مقابلة ميرندا باترتشيك

ضيف هذا العدد من النشرة الشهرية لشبكة أريج، الخبيرة العالمية ميرندا باترتشيك، من مشروع التحقيقات في الجريمة ومكافحة الفساد OCCRP في سراييفو، والحاصلة على العديد من الجوائز آخرها جائزة المؤتمر الدولي للصحافة الاستقصائية “Global Shining Award” يوم 11 تشرين اول/اكتوبر عن تحقيقها حول أموال رئيس حكومة مونتنيغرو ميلو دوكانوفيتش. باترتشيك قامت بتدريب آلاف الصحفيين الاستقصائيين في مجال مكافحة الفساد حول العالم .12063598_10153701275370477_8288411273919269448_n (1)

يتساءل الصحفيون عادة كيف يمكنهم إنجاز تقاريرهم وتحقيقاتهم الاستقصائية مع البقاء بعيدين عن المخاطر فما هي نصيحتك في هذا المجال؟
الصحافة الاستقصائية تحمل في طياتها عددا من المخاطر سواء المادية منها والقانونية، خاصة في البلدان التي تعتبر مقيدة لحرية الصحافة حيث لا إعتبار للصحافة كسلطة رقابة على المؤسسات المختلفة . فعندما يحاول الصحفي كشف مخالفات أصحاب النفوذ والسلطة وتسليط الضوء على هذه الممارسات الغير قانونية فمن المؤكد أن أصحاب السلطة سيعادون الصحفي وربما يلحقون به/ها الأذى . فهل هذا يعني توقفك عن انجاز التحقيق؟ بالطبع لا ، ولكن هذا يعني محاولتك التقليل من هذه المخاطر والابتعاد عنها قدر الامكان آخذين في عين الاعتبار أن كل قصة حجم مخاطرها يختلف عن الأخرى ، ولكن كقاعدة عامة :
لا تحول الأمور ومساق التحقيق الى قضية شخصية لأنه اذا أحس الشخص الذي سيكون موضوع التحقيق أن التحقيق سيضر به، فلا تتوقع منه إلا أن يرد عليك بعنف، وتذكر دائما ان عليك ان تكون مهني وموضوعي وعادل في رؤية القصة من كافة جوانبها . اجمع كافة الأدلة والبراهين ووثقها فمهنيتك هي أفضل حصانة لك .
كمتحدثة دولية ومدربة في مجال تحقيقات الفساد ، ما هي التحديات التي تواجه الصحفيين الذين ينجزون قصصهم الصحفية بمواضيع الفساد والسلطة؟
من المعروف أن الموضوعات التي تخص الفساد، تعتبر الأكثر صعوبة. فالمسؤولون الفاسدون لديهم كل القدرة والامكانات لتغطية فسادهم، مقارنة مع الصحفي الاستقصائي الذي يملك وقتا محدودا وموارد قليلة . والتحدي الآخر يكمن في صعوبة الحصول على المعلومات، خاصة في البلدان الأكثر فسادا مثلا المواضيع التي تتعلق بالانفاق الحكومي والموارد الطبيعية مثل الغاز والنفط قطاع التعدين والعقود الكبيرة للدول لأنها تبقى غير متاحة للجمهور ولا حتى للصحفي .
وغالبا ما يفتقر الصحفيين عددا من المهارات للتحقيق في مجالات الفساد. لذلك وعلى مر السنين تنظم أريج عددا من الدورات التدريبية للصحفيين في العالم العربي بحضور عدد من افضل المدربين العالميين لمشاركة تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال . كما تعتبر اللغة عائق اخر بوجه الصحفيين، فعلى الصحفي ان يتحدث الانجليزية على الاقل بالاضافة الى لغة أخرى للتواصل مع الخبرات الصحفية العالمية عبر الحدود .
وتعتبر السلامة العامة مصدر قلق للعديد من الصحافيين وعلى الصحفي أن يكون حذرا وان يتعلم كيفية حماية نفسه ومصادرة بأفضل الطرق .

إذا أردت توجيه نصيحة لصحفي في بداية طريقه المهني في مجال صحافة الاستقصاء فماذا ستكون ؟
الخوف وانعدام الثقة يعتبران من ألد خصامك واعدائك . عليك أن تؤمن بنفسك دائما وان تبقي بابك مفتوحا لتعلم كل ما هو جديد والاستماع لكافة التجارب التي تعرض عليك. ولا تستسلم ابدا.
سؤال : كمتخصصة في تحقيقات تتبع المال والفساد، ومراسلة عملت مع صحافيين من الشرق الاوسط واوروبا والولايات المتحدة واستراليا لكشف قضايا فساد عابرة للحدود، ما هي أهم التحديات التي واجهتك في هذا المجال وكيف تجاوزتها ؟
كل قصة تتطلب مهارات مختلفة: فمثلا في المرحلة الأولى لانجاز التحقيق أقضي وقتا طويلا في البحث عن مصادر ممكنة، وقراءة معلومات عن القصة والتحدث الى الخبراء والشهود الذين هم على اطلاع على القضية بالاضافة لابلاغ رئيس التحرير عن المخاطر التي ممكن أن أتعرض لها خلال انجازي للتحقيق .
قبل عامين كنت في صدد انجاز تحقيق يخص واحدة من دول البلقان. ووصل لي تهديد بأنني سأقتل هناك ولكن ذلك لم يمنعني من المواصلة فخططت بعناية واتبعت اجراءات السلامة العامة بالاتفاق مع رئيس التحرير.
وفي مرة أخرى تم اعتقالي والتحقيق معي من قبل السلطات ، ومنها تعلمت ألا أحضر الحاسوب الخاص بي أو حتى هاتفي النقال في البلدان التي اعتقد أنني سأكون فيها معرضة للخطر وذلك لكي لا تصل السلطات الى مصادري وملفاتي . فيجب على الصحفي حماية مصادره وبياناته جيدا.
ما هي أهم الأدوات والمهارات التي يجب على الصحفي المتتبع لتحقيقات المال والفساد أن يلم بها؟
أن يكون لديه الفضول وحب الاستطلاع والمبادرة والإصرار والصبر والشجاعة والنزاهة ومعرفة كيفية الحصول على وثائق وتطويرمهارات الحصول على المعلومات عبر الانترنت .

من وجهك نظرك ما هي البلدان التي يجد الصحفيون فيها صعوبة في الحصول على المعلومات ؟ وما هي أهم نقاط الاختلاف بين الشرق الأوسط وأوروبا في هذا المجال ؟
حقيقة فوجئت من مستوى المعلومات المتوفرة على الانترنت أو في الجرائد الرسمية في بعض الدول في الشرق الأوسط.ولكن في معظم الحالات الصحافيون أنفسهم لا يعلمون كيفية الوصول الى هذه المعلومات. أعتقد أن أريج تقوم بعمل ممتاز في هذا المجال ضمن مشروع صحافة البيانات.