اليوم الثاني لفعاليات مؤتمر اريج الثاني للصحافيين الاستقصائيين العرب

2010/01/20
التاريخ : 20/01/2010

عمان – شهدت جلسات اليوم الثاني من مؤتمر أريج الاستقصائي أمس تشبيكا وحوارات بين  صحافيين عرب وخبراء عالميين في المهنة استعرضوا تجاربهم في تقصي قضايا فساد وكشف شبكات جرائم منظمة عابرة للحدود فضلا عن فن المقابلات الصحافية المثمرة. زهاء 200 إعلامي من 11 دولة عربية والعديد من خبراء الصحافة الاستقصائية في العالم شاركوا السبت في 10 ورش عمل تناولت تقنيات تنفيذ تحقيقات مركبة على أسس الدقة، الموضوعية، الحيدة والتوازن. كيفية التحضير للمقابلات الاستقصائية، البحث في قضايا التغير المناخي، تعقب الأموال شكلّت العناوين الرئيسة التي تحدث عنها أساتذة في الإعلام من الولايات المتحدة إلى جنوب إفريقيا مرورا بأوروبا. تيم سيباستيان، رئيس مجلس إدارة البرنامج الحواري الإعلامي البريطاني “حوارات الدوحة”، استعرض أساليب إدارة المقابلات الصحافية الهادفة إلى الوصول إلى معلومات للمساعدة في الكشف عن قضايا تمس الرأي العام. سيباستيان، نجم برنامج “هارد توك” على البي بي سي سابقا، تحدث أيضا عن مسؤولية الصحافي في البحث عن معلومات جديدة يقدمها للجمهور حين يجري “المقابلة الكبرى”، مشيرا إلى ضرورة التحضير المكثف عبر جمع الحقائق والأدلة الموثقة لكشف الأخطاء والتجاوزات. غير أن الصحافة الاستقصائية لا تقتصر على جمع معلومات وحقائق فحسب، بل هي “فن” في طريقة تقديم هذه المعلومات للجمهور. هذا ما تحدث عنه مارك هنتر، أستاذ الإعلام في كلية إنسياد وجامعة باريس 2، في ورشة عمل عقدت بالتزامن. تحت عنوان “الأساليب المتتقدمة في كتابة التحقيقات”، شرح هنتر لمجموعة من الإعلاميين المشاركين كيفية كتابة التحقيق الاستقصائي، وسرد المعلومات بأسلوب يضمن الوضوح ويجيب على جميع تساؤلات المتلقي. “نحن لا نتقصى الحقائق فقط، بل نستعرض أيضا الفن الذي نمتلكه في كتابة التحقيق”، قال هنتر للحضور. في الأثناء، استعرض الصحافي الاستقصائي الروماني بول رادو في دليلا رقميا يحوي إرشادات وضعها لمساعدة زملاء المهنة على التحقيق في قضايا الفساد والكشف عن الجريمة المنظمة، لاسيما عبر الحدود. وشرح رادو آليات العمل – في تقصي التجاوزات وتجهيز ملفات رقمية- لكشف قضايا، مثل صفقة بيع مصفاة تكرير بترول في رومانيا لمصلحة شركة مسجلة في بريطانيا. ووجدت التقصيات أن أصحاب هذه الشركة رومانيون مرتبطون بعلاقات مشبوهة مع السلطة في بلادهم. وتحدث أيضا عن كيفية نبش خفايا العلاقة بين متورطين في الجريمة المنظمة وبين إنشاء واجهات مدنية من قبيل الأندية الرياضية على امتداد الدول الأوروبية. في سياق الحوار الذي أعقب جلسة رادو، ناقش الحضور أيضا خفايا قيام دول وجهّات مجهولة بتمويل وسائل إعلام في دول اوروبية وعربية. إلى ذلك، قدم المدرب البريطاني مايك شناهان للصحافيين الراغبين بالتحقيق في قضايا التغير المناخي نصائح حول كيفية فهم آ ثار ظاهرة الاحتباس الحراري. بينما قدم الزميلان خالد موسى وبراء البوشي من سورية شهادات حية عن دورهما في كشف خفايا مكّب النفايات في الغزلانية. ذلك الموقع الموبوء سابقا الذي تحّول إلى منطقة نظيفة خالية من جبال القمامة بعد أن نشر الصحفيان تقريرا عنها بدعم من أريج. فولك روبن، مراسل برنامج “بلاس” في التلفزيون السويدي، تحدث عن كيفية الكشف عن أسرار الصناعة الاستهلاكية، لأولئك المهتمين بقضايا حقوق المستهلك. كما استعرض عضوا شبكة أريج في الأردن، حنان الكسواني ومحمد فضيلات، تجربتهما بالتحقيق في مخاطر استعمال زيوت السيارات لإشعال الأفران التقليدية. موندلي مخنايا، رئيس تحرير صحيفة صنداي تايمز في جنوب أفريقيا، شارك الحضور في الجلسة الرئيسية تجربة صحافيي بلاده في التحقيق بقضايا فساد ورشاوى، منذ حقبة التمييز العنصري حتى سنوات قريبة. أحدهم اضطر لدخول السجن، لينقل بعدها إلى إحدى المزارع الخاصة بالبيض ويعمل كعبد هناك، ليثبت الانتهاكات بحق السود في البلاد. بعدها كتب هذا الصحافي تجربته، التي تحولت إلى فضيحة وصل صداها إلى مختلف أنحاء العالم. وشهد اليوم الثاني توزيع جوائز أريج للفائزين بأفضل ثلاثة تحقيقات استقصائية أنجزت ونشرت عام 2009، وذلك في مستهل حفل عشاء تخلّلته وصلة دبكة وأغاني فلكلورية أردنية قدمتها فرقة أمانة عمان الكبرى. الصحافية الأردنية مجدولين علان فازت بالمرتبة الأولى عن فئة الصحافة المكتوبة عن تحقيقها الذي تناول الإهمال في تبليغات المحاكم الشرعية، فيما جاءت في المركز الثاني إيمان عبد المنعم من مصر عن تحقيقها “موت السجون- أنين بلا داوي”، وتلتها مواطنتها نيّرة الشريف عن تحقيق بعنوان “أطفال الشوارع يحكون تجاربهم مع عصابات سرقة الأعضاء البشرية”. عن فئة التحقيقات الإذاعية فاز الصحافي محمود سعيد من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الذي نفّذ تحقيقا حول عمالة الأطفال في مصر. احتلت المصرية منى عراقي المركز الأول عن فئة التحقيقات المتلفزة لفيلمها “طبق الديابة”، الذي سلط الضوء على مخاطر تدوير مخلفات النفايات الطبية. وحلّ المصريان محمود التميمي ورهام الشيخ في المركزين الثاني والثالث على التوالي. الأول عن تقريره “الطريق إلى الحانكة” والثانية عن تقرير حول التحرش الجنسي في شوارع مصر. في فئة التحقيقات المتعلقة بالبيئة والتغير المناخي، فاز الثنائي المصري هشام علاّم ودارين فرغلي  بالمركز الأول عن تحقيقهما المتصل بتلوث مياه النيل، الذي أثار ضج سياسية وإعلامية الأسبوع الماضي، بينما جاء خالد موسى من سورية في المركز الثاني عن تحقيق تناول مكب النفايات في الغزلانية. مؤتمر أريج الثاني يختتم أعماله عصر الأحد الذي سيشهد عدة فعاليات من ضمنها جلسة حوارية لرؤساء تحرير من عدة دول عربية تناقش جدوى إدخال الصحافة الاستقصائية إلى غرف الأخبار في دول المنطقة.

أخبار ذات صله