مقابلة العدد- رالف أندرسون

ضيف هذا العدد من النشرة الشهرية لشبكة أريج رالف أندرسون أحد أبرز محرري التلفزيون وأساتذة الاعلام في الدنمارك .

1. كيف وجدت مؤتمر أريج هذا العام من حيث الجلسات والورشات التدريبية والمتحدثون والمشاركون؟ وبرأيك، ما هي أهمية حضور المؤتمرات بالنسبة للصحفيين؟12309739_1032801656740704_5231654858347026005_o
شكل المؤتمر تجربة عظيمة لي. فهذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها مؤتمرا لأريج. كان من الرائع ان ألتقي بهذا الكم من الأشخاص الملتزمين بمهنتهم وان أرى واسمع أهدافهم وطموحاتهم بصحافة حرة ومستقلة ونقدية في العالم العربي. وهناك ثلاثة أسباب رئيسية لأهمية حضور هذا المؤتمر:
– الالهام الذي تحصل عليه من آخرين يواجهون ذات التحديات او المشاكل او الإمكانات في عملهم.
– الحصول على المعرفة من زملاء ذوي خبرة في مختلف مجالات الصحافة.
– التشبيك مع الاخرين وفرصة التعرف على زملاء جيدين يتشاركون معك في ذات القيم والآمال والاهداف للحصول على أفضل صحافة ممكنة.
2. كانت جلستك في المؤتمر  بعنوان “السرد القصصي الاستقصائي للتحقيقات المتلفزة”شديدة الازدحام بحيث ان الناس الذين لم يجدوا مقاعد لهم جلسوا على الأرض. ما هو أكثر ما جذب الصحفيين الى هذه الجلسة؟
اعتقد ان الحضور اجتذبتهم إمكانية الحصول على الخبرة والمعرفة عن كيفية تحويل قصة صحفية جيدة الى قصة تلفزيونية مذهلة وممتعة. القصة الجيدة هي أساس كل الصحافة. ولكن القصة الصحفية الجيدة ليست دائما قصة تلفزيونية جيدة!! عليك ان تسأل نفسك دائما: كيف يمكن رواية هذه القصة بالصور؟ لا تروها بل اعرضها!!
3. ما هي النصائح الثلاث التي يمكنك اعطاؤها للصحفيين الذين يبدؤون مهنتهم الصحفية؟
أولا: تحلَّ بالثقة والايمان بنفسك! إذا كنت تمارس الصحافة الاستقصائية النقدية، سيحاول الناس ان يؤذوك ويهددوك لأنهم سيشككون في دوافعك وعملك. وهكذا فان تكون صحفيا مستقلا وناقدا امر يتطلب الكثير من الشجاعة.
ثانيا: استمر في عملك! لا تستسلم! فالصحافة تتطلب غالبا الكثير من العمل عندما تحتاج الى ان تنبش بعض المعلومات. من الضروري ان تكون عنيدا ولا تستسلم ابدا، حتى عندما تكون الأمور بمنتهى الصعوبة.
ثالثا: كن متواضعا! اسمع وتعلم من الزملاء ذوي الخبرة او الاخرين الذين يمكنهم ان يشكلوا الهاما لك. الصحافة مهنة متطلّبة تحتاج وقتا طويلا لتعلمها بالشكل المناسب.
4. ما هي التحديات التي يمكن ان يواجهها الصحفيون الرقميون خلال الاعداد لقصة وكيف يستطيع الصحفيون تجنبها؟ 
التحدي الأول. عدم وجود زاوية رؤية للقصة: إذا لم يكن لديك زاوية نظر واضحة لقصتك فستواجه مشاكل كبيرة. تذكر دائما: قصة واحدة، زاوية واحدة! دائما اسأل الأسئلة الثلاثة التالية لقصتك لتتأكد من انك تتناولها من الزاوية المناسبة:
• لماذا تهمني هذه القصة؟ (التورط في القصة)
• لماذا يجب ان أؤمن بها؟ (المصداقية)
• ما هو المثير للاهتمام والجديد في هذه القصة (البعد الحالي).
التحدي الثاني: عدم وجود صور جيدة مثيرة للاهتمام. اسال نفسك دائما:
• من يستطيع ان يروي القصة؟
• كيف يمكن تحويل الزاوية الى قصة تلفزيونية واضحة تحتوي على المعلومات – توثيق الشخصيات – السحر؟
التحدي الثالث: عدم وجود صوت: لا تنسَ الصوت أبدا! فهو مهم للغاية. غالبا ما ننسى الصوت او لا نعطيه حق قدره. كل الصور المتحركة فيها صوت. اذهب الى الصورة الجيدة وستجد الصوت الجيد. اذهب الى الصوت الرائع وستجد الصورة الجيدة!

5. باختصار، هل يمكنك ان تلخص لنا كيف تكون رواية القصة للتلفزيون مختلفة عن رواية القصة للصحافة المطبوعة، وما الذي يجعل الصحفيين يميلون لتعلم رواية القصة المتلفزة او المكتوبة؟

الفارق الوحيد بالمقارنة مع الصحافة المطبوعة هو ان عليك ان تروي القصة بصور متحركة. يجب ان تجد الشخصيات والأكثر اثارة للاهتمام في الأمكنة الصحيحة – ثم عليك ان تكون قادرا على روايتها كلها بشكل مسل ودقيق. القصة التلفزيونية الجيدة يجب ان تحتوي على ثلاثة عناصر أساسية: المعلومات، التعرف على الشخصيات والسحر. رواية القصص المرئية توفر مجموعة من الأدوات والطرق التي يمكنك ان تستخدمها لتنجح في تحويل قصة صحفية جيدة الى قصة تلفزيونية مهمة وذات معنى.