ضيف العدد - د.حميدة البور - مدير عام وكالة تونس أفريقيا للأنباء (TAP)

هل الصحافة الاستقصائية ضرورة لتفعيل الرقابة والمساءلة أم ترف؟ صورة ضيف العدد آذار د. حميدة

الصحافة الاستقصائية هي من مظاهر ممارسة الإعلام لدوره كسلطة رابعة. من واجبها مراقبة المسؤولين في كل المجالات ومحاسبتهم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعد ترفاً. فهدف الصحافة الاستقصائية خدمة المجتمع من خلال كشف الحقائق المخفية والتصدي لمظاهر الفساد واستغلال النفوذ بغير حق وإهدار المال العام.

ما هي معوقات الصحافة الاستقصائية في تونس والعالم العربي؟

أبرز المعوقات تكمن في صعوبة الوصول إلى المصادر، إضافة إلى ضعف ثقافة المساءلة والمحاسبة. جانب آخر من المعوقات يرتبط بالتنظيم الداخلي، وفي صلب المؤسسات الإعلامية، حيث يجد الصحافيون الاستقصائيون صعوبة في التوفيق بين ما يحتاجه العمل الاستقصائي وبين العمل اليومي.

بعد الانتخابات الأخيرة وتعيين رئيس وحكومة ثابتة هل ترين أن فرص نشر وإنجاز تحقيقات استقصائية متلفزة ومكتوبة بات ممكنا، ولماذا؟

نشر التحقيقات الاستقصائية وبثها لا يرتبط بنتائج الانتخابات؛ لأن البيئة الإعلامية في تونس بعد 14 يناير/ كانون الثاني 2011 تسمح بذلك، نظرا لحرية التعبير التي اكتسبتها وسائل الإعلام.

كيف كان دور الاعلام الرسمي والخاص في المرحلة التي سبقت الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة، وما هي مقترحاتك لتجويد دور المؤسسات الاعلامية؟

صراحة لا يمكن أن نضع الإعلام في سلة واحدة، واليوم في تونس نلاحظ تنوعاً في المحتوى الإعلامي ولو أنّ العديد من النقد يوجه للإعلام بسبب الإخلال بأخلاقيات المهنة الصحفية والانسياق وراء الإثارة. وبالنسبة لمقترحات التجويد تتعلق المسألة أساسا بإعادة تنظيم غرف التحرير داخل وسائل الإعلام، ووضع حد للتوظيف الهش للصحافيين الشباب، مع الالتزام بقواعد التعديل، وبأخلاقيات المهنة الصحافية. من المفيد أيضا توفير فرص التدريب والإعداد المستمر للكل.

هل من ضرورة لتعديل مجلة قانون حق الحصول على المعلومات؟

في القانون مسائل وجب تعديلها، ولكن الأهم هو أن يسعى الصحافي الاستقصائي إلى الاستفادة مما هو موجود والمطالبة بتطبيقه قبل أن نصل إلى مرحلة التعديل.

قبل ثلاثة أعوام دربت أريج 12 صحافيا في وكالتكم بهدف تأسيس نواة لوحدة تحقيقات إستقصائية. تلك التجربة أثمرت عن ثلاثة تحقيقات نشرت ضمن القسم، لكن عملية مأسسة القسم لم تكتمل لإسباب مهنية وسياسية (تتعلق بالوضع العام للبلاد بعد الثورة)  فهل تفكر د. البور اليوم بإعادة إحياء الوحدة وتخصيص كادر مستقل لها بالاستفادة من الملتحقين ببرنامج الماجستير؟

وكالة تونس أفريقيا للأنباء مفتوحة لطلبة معهد الصحافة الراغبين في التدرب المهني وستظل كذلك. فيما يخص الصحافة الاستقصائية فإن المسألة قيد الدراسة وسنسعى إلى إرساء نواة للصحافة الاستقصائية بالوكالة.

كيف تستطيع شبكة أريج دعم جهدك لتعزيز مهنية المنتج الإعلامي في وكالتكم الغراء TAP ؟

نعول على أريج في التدريب المستدام وإتاحة الفرصة لصحافيي الوكالة للاستفادة من الدورات التي تنظمها وأيضا من تنظيم تدريب داخلي في الوكالة.

 ما هي النصائح التي توجهينها للجيل الصاعد من الإعلاميين وبخاصة من يتدرس هذه المهنة منذ 2011؟

نصيحتي الأولى لهم هي الحفاظ على الاستقلالية والتقيد بأخلاقيات المهنة الصحفية وبقواعد الاحتراف.

ما هي متطلبات الصحافي/ ة الاستقصائية؟

الصبر والمثابرة والدقة وعدم التسرع والقفز إلى الاستنتاجات دون تريث.