جائزة «التفوق الإعلامي» لتويني ورضا وحاج علي

2010/01/20
التاريخ : 20/01/2010

تحول حفل جوائز عصام فارس للتفوق الاعلامي – وهو الاول – تكريما لغسان تويني الذي غاب بداعي السفر، لكنه حضر بنايلة تويني وبكلمات شاءها رسالة الى الجيل الرابع في الصحافة اللبنانية الحرة ومن سيليه. واذ مُنح تويني “جائزة العمر للتفوق الاعلامي”، قال فيه وزير الاعلام طارق متري انه “رجل الهويات المتصالحة في زمن يتهدده اختزال الناس في هوية واحدة. واشار الى “ان الاصرار عند تويني في العودة تكرارا الى الدستور ليس مجرد استعانة بنصه حكما في الخلافات، بل هو استدعاء للقيم التي يضمرها، وهي شرط السياسة”، ليختم بأن غسان تويني “يكتب من جرح، ولو انه كثيرا ما يغطي جرحه ليكتب”. الحفل تم بدعوة من مؤسسة عصام فارس وجمع في فندق فينيسيا اهل الاعلام على تنوعه، ومعهم الوزير متري، ونقيب الصحافة محمد بعلبكي، ورئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، وممثل نقيب المحررين جوزف قصيفي. نالت فاطمة رضا من صحيفة “الحياة” جائزة افضل تحقيق اجتماعي، ويوسف حاج علي من “السفير” جائزة افضل تعليق اجتماعي، اما جائزة العمر للتفوق الاعلامي فمنحت الى رئيس مجلس ادارة “النهار” غسان تويني تقديرا لمساهماته في عالم الصحافة منذ اكثر من نصف قرن. بداية ترحيب من الباحثة في مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية” نانسي جبرا، ثم القى السفير عبدالله بوحبيب كلمة الرئيس عصام فارس فأشاد بقدرة الاعلام اللبناني على الاستمرار والتطور رغم التحديات الكبيرة التي مر ويمر بها، لافتا الى التضحيات الجلى التي قدمها خلال مسيرته الطويلة لاعلاء راية الحقيقة والعدالة والمعرفة والدفاع عن الحريات العامة. وقال ان جائزة عصام فارس للتفوق الاعلامي ليست سوى بادرة رمزية اريد لها ان تكون تعبيرا عن اعتزازنا بالاقلام المجلية وتحفيزا للمواهب الاعلامية على المزيد من الابداع والعطاء. والقى الدكتور رغيد الصلح كلمة المركز فشدد على اهمية بناء علاقة وطيدة ومزدهرة ما بين الاعلام اللبناني من جهة ومراكز العلم والفكر والبحث من جهة اخرى، مشيرا الى ان في ظل هذه الشراكة يتوافر للبنانيين المزيد من الفرص للتعرف على الحقائق ويتوفر المزيد من الامكانات لتطبيق مبدأ حق المواطن في المعرفة. ووجه الصلح باسم المركز تحية اكبار وتقدير الى المئات من الاعلامين الذين لم يشتركوا في جائزة التفوق لهذا العام ولكنهم يستحقون كل تكريم بسبب ابداعاتهم وتفوقهم. ثم قدم عريف الحفل الزميل وليد عبود الفائزين، فأشار الى ان الصحافية فاطمة رضا نالت جائزة افضل تحقيق اجتماعي لتحقيق عن مكتومي القيد في لبنان نشر في “الحياة” تحت عنوان “مكتومو القيد في لبنان: الاف لم يلدوا في وثائق الدولة.. ولم يموتوا” بتاريخ 12 – 8 – 2007 اما يوسف حاج علي فقال عبود انه نال جازة افضل تعليق اجتماعي عن مقال يتناول الاضرار الصحية لاثقال الحقيبة المدرسية تحت عنون “وزن الحقيبة المدرسية خطر يؤسس لشباب مصاب بالديسك” المنشور في “السفير” بتاريخ 18 – 10- 2007. وقال ان حاج علي محرر في قسم المحليات في “السفير” منذ العام 2005 ونشر سلسلة تحقيقات متنوعة في اقسام المحليات والبيئة والتربية والاجتماعيات، اضافة الى مقابلات وتغطيات اخبارية. وبعد تسلم الجوائز القت الزميلة نايلة تويني كلمة جدها الذي شكر مركز عصام فارس لأنه يساهم في نشر ثقافة الحرية وتكريم الذين نالوا الجوائز الاخرى لولوجهم الصحافة عبر العلم وليس الارتجال. وشدد على ان لا تكريم للصحافة اكبر من الاعتراف بحريتها، وتحصين هذه الحرية بالالتفاف الوطني حولها، حين تغيب الزعامات السياسية، وتغرق دول في التخلف حينا، والانظمة الديكتاتورية احيانا، والاثنان يلتقيان ويتكاملان. ورأى تويني ان صراع الصحافة خلال الستين السنة من عمره المهني، كان بديلا من صراع الشعوب، ودفع بعض الصحافيين حياته وآخرون حرياتهم سجنا واضطهادا واغتيالا، بديل صراع الحكومات التي تفترض الديموقراطية ان تكون الصحافة رقيبا عليها وهاديا لها. وقال : هذا ما يجب ان نفتخر به، بأن الصحافة اللبنانية هي الوحيدة في العالم العربي التي تمارس الديموقراطية، نيابة حتى عن الصحف التي اسسها اجدادنا ورعيلنا الاول مع النهضة العربية في كل العواصم، حيث صار امتلاك الحكومات للصحف وتأميمها الحاجز الاول دون ممارسة عدد من الشعوب العربية لدورها البناء في استكمال النهضة التي انطلقت مع الصحافة الحرة التي كانت بيروت عاصمتها الاولى منذ منتصف القرن التاسع عشر. واعتبر ان “التكريم ليس موجها له بل الى “النهار” التي سبق نجاحها توليه رئاسة تحريرها قبل 60 سنة وممارسته الصحافة فيها بكل اشكالها، مذكرا بالمهمة الاولى التي انتدب نفسه اليها كمراسل حربي مع الجيش الاردني، بينما كان زميله الاعز كامل مروة يمارس التغطية نفسها كمراسل مع الجيش اللبناني في حرب فلسطين الاولى. واضاف: “حققت هذه المهمة التي اوصلتني الى القدس حضوري وتغطيتي الجمعية العمومية للامم المتحدة التي اقترعت العام 1947 على تقسيم فلسطين. واشار الى ان ما يفتخر به هو انه حمل الى الصحافة ارث الحرية والحق، من ثقافة تلقاها قبل انتسابه الى المهنة مجبرا اثر وفاة والده مؤسس “النهار” والمرجع الاول لنجاحها ورسم سياستها، من ثقافة اجتمعت فيها الفلسفة التي درسها على شارل مالك والتاريخ الذي درسه عبر الدكتور قسطنطين زريق، وادب النهضة الذي درسه على يد الدكتور انيس الخوري المقدسي. وهنأ وزير الاعلام طارق متري الفائزين بالجوائز الثلاث، وشكر مركز عصام فارس على جهوده في غير مجال وتخصيصه الاعلاميين اللبنانيين باهتمامه. ورأى ان هناك ميلا قويا الى توسل اعلام الرأي للتعبئة السياسية، وان الرأي عوض ان يكون همه الاول اقناع القارئ او المستمع او تمكينه من تكوين اقتناعاته، ينشغل باثارته واستنهاضه ايا كانت السبل فلا يجد اي حرج بالاختزال والخلط والايحاء والمبالغة. ولفت الى ان غسان تويني هو “رجل الهويات المتصالحة، في زمن يتهدده اختزال الناس الى هوية واحدة والى ان أدوار تويني ولغاته تجتمع في ائتلاف مركب يتجدد كل يوم وفي كل حالة. كما تلتقي هوياته، اللبنانية والعربية والمسيحية الشرقية وانسانية المشارق والمغارب، في وحدة قصد تأخذ الى المصيريات، رغم انشغاله بحرفيات الصحافة والمتابعة الصبورة لتفاصيل الحياة السياسية، واشار الى “ان الاصرار عند تويني في العودة تكرارا الى الدستور ليس مجرد استعانة بنصه حكما في الخلافات، بل هو استدعاء للقيم التي يضمرها وهي شرط السياسة”. واضاف: “غسان تويني صاحب نهج يؤلف ولا يكفيه ان يجمع ويوفق. لأنه رجل ثقافة. لا يرضاها زينة او اضافة كمالية للحياة العامة”. وقبل كل ذلك وبعده، يكتب غسان تويني من جرح، ولو انه كثيرا ما يغطي جرحه ليكتب”. ووزع على الحاضرين كتيب عن الجائزة يتضمن نبذة عن تاريخ الصحافة اللبنانية ويلفت الى ان جوائز التفوق الاعلامي للسنة الجديدة ستمنح الى صاحب افضل تقرير تلفزيوني يتناول قضايا اجتماعية يعتمد على البحث والتحقيق الميداني، والى صاحب افضل تحقيق صحافي بيئي يعتمد البحث الميداني لمعالجة ملفات بيئية، فضلا عن جائزة العمر للتفوق الاعلامي. وفاجأ ابو حبيب الزميل في “الديار” سيمون ابو فاضل بقالب حلوى احتفاء بعيد زواجه، ثم كانت موسيقى.

أخبار ذات صله