اختتام ورشة تدريس مساق التحقيقات الاستقصائية لمنهاج "أريج" في الجامعات العربية

2016/08/27
التاريخ : 27/08/2016

عمان، 27 آب/أغسطس، 2016 – اختُتِمت اليوم في العاصمة الأردنية عمان ورشة متقدمة لتبادل الخبرات بين اثني عشر أستاذاً من أساتذة الإعلام في الجامعات العربية من مصر ولبنان واليمن وفلسطين والعراق، ممن يدرسون منهاج الصحافة الاستقصائية الذي طورتهُ شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)، لتدريس مساق هذا الضرب الإعلامي في ثلاث ساعات معتمدة في الفصل منذ وُضع المنهاج قيد التجربة قبل عامين.
كما شاركت ممثلة جامعة رفيق الحريري الدكتورة ساندرا وايتهد من الولايات المتحدة الأمريكية عبر سكايب خلال يومي الورشة.
أشرف على التدريب ولمدة يومين، الأكاديمي الدولي د. مارك هنتر، الحائز على جوائز استقصائية عالمية، والمؤلف الرئيس لدليل أريج “على درب الحقيقة” الذي يعتمده الصحافيون العرب ممن ينجز تحقيقات استقصائية بإشراف ودعم الشبكة، بالإضافة إلى المنهاج الأكاديمي الذي بدء تدريسه كمساق تجريبي في خمس جامعات عربية: الجامعة اللبنانية الأمريكية، جامعة رفيق الحريري، جامعه الأهرام الكندية بالإضافة إلى جامعتي عدن وصنعاء في اليمن.

ساهم في دعم تنظيم الورشة وللسنة الثانية على التوالي الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الاعلام (أرياكور).
وعرض الأساتذة ممن درسوا المساق تجاربهم الأكاديمية بسلبياتها وإيجابياتها لتحفيز النقاش، كما تم مناقشة الصعوبات التي واجهت تطبيق المنهاج، وفرصه المستقبلية لتعزيز ثقافة الصحافة الاستقصائية في الجامعات العربية، ورفد أسواق العمل.
اتفق الأساتذة على ان التحقيق الاستقصائي يبقى أرقى أنواع الصحافة على الإطلاق، لأنه يبحث في عمق القضايا التي تهم الرأي العام، وتقوم في البحث عن الحقائق وتوثيقها بطريقة منهجية تمهيداً لمواجهة المتسبب لتفعيل دور السلطة الرابعة في المساءلة والمراقبة.
وتحدث المشاركون عن تعامل الطلبة مع المساق التفاعلي، وإمكانية إنتاج أفكار قابلة للتحقيقات بسبب صعوبة تمويل التحقيقات الاستقصائية التي يقوم بها الطلبة وصعوبة نشرها في مؤسسات إعلامية ليس لها اتصال بكليات الإعلام، وأيضا هيمنة الأمن في عديد من الدول العربية على الجامعات ومناخ الحريات فيها.

ومن بين التحديات الأخرى، اكتظاظ غرف التدريس مما يصعب على الأساتذة متابعة تنفيذ تحقيقات لحوالي ثلاثين طالباً أو ربما أكثر، وكذلك، ضعف مهارات الطلاب اللغوية وعدم رغبة الكثيرمنهم بالمطالعة لغايات البحث بسبب اعتمادهم على الثقافة البصرية الأكثر استسهالاً، والتي أصبحت منافساً قوياً للثقافة المكتوبة. وتحدث بعضهم عن تهديدات طالت طلبة من إدارات الجامعة ومن خارج أسوار المؤسسات الأكاديمية عندما شرعوا في تحقيقات قد تحرج المتسببين، بينما نصح البعض أن يقوم الطلاب بانتاج تحقيقات بسيطة مثل عدم توفر مرافق صحية في بعض المدارس أو زيادة أجور المواصلات أو أوضاع سكن الطالبات.
واتفق المشاركين على أن شبكة “أريج” والتي انطلقت من الأردن قبل عشرة أعوام ساهمت في مأسسة ونشر ثقافة التحقيق الاستقصائي في غرف الاخبار وكليات الاعلام في دول انتشارها وعبر العالم العربي، وأن تغيير العقليات والأوضاع السائدة صوب الأفضل يتطلب وقتاً وجهداً وصبراً.
يُشار إلى أن شبكة أريج دربت منذ نشأتها في أواخرعام 2005 ما يزيد عن 1700 صحافي وأستاذ إعلام وطالب جامعي. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن و فلسطين و مصر و لبنان واليمن، كما أشرفت على نشر وبث 350 تحقيقاً استقصائياً.