أصوات العراق” تختتم دورتها عن الصحافة الاستقصائية وتدريب المدربين

2010/07/15
التاريخ : 15/07/2010

أربيل/ أصوات العراق: اختتمت في أربيل، الثلاثاء، دورة تدريبية نظمتها وكالة (أصوات العراق) عن الصحافة الاستقصائية وتدريب المدربين بالتعاون مع منظمة “أريج” على مدى خمسة أيام. الخبير الإعلامي الأردني سعد حتر رئيس قسم التحقيقات في شبكة “أريج– إعلاميون عرب من أجل صحافة استقصائية”، الذي حاضر في الدورة، قال إن أهمية الصحافة الاستقصائية “تنبع من كونها تنبش تحت السطح بحثا عن معلومات غائبة وأسباب غير معروفة يسعى الصحفي الاستقصائي لكشفها من أجل المنفعة العامة والمجتمع”، مشيرا إلى أن هذا الضرب الصحفي “يكشف المستور ويصب في جهود الإصلاح المجتمعي”. وأضاف حتر أن الدورة التي أقيمت في قاعة فندق السفير وسط عاصمة إقليم كردستان العراق على مدى خمسة أيام (25-29 حزيران الجاري) جرت بمشاركة “12 إعلاميا من مستويات متنوعة وركزت على إعداد مدربين بالاستفادة من خبرات المشاركين وتزويدهم بالمبادئ اللازمة في مجال الصحافة الاستقصائية وما تتطلبه من منهجية استنادا إلى ما هو مطبق في أريج”، مبينا أن المشاركين في الدورة “كلفوا بكتابة تحقيقات استقصائية عن مواضيع تمت مناقشتها وإعداد المخطط الخاص بها تحت إشراف المنظمة”. وأوضح حتر أن من بين فعاليات الورشة “تدريب ثلاثة صحفيين شباب على مهارات الكتابة الصحفية بعامة والتحقيقات الاستقصائية بخاصة للاستفادة منهم في هذا المجال الإعلامي الحيوي مستقبلا”، منوها إلى أن الورشة كانت “متكاملة وتفاعلية وحققت النتائج المرجوة منها”. وتابع الخبير الإعلامي حتر أن أريج “انطلقت في عمان عام 2005″، شارحا أنها أسهمت في “توسيع دائرة انتشارها إلى ثماني دول عربية هي إلى جانب الأردن والعراق كل من سورية، لبنان، مصر، البحرين، اليمن وفلسطين”، وأردف أنها “دربت أكثر من 300 صحفي على منهجية متطورة لكتابة تقارير استقصائية أنجز منهم زهاء 100 تحقيق استقصائي في مناطق الانتشار”.  إلى ذلك أعرب المشاركون في الورشة عن أهميتها وإسهامها في رفدهم بمهارات جديدة يمكن أن تخدم مسيرتهم المهنية وتعمق دورهم لخدمة المجتمع. وقال الصحفي جمعة الحلفي إنه “يشارك لأول مرة في مثل هذه الورشة التي ركزت على الصحافة الاستقصائية برغم كثرة ما شارك فيه من دورات تدريبية على مدى عمله الصحفي لأكثر من ثلاثين عاما”، مضيفا أن الورشة شكلت “تجربة حقيقية في مجال صحفي بالغ الأهمية”. وذكر أن الورشة أعادته “لأيام التلمذة والتعلم من جديد أشياء كان يعرفها ويمارسها بالخبرة”، لافتا إلى أن العراق “يحتاج الآن إلى الصحافة الاستقصائية أكثر من أي وقت مضى”. وطالب الحلفي المؤسسات الإعلامية والصحفية بضرورة “الاهتمام بالصحافة الاستقصائية وفتح الباب أمام التدريب على هذا الفن الصحفي بهدف الكشف عن الكثير من المشكلات التي تعيق بناء العراق الجديد”، شارحا أن الصحافة الاستقصائية “يمكن أن تسهم بنحو فعال في هذا الميدان لأن من صميم واجبها الكشف عن المشكلات وتحديد المسؤولين عنها واقتراح الحلول بروحية الدقة والأمانة”. أما الإعلامي باسل الخطيب فقال إن الورشة “مبادرة نوعية جيدة أقدمت عليها وكالة أصوات العراق للارتقاء بمعارف ملاكاتها ومجموعة أخرى من الإعلاميين وإمكانياتهم في مجال بالغ الأهمية هو الصحافة الاستقصائية التي يعد العراق ميدانا خصبا لها”، مشيرا إلى أن  الدورة “شهدت ضخ دماءً جديدة للوكالة من شأنها أن تعزز مسيرتها المهنية وفتح الباب على تعاون بناء مع شبكة أريج يمكن أن يسهم في انتشار الوكالة إقليميا ودوليا”. وتابع الخطيب أن الإعلام العراقي بـ”حاجة للمزيد من مثل هذه الدورات النوعية لتعميق مهارات العاملين بالفنون الإعلامية الجديدة والمهمة وتوسيع آفاق عملهم لتكون الصحافة سلطة رابعة بحق وحقيقة”. من جانبه ذكر الصحفي سامان نوح أن الصحافة الاستقصائية أصبحت اليوم “ركنا رئيسا في عالم الصحافة”، مضيفا أن الورشة كانت “جيدة بما قدمته من مفردات وبحضور متخصصين متمرسين في التدريب على الصحافة الاستقصائية نقلوا خبراتهم إلى منتسبي الوكالة ومجموعة من الإعلاميين العراقيين لاسيما أن هذا الفن الصحفي لم يحظ بالاهتمام المطلوب في العراق”.. إلى ذلك قال الإعلامي عماد جاسم إن الورشة كانت “مفيدة لحاجة الإعلاميين إلى معرفة أسرار هذا الضرب من الفنون الصحفية في ظل الظرف الراهن للبلاد وما تشهده من فوضى وتعقيدات لفك الكثير من الألغاز وتسليط الضوء على ملفات الفساد المستشري”. واستطرد قائلا “يمكن للصحفي الناجح أن يتبع أساليب التحقيق الاستقصائي التي طرحت في الورشة للوصل إلى الكثير من الحقائق التي تخدم عملة التحول الديمقراطي في العراق”، معربا عن “التقدير لوكالة أصوات العراق على إتاحة هذه الفرصة”. على صعيد متصل قال رئيس تحرير وكالة (أصوات العراق) زهير الجزائري إن هذه الورشة تعد “بداية مشروع طويل يتواصل على مدى ثلاث سنوات لتطوير مهارات كتابة مواضيع ذات طابع نوعي تنقل العمل الإعلامي إلى آفاق جديدة”، منوها إلى أن الوكالة “تأخذ في الاعتبار تدريب منظمات المجتمع المدني على كيفية التعامل مع مشكلات المجتمع والاستفادة من الصحفيين لتغطيتها”. يذكر أن شبكة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية– أريج”، هي مؤسسة غير ربحية تضم مجموعة إعلاميين عرب ومؤسسات إعلامية عربية بالتعاون مع مؤسسة “دعم الإعلام الدولي IMS” التي تتخذ من العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، مقرا لها، ومنظمة “الصحافة الاستقصائية الدنماركية FUJ”. والوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) وكالة أنباء عراقية مستقلة تسعى لتحقيق تغطية متوازنة لتطورات الشأن المحلي على الأصعدة السياسية، الثقافية، الاقتصادية، الأدبية والفنية، الرياضية وتحولات المجتمع المدني.. أنشئت بمساهمة شبكة مراسلين عراقيين منتشرين في مختلف أنحاء البلاد وثلاث صحف عراقية، وبدأت بثها باللغة العربية يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠٠٤، وتقدم الآن فضلا عن ذلك، خدمة باللغة الكردية وأخرى باللغة الإنكليزية في موقعها على الشبكة العالمية بعنوان www.aswataliraq.info.. وتعمل على أن تكون حيثما يكون الخبر، وتركز كثيرا إلى جانب السرعة، على الموضوعية والدقة واعتماد المصادر المتنوعة والموثوق بها، مثلما تتجنب الانحياز (قدر طاقتها)، وتنظر للحقيقة بأوجهها المتعددة ناقلة الرأي والرأي الآخر، لتعكس العراق بأطيافه السياسية والقومية والدينية المتنوعة، معتمدة في ذلك الفنون الصحفية كالخبر والتحقيق والتحليل والصورة الصحفية.. وتعمل على فتح قنوات اتصال بنّاءة مع المؤسسات الصحفية العراقية بمختلف توجهاتها وانتماءاتها، والانفتاح الإيجابي على وسائل الإعلام العربية والأجنبية.. وتحاول أن تكون مركزا لتدريب وتأهيل الكوادر الصحفية والفنية العراقية الشابة فضلا عن توجهها العام لتدريب مراسليها ومحرريها على اكتساب الحرفية والدقة والحياد.

أخبار ذات صله