"أريج" تختتم ورشة تدريب على أسس الصحافة الاستقصائية في تونس

2016/02/15
التاريخ : 15/02/2016

15 شباط/ فبراير 2016: عبر المشاركون في ختام ورشة “أريج” لتدريب أساسيات الصحافة الاستقصائية المكتوبة والملتيميديا في تونس، عن ثقتهم بأن أجواء الانتقال صوب الديمقراطية في بلادهم، ستساعدهم على إنجاز تحقيقات في العمق على قضايا تهم الرأي العام بهدف تعزيز دور السلطة الرابعة.

جاء ذلك اليوم في ختام الورشة التي عقدتها لأول مرة شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية “أريج” في تونس، حيث قال غالبية المشاركون الذين يمثلون 16 مؤسسة إعلامية عامة وخاصة، شاركوا في الورشة التي استمرت 5 أيام، أن التدريبات النظرية والتمارين العملية أكسبتهم مهارات جديدة، وحفّزتهم لإنجاز تحقيقات تكشف قضايا مهمة بهدف تفعيل مبادىء الرقابة والمساءلة.

وتقول رنا الصبّاغ المدير التنفيذي لـ “أريج”: “إنها المرة الأولى التي تركز فيها الشبكة على تدريب زملاء من بلد واحد ضمن بلدهم، وهي تجربة جديدة تسعى فيها أريج للقيام بتدريبات مركّزة في بلدان عربية”.

وتضيف: إن “توسيع هوامش الحريات الإعلامية والسياسية في تونس، وإمكانية تفعيل قانون حق الحصول على المعلومات الذي أقر بصورة مبدئية نهاية 2011، وصعوبة تدخل المسؤول لمنع الصحفي من النشر بسبب صلابة موقف نقابة الصحفيين التونسيين ومنظمات المجتمع المدني التي يتزايد نفوذها منذ الثورة، كانت من العوامل التي حفزت أريج على تخصيص هذه الورشة للزملاء والزميلات من تونس”.

على مدى خمسة أيام، تدرّب المشاركون على أساسيات الاستقصاء المتلفز والمكتوب، ومفاهيم الصحافة الاستقصائية، والفرق بينها وبين الصحافة التقليدية، وتطوير الفرضية وتحديد المصادر المتاحة والمغلقة، وتضمن برنامج التدريب جلسة لتثقيف الصحفين المشاركين قانونياً، من خلال الاطلاع على تطبيقات قانونية مختصة بالإعلام في الجمهورية التونسية لضمان سلامة عمل الصحافي وحماية المصادر.

درّب في هذه الورشة الصحفية رنا الصبّاغ (المدير التنفيذي لشبكة أريج)، وأحمد سليمان مدير قسم المتلميديا في “أريج” والصحفي ياسر الزيات (رئيس تحرير راديو هولندا السابق) والمحامي كريم جوايحية.
وتقول هدى الورتاني إحدى المشاركين من التلفزة الوطنية الأولى، “إن هناك عديد الصحافيين في تونس باتوا اليوم يرغبون في الانخراط في هذه النوع من العمل الصحفي”. ونحتاج إلى هذا الاسلوب من التحقيقات المعمقة، لأن فيها إضافة وفائدة للجمهور وتخدم المصلحة العامة”.

أما درة عبد القادر من وكالة أنباء تونس أفريقيا، فتؤكد إمكانية إنجاز تحقيقات استقصائية في العمق، في تونس ما بعد الثورة، حيث “نشعر أن مصادر المعلومات متاحة إلى درجة كبيرة وبإمكاننا كشف الأخطاء والتجاوزات بهدف محاولة إيجاد حلول تصب في صالح المنفعة العامة”.

وتضيف: “بعد هذه الورشة فهمت الفرق بين التقرير الإخباري والتحقيق الاستقصائي وخاصة أهداف الأخير، ونحن اليوم نستطيع القيام بتحقيقات استقصائية معمقة، قبل الثورة لم يكن بإمكان الصحافي إجراء تحقيق يكشف عيباً أو حقائق مغيبة، إلا اذا أراد المسؤول ذلك”، لكن “اليوم تغيّر كل شيء” تقول درة.

أما عبدالسلام هرشي من القناه التاسعة يقول: “ساعدتنا الورشة في إيجاد إطار جدّي وهيكل منظم نستطيع أن نقوم معه بتحقيقات استقصائية مع الحماية الكاملة. تمكننا من التعرف على أساسيات الصحافة الاستقصائية وكيفية اختيار الموضوعات”.

وتعد هذه الورشة ثالث الورشات التي تعقدها شبكة أريج في استراتيجيتها لأعوام (2016-2020)، حيث تستهدف الورشات تدريب إعلاميين في دول إنتشار الشبكة التسع على مهارات إنتاج تحقيقات تتناول قضايا تهم الرأي العام.

دربت “أريج” منذ نشأتها أواخر 2005، نحو 1700 صحفياً وأستاذ إعلام وطالب جامعي. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن، كما أشرفت على نشر/ بث قرابة 350 تحقيق استقصائي. كما تستخدم عدة كليات إعلام مساق “أريج” المبني على منهجيتها الميدانية في تدريس ثلاث ساعات معتمدة لطلبة البكالوريوس.