أدوات جديدة للتحقق من الأخبار

IJNET  –في 9 تشرين الثاني 2016، غرّد المؤسس الشريك لشركة تسويق في أوستن، تكساس إريك تاكر حول الحافلات المزدحمة باشخاص دفع لهم للإحتجاج ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب. التغريدة انتشرت بشكل كبير، مع 40 متابع فقط تم إعادة التغريد 16000 مرة وتمت مشاركتها أكثر من 350000 مرة على فايسبوك. على الرغم من أن تغريدة تاكر أثارت الجدل- حتى أنها استدعت انتباه الرئيس المنتخب- فإن مثل هذه الحافلات غير موجود على الإطلاق. وفقا لنيويورك تايمز فإن شركة تدعى تابلو سوفتوير استأجرت هذه الحافلات من أجل مؤتمر.

بعد يومين، نشر موقع مزيف يدعى ذي دنفير غارديان على صفحة فايسبوك رسالة سلبية ومزورة عن هيلاري كلينتون، تزعم أن عميل لوكالة الإستخبارات الأميركية أف بي أي على علاقة بالإفصاح عن بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني قتل زوجته وأطلق النار على نفسه.

لقد أصبحت الأخبار الخاطئة مشكلة، يبحث الإعلام وصنّاع التكنولوجيا بشكل طارئ عن حل لها. ويقول دستين سيغنز وهو صحافي محافظ إن وسائل الإعلام الرئيسية تخسر مصداقيتها حتى حين تكون تستحق الحصول عليها.

المشكلة تنامت لبعض الوقت، ولكن الحملة الرئاسية سلطت الضوء على هذا التضليل. في الحقيقة فإن القصص المفبركة تجذب انخراطا أكبر على وسائل التواصل الإجتماعي من الأخبار الحقيقية في وقت الإنتخابات تقترب من نهايتها. خصوصا الأخبار الخاطئة-الوهمية، المخادعة والقصص المضللة من مصادر غير مشروعة- استفادت من  الهوة الحاصلة بين منصات التكنولوجيا المزدهرة والمؤسسات الإعلامية القديمة.

فايسبوك بشكل خاص عانى من الإنتقاد بسبب السماح بنشر قصص مليئة بالأخطاء الهادفة لتضليل الجمهور. وفقا لمركز بيو للابحاث فإن ما يقارب الـ1.2 مليار شخص يدخلون إلى فايسبوك كل يوم وأن نصف الأميركيين يعتمدون على وسائل التواصل كمصدر أساسي للأخبار.

الرئيس التنفيذي لفايسبوك مارك زوكربيرغ رفع المسؤولية عن شركته في موضوع الأخبار الخاطئة، مشيرا إلى أن تحديد الحقيقة أمر معقد. وأشارت صحيفة كولومبيا أنه قد يكون معقدا على الخوارزميات ولكن سهلا على الصحفيين الذين مهمتهم اليومية وببساطة التحقق من الحدث عند حدوثه، ومن فعله وكيف ولماذا. محو الأمية الإعلامية أصبح تحديا لأن الناس اصبحوا قليلي الثقة بالمؤسسات الإعلامية ويتحولون إلى مصادر بديلة. وجد إستطلاع لمركز بيو للابحاث أن 18 بالمئة من الناس فقط يثقون بشكل كبير بالمؤسسات الإعلامية، وما يقارب 75 بالمئة يقولون إن المؤسسات الإعلامية منحازة.

وعلى الرغم من أن زوكربيرغ رفض فكرة أن الأخبار الوهمية أثرت على الناخبين في تشرين الثاني، فإن فايسبوك بذل جهدا كبيرا لمكافحة هذه المشكلة. وأعلنت الشركة أنها بدأت سلسلة من التجارب للحد من المعلومات المضللة على موقعها. التجارب شملت وضع علامات تحذيرية على الأخبار الوهمية، جعل إبلاغ المستخدمين لـ1.8 مليار عن القصص الملفقة أكثر سهولة وخلق شراكات مع منظمات فحص وتدقيق من ضمنها غوغل، نيويورك تايمز، أسوشييتد برس، سي أن أن  بوليتيفاكت وCNN،  للمساعدة في تحديد المواد غير الصحيحة.

وقال نائب رئيس فايسبوك آدم موسيري في تدوينة إنه “تحت العنوان سيكون هناك شريط أحمر “متنازع عليه من طرف ثالث مدقق الحقائق”.

وكالات الأنباء تستثمر ايضا في مجال التكنولوجيا المتطورة من أجل معركة ثقة الجماهير ومحو الأمية الإعلامية باستخدام الطرق المختلفة التي تساعد القارئ على التمييز بين القصة الحقيقية والأخرى المفبركة. واشنطن بوست أنشأت إمتدادا لغوغل كروم للتحقق من تغريدات الرئيس المنتخب ترامب الذي يستخدم تويتر كما لم يستخدمه أي سياسي أميركي قبله، يناقش مواضيع تتراوح ما بين السياسي والشخصي ولكن ليست كل تغريداته دقيقة تماما.

وأنشأت واشنطن بوست غوغل كروم جديد “للمساعدة في تأكيد أن يتلقى الجمهور أكثر المعلومات دقة عبر إنشاء هذا الإمتداد”، ما سيضيف المزيد من السياق والتصحيحات للاشياء التي يغرد بها ترامب. عندما يتم تفعيل الإمتداد فإن صندوقا للتحقق سيظهر مباشرة تحت أي تغريدة معطاة.

بين سياسات التنقية الأخرى، وعدت غوغل باستبدال “الأخبار” التي تقع أعلى نتائج محرك البحث غوغل بتعاقب “أفضل القصص.”

المتحدثة باسم غوغل أندريا فافيل لم تكن واضحة حول كيف ستحدد الشركة الفارق بين المعلومات الخاطئة والمعلومات الدقيقة.

وقالت فافيل لواشنطن بوست إن اشركة تستخدم مزيجا من النظام الآلي والمراجعة البشرية.

سلايت انشأت ايضا “هذا وهمي” وهي امتداد مجاني على غوغل كروم يتعرف على المقالات في فايسبوك التي تنشر معلومات ويسمح للمستخدمين بإبلاغ اصدقائهم عندما يشاركون قصة وهمية.

وأعلنت سلايت في بيان إنه عندما تتصل بـ”هذا وهمي” عبر حسابك على فايسبوك يمكنك وضع إشارة على القصص الوهمية من أجل إبلاغ المشرفين العاملين لدينا.

وفقا لسلايت، حالما تثبت التمديد يمكنك التجول عبر فايسبوك، والقصص التي يتم تعريفها من قبل سلايت كقصص وهمية سيتم وسمها بلافتة حمراء على صورة  العرض المسبوق مشيرة إلى أنه تم فضحها.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة جان إتيان بوارييه. الصورة الثانية من واشنطن بوست.