مقابلة الصحافي جوليان شير

ضيف هذا العدد من النشرة الشهرية لشبكة أريج الصحافي جوليان شير، وهو صحفي استقصائي حائز على الجوائز عن عمله في التلفزيون والصحافة المطبوعة والإذاعة والانترنت. وهو منتج كبير في برنامج “The Fifth Estate” الاستقصائي الأول على محطة CBC. 1

1- كيف وجدت مؤتمر أريج لهذا العام من حيث الجلسات والتدريب والمتحدثين والمشاركين؟ وبرأيك ما هي أهمية حضور مثل هذه المؤتمرات للصحفيين؟
يعمل الصحفيون بجد شديد كل يوم باحثين عن القصص. ومن النادر أن نحصل على فرصة للتوقف والتفكير في العمل والتعلم من الآخرين، ولهذا فمؤتمرات مثل مؤتمر اريج أمر شديد الأهمية. بل إنه الأكثر أهمية لأنه يعقد في العالم العربي؛ حيث يواجه الصحفيون الكثير من العوائق أمام عملهم (الرقابة، المضايقة وحتى السجن أو الموت). ولهذا فمن الضروري بمكان أن يكون للصحفيين العاملين في الشرق الأوسط الفرصة للتعلم من بعضهم الآخر، وأن يحصلوا على الإلهام من بعضهم البعض وأن يبنوا الجسور ليحاربوا القوى التي تسحق الإعلام المفتوح والحر في الإقليم.
2- قيم المشاركون جلستك خلال المؤتمر بأنها كانت مفيدة جدا؛ فقد أعطيت فيها نصائح وإرشادات مثمرة. برأيك، ما الذي كان ينقص الصحافيين في هذه الورشة؟
نحن جميعا ممتازون في جمع المعلومات، ولكننا لسنا بمثل هذه الجودة في تنظيم المعلومات والكتابة عنها بطريقة تعكس كم هي قوية هذه القصص في الواقع، وهكذا يريد الناس أن يتعلموا كيف يكونوا رواة أفضل للقصص.
3- هل يمكنك أن تعطينا 3 نصائح للصحفيين الذين هم في بداية سيرتهم المهنية كصحفيين استقصائيين؟
أولا: فقط افعلها.على خلاف المهن الأخرى، فأنت لا تستطيع أن تمارس الطب أو تقود طائرة إذا كنت مبتدئا! الصحافة تسمح لك أن تبدأ فورًا. كطالب في الصحافة أو كصحفي شاب مبتدئ، يمكنك أن تكتب مدونة على الإنترنت، يمكنك أن تكون مراسلاً حراً، أن تكتب إلى جريدة المدرسة أو تحمّل فيديو على اليوتيوب. إذن لا تنتظر، ابدأ الكتابة اليوم.
ثانيا: كن جريئا. افعل شيئا مختلفا لم يفعله أحد من قبل. اطرح الأسئلة التي لا يطرحها أحد. ابحث عن القصص التي يتجاهلها الجميع.
ثالثا: تعلم من الاخرين. فالصحفيون المتمرسون على استعداد دائم لمشاركة قصصهم ومهاراتهم. اقرأ عملهم وراقبه؛ تحدث إليهم عندما تستطيع. احضر مؤتمرات مثل مؤتمرات أريج.

4- ما هي التحديات التي يمكن أن يواجهها الصحفيون خلال إعداد قصصهم وتحقيقاتهم وكيف يستطيعون التغلب عليها؟ (3 تحديات)
أولا: الموضوع ليس عن الوقائع بل عن البشر. لا تغرق في الوقائع التي لديك. ابحث عن الناس لتروي قصتك وتوضحها.
ثانيا: لا تنشر أو تذع كل بحثك. فمعظم التفاصيل التي وجدتها يجب ألا تكون في قصتك. لا تدع قصتك تزدحم بكل المعلومات غير الضرورية فقط لأنك فخور بكل الوقائع والمعلومات المثيرة التي وجدتها. ابق قصتك بسيطة.
ثالثا: ابدأ كتابة قصتك منذ البداية وليس عند نهاية بحثك. إذا انتظرت حتى يكتمل كل البحث فإنك ستجد في الوقت الذي تبدأ فيه الكتابة أن الأوان قد فات بالنسبة إليك لتحديد العناصر الرئيسية التي تحتاجها للقصة مثل الحبكة والشخصيات والمشاهد. إذا بدأت بالكتابة والكتابة باستمرار وانت تجمع عناصر بحثك ستؤثر كتابتك في البحث لأنها ستظهر لك الفجوات التي عليك أن تملأها والمعلومات التي يجب أن تحصل عليها.
5- باختصار، هل يمكن ان توجز لنا كيف تختلف رواية القصة للتلفزيون عن روايتها للمادة المطبوعة، وبرأيك هل يميل الصحفيون إلى رواية القصص للتلفزيون أم للمادة المطبوعة ولماذا؟
اعتقد أن كل الصحفيين يستطيعون أن يتعلموا من رواية القصة التلفزيونية لأن رواية القصة التلفزيونية على عكس المواد المطبوعة عليها أن تتبع القواعد الشديدة للسرد، فهي تتعلق بالمشاهد والشخصيات والحبكة.
فكر في الفلم الذي أحببته فعلا. لقد احببته بسبب شخصياته العظيمة وحبكته وبنيته. وعلى التلفزيون أن يجتذب المشاهدين بنفس الطريقة ويمكننا أن نتعلم الكثير عن كيفية روايتنا للقصة بتلك الطريقة.