الصحافي السوري الذي قتل في بلاده ينتمي لنادي أريج الاستقصائي

2012/08/12
التاريخ : 12/08/2012

عمان – صدمت شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) بنبأ مقتل صحافي سوري مبدع من الذين تدربوا في ورشاتها وأنجزوا تحقيقات استقصائية في زمن السلم، ضمن أعضاء نادي الشبكة المنتشرين في تسع دول عربية.

الشاب براء البوشي، الذي قتل السبت في مدينة التل بريف دمشق عن 25 عاما، كان التحق بدورة تدريبية مع أريج قبل ثلاث سنوات، ثم أنجز تحقيقيا استقصائيا مشتركا مع الزميل الأريجي خالد موسى، كشفا من خلاله حجم الأوبئة والمكاره الصحية في محيط مكب نفايات الغزلانية. ودفع ذلك التحقيق الجريء والموثق الحكومة السورية آنذاك إلى إخلاء الأراضي من تلال القمامة والقاذورات.

وكان البوشي يتطلع لإنجاز تحقيق بمفرده، لكنه استدعي لأداء الخدمة العسكرية وغاب مؤقتا عن عالم الصحافة، قبل أن ينشق ويعود للعمل مراسلا ميدانيا/ عسكريا لتغطية أخبار الثورة، التي اندلعت في سورية منتصف آذار/ مارس 20111. وعمل أيضا شبه ناطق رسمي للجيش السوري الحر، منذ انشقاقه أواخر أيار/ مايو الماضي. وكان يظهر في البداية عبر فضائيات عربية باسم عمر الحموي.

وبينما يقدمون التعزية لأسرته وأصدقائه، يستذكر الأريجيون بحسرة الشاب براء ابن مدينة حماة المفعم بالحياة، صاحب روح الدعابة والمتفاني في عمله إلى أبعد الحدود. كان وجهه دائم البشاشة، يتفانى في خدمة الآخرين ومساعدة المظلومين، كما آمن بدور الإعلام في الإصلاح كسلطة رابعة.

يستذكر زملاؤه شغفه بالحياة والحرية وحبّه للإعلام والفن. وفي جلسة رائقة جمعته بزملاء مهنة من عدة دول عربية في عمان، أبدع البوشي في تأليف وتلحين أغنية خصّ بها الأريجيين، جيل الشباب الذي يخوض غمار صحافة الاستقصاء الممنهجة منذ انطلاق الشبكة عام 2005.

بمجرد الإعلان عن مقتل براء، ظهر العشرات من المواقع الرثائية على شبكة التواصل الاجتماعي تابعها العشرات من المعزين– لا سيما الفيس بوك الذي شهد ولادة أربعة مواقع أحدها بعنوان “أصدقاء الشهيد الملازم الإعلامي براء البوشي”، وآخر يحمل رسما جمع بين الهلال ونجمة.

منذ اندلاع الثورة، قتل أكثر من 45 صحافيا في سورية من بينهم أجانب ولبنانيين، بحسب  رابطة الصحافيين السوريين، التي حمّلت السلطات السورية وجيشها مسؤولية استهداف المدنيين والإعلاميين.

أخبار ذات صله