تجارب الشرق والغرب في التحقيقات الصحفية الاستقصائية

2010/06/20
التاريخ : 20/06/2010

تجارب الشرق والغرب في التحقيقات الصحفية الاستقصائيةأكاديميون وصحفيون من شبكة (أريج) يشاركون في ورشة عمل في الدانمارك “لقاء بين تجارب الشرق والغرب في التحقيقات الصحفية الاستقصائية”، بهذه الكلمات وصف الدكتور نبيل الدجاني رئيس مجلس إدارة شبكة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)” ورشة العمل الأولى التي جمعت صحفيين عرباً وغربيين في مدينة (آرهوس) الدنماركية مطلع شهر أيار. وشارك في ورشة العمل من الجانب العربي عدد من الصحفيين والأكاديميين العاملين مع شبكة (أريج) : جورج حواتمة، رئيس تحرير صحيفة الرأي الأردنية (2000-2003) ورئيس المعهد الإعلامي العربي في عمان،  سعد حتّر مراسل إذاعة بي بي سي البريطانية في الأردن، د. مروان قبلان استاذ علوم سياسية واعلام في كلية الإعلام بجامعة دمشق، والإعلامي  السوري المخضرم ثابت سالم، بيسان الشيخ مراسلة صحيفة الحياة في بيروت ورئيسة ملحق شباب التابع للصحيفة، والصحفي حمود المحمود من جريدة تشرين السورية. الورشة التي نظمتها وكالة دعم الإعلام الدولي ومقرها كوبنهاغن في الفترة مابين 30 نيسان/ أبريل إلى 5 أيار/ مايو 2007 والتي عقدت في معهد الصحافة الدنماركي (ارهوس) محاور تناولت تقنيات صحافة التحقيقات الاستقصائية وعملية الإشراف عليها من قبل إعلاميين محترفين يقومون بدور المرجع الإعلامي للصحافي الذي يعمل تحت مظلة شبكة أريج خلال فترة التحقيق. وقد بدأت المحاور مع عرض لمواصفات وخصائص صحافة التحقيقات وكيف يمكن أن تتحول القصص العادية إلى مشاريع تحقيقات في حالات معينة. قدّم هذا العرض الصحفي الاستقصائي د. مارك هنتر والذي يدرّس حالياً في مدرسة الصحافة في جامعة باريس-فرنسا وفي معهد انسياد العالمي للتعليم الاداري والتجاري في فونتينبلو.. ثم عرض د. هنتر مبادىء التحقيقات الصحفية المطبّقة في الغرب، وناقش مع الجانب العربي إمكانية تطبيقها في دولهم والصعوبات التي تعيق الصحفيين العاملين في هذا المضمار. كما استعرض في جلسة خاصة طرق الحصول على المعلومات، وتوثيقها حيث ان جمع الوثائق وتبويبها وتحليلها تعتبر أساس هذا النوع من العمل الإعلامي المتخصص والمبني على حقائق أكيدة وليس على مقولة أو إشاعة أو رأي. يتم جمع هذا بطريقة “الحفر” حول القصة مثار التحقيق حتى الوصول الى لب الحقيقة وتوثيقه بطريقة مشابهة للبحث العلمي.ركز د. هنتر، الذي اصدر عدة كتب استقصى فيها اليمين الفرنسي وممارسات فساد في شركات دولية، على طرق الحصول على معلومات من خلال الطرق على الأبواب واستعمال محركات البحث الالكتروني المتخصصة، وقراءة الجريدة الرسمية التي تصدرها الحكومة بصورة دورية، و”الاتصال الوثيق” مع محامين ومنظمات مجتمع مدني وبرلمانيين. وناقشت برنيلله بوغيل وهي مدربة اعلامية تعمل مع معهد الصحافة الدنماركي مبادئ الإشراف والتدريب على صحافة التقصي القائمة على بحث معمق لظاهرة تهم الرأي العام. واستعرضت تجارب ميدانية يعمل عليها المشاركون من خلال عملهم الصحفي أو الإشرافي. كما ناقش المشاركون تجربة غربية ناجحة قدمها نيلس هانسن رئيس تحرير أحد البرامج التلفزيونية والمتخصصة بالتحقيقات الصحفية في السويد ويعمل تحت أمرته 40 شخصا : عشرون صحافيا والباقي باحثون مساندون. ويشرف هانسن على إعداد تحقيق رئيسي واخر فرعي يعرض في البرنامج الأسبوعي الأكثر مشاهدة والذي فاز بعدة جوائز دولية ويعرض بلا توقف منذ ست سنوات. واستعرض هانسن مبادئ صحافة التحقيقات من وجهة نظره، وكيفية البقاء على المسار المحدد للتحقيق الصحفي والفرضية (القصة) التي يسعى الصحافي إلى تأكيد صحتها أو نفيها. كما طرح طريقته في مناقشة التحقيقات الصحفية في مراحلها المختلفة وصولاً لمرحلة النشر أو البث، مع التأكيد على دور المشرف بمناقشة الصحفي الذي يشرف عليه، مستعملا طريقة تحرير نهائي اسماها “تسطير كل سطر من أسطر التحقيق وكل مصدر من مصادره”  والتأكد ان هناك وثائق داعمة لها. وتحدث بأسهاب عن تحقيق عمل عليه ثمانية عشر شهرا متواصلة لإثبات مزاعم إجهاض العدالة في قضية اتهم فيها والد باغتصاب ابنته واودع السجن مدى الحياة. استطاع البرنامج ان يثبت ان الوالد كان ضحية سوء تطبيق للقانون عبر مراحل متعددة خلال التحقيق والمحاكمة وتم الافراج عنه. وفي جلسة خاصة بأهمية الصور في التحقيقات الصحفية، ناقش المشاركون مع سورن باتر رئيس قسم التصوير في معهد الصحافة الدنماركي أهمية الصورة في توثيق الحقائق ونقل الشعور الحقيقي لما يحصل على أرض الواقع.ومع الخبير نيلز مولفاد ناقش المشاركون استعمال الكمبيوتر للمساعدة على تنظيم المعلومات وتبويبها وتحليلها إضافة إلى طرق بديلة للوصول إلى مصادر معلومات عن دول الشرق الأوسط من خلال برامج بحث الكترونية متخصصة متوفرة مجاناً أو مدفوعة الأجر. كما قدمت الإعلامية بيا ثوردسون المشرفة على التحقيقات في شبكة أريج ورنا الصباغ، المديرة التنفيذية لشبكة أريج، عرضاً لأهم التحديات التي تواجه عملية الإشراف على التحقيقات والتعاون مع الصحفيين  في الدول التي تعمل فيها الشبكة: الأردن وسورية ولبنان في غياب تشريعات تشجع الحق العام في الحصول على المعلومات وثقافة نخبوية ورسمية لا تؤمن كثيرا بدور الإعلام كسلطة رابعة مستقلة. وبدأت شبكة أريج العمل الفعلي في شهر حزيران 2005 حيث ستستمر اعمال الشبكة الى عام 2009 وتغطي نشاطات الشبكة ثلاث دول هي الأردن وسوريا ولبنان. وتهدف أريج، وهي منظمة غير ربحية إلى دعم الصحافة الاستقصائية القائمة على الصدقية، والموضوعية، والتوازن من خلال تقديم منح لمساعدة الصحفيين والمحررين المتحمسين لسبر أعماق بعض القضايا المجتمعية الهامة

أخبار ذات صله