنانية واخرى سورية على جائزة الصحافي المتقصي 2007 الممولة من الخارجية البريطانية، نظير تحقيقين، نشرتاهما في صحيفة “الحياة” اللندنية واسعة الانتشار، بأشراف وتمويل من شبكة – أريج – “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية”. فازت فاطمة رضا بالجائزة الاولى مقابل تحقيقها في ظاهرة عنونتها “مكتومو القيد في لبنان: “ألاف لم يولدوا في وثائق الدولة اللبنانية… ولم يموتوا” تناولت الأوضاع الاجتماعية والمعيشية لمكتومي القيد في لبنان وانعكاس غياب بطاقة الأحوال الشخصية على حياتهم العامة والخاصة وفازت الزميلة لينا الجودي الثالثة لنشرها تحقيق تناول ظاهرة اختفاء تلال أثرية: تل قرقيسيا تحت قرية “البصيرة” شرق سورية تحكي قصة الحضارات المتعاقبة بسبب جهل السكان وقصور التشريعات ونقص في حراس الآثار وفي المخصصات المالية. التحقيقان أجريا بأشراف وتمويل ودعم من شبكة أريج، أول منظمة إعلامية تدعم الصحافة الاستقصائية في العالم العربي، تأسست عام 2006 ومقرها عمّان. في حين نال الزميل  الفلسطيني رائد لافي من جريدة الأخبار على المرتبة الثانية لتحقيق تناول ظاهرة جرائم الشرف. أعلنت النتائج خلال حفل عشاء أقيم مساء الجمعة في عمان برعاية السفير البريطاني في عمان جيمس واط، ووزير الدولة لشؤون الإعلام، ناصر جودة مندوبا عن رئيس الوزراء نادر الذهبي. وعبرت الزميلة رضا، المحررة والصحافية في ملحق أسرة والصفحة الالكترونية في يومية “الحياة”، عن سرورها وقالت انه نابع من أنها أنجزت عملاً صحافياً، تداوله أشخاص من أهل الاختصاص وقيّموه. وتابعت أن ” الوصول إلى هذه المرحلة مكافأة تعني لي كثيراً. ولكم تصبح المكافأة أكبر، إذا أخذت قضية “مكتومي القيد” في لبنان، موضوع التحقيق الاستقصائي الذي نفّذته، طريقها إلى المعالجة والحل. فوجودي في هذه المرحلة، هو بفضل أشخاص أحياء لا ثبوت لوجودهم.” وشكرت رضا والتي تعمل في صحيفة “الحياة” منذ 2002 شبكة أريج والدعم المادي والمعنوي والمهني الذي وفر لها “الظروف والوقت لإنجاز تحقيق استقصائي، على المستوى المطلوب.” وعبرت الزميلة الجودي(23 عاما) الطالبة في قسم الإعلام في جامعة دمشق، عن سعادتها بالفوز. وقالت الصحافية المستكتبة لملحق الشباب في صحيفة “الحياة”، أعتقد أن العمل وفق محاولة الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الحرفية، واحترام القارئ أمران ساعدا على ترشيحي لهذه الجائزة. ” وأضافت:” طبعاً من الرائع أن يجد الصحافي وأي شخص يعشق عمله جهات تقدر مجهوده وتحترمه، أشكر كل الزملاء على خبراتهم التي أفادوني بها، وأخص مؤسسة أريج التي لولا دعمها لما خرج التحقيق بصيغته هذه التي نالت رضا لجنة التحكيم”. المسابقة أصبحت عرفا سنويا منذ العام 2003. وتشمل الإعلام اللبناني والسوري والأردني والفلسطيني وهي ممولة من قبل الخارجية البريطانية بالتعاون مع مؤسسة طومسون البريطانية وهي مؤسسة غير ربحية تعمل في مجال التدريب العملي للمهارات الإعلامية. من جهتها، عبرت  الزميلة رنا الصباغ، المديرة التنفيذية “لشبكة أريج” عن سعادة مجلس الإدارة وكادر مكتب المنظمة الإقليمي ومقره عمان والمشرفين الإعلاميين  والصحافيين الـ 120 من أعضاء الشبكة في سورية والأردن ولبنان، بالفوز الذي حققته الزميلات الجودي ورضا والأربعة الآخرين ممن لم يحالفهم الحظ مع أنهم وصلوا المرحلة النهائية من المسابقة وبدعم من الشبكة. الزملاء هم: حيدر المجالي من الاردن (صحيفة الرأي) ، والسوريين بثينة عوض (مجلة أبيض أسود) معن عاقل، وجديع دواره من موقع سيريانيوز الالكتروني. وقالت ان هذه النتيجة “هي ثمرة جهد كبير قام به مجموعة رواد تضم أكاديميين جامعيين ومدربين إعلاميين عرب وأجانب من الدنمارك وفرنسا والسويد، لتأسيس معايير عالية تصبح المرجعية  لبيان مهنية وحرفية التحقيق الاستقصائي ليكون له وقع على الرأي العام”. وتابعت : “خلال تلك المدة الزمنية القصيرة تبادل الجميع خبراتهم المهنية التراكمية، وتشاركوا مع إعلاميين ومحررين عرب يؤمنون برسالة الصحافة الاستقصائية وعملوا بدون توقف لإنجاحها متجاوزين الكثير من الصعاب والتحديات المهنية والقانونية والثقافية والأخلاقية التي أعترضتهم وما زالت “. وأضافت: “هؤلاء جميعا عملوا بتناغم كبير وبتفان شخصي منقطع النظير لتعزيز ثقافة العمل الصحافي الاستقصائي المتأسس على سلوك مهني راق ٍ قائم على الصدقية، والوضوح،  والموضوعية والتوازن والدقة الصارمة ضمن سياق أخباري رشيق ومتناسق بعيداً عن أسلوب الابتزاز والتخندق والتحيز واحتكار الصواب”. تخلل حفل مساء الجمعة توزيع ثلاث جوائز أخرى لأفضل أعمال استقصائية تلفزيونية. فاز بالمرتبة الأولى الزميل ضياء أبو طعام من لبنان تناول قضية تلوث بيئي مرتبطة بالفساد، ومراد البطوش من الأردن لتحقيق تلفزيوني لصالح الشركة الأردنية المتحدة للبث التلفزيوني حول ظاهرة الأخطاء الطبية، وحصل فراس حاطوم من لبنان، تلفزيون قناة الجديدة على المرتبة الثالثة لقاء تحقيق عن الأوضاع في سجن رومية. تقدم لهذه السنة 120 مشاركا من الدول الأربع -سوريا والأردن ولبنان وفلسطين ( 102 عن الصحافة المطبوعة و18 عن الصحافة المرئية) منهم 43 صحافياً من سوريا التي تقدم منها العدد الأكبر. وقال السفير واط ان لجنة تحكيم الجائزة أبلغته أنها لاحظت “تحسن كبير في نوعية التحقيقات التي قدمت للمشاركة في المسابقة بالمقارنة مع عام 2006 مما صعب من عملية اختيار الفائزين”. يجرى التحكيم ،عادة، على مرحلتين، في الأولى يجري ترشيح الأعمال، وفي المرحلة النهائية يتم اختيار ثلاثة من الأعمال المرشحة للعمل المطبوع ومثلها للتلفزيوني، وبعدها، اختيار المحكمين من البلدان الأربعة المشاركة، بينما إنتقاء التحكيم النهائي لإعلاميين ينتمون إلى دول أخرى. تهدف المسابقة والفعاليات التدريبية المرافقة لها، بأشراف مؤسسة طومسون، إلى تجذير العمل في مجال التحقيقات الاستقصائية، القادرة على البحث بمهنية عالية في قضايا ذات أهمية للمنطقة وشعوبها، بالاضافة الى خلق بيئة من التحفيز والدعم المعنوي للصحافيين المتميزين. وفي ذلك تكامل مهني وإعلامي مع نشاط شبكة “أريج”. تمنح شبكة “أريج” تدريباً مهنياً يحوي أسس ومنهجية الصحافة الاستقصائية حسب المعايير الدولية، وأوجدت منحا لتمويل مشاريع استقصائية معمقة تهدف إلى كشف قضية تهم الرأي العام بهدف التغيير للمنفعة العامة، كما تغطي تكاليف العمل الميداني بما فيها عرض التحقيقات النهائية على محامين لبيان الرأي وضمان سلامتها القانونية قبل نشرها من قبل المؤسسات الإعلامية المشاركة، كما تصدرعلى موقع الشبكة الالكتروني لتعميم المنفعة بين الإعلاميين والمحررين العرب. وتوفر شبكة “أريج” منحا نقدية لمساعدة الصحافيين والمحررين المتحمسين لسبر أعماق بعض القضايا المجتمعية الهامة في مجال البيئة والصحة والدواء والتعليم ممن لا يستطيعون استقصائها بسبب عدم توفر المال لتغطية تكاليف العمل الميداني، أو عدم استطاعتهم الحصول على إجازة مدفوعة الأجر، من أماكن عملهم لمتابعة هذا النوع من التحقيقات التي تتطلب تفرغاً كاملاً لأسابيع أو لأشهر. وأشارت دراسة قام بها المعهد الدولي لمساعدة الإعلام، ونشرت نهاية العام الماضي، أن شبكة “أريج” هي المنظمة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تقدم دعماً مادياً ومعنوياً للصحافيين الاستقصائيين وهي من بين شبكة تضم 39 مؤسسة مماثلة غير ربحية تعمل حول العالم. وسيستضيف الأردن في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل أول مؤتمر عربي للصحافيين الاستقصائيين، من أعضاء شبكة “أريج”، بحضور عدد من كبار الصحافيين الاستقصائيين حول العالم لتبادل الخبرات والتشبيك المؤسسي. وستعقد على هامش المؤتمر دورات تدريبية في استعمال الكمبيوتر لأغراض التحقيق، إضافة إلى تعميق الفائدة من محركات البحث الالكتروني المتطورة. شبكة “أريج” ،ممولة لفترة انتقالية، من البرلمان الدنماركي بالتعاون مع مؤسسة الدعم الإعلامي الدولي ومقرها كوبنهاغن ومنظمة الصحافة الاستقصائية الدنماركية لكي تعينها على تغطية تكاليفها الأساسية، بينما تتحول صوب الاعتماد على القدرات الذاتية من خلال نشاطات تدريبية في الفترة المقبلة لتتمدد في أجزاء أخرى من العالم العربي

أخبار ذات صله