اختتام فعاليات مؤتمر اريج الثاني للصحافيين الاستقصائيين العربي

2010/01/20
التاريخ : 20/01/2010

اختتم مؤتمر شبكة “أريج” للصحافة الاستقصائية أعماله في عمان الأحد بسلسلة جلسات من بينها مناقشة مصاعب هذا النوع المتخصص من الإعلام، عصف ذهني لطلاب جامعات وأساتذة، إضافة إلى استعراض لأبرز التحقيقات التي أنجزت خلال هذا العام في الأردن، سورية، مصر، فلسطين، البحرين، العراق واليمن. في الجلسة الصباحية ناقش أكثر من عشرة رؤساء تحرير الصعوبات التي تواجه وسائلهم الإعلامية لدى الشروع في تنفيذ تحقيقات استقصائية معمقة، بالتوازي مع مهمة تغطية الأحداث اليومية التي تتطلب الوقت، الجهد والمال. واطلع رؤساء التحرير على نماذج عمل ناجحة قدمها خبراء عرب وأجانب حول كيفية إدخال تحقيقات استقصائية معمقة إلى غرف الأخبار بأقل الكوادر، الموارد، المساحة والوقت. مقرر الجلسة الدكتور نبيل الدجاني (الجامعة الأمريكية/بيروت) أكد أن اعتبر أن التحقيقات الاستقصائية “رسالة للناشرين في العالم العربي بأنها نوع من الاستثمار، رغم كلفتها، في وقت تشتكي وسائل الإعلام من تراجع مواردها المالية”. نيل هانسن (السويد) أكد من جانبه أنه يمكن استثمار “الموارد المتاحة لإنجاز تقارير تلقزيونية أكثر كفاءة ومؤثرة في المجتمعات”. ولفت هانسن إلى أن عدد فريقه التلفزيوني الوحيد في السويد انخفض من 40 لدى انطلاقه إلى 33 لانتاج 45 تحقيقا استقصائيا في السنة”. وتحدث عن كشف عديد قضايا فساد في مقدمتها رشاوى في شركة لصناعة الطائرات وأيضا نجح البرنامج في إثبات براءة رجل محكوم بالسجن المؤبد، كانت ابنته ادعت بأنه أساء لها جنسيا”. عضو مجلس إدارة أريج يسري فوده استذكر بدايات عمله في الاستقصاء لافتا إلى ثلاثة فروقات بين المسرح الغربي والعالم العربي لجهة الثقافة السائدة، الأوضاع السياسية وصناعة الإعلام بشكل عام. وشدد فوده على أن الانضباط والالتزام من أهم معايير الصحفي الاستقصائي. زافين قيومجيان استذكر من جانبه دخوله عالنم الاستقصاء ونجاحاته في برامجه الحوارية بدءا من 30/31 الشهري على تلفزيون لبنان الرسمي وانتهاء بسيرة وانفتحت عبر شاشة المستقبل. وبعد أن استعرض فكرة كتابه “لبنان.. فلبنان” الذي وثّق فيه قصص اصحاب صور الحرب الأهلية (1975-1990)، رأى قيومجيان أن هدف الاستقصاء هو “محاسبة” المسؤولين عن الأخطاء والتجاوزات. علاء غطريفي رئيس قسم التحقيقات في المصري اليوم المصرية، أكد أن الاستقصاء أثبت نجاعته في زيادة المبيعات وتعظيم الموارد، لافتا إلى أن المصري اليوم رفعت توزيعها بواقع 30 ألف نسخة يوميا، هذا الأسبوع عقب نشر تحقيق لهشام علام ودارين فرغلي بدعم أريج، حول تلوث مياه نهر النيل. كذلك قاد أساتذة إعلام من الأردن ومصر حوارا بين 40 من طلاب الصحافة والإعلام من البلدين، تناول منهجية “أريج” في التحقيقات الاستقصائية، القائمة على “نبش” الحقائق وتوثيق المعلومات بدقة من أجل الكشف عن قضايا تهم الرأي العام. وكان سلك هذا الدرب العديد من الصحافيين والصحافيات من ثمانية دول عربية، أنتجوا قصصا لامست مسائل أساسية في حياة الناس، مثل تحقيق حول مرضى التهاب الكبد الوبائي (سي) في مصر، وآخر تطرق إلى سوء تطبيق كودات البناء الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة في الأردن، ثالث تناول التصريف العشوائي للمخلفت الطبية في اليمن وغيرها من التقارير. زهاء عشرة من هؤلاء الصحافيين المتقصين عرضوا تجاربهم خلال إحدى جلسات المؤتمر، في “بانوراما” تضمنت تفاصيل ما واجهوه خلال بحثهم عن المعلومات. في غضون ذلك، استمر “الكبار” في عالم الصحافة الاستقصائية في الحديث عن تجاربهم الشخصية في إنتاج تحقيقات أثرت في المجتمعات ونظرة الناس إلى الأنظمة السياسية. المغربي أحمد بنشمسي، مؤسس صحيفة “تيل كيل” الناطقة بالفرنسية و”نيشان” العربية، روى تفاصيل تحقيقات أجراها حول النظام في بلاده وملكية الملك محمد السادس لشركات ربحية يعادل إنتاجها 6 بالمئة من إجمالي الدخل الخام في المغرب. “هذا يجعل الملك مؤثر ومؤطر في الاقتصاد المغربي، فهو حكم وطرف في المعادلة السياسية”، قال بنشمسي للحضور. وأوضح أنه قام بتأسيس الصحيفتين الاسبوعيتين من أجل إبراز “الصورة الحقيقية” للمجتمع المغربي، غير تلك التي كانت سائدة خلال حكم العاهل الراحل الحسن الثاني. وتحدث رئيس تحرير أسبوعية “اليوم السابع” المصرية خالد صلاح عن الفترة التي قضتها الصحيفة بانتظار صدور رخصتها للطباعة الورقية، إذ كان المحررون يبثون الأخبار أولا بأول على الموقع الإلكتروني. وحقق هذا الأمر انتشارا واسعا ل”اليوم السابع”، فأضحت القنوات الإخبارية والبرامج الحوارية في مصر تعتمد على الصحيفة في معرفة آخر الأخبار. وكانت شبكة أريج وزعت مساء السبت جوائزها لأفضل التحقيقات الاستقصائية، في حفل عشاء تخلله رقصات فنية.

أخبار ذات صله